حرب غزة

 

 

 

شبكة المنصور

بقلم - صدام العرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام على من ارتقى من أبناء فلسطين العزيزة إلى جنات الخلود ممّن صدقوا ما عاهدوا الله عليه.


في خضم ما تموج به ساحتنا القوميّة، وحيث أننا نخاطب اليوم جميع فئات أمتنا، فالتبسيط واجب قدر الإمكان.


ما نراه اليوم ويراه الجميع ممّن ينتمي إلى العروبة قلبا أو لسانا هو إلقاء اللّوم على الآخرين بالتوافق مع الهروب بنفسه على المسؤوليّة، وليس ذلك سوى مزيد من زرع التفرقة والهلاك.


اليوم علينا أن نعي الدرس جيّدا من فلسطين أو لبنان أو عراقنا العظيم، وللتوضيح تـُضرب الأمثال.


في ظرفنا الراهن، الجميع يلوم غيره فيما يجري في غزة، وغالبية اللّوم توجّه إلى حكام العرب وعليه فسيكون هذا هو مثالنا.


نقول للقائمين على هذا الفعل، ضعوا أنفسكم في مكان هؤلاء الحكّام، أو حكومة مصر مثلا، ثمّ قرّر إن كان بوسعك تحمّل مسؤولية قطع المعونات الغذائية الدولية عن الشعب العربي المصري، وما أحداث رغيف الخبز عنّا ببعيد.


نتساءل اليوم، أيّها المواطن العربي الغاضب من المحيط إلى الخليج، ماذا أنت صانع، ليس لنصرة شعبنا في فلسطين، بل ماذا أنت صانع اتجاه مسؤولياتك على أضيق نطاق!


ويأتينا الجواب من الغالبية قائلة أنها تقوم على واجباتها اتجاه أسرها ومن تعول عبر توفير المأكل والمسكن والتعليم والعلاج.


وهنا نقول، وهل هذه هي مسؤولياتكم وحسب!!! أليس هذا هو ذاته ما تقوم به حكوماتنا العربية اتجاه شعوبها!!! وماذا عن توفير الأمن والحماية!!!


نعم... هذا هو السؤال الواجب الآن، ماذا أعددت أيها المواطن العربي لحماية أسرتك وأهلك وأنت بمثابة الحاكم والقائد لهم !


إن أي ربّ أسرة في العراق، في لبنان وفي غزة كان يقوم بنفس ما تقوم به اليوم وكلنا رأينا النتيجة، تابعنا عويل رجال العرب قبل النساء والأطفال، نلوم اليوم الحكّام ولسنا بأفضل حالا منهم بشئ.


أيها الإخوة... اليوم علينا تعلّم الدرس، على الجميع بلا استثناء البدأ بعمل فردي وشخصي، وبخطوات عمليّة كفيلة بردع أي عدوان قد يقع على أهلنا أو عوائلنا، فلا يكون مصيرهم كمصير ضحايانا في العراق ولبنان وفلسطين، ونكاد نجزم أن جميع أبناء أمتنا موقنين بأنّ حكوماتهم لن تدفع عنهم شرّا أو ضرّا في ساعة الخطر.


أيها الإخوة في الدين والعروبة، إن الحياة التي أنعم الله بها علينا لا قيمة ولا معنى لها بلا هدف يقودها، لأن المأكل والمشرب والمنام بلا هدف هي حياة الأنعام التي تسمّن، بانتظار يوم الذبح.


وليس لذلك قد خلقنا البارئ ولا أنعم علينا بالعقول وكرّمنا على العالمين.


فليكن هدفنا مبدئيا في الحياة هو تعلّم حماية أنفسنا ومن نعول بشكل فردي ومستقل، وبأقل درجات الاعتماد على الغير، ولنحارب كل من يمنعنا من تحقيق هدفنا، وفي هذه المناسبة نذكر مقولة الكثير في أنّ أيام الدراسة هي أجمل أيّام العمر، فهل تعلمون أن السبب هو الهدف، ففي تلك الأيام يكون النجاح والتخرّج هدفا أساسيا يسعى الجميع إلى تحقيقه فيشعر بمتعة الحياة عند الإنجاز، أمّا اليوم فقد افتقد الجميع معنى الحياة، لأنها حياة بلا هدف.


تأكّدوا أيها الإخوان أن هذه المهازل لن تتوقّف إلا إذا تعلمنا ردع العدو، وهدر الأرواح هذا لم يكن ليقع لو تعلّم أهل الضحايا دفع الشرّ عن أنفسهم بدلا من هذا العويل.


وهذا يقودنا إلى نقطة مهمّة، بل غاية في الأهميّة، وهو تساؤلنا للقيادة العسكرية في قطاع غزّة ما هذا الذي تصنعون!!! هؤلاء الضحايا وثقوا بكم وتحمّلتم مسؤوليتهم أمام الله والعالمين، ثم ماذا صنعتم في المقابل!!!


أيها الإخوان في القيادة، ليست مهمّتكم بأي حال من الأحوال هي الاستجداء وطلب العون، فأنتم اليوم كأرملة ألحقت إعاقة في طفلها عن عمد كي تستجدي به المعونة على أبواب المساجد!!!


فمنذ اليوم الأول للعدوان ماذا قدمتم لدرء الضرر عن شعبكم !!! غير المهاترات الإعلامية واستجداء العون !!!
عليكم اليوم أن تعوا أنكم في حرب، وكل شئ مباح في حربكم هذه، فماذا تصنعون!!!
أين هي خططتكم العسكرية واستراتجياتكم في المواجهة!!!
 

لماذا لحد الآن لم تقطع شبكات الجوال وخطوط الهاتف الأرضي لقطع التواصل بين العدو وعملاؤه على أرضكم فيسهل تحديدهم، وكما تعلمون أن غالب الضرر واقع بفعلهم!!!


لماذا لم تشتعل سواتر الدخان في عموم القطاع وما هو بكبير مساحة، سواتر الدخان المخلوط ببرادة الحديد والمعادن الأخرى، لتعمي طائراتهم ورادارا تهم بل وتقوم بإعطاب محركاتها!!!


أين هي عملياتكم الاستشهادية، فإن لم تصلوا عمق مدن العدو، فالبحر مفتوح أمامكم وبوارجهم تعتدي عليكم، فهل استكثرتم نقل عبواتكم إلى بوارجهم غوصا!!! فإن كانت راداراتهم تكشفها فخليط غاز الطبخ والهواء في أنابيب البلاستيك من (تصنيف 16) التي تحتمل أكثر من (خمسون بار) كفيلة بهم.


أين هم مهندسوكم ومخططيكم وعقولكم!!! أين هو فعلكم المقاوم!!! ماذا تنتظرون!!!


أيتها القيادة في غزة... اعلموا أنّما وجودكم ومصيركم كان لأهداف عظمى أعلنتم عنها وتبنيتموها، أمّا إن بات طموحكم اليوم فتح المعابر! فتذكروا مطار غزة الدولي، وجاءت ثورتكم لهدف أسمى، فإن ارتضيتم ما دون ذلك فهذا هو العبث في أرواح ومقدرات شعبكم الذي وثق بكم.
 

قوموا بما هو واجب عليكم، ثمّ انتظروا العون والنصر من الله عز وجل، لا من مصر أو غيرها... وهكذا تخاض الحروب.


يا أبناء أمتنا المجيدة، اعملوا على حماية أنفسكم بجهد فردي ومستقل، وليكن هذا هو الهدف ذو الأولوية في حياتكم اليوم، ودعوا عنكم اللّوم والملام، فما يزيدنا ذلك إلا فرقة وضعفا، ولا تدعوا قوة تحول بينكم وبين أهدافكم. وفقكم الله لكل خير وهو من وراء القصد.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م