اطلقوا ما شئتم من
صواريخ وابعثوا ما اردتم من
رسائل الموت ، فغزة ستبقى قرة
عيوننا ، كما الفلوجة وبغداد
وكربلاء ، لا الموت يغيب اسمها ،
ولا النار تمحي رسمها .
رايت طفلا
فلسطينيا ، وسط سمفونية الانقاض
والنار التي الفها العم سام ،
يرسم بابتسامته غدنا العربي .
تساءلت اين اخي عبدالله ابا منيف
* الان ؟ اين ؟ هل دفن شهيدا تحت
انقاض صارت تقليدا عربيا نعانقه
يوميا من كرخ بغداد حتى شواطئ
عمان مرورا بغزة ؟ غزة
اليوم تحتفي بزفة شهداء اعادوا
لفلسطين كرامة البندقية ودفنوا ،
بعد سنين طويلة من احتساء
الماريجوانا في ليالي السمر في
اوسلو او كامب ديفيد
، اسطورة التعايش والسلام
. غزة مرة اخرى كللت
رؤوسنا بتاج دخول نادي شهداء
الامة ، الذين لا لغة في افواههم
سوى رعد قطعة فولاذ اسمها
كلاشنكوف .
غزة نظفت ( عصا ) ارتكازنا على
الارض ، البندقية ، من الصدأ
الاسود والخرس الاهوج ، وهاتفت
بغداد في ذكرى سيد شهداء العصر
صدام حسين عبر اسلاك الاحمر
القاني .
الا ترون معي اننا
امة الشهداء بامتياز كما لم
تسبقنا امة من قبل ؟ من قال اننا
امة المهزومين ؟
غزة هي الامة كلها من محيطها
الى خليجها العربي ، كما ديالى
وكربلاء ، وليس من الامة من
يقومون بالتفرج على جز راس طفل
فلسطيني وسحق رأس توأمه العراقي ،
وهم يرتدون قناع العار في قصور
تحكم وهي مخصية . نحن لسنا امة
مهزومين بل امة منتصرين حتى حين
يتدلى قادتها من اعواد المشانق من
عمر المختار حتى صدام حسين ،
فلولا اننا امة معجزات بشرية لما
قتلوا اطفالنا و لا اغتالوا
قادتنا ولا هدموا مدننا ولا حلوا
جيشنا ، ولا ابادوا الالاف من
علمائنا ، ولا شردوا منا ستة
ملايين عراقي بعد تشريد اربعة
ملايين فلسطيني .
انها انفلاقات غضب
ودمدمة عتب حينما يرتكب بعضنا
خطئا فاحشا بقوله ( اننا امة
مهزومين ) ! لم يسبقنا في (
قواميس جينيس ) في الاستشهاد احد
، لا بين السابقين ولا بين بشر
يصارعون الان وحوش تقيم في واشنطن
تزق الكنيست بالجنسنج والفياجرا ،
وتمد ذيول الموت لتصل خنادق اقمار
قارات العالم السبع !
الشهيد لا يهزم ،
من قال ان الشهيد يهزم ؟ الشهيد
لا يندم ، من قال ان الشهيد يندم
على سفح دمه من اجل وطن غلفناه
بحدقات العيون ؟ الشهيد مذنب ،
وهو يهوي من سماءه المعتمة ، يملأ
الارض عدلا ووضوحا واشراقا ،
ويهزم بتوهجهه ليالينا البهيمة .
الشهيد يصر على اذلال من اغتال
حدقات طفل في بغداد او ماجدة في
غزة بابتسامة يطلقها حتى وهو
يغادرنا شهيدا ، فيحرق الارض تحت
اقدام ذلك اللص الغاطس بدمنا
وكوفأ برميه بقندرتين عراقيتين .
بالامس ، قبل
عامين في يوم كهذا 30 / 12 / 2006
رايت شهيدا يصفع بابتسامته سيد (
ليفني ) وكلب حراستها ، ويركل
برجليه ، وهو يتدلى من حبل مشنقة
شرف رفيع ، باراك القديم ، الذي
يجز رؤوس اطفال غزة الان ، وباراك
الجديد ، الجلاد المنتظر المتلفع
ببزة سوداء وربما سيجز الرؤوس
بنعومة قطن طبي . هل تذكرون من هو
ذلك الشهيد الذي ، وهو يستعد
للجلوس تحت (سدرة المنتهى ) ، صرخ
بلغة فلسطينية بليغة : ( عاشت
فلسطين حرة عربية من النهر حتى
البحر ) وغاب وسط احراش السدرة
المقدسة ؟
ارسلوا ، ياحملة
مناجل الموت ، ما شئتم من كواتم
صوت تسكت الاطفال الى الابد ،
فغزة ام لا تعقر ابدا كفلسطين
كلها ، كالعراق كله ، كالامة
العربية كلها ، غزة حصن منيع بناه
ابناء الله لتبقى لتقاوم موجة
الايدز المنداحة من قبور تقبع
فوقها وجوه بشرية لكنها ليست لبشر
، وجوه تتحرك باسم الموت وتتعاطى
مورفين الموت وتعطيه ، وجوه
بشرية لكنها ليست لبشر لم تتعافى
بعد من اسطورة الهولوكوست ،
صنعّتها وباعتها وسلعتّها وسوقتها
مخلوقات تحمل ملامح بشر لكنها
ليست بشرا ! تنبش القبور في عرض
تخترق موسيقاه طبلات الاذن ،
وتطفأ اعاصيره نبضات قلب حي اسمه
طفل غزاوي مازال يبتسم ، وهو يقبع
تحت اطنان النار ، وجه فقط بلا
اطراف ولا جذع !
اتذكر طفلة
الفلوجة هناء ، وهي مسحوقة تحت
جنازير باراك الاخر ، الذي يعمل
في العراق متخفيا باسم مستعار هو
بوش ، كنت ارى راسها مفلوقا كحبة
مازالت طرية في اديم الارض ، وكنت
ارى وجه الطفل الغزاوي الملتصق
بقوة براس مجزوز ، مازال يبتسم
وهو ملقى بين النار والانقاض .
أبتسمت بلغة حرب
سرية ، وعدت الى الكرخ ، ملعب
طفولتي ، التي هدم باراك الاخر في
بغداد أحياءها العتيقة كعتق بيتنا
الاول مكة وبيتنا الثاني القدس ،
وقلت في دخيلتي : صدروا
الهولوكوست لنا فلم نعد ، بعد ان
راينا من هز كرسي باراك ب ( 43 )
صاروخا في عام 1991 معلقا بمشنقة
الشرف وابتسامة النصر تحلق فوق
عينية المفتوحتين مختتما جولة
العمر ، بعد ترنيمة الشهاديتن ،
بهتاف سيبقى مسمرا في ضمائرنا
وخالدا في احلام بنادقنا ، التي
لم تصدأ ولن تصدأ ، مهما تصرم
الزمن ونشر حزب اوسلو عفنه : (
عاشت فلسطين حرة عربية ) .
نعم نقولها مع
شهداء غزة اليوم : عاشت فلسطين
حرة عربية من النهر الى البحر ،
ونقسم بالله العلي العظيم لن يبقى
بين النهر والبحر سوى فلسطين
.
تذكروا ولا تنسوا ابدا ان غزة
اليوم تدفع مهر عرس فلسطين القادم
، بعد زفة العمر بتحرير بغداد ،
ومن بغداد صدام الشهيد سيمتد
عرسنا الى غزة غدا .
نحن قادمون ياغزة
، فانتظري ليلة عرسنا المشترك في
الفلوجة الشهيدة .
أيها الطفل ، الذي
يبتسم وجهه بتقاطيعه الغزاوية
الحلوة وهو نائم على راس جزه بوش
في غزة ، نقسم لك بابتسامتك
الحلوة ، كحلاوة تمر البصرة
الصامدة بوجه جراد الشرق والغرب ،
بنادقنا لن تصدأ ، ابدا لن تصدأ ،
انها ممهورة بذكاء يصوب ضرباتها ،
أنها تعرف متى وكيف واين تبدأ ،
بدأ باراك عندكم في غزة لكننا
سننهيها في الكرخ مدرسة المناضلين
الاشداء .
انتظر ياوجه طفل
فلسطيني يبتسم ، وقد جز راسه ،
نحن عائدون عبر بغداد الى فلسطين
، كل فلسطين من البحر الى النهر . |