تأملات
من بغداد إلى غزة ...
ادم يبكي اولاده

 

﴿ الجزء الاول

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي  

الله خالق هذه الحياة والانسان كان جزءا اساسيا من هذه الحياة وعندما اوقعت الخطيئة ابونا ادم سرت هذه الخطيئة في اولاده وفي الجنس البشري من بعدهم ولهذا السبب اندفع احد اولاد ابونا ادم وهو قايين ان يقدم على قتل اخيه هابيل الذي تقدم على اخيه القاتل بحبه للخالق من خلال تقدمته السخية كقربان لفضل الخالق عليه وجنت هذه التقدمة عليه حنق اخيه فقتله . وهذه الصورة استمرت في التكرار إلى يومنا هذافي غدر الاشقاء باخوتهم الذين يتقدمونهم في خصال حميدة في نسبية الواقع والعصر.

 

وغزو العراق في 2003 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وبتشجيع الانظمة العربية العميلة بل البعض منها ذهب إلى تقديم كل التسهيلات ايظا وحول الارض العربية إلى جسر لاغتيال الشقيق و بالرغم من امتناع دول مرتبطة بحلف الاطلسي كتركيا من تقديم اي تسهيل لغزو العراق وبقاءها على عرف اسموه بالحياد .وما اشبه بالمواقف تجاه غزو العراق بالذي يجري في غزة اليوم ولاجل ان يكون بحثنا المتواضع هذا مقبولا لدى الكل وحتى لدى الذين كان لهم دورا خبيثا في غزو العراق وبنفس روحية العددوالنوع للخطوات التي اخذوها في 2003 تجاه العراق فهم يكررونها اليوم تجاه شعبنا في غزة وحالة النقد التي ستترجمها بعض من كلماتي لا تتعدى في كونها عرض الحقيقة كاملة وللاخرين من اصطفوا مع أو ضد الامة الخيار في الاستيعاب والتحليل ومن ثم القرار في الاستمرار في الموقف أو التصحيح بالشكل الذي يرضي الخالق والتزما بوصاياه ومنها حب القريب كحب النفس وكيف الحال اذا كان اخ وشقيق أو لا سامح الله العناد في معاداة الامة والاخوة. فبالامس كانت بغداد واليوم غزة وعسى ان لا يسمح الله للغد بمأساة عربية جديدة فالحياة مستمرة مع اولاد ادام الجدد  مادامت الخطيئة تسري في العروق في الجنس البشري وكلنا بتنا نعرف طريق الخلاص من هذه الخطايا.. أقول سأتناول الموضع على النحو الأتي:


عندما اتخذت الولايات المتحدة تصفية النظام الوطني والقومي في العراق .كان القرار امريكيا ولكنها وبحكم امكانيتها ترجمة هذا القرار إلى جملة من التحركات والاجراءات بدءا باستخدام وكالة الطاقة الذرية ولجان التفتيش(لا يغر احد تصريحات بليكس أو الاخرين ممن نفذوا الدور الذي اناطته لهم الادارة الامريكيةفي حينه وبعد ان ولى بوشهم اليوم بدءوا بتبرئة ساحاتهم  و يتملصون من ادوارهم المشبوهة ويؤدون دوري بلاطس البنطي الذي حكم بصلب مسيح الرب ومن ثم يغسل يديه ليبرء نفسه القاتلة) .وايظا تحفيز بعض الدول العربية لاداء دور حمامة السلام وهم غربانا ينبؤن بالموت القادم واخرين جعلت منهم ابواقا تدعو إلى التخوف المصطنع من القوة العراقية المتنامية و من التطرف العراقي في معالجة القضايا العربية أو الاقليمية.

 

اي ان الموقف العربي الرسمي كان يتراوح بين تحمس البعض لغزو العراق إما لحقدها على النظام في العراق وقيادته الشجاعة والتي تسببت في بعض الاحيان الحرج لها فيما يتعلق بالقضايا العربية  وخاصة في القضايا المصرية ومنها التي تعلقت بفلسطين الحبيبة .وبين طمعها في السيطرة على المنطقة ووفق مصلحةحكامها المتطابقة مع مصالح اسيادهم الاجانب ,والمنوذج الاخر للموقف الرسمي العربي تعامل باسلوب وبطريقة براجماتيكية ولم يتحمس للغزو ولكنه لم يقف موقف المعارض و باستثناء موقف القطر السوري الواضح جدا من الغزو والذي كان ولايزال ينبع من موقف عقائدي وعربي اصيل وهذا باختصار موقف اشقائنا .وبعد ازاحة النظام الشرعي في العراق وبالقوة العسكرية الامريكية ساعدعلى ظهور مجموعة جديدة اقليمية والتي سميت بدول الجوار العراقي هدفها المعلن لمساعدة عودة العراق إلى ما كان ولكن حقبقة الامر هوملئ الفراغ الذي تركه العراق المستقل.وان في هذه المجموعة الدولية الجديدة دولا عربية ساهمت في احتلال العراق بشكل مباشر ودولة عربية وقفت بحزم امام هذا الاحتلال كالقطر السوري الشقيق ودولا اجنبية ساهمت في احتلال العراق كايران ودولا لم تؤيد احتلاله كتركيا الجارة.اي عراق مستقل وايةدولة كان بحيث هذا الكم الهجيني الدولي فشل ولحد الان في ملاء فراغ عراق الشهيد البطل صدام حسين...ان الموقف العربي الرسمي يمكن ان نتفحصه وعلى النحو الأتي:

 
-ان المحور السعودي المصري اتسم بالغموض لدى البعض والتردد في بعض الاحيان الاخرى ولكن ليس لدى العراقين فهما في المقياس القومي و الاقليمي مساهمين في الحرب الامريكية على العراق بسبب مصالحهما في المنطقة وكذلك لطبيعة العلاقة التي تربطهما بالامبريالية الامريكية وايظا  كانت لهما فرصة لتصفية حسابات مع النظام الشرعي في العراق بسبب مواقفه القومية  السابقة وفي نفس الوقت ترددهم ناجم عن ا لضغوط الشعبية المعارضة للغزوفي اقطارهما وباقي الوطن العربي ..والدول العربية الباقية عارضت الغزو في اعلامها فقط ولكنها تحتفظ لنفسها بموقع الحياد لتأمين المرحلة القادمة. والسعودية و الذي بدء يتشكل  دورها وبشكل بارز بعد انهيار نظام الشاه في ايران في عام 1979.

 

و تراجع بعدما تكشف دورها في العدوان الثلاثيني على العراق في عام  1991  وحيث ان الشراكة السعودية الامريكية كانت قد بدءت في فترة الاحتلال السوفيتي لافغانستان وكذلك في فترة ضرب افغانستان طالبان في 2001وكذلك دورها في احكام الحصار على العراق من عام 1990ولغاية احتلاله في 2003 موقفها من احتلال العراق ,ان كل هذه المواقف ساعدت في إخراج السعودية من دائرة الحيادية ,الامر الذي ادى إلى انعدام دورها على الصعيد العربي والاسلامي ,وحاولت القيادة السعودية الجديدة  ان تعيد للسعودية دورها ومن خلال محاولتها جمع فصائل فلسطينية متناحرة فلسطينية ولبنانية من خلال مؤتمرات مكة مستعينة بثقلها الديني وكذلك المادي ولم تنجح في ذلك في حين ان قطر نجحت في ما فشلت فيه السعودية حيث استطاعت قطر ان تنجح في توحيد الصف اللبناني في اقل من اسبوع اثناء تطور الصراع بين المولات والمعارضة اللبنانية وكذلك دور قطر في ايقاف القصف الإسرائيلي للبنان في صيف 2006 ومن خلال مجلس الامن الدولي وحيث كان الموقف السعودي لا يتعدى الدعوات المستنكرة.

 

والخبث الأمريكي اجتمع مع الطموح لدولة قطر في ان تلعب دورا مصمما اوتشكله مخاضات المنطقةمن الاحداث ودفعها لتغتنم هذه الفرص لتدفع بالدبلوماسية القطرية إلى التقدم لتحل محل الدور السعودي و لكي لاتبقي الامبريالية الامريكية هذا الموقع شاغرا شجعت دولة قطر لان تمارس هذا الدور ولازلنا نتحدث في الحسابات الامريكية في المنطقة ان منافسة للسعودية ليس بامر سهل لما تشكله السعودية من ثقل ديني ومادي بين العالمين العربي و الاسلامي وفي بعض الاحيان تتراجع وبسبب الضغط الشعبي العربي و الاسلامي وتتقبل المناورة وهكذا تقبلت الولايات المتحدة بنظرية الاحلال القطري بالسعودي على الاقل في هذه المرحلة التي لم يلتئم الجرح العربي من احتلال العراق أو الاعتداءات الاسرائيلية في فلسطين .اما النظام المصري الذي لم ولن يستطيع اي من يحمل عرقا عدنانيا أو قحطانيا ان يقر بان هذا النظام يمثل شعب مصر البطل وصاحب المواقف القومية الاصلية شعب مصر حمل ولازال يحمل ثورية المرحوم عبد الناصر ,شعب مصر الذي احبه سيد الشهداء المرحوم صدام حسين والذي رفض اتفاقية الاستسلام السادتية ورفض وسيرفض اي غدر تزج بها مصر العروبة ,وما قام به ومع الاسف النظام المصري من دور لا يليق باي عربي في حصار شعب العراق وفي احتلال العراق لايمكن ان يحسب على اي مصري وان هذا العمل ايظا لا يجيز لمن صمم له الاجنبي من الغرب أو من الشرق ان يستغل اخطاء هذا النظام ليهاجم مصر العرب وينفذ اجندة يراد منها تخريب البيت العربي ولان الحكمة تقول بان الاهل والاشقاء هم الكفيلون بتسوية الخلافات وتصحيح الاخطاء وحتى ان كانت مؤذية والعرب هم كفيلون ببعضهم وكما يقول المثل العربي (اهل مكة ادرى بشعابها) وسيحاسب الخائن و المنحرف وبقدر زاوية الانحراف ولا يجب ان نقبل من الاخرين الغير العرب ان كنا عربا ان يعيروننا مقايس الوطنية والقومية فكل امة وشعب يعيش في صفوفه مخطئون و منحرفون وخونة وهذه السلبيات ليست محصورة في امة العرب فليعاينوا في صفوفهم وينقوها وعنده تتوضح الرؤية ليهم لينصحوا الاخرين وكما قال السيد المسيح (لماذا ترى القذى في عين اخيك ولا ترى الخشبة في عينيك ,يا مرأي ارج الخشبة من عينيك لترى بوضوح وعند ذلك اخرج القذى في عين اخيك) ..

 

نعم فينا المنحرف وحتى الخائن وستصفي الامة الخالدة حساباتها معهم ولكن ما بال الأمم الاخرى التي لا ترى في عيوبها الا سببا في الاخرين وتغمض عيونها عن كفرهم واكبر كفر هي محاولتهم المستمرة في شق الدين الاسلامي الحنيف خسئوا وخسءو كل من معهم من الكفار لانهم يجابهون الله في ذلك وفشلهم اكيد مهما امتلكو من قوة وقدرة لان قدرة الله الواحد الاحد فوق الجميع امين ...

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م