مهرجان جماهيري مركزي لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
إحياء لذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين
ودعماً لصمود أبناء غزة

 

 

شبكة المنصور

حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

الجريمة الصهيونية في غزة استكمال للجريمة الأميركية في العراق

الدكتور الرافعي: لمحاكمة دولية لجورج بوش، ولإقلاع النظام الإيراني عن التدخل في العراق.

الأخ عباس زكي: صدام حسين عين على العراق وعين على فلسطين

الدكتور هاشم الأيوبي: تبقى وحدها بغداد تحمل راية العربِ

الأستاذ معن بشور: لا أحد يستطيع أن يفصل جرح بغداد عن جرح غزة

 

في مهرجان أقامه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، في الرابع من كانون الثاني من العام 2009، في معرض رشيد كرامي في طرابلس، بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد البطل القومي صدام حسين، ودعماً لصمود غزة، حضرت وفود شعبية وحزبية من مختلف المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، وشخصيات وطنية وقومية، لبنانية وفلسطينية وعراقية، وممثلون للرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق سليمان فرنجية، ونواب وسفراء سابقون، ورئيس بلدية طرابلس، وممثلون عن أحزاب سياسية، ورجال دين.

 

بعد النشيد الوطني اللبناني، قدَّم عريف المهرجان، الرفيق حسين شعيب، المتكلمين بأبيات من الشعر ألهبت حماس المشاركين.

 

كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

في مهرجان الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس صدام حسين - طرابلس

 4/1/2009

 

الأخوات والأخوة الرفيقات والرفاق، أيها الحفل الكريم...

ونحن نحيي الذكرى الثانية لاستشهاد القائد صدام حسين تستكمل المؤامرة الأميركية الصهيونية، حلقاتها في فلسطين كما بدأتها في العراق محاولة القضاء على جذور المقاومة في فلسطين المحتلة بإشغال آلتها الحربية العسكرية قصفاً وتدميراً ومجازر وحمامات دم ضد شعبنا الصامد في غزة وكأنه لم يكف الصهاينة أشهُر الحصار والتجويع والترويع، وليتحول التواطؤ العربي الرسمي مشاركة فاعلة مع هذا الإجرام الصهيوني بكل ما للكلمة من معنى.

 

من هنا فإننا ننظر بعين القلق والخوف على مصير غزة التي تعرضت، ولا تزال تتعرض، لأبشع جريمة صهيونية بحق سكانها، ويحدونا الأمل والرجاء في أن يتجاوز الأفرقاء الفلسطينيون كل خلافاتهم الجانبية والعودة إلى الجذور الثابتة الكامنة في أن المقاومة وحدها هي التي تعيد لقضية فلسطين حيويتها وزخمها، ونناشدهم التوحد للتصدي لكل ما يجري من محاولات لتمزيقهم وتحويل الأرض التي يقفون عليها إلى كيانات متقاتلة متناحرة ستعمق الجرح الفلسطيني النازف وستقضي على كل انجازات ونضالات شعبنا على مدى العقود الطويلة الماضية وهذا ما يريده ويتمناه ويعمل له العدو الصهيوني الغاصب.

 

والى الأنظمة العربية التي اكتفت مؤخراً بمواقف الشجب والاستنكار وتحويل خجول إلى مجلس الأمن، لعرقلة عقد قمة عربية طارئة، نقول: إن لم توحدكم الدماء الزكية لأطفال ونساء وشيوخ غزة، وقبلها الملايين من العراقيين، فمتى يا تُرى تتوحدون وتخرجون من عجزكم، بعد أن صار المجتمع الدولي لا يكترث لكم وبعد أن  نفذ صبر أمتكم وقد أوصلتموها إلى حافة اليأس والإحباط.

 

أيها الحفل الكريم

إن الأمم الحية، هي، التي تتجاوز فترات اليأس والتحدي في حياتها، لتحوَّلها محطات عزٍ وعنفوان مرافقان للبطولة والعطاء في سبيل الكرامة والشرف...

 

وأمتنا العربية، هي في طليعة هذه الأمم التي ترسم اليوم بدماء شهدائها وعطاء أحرارها، ليس محطاتها الأكثر إشراقاً في تاريخها فحسب، وإنما أيضاً معالم مستقبلها الجديد ولحظات العز والفخار في مسيرتها.

 

إنه مستقبل العراق الجديد الذي ترسمه سواعد المقاومة الوطنية العراقية بمختلف فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية.

إنها لحظات الفخر والعنفوان التي حققها شهيدنا القائد المجاهد صدام حسين صبيحة عيد الأضحى المبارك في الثلاثين من شهر كانون الأول من العام 2006، عندما واجه المقصلة بكل كبرياء ورجولة، متحدياً جلاديه الصغار وأسيادهم المحتلين الأميركيين، مسجلاً في هذه اللحظة المصيرية التاريخية أنصع صفحات العز والكرامة لشعبه وأمته التي تخوض اليوم مخاض تحررها وتحريرها، متقدماً طلائع الأبرار الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم الطاهرة في سبيل العراق بكل كفاءة واقتدار...

 

ونحن، إذ نكرَّم شهيدنا في ذكرى اغتياله الثانية، فإنما نكرِّم شعب العراق، ومقاومة العراق، وكل شهيد افتدى العراق، وكل أسير صامد في السجون والمعتقلات متحدياً محاكم العملاء وأسيادهم، غير هيِّاب مما ينتظره من أحكام جائرة، دون أن يبدِّل في إيمانه وفي حبه وفي ولائه للعراق والأمة أي تبديل، مستذكرين الشهداء الأبطال وفي مقدمتهم طه ياسين رمضان وعواد البندر وبرزان التكريتي، والرفاق الأسرى طارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور وسلطان هاشم أحمد وصابر الدوري وعلي حسن المجيد وكل أسير ومقاوم قدم نفسه ثمناً ومثالاً وعربوناً لمهر تحرير أمته ووطنه، مهر تحرير العالم من هيمنة إمبراطورية الشر الأميركي والفساد الرأسمالي الذي ترمز إليه الطغمة التي يمثلها المجرم جورج بوش وإدارة البيت الأبيض من الصهاينة الجدد.

 

أيها الحفل الكريم...

عندما أطلق شهيدنا المقدام صدام حسين الرصاصة الأولى في وجه جحافل الاحتلال الأميركي –البريطاني، حذرهم بأنهم سينتحرون على أسوار بغداد لا محالة، وها هو يصدق القول فينقل مقاومته من العراق إلى عمق المجتمع الأميركي والإدارة الفاسدة للبيت الأبيض، لتشكل أهم عوامل إسقاط هذه الإدارة ومرشحها الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، بعد أن أيقن الشعب الأميركي أن أبناءه يغرقون في رمال العراق بدل أن يعودوا إلى بلادهم، وان اقتصادهم قد امتصت المقاومة العراقية الجزء الأكبر منه، وذرته في صحارى العراق وبياديه.

 

إن زنود شعب مقاوم قائده ورمزه صدام حسين، لن تلويها تكنولوجيا الدولة العظمى أو ترساناتها العسكرية، وهذا ما يجب أن تضعه الإدارة الجديدة المنتخبة وعلى رأسها باراك أوباما نصب أعينها والتعجيل في تنفيذ الوعود التي أغدقتها  على ناخبيها بسحب قوات الاحتلال من العراق، وهي فاعلة ذلك، سواءٌ أوفت بوعدها أم التفت عليه، أو نكثت به، فمقاومة أبناء العراق مستمرة في زخمها وضرباتها، ولن تدع سلاحها يسترخي إلا بعد خروج آخر جندي محتل من أرض العراق وسمائه ومياهه، وهذا ما صار يجب أن يدركه ويتعامل مع معطياته العرب والعالم أجمع. أما إلى الذين يصروّن على عدم الاعتراف بالمقاومة العراقية، ويتجاهلون دماء أبطالها وأرواح شهدائها، فنقول: لم يعد هذا الاعتراف واجباً عليكم فحسب، بل إنه صار من العيب، بل من العار عليكم أن لا تفعلوا ذلك!

 

كما أننا وفي الوقت نفسه نتوجه إلى الرأي العام العربي والعالمي وخاصة نخبه القانونية والحقوقية وقواه التحررية بأن يصار إلى تشكيل محكمة شعبية دولية تحاكم الرئيس جورج بوش على مجمل الجرائم التي ارتكبها في العراق خاصة بعدما اعترف مؤخراً بأن التقارير التي وردته حول أسلحة الدمار الشامل وعلاقة الحكم الوطني العراقي بتنظيم القاعدة، كانت تقارير ملفقة وكاذبة، دون أن نغفل أيضاً وفي هذا المجال ما أدلى به مؤخراً السيد بليكس كبير المفتشين الدوليين في العراق من الضغوطات التي مارستها عليه إدارة بوش وتهديده بتشويه سمعته فيما لو جاءت تقاريره مناقضة لتوجهات الإدارة الأميركية وعزمها على غزو العراق دون أي مسوغ قانوني أو أممي.

 

كما أنه تأكد للعالم أجمع ازدراء العراقيين به وبديمقراطيته المزيفة بل وبكراهيتهم له، كما عبر عن ذلك مؤخراً شاب إعلامي اسمه منتظر الزيدي، شاهده العالم أجمع ورفع صوره لأنه أهان رئيس أعتى قوة عسكرية في العالم اسمه جورج بوش.

 

يا جماهير شعبنا المناضل

أيها الأحرار العرب

ونحن نكرِّم شهيداً بمستوى القائد صدام حسين، فإنما نكرِّم أمة تأبى الضيم والخضوع، ونكرِّم حزباً أطلق النداء الأول للمقاومة العربية في العام 1948، بديلاً لتآمر الأنظمة الرسمية حيث كان متأكداً أن المقاومة الشعبية هي استراتيجية العصر العربي القادم.

 

كان هذا النداء دعوة للعرب كل العرب أن يتشبعوا بثقافة المقاومة، وأن يستعد أبناء الأمة لخوض غمارها على مدى مساحة الوطن العربي. وترجم البعثيون تلك القناعة إلى عمل جدي وملموس، ابتدأ مع انطلاقة الثورة الفلسطينية، ومرِّ بتجربة المقاومة الوطنية اللبنانية، ووصل إلى قيادة المقاومة الوطنية العراقية، والبعثيون سيظلون متأهبين للمواجهة في كل ساحة تسوِّل للعدو نفسه أن يقوم بغزوها.

 

وانطلاقاً من ذلك نتوجه إلى كافة الأنظمة الرسمية، وإلى الشعب العربي، وفي المقدمة منه أحزاب حركة التحرر العربي وقواه، كي يستفيدوا من النتائج التي حققتها فصائل المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان.

ومن أهم ما يمكن أن تستفيد الأنظمة منه أن تستجيب إلى مصالح الجماهير العربية بالانعتاق من هيمنة الامبريالية على إراداتها وقراراتها، وأن تنخرط فوراً في مواجهة تستعيد فيها حقوق الشعب العربي أينما كان.

 

ومن أهم ما تستفيد منه أحزاب حركة التحرر العربي أن تتجاوز أزماتها الداخلية وترقى إلى مستوى قامة ما حققه المقاومون العرب من انتصارات. كما أن عليها الخروج من أسر مرحلة التعصب الإيديولوجي على أن يكون البديل تأسيس عمل جبهوي قائم على التكامل وليس على التنافس الفئوي.

 

أيها الحفل الكريم

أما في فلسطين، التي حمتها زنود المقاومين الأبطال منذ أن استعادت ملفها من وصاية النظام العربي الرسمي في العام 1965، فإننا نناشد الشعب الفلسطيني وقواه السياسية أن لا يغيب عن بالهم أن المقاومة الشعبية التي أعادت لقضية فلسطين حيويتها ستبقى هي الحقيقة الثابتة. وعليهم أن يسلكوا طريقها حتى تتحرر فلسطين من النهر إلى البحر.

إن الشعب الفلسطيني لن يُغيِّب هذه الحقيقة عن طاولات الحوار التي تنصبها قواه السياسية هنا أو هناك. وإنه على الرغم من استعانتهم بكل الأنظمة والقوى لمساعدة الشعب الفلسطيني المقهور لتجاوز المحن المرحلية التي يعاني منها، عليهم أن لا يغلبوا منطق الأنظمة على منطق المقاومة كخيار أول، ووحدة المقاومين كخيار ثاني.

 

وما أحداث غزة الخطيرة إلاَّ الدليل الساطع على ان منطق المقاومة هو الذي يجب ان يسود لما يشكله من سد منيع ضد كل المؤامرات والاختراقات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.

وفي لبنان، الذي تحررت أرضه بفعل العمل المقاوم على مدى العقود المتعاقبة من الزمن، على المقاومين أن يتذكروا أن وحدة اللبنانيين وراء المقاومة كانت هي الشرط الأول والضروري لضمان استمرار المقاومة في أي استراتيجية دفاعية كشرط لازم لإحباط دعوات الهروب والاستسلام. وعليهم أن يحرصوا على تعزيز عمقيها الوطني اللبناني والقومي العربي كإطار استراتيجي ثابت وليس كتوافق مرحلي متغير.

 

أيها الحفل الكريم

علينا أن نتذكر أن الإدارة الأميركية الجديدة تعد لخطط استعادة هيبتها من جديد، الهيبة التي أذلتها سواعد المقاومين العرب في العراق وفلسطين ولبنان. ففي هذه اللحظة يجب على العرب، وفي طليعتهم حركات المقاومة، أن يكونوا على أهبة الاستعداد من أجل مواجهة جديدة، بوسائل متقدمة تستلهم عوامل النصر ومعالمه، ومن أهمها:

 

-أولاً: تحقيق وحدة المقاومين، والعمل على توفيرها بسرعة وجدية. ووضع أهدافها في مصلحة الأمة العربية.

-ثانياً: التواصل مع مختلف قوى وحركات التحرر في العالم، وتبادل الخبرات النضالية المشتركة فيما بينها وفق مواثيق عمل جبهوي مشترك.

-ثالثاً: إعلان التناقض الرئيسي المتمثل بالرأسمالية الأميركية والعنصرية الصهيونية.

-رابعاً: تحذير كل من يناصب أمتنا العداء بأنهم سيكونون في مصاف الإمبريالية الأميركية والصهيونية طالما هم يعملون ضد مصلحة الأمة العربية ووحدتها وتحررها.

 

أيها الحفل الكريم

أيها الأحرار في كل مكان

لم يعد من المقبول أخلاقياً أن يتم تجهيل هوية المقاومة العراقية، ولمن يفعل ذلك، نسأل:

من يحرر العراق إذاً؟

ومن يمنع إدارة الشر الأميركية من الهيمنة على العالم ومنه دول الجوار الجغرافي للأمة العربية؟

من هو الذي منع إسقاط المنطقة كلها تحت الهيمنة الأميركية من دون حرب ضد دولها؟

أليست هي، من دون لف أو دوران، المقاومة الوطنية العراقية؟

أو ليست هي المقاومة المعروفة الأهداف والتوجهات منذ اليوم لانطلاقتها؟

فلماذا الخشية والخوف من تسميتها باسمها الحقيقي؟

وهي المقاومة التي أعلنت ميثاقها الجبهوي من القوى الوطنية والقومية والإسلامية.

وهي المقاومة التي ينتمي إليها كل أطياف الشعب العراقي.

وهي المقاومة التي أعدَّ لها حزب البعث العربي الاشتراكي وقادها، ووضع لبناتها الأولى الرئيس الشهيد صدام حسين؟

 

أيها الحفل الكريم

إن المرحلة القادمة هي مرحلة النصر. ومن حقنا أن نستشرف المستقبل على أساس تلك الرؤية.

وما نرجو التركيز عليه، وإعلانه بوضوح، أن المقاومة انطلقت على أساس ثوابت لن تحيد عنها، وتلك الثوابت هي التالية:

 

-تحرير العراق من الاحتلال الأميركي، وكل احتلال آخر مهما كانت عناوينه.

 

-استعادة وحدة العراق الوطنية، والقضاء على كل التقسيمات المذهبية الدينية أو العرقية.

 

-استعادة عروبة العراق ليبقى، كما كان، بوابتها الشرقية التي تحرسها وتحمي حدودها.

 

تلك الثوابت تجعل من حقها، ومن منطلق حسن النية تجاه الجوار الجغرافي، أن تحذِّر النظام الإيراني من المساس بها.  وتدعوه في الوقت نفسه إلى التعبير الفعلي عن نوايا الشعب الإيراني الحسنة تجاه الشعب العراقي أولاً والشعب العربي ثانياً.

 

وان هذا التحذير تفرضه كل السلوكات الشاذة التي قام بها النظام المذكور منذ الإعداد لاحتلال العراق وبعده والتي لا تزال مستمرة حتى الآن.

 

إننا نخاطبه قائلين:  إن العودة عن الخطأ فضيلة.  فعليه التراجع عما سلف والعودة إلى اعتبار تناقضنا الرئيسي نحن وإياه هو مع الاستعمار والصهيونية، والعمل في المرحلة القادمة على أساس أن للعدوين معاً خططاً بديلة لإعادة احتواء كل المنطقة والهيمنة عليها.  تلك الخطط التي لا يمكن مواجهتها إلاَّ بالتنسيق القائم على عامل الثقة، فهل سنسمع في الأيام القادمة من النظام المذكور ما يجيب عن كل ذلك بما يفيد مصلحة الشعبين الإيراني والعربي؟

 

وقبل أن نختم نشير إلى ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الأميركي مؤخراً من تسليم كوكبة من الأسرى والمعتقلين إلى حكومة المالكي العميلة، محذرين من خطورة ما قامت به هذه القوات ضد القانون الإنساني وضد القانون الدولي بتحللها كقوة احتلال من واجباتها المحافظة على حياة أسرى الحرب الذين هم بعهدتها. 

 

أخيراً

ونحن نتوجه بالتحية إلى صاحب هذه الذكرى، الشهيد صدام حسين، لا يغيب عن بالنا كل شهدائنا وأسرانا في سجون الاحتلال.

 

والتحية كل التحية لشهداء فلسطين ولبنان وكل أرض عربية تقاتل في سبيل الحرية والاستقلال.

التحية كل التحية للرفاق المقاومين البواسل في العراق وعلى رأسهم القائد المجاهد عزت إبراهيم الدوري قائد الجهاد والتحرير والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

والسلام عليكم

 

كلمة الأخ عباس زكي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان

 

الأخ عبد المجيد الرافعي الرفيق الوفي

أيها الرئيس الحاضر رغم الغياب، من قتلوك ضلوا الطريق وفقدوا الراشد. أعماهم حقدهم فنفذوا جريمتهم بجسدك الطاهر ظناً منهم بالفوز. في غمرة الأعياد التي هي عنوان الفرح والعطاء وتجدد الحياة، والشاهد على ذلك أنك ما زلت حياً يا رفيق صدام تحاصرهم في اليقظة والمنام.

 

نقف هنا الآن لنقول أن أعداء الأمة العربية ما برحوا يقتلون الفرح ويحاصرون الحياة دون الاكتراث بأعياد الميلاد أو السنة الهجرية فيدمرون غزة البنية التحتية والمباني والشهداء من أجل دفعنا لليأس والاستسلام. ونحن نقول لهم لا بالفم الملآن فنحن حملة المبادئ خلقنا للشدة نقاتل بما نملك حتى بالأسلحة البدائية ولو من نوع حذاء عراقي مقاس 44.

 

ليس صدفة اختيار لحظة عيد الأضحى حيث ترجل فارس العراق عن صهوة جواده وغادر مسرح العمليات الذي قضى جُل حياته يصول ويجول من أجل الشعب والأمة، ومن أجل الرفعة والعزة ومن أجل التطور للعراق الحبيب وبعث نهضته في العلم والتكنولوجيا وعلى أكثر من صعيد. من هذه الجموع المحتشدة في طرابلس لبنان تحية لك يا فارس العراق وفارس العرب يا صدام حسين في ذكرى استشهادك الثانية. تحية لك من فلسطين العروبة، فلسطين المقاومة الدائمة للمشروع الصهيوني. من شعب فلسطين العظيم الذي ما عرف الهدنة أو استراحة المقاتل كالآخرين ولكن ما كل ولا ذل ولا رفع الأيدي إنما يسير مرفوع الهامة يتناوب في حمل الراية يستمر في الصعود رغم هبوط المحيط.

 

الإخوة والأخوات، أيها الرفاق والرفيقات

بقدر ما يعد الاستشهاد "وسام جهاد وخلود" لا يناله غير المناضلين الشرفاء، فإن تنفيذ الاغتيال، وتلك الطريقة اللئيمة تعد جريمة إضافية تنتهك فيها العدالة والقيم الإنسانية والتقاليد.

 

في اغتيال أبي عدي اغتالوا باني العراق القوي، العراق المنعة والقلعة والصمود في وجه أعداء الأمة. لكن استشهاد الرئيس صدام شكل منارة للمقاومة الباسلة التي أعادت للعراق كرامته ولشعب العراق عنفوانه ووحدته العصية على التفكيك. فالتحية لأحباء صدام والسائرون على دربه من رفاقه الشجعان الأوفياء يتقدمهم القائد عزت إبراهيم الأمين العام.

حضرت أيها الشهيد صدام حسين مرفوع الرأس، ومرفوع الرأس ذهبت. وقفت أمام الموت بشرف وكرامة وعزة نفس لا يقدر عليها إلا الرجال الرجال، والأحرار الأحرار.

 

هتف كلمته الأخيرة الله أكبر الله أكبر، عين على العراق وعين على فلسطين قلب العروبة النابض. مما حمل الفلسطيني ديناً سداده فقط بالوفاء لصدام والهتاف له كما هتف لفلسطين في ظرف ينسى الإنسان نفسه.

 

فدخلت يا أبا رغد في رحاب الشهداء من أوسع الأبواب، وسجلت شهادتك للتاريخ بجرأة المحارب، هذا هو صدام الذي دفع بموته كأي بطل من أبطال التاريخ ثمن الوقوف ضد الغزاة والمحتلين، وضد جبروت القوة الطاغية فأقبل على حبل المشنقة بكبريائه المعهود مستخفاً بجلاديه.. واثقاً من التحاقه بركب العظماء.

 

الأخوات والإخوة / أيها الرفاق

مهما اختلفت معه لكنه قائد تاريخي قدم موته على حبل المشنقة فداء لما يؤمن به. وسيظل إلى الأبد رمزاً للعروبة والقوة والوحدة كما هو العراق رمزاً للقوة والوحدة وسنداً لفلسطين.

 

وهنا أتساءل:

من دفع مهراً أغلى مما دفعه صدام حسين؟

من يختلف على استشهاده كبطل شجاع؟

من يختلف على كونه صاحب موقف جريء؟

ومن يختلف على أنه صانع العراق الحديث؟ عراق القوة والحداثة والسؤدد.

أليس هو القائل دوماً لنا الصبر دون العالمين أو القبر!!

 

طوبى أيها القائد الفارس الشجاع من كل طفل وامرأة في فلسطين، تحية لك من كل فدائي ومقاتل، تحية لك من كل أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي. أليس رحيلك خذلان لهم أيها الأب الحاني يا من منحت شهيد الانتفاضة عشرة آلاف دولار كدفعة أولى والاستشهادي 25 ألف دولار حوافز للاستبسال والمقاومة فأصبحوا بعدك كالأيتام.

 

اليوم جولة جديدة من الجرائم الإسرائيلية على غزة هاشم نفتقد حميتك يا صدام، وصواريخك يا صدام، ونسمع من الشعارات والظواهر الصوتية ما يولد الإحباط بدل الصمود، ولكننا شعب الشدة نعاهدك أن نكون اللحم والسكين نمضي في المواجهة موحدين في مواجهة التناقض الرئيسي الممثل بالاحتلال والعدوان الصهيوني المتواصل لإثبات حقوقنا المشروعة بالعودة والتحرير والدولة والقدس التي أحببتها لتكون العاصمة النواة لدولة الوحدة العربية.

تحية لروحك من أرض فلسطين الطيبة، أرض البرتقال واللوز والتين والزيتون، تحية لك متمنياً أن ينتصر العراق وفلسطين لاستكمال عملية النهوض نحو الحرية والمجد والمستقبل.

سلام عليك يوم ولدت ويوم سكنت الذاكرة والوجدان.

 

كلمة د. هاشم الأيوبي

عميد معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية

ورئيس مركز صلاح الدين الثقافي

 

على دمنا نعبر من عامٍ إلى عام.

يريدون أن لا ننظر بحنين إلى أمسنا أو بتوق إلى غدنا.

يريدون أن يتسمر زمننا على الدم والفجيعة طمعاً أن تنهار عندنا إرادة الصبر والرباط.

فها هو عامنا الراحل يرتبط بعامنا الجديد بشلال الدم والنار، المتدفق في غزة في حرب إبادة يشنها عدو الأمة والتاريخ على شعبنا في ذلك الثغر المصابر المرابط. وها هي أشلاء أطفالنا وأهلنا بين ركام بيوتنا هناك تعيد إلينا مشهد أهلنا وأطفالنا في بغداد وبيروت والجنوب.

 

سفاحهم واحد والآه واحدةٌ              يا أمة في لهيب الجرح تتحدُ

وها هو العجز العربي الرسمي كما هو: بعض مهادن في الخطاب والواقع، وبعض آخر ممانع في الخطاب مهادن في الواقع، والنتيجة واحدة.

 

وها هو التواطؤ العالمي هو نفسه والتهمة نفسها، بل قل هو الحقد نفسه على مسار التاريخ.

وقبل عامين أقفل عامنا على مشهد سيبقى محفوراً في ذاكرة عيني وقلب وعصب كل عربي ينتمي بأصالة إلى هذه الأمة.

ها هو رمز كبرياء الأمة يصعد إلى المنصة ليلقي على أمته النظرة الأخيرة والخطاب الأخير والوصية الأخيرة.

أتراك ذاهباً يا سيدي لصلاة الفجر في مسجد أبي حنيفة النعمان أو في الصحن الحيدري فتسير بهذه القامة التي تختصر شموخ الأمة وبهذه الخطى الواثقة المطمئنة وبهذا الوجه المكتنز غضاضة غابات النخيل وتدفق دجلة، وهدير الخليج وسمرة الصحراء.

 

سلام عليك وأنت تسير إلى الحبل

والحبل مرتجف منك، ومن نظرة سوف تبقى

وصية كلِّ أبيٍّ وثائرْ

ولعنة دهر على وجه كل خؤونٍ وغادرْ.

 

سلام عليك وأنت من على منصة الشهادة تلقي المحاضرة الأخيرة وترسم اللوحة الحقيقية للعراق:

- تنظر باحتقار إلى الجلادين والى الشامتين الجبناء من علاقمة وشعوبيين.

- تزيح بيدك غطاء أرادوا أن يعصبوا به عينيك لتقول لهم إن في هذه الأمة من لا يخشى الموت في سبيل ما هو أسمى.

- تحيي أمتك العربية وتوصيها بفلسطين أمانة في عنقها.

- تنطق بالشهادتين دون أن يسمح لك الجلادون بإتمامهما، مع آذان الفجر، فجر الأضحى، فجر الشهادة.

هذه هي اللوحة التي رسمتها في لحظات على منصة الاستشهاد، الإيمان بالله والثقة بالأمة وعهد فلسطين وجرأة مواجهة الموت واحتقار المحتل وعملائه.

 

سلام على بغداد نزورها أواخر السبعينات وفوداً من الجامعة اللبنانية ونجول في العراق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ويشعر كل واحد منا أنه بين أهله وأحبابه.

سلام على فتيات المدرسة الثانوية في بابل يتحلقن حولنا في مدينة الآثار، يسألننا عن لبنان وبيروت وتل الزعتر، وماذا حدثهم الرئيس القائد عن ذلك في خطابه الأخير، ثم يحملننا السلام إلى كل لبنان.

سلام على مهرجانات المربد بين بغداد والبصرة، حيث تجتمع القصائد والقلوب.

 

لا نكاد نصل الفندق حتى يوافينا ابن البلد الدكتور عبد المجيد الرافعي فيشعر الواحد منا أنه في بيته وبين أفراد أسرته.

سلام على بغداد وقد تكالبت عليها كلُّ قوى الحقد والتواطؤ ولكنها لم تحن هامها.

لم يكن صدام حسين يجهل حجم التحدي ومخاطره، ولكنه قدر الأمم والرجال:

وحين يحين يا بغداد

يوم الفصل بين الجد واللعبِ

وحين كتابة التاريخ تبدأ

بالدم المدار واللهبِ

تساقط كل أقنعة الخداعِ

وتسكت جوقة الكذبِ

وتبقى وحدها بغداد

تحمي صولجان الشرق، تحمل راية العربِ

ذئاب الغرب ترصدنا

أفاعي الفرسِ تنهشنا

ولم نعجب، وما في ذاك من عجب

ولكن لم يدر في بالها بغداد

بأن قبائل العرب

ستخرج من جحور الليل والأحقاد

لتقطع بالأظافر والخناجر

عروة التاريخ والنسب.

 

شهيدنا يا سيدي، في زماننا هذا كيف هوت ثلاث من عواصمنا: القدس وبيروت وبغداد.

وحين هويت من على منصة الشهادة رأينا أن عاصمة عربية رابعة تهوي: عاصمة الإيمان والكبرياء.

إنه الانتقام من كل ما يرمز في هذه الأمة إلى كرامتها وروحها وتاريخها، قادة كانوا أم كانت عواصم وثقافات.

حرر صلاح الدين القدس وهزم الفرنجة فتوعدوا على لسان لويجي فرانكي بأنهم سينتقمون بأشكال جديدة.

ولم ينس اللنبي حين دخل القدس بأنه يكمل حروب أجداده.

ولم ينس غورو أمام ضريح صلاح الدين أنه يثأر لهزيمته أجداده من أحفاد صلاح الدين.

ولم يستطع اليهود أن يتحملوا وجود قبر صلاح الدين في المسجد الأقصى فتم إحراقه فأحرقوه.

شق عبد الناصر طريق الوحدة والاكتفاء الذاتي وجعل فلسطين قضية العرب المركزية، وكان الانتقام الذي لا نزال ندفع استحقاقاته حتى اليوم.

 

انطلقت الثورة الفلسطينية وخلقت في الوطن العربي هذا المد الثوري، وأعادت الثقة إلى الإنسان العربي الذي التف حول الثورة، فكانت الحرب الضروس عليها في كل مكان وبكل وسيلة وما حرب الإبادة في غزة اليوم إلا آخر فصل من فصولها.

أعادت حرب العبور الثقة إلى الجندي العربي والإنسان العربي والحاكم العربي. اتخذ القرار الشهير بإيقاف ضخ النفط. فاعتقل الملك فيصل الذي كان قد أبدى رغبة في الصلاة في المسجد الأقصى، وتم مخطط وضع اليد على نفط العرب وثرواتهم، وهذا ما تراه.

 

وأدرك صدام حسين أهمية أن يكون العراق قوياً وكيف يكون قوياً.

أدرك أن ذلك يكون بوحدة العراق وتطويره، وإنشاء جيش من العلماء إلى جانب جيش المقاتلين، وترسيخ ثقافة الوحدة والكرامة والثقة بالنفس، وأن ذلك سيكون ليس لمصلحة العراق وحده بل لمصلحة الأمة العربية وفي طليعتها فلسطين، فكان الانتقام الكبير الذي بلغ قمته بوقوف صدام حسين على منصة الشهادة.

ثم كان الانتقام من كل ما يمثله صدام:

من العلماء أولاً الذي شكل الملف الأميركي الإيراني فرقاً لاغتيالهم واغتيال الطيارين.

الانتقام من كل معلم ثقافي وحضاري وتراثي.

ثم الانتقام مما هو أهم شيء عند العراقيين، الانتقام من العنفوان العراقي والعزة العراقية، فكانت سجون أبي غريب وغيره، وطرق الاذلال، وانتهاك الكرامات في محاولات لقتل النفسية العراقية.

 

وكان الانتقام من ثقافة الوحدة بالحروب المذهبية والتهجير الداخلي. (الفن العربي والخط العربي – الزهاوي). 

متى كان يعرف في العراق المسيحي من المسلم والسني من الشيعي. ومتى كان يحرق مسجد هنا أو (تحرق) كنيسة هناك.

ما صانه  الحكم العربي لمئات السنين، وما حصنه صدام حسين أشد تحصين، صار هدفاً للمحتل الأميركي ولعملائه العلاقمة الشعوبيين.

 

وهل كان صدفة أن يبدأ عهد الاحتلال الأميركي وعملائه الشعوبيين بالانتقام من تماثيل لصدام حسين وأبي جعفر المنصور وصلاح الدين؟ أليس لأن هؤلاء القادة رموز لوحدة الأمة وعروبتها وكرامة وتحريرها؟

دخل العدو الصهيوني بيروت وكان هدفه تدمير البندقية الوحدوية في الوقت الذي سمح لكل تكتل طائفي أو مذهبي بالتسلح.

دخل العدو الأميركي بغداد وكان هدفه القضاء على الحكم العربي الوحدوي، وأدخل وراءه عملاءه الشعوبيين والعلاقمة وما الذي سموه "اجتثاث البعث" إلا محاولة لاجتثاث كل وجود عربي وحدوي.

وحدها البندقية الوحدوية تخيفهم، أما البندقية المذهبية فطموحها لا يتعدى ظلها، في حين يمتد ظل البندقية الوحدوية على مساحة الأمة بكاملها.

 

إن قوانا الوحدوية ما زالت مستهدفة، وإن قلاعنا الوحدوية ما زالت مستهدفة، وفي طليعتها طرابلس وبيروت اللتين لم تتوقف حولهما المؤامرات وإن تكسرت أمواجها الأولى.

صحيح أنهم يريدون لنا أن نعبر من عام إلى عام على دمنا. ولكن هذا العبور سيكون بإذن الله نحو الفجر الذي يرسمه هذا الدم العربي.

قدم صدام حسين فجر الأضحى كان شعلة المقاومة العراقية الباسلة التي وحدها تزعزع كيان الاحتلال وعملائه.

وما بطولة الفتى مصطفى الذي قاوم جنود الاحتلال لساعات طويلة، رافضاً الاستسلام والنجاة بحياته، إلا بداية لسلسلة البطولات العراقية التي أنهت عهد طاغية العصر بوش الابن، بانحناء جبان أمام حذاء عراقي، كما أنهت عهد بوش الأب برسم على مدخل فندق الرشيد تدوس عليه آلاف الأقدام.

ومع فجر عام جديد قبل 45 سنة انطلقت الرصاصات الأولى للمقاومة الفلسطينية التي نراها اليوم ترسم بالدم والبطولات فجراً جديداً لفلسطين وللأمة كلها.

 

دخل هولاكو بغداد مع العلقمي فخربها وقتل أهلها وأحرق تراثها، ثم ذهب هولاكو ومعه العلقمي وبقيت بغداد وعاد إليها وجهها الأصيل.

دخل الفرنجة القدس وسكنوا فيها مئة عام ثم اندحروا وعادت القدس إلى أصالتها.

بهذه الثقة تقاتل المقاومة العراقية وهي موقنة بأن بوش وعلاقمته لزائلون وأن بغداد العربية باقية.

وبهذه الثقة تقاتل المقاومة الفلسطينية وهي تؤمن بأن القدس ستعود عربية، وعاصمة لفلسطين العربية، وسيدحر الاحتلال في فلسطين كما اندحر في لبنان.

 

وداعياً الفلسطينيين إلى التلاحم والوحدة في وجه الخطر الداهم، والحذر من الضياع في متاهات داخلية وخارجية، اختتم كلمته قائلاً: سلام على دم القائد صدام سيحن، سلام على دم الفتى مصطفى ودماء كل دم عراقي أريق دفاعاً عن العراق والأمة، سلام على دماء غزة، وكل دم أريق دفاعاً عن فلسطين،

سلام على كل دم أريق في لبنان ضد العدو الصهيوني،

سلام على كل دم عربي يرسم فجراً جديداً لهذه الأمة.

 

***

 

الأستاذ معن بشور رئيس المؤتمر القومي العربي الأسبق

 

ألقى الأستاذ معن بشور كلمته متسائلاً: من يستطيع أن يفصل جرح بغداد عن جرح غزة، احتلال فلسطين عن احتلال العراق، وهؤلاء الشهداء الذين يسقطون في فلسطين عن أولئك الذين يسقطون في العراق وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صدام حسين.

وتابع: لقد بدأ زمن إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني في العام 1989 مع الرئيس الشهيد صدام حسين، وها هي صواريخ المقاومين في فلسطين ولبنان ستستمر لتؤكد حقيقة إرادة أمتنا التي لا تنكسر مهما بقي الاحتلال، واعتبر أن اغتيال صدام حسين كان رسالة إلى كل الأنظمة العربية والرؤساء والملوك بأنهم سينتظرون نفس المصير إن تخلوا عن تخاذلهم وجبنهم ورضوخهم للعدو الصهيوني.

داعياً في ختام كلمته إلى مراجعة دقيقة وشجاعة وجريئة من كافة القوى العربية التحررية والخروج من أسر الماضي لمواجهة الاحتلال وتوحيد السواعد والبنادق العربية مع بعضها البعض.

واستذكر الأستاذ بشور حديثاً للرئيس الشهيد صدام حسين، اعتبر فيه أن الصهاينة الذي يورطون الولايات المتحدة الأميركية في وحل العراق سيتسببون في اندحار إمبراطورية الشر الأميركي، تماماً كما حصل لفرنسا وبريطانيا اللتين تورطا في العدوان على مصر في العام 1956، وكان ذلك السبب في اندحارهما كقوتين استعماريتين في تلك المرحلة، حيث كان تدخلهما في الحرب آنذاك بتحريض الكيان الصهيوني الغاصب، واليوم، فإن ما يجري في غزة من اعتداءات وحشية صهيونية بتحريض من إدارة بوش المجرمة، لن يجني سوى الخيبة والفشل.

 

***

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م