لماذا هذا التجني على البعث وتجربته

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

التجارب التي تخوضها الأمم والشعوب لا يمكن أن تكون خالية من أية أخطاء وخاصة إذا كانت المرحلة التي تمر بها  الأمة أو الشعب مرحلة انعطاف حاد في حياتها من حيث الانتقال من حال إلى حال أخرى تتناقض مع ما كان سائدا ومرسوما لها كي تكون في حالة التخلف والانزواء ضمن الحركة الأممية ومن خلال هذه الرؤيا نجد أن الآمة العربية التي من الله عليها بان تكون امة الرسالات والأنبياء ومهدا" للحضارة والإشعاع الإنساني  وان تكون الأداة الفاعلة في ايقاض الأمم والشعوب الأخرى وتتفاعل معها لتحرير أبنائها من العبودية والاستغلال والانتهاك الصارخ للإرادة الإنسانية من قبل طواغيت العصور والأزمان التي مرت بها وكان البشير النذير الخاتم لكل الأنبياء والرسل  والمصلحين الأمي ألمضري القرشي منها وهذا شرف عظيم لا يعلوه شرف أخر ومن هذه المقتطفات البسيطة نرى حجم التكالب على الأمة العربية وما تلده من رحمها إن كان إنسانا" ثائرا أو قائدا" مميزا" أو فكرا" مبدعا" استوعب كل ألام ومعانات الإنسان العربي بعد أن تعرضت الأمة إلى كافة أشكال الاحتراب والعداء  والعمل على سلخ الهوية الإنسانية التحررية من أبنائها   ،   ومن هم الفاعلون  الثالوث الذي التقت إرادته قديما" وحديثا" وان اختلفوا في نياتهم وأهدافهم والغايات التي يعملون للوصول إليها ولكن الأهم والمهم فيما التقوا عليه وهو قتل الأمة من خلال قتل كل إبداع أو ولادة تحصل فيها وهؤلاء هم الفرس الصفو يون وباعثي أحلام الصليبية  والصهاينة  الذين يشكلون الفكر العدائي الحديث نصارى يهود وبما يحملون من تحامل  على كل  معالم الحياة العربية


البعث العربي الاشتراكي هو ذلك الوليد الأصيل الذي أنجبته الأمة العربية ليكون قوة التغيير من خلال شمولية النظرة والتحليل للواقع العربي لان الولادة هي الاستجابة الواعية لكل آلام ومعانات الأمة بجماهيرها أي هو الثائر القومي فكرا" وسلوكا" لتغيير الواقع العربي من حالة الاستلاب والتجزئة والاستغلال بحرمان الفرد وانتهاك لإرادته وحريته إلى الواقع الواعد الذي تتجسد فيه الأفاق القومية الإنسانية الرسالية من خلال التغيير الجذري والشامل لكل مناحي الحياة الرتيبة التي صنعتها سني التهميش والاحتلال والهيمنة العدائية التي تعرضت لها الأمة العربية من جراء التأمر الشعوبي الذي تعرضت له في  العقد الأخير للدولة العربية الإسلامية وازداد ذلك شراسة عند سقوطها  حيث تبادل الأدوار  من هم عازمون على إيذاء العروبة  ومصادرة  كل ما هو مؤثر في تكوين ألامه بدأ" من الهوية  والتأريخ ولغرض الوصول إلى هذه الأهداف الشريرة لابد من نخر البناء الروحي لها  الذي صقل شخصيتها وأظهرها بالمظهر الحقيقي  ألا وهو الإسلام  فادخل ما ادخل من البدع  والممارسات وزرع ما زرع من الاعتقادات ألزرادشتية  والأفكار البويهية السلجوقية واعتنق ما اعتنق من طرق ومسالك أريد لها أن تفرق المسلمين وان تحولهم شيعا" وأحزابا" متناحرة اتخذت أحيانا المفاهيم الطائفية البغيضة وأحيانا" المذهبية القاتلة المفرقة


نعم البعث العربي الاشتراكي كان هو الحل المنصف الصادق الشامل لأنه انتهج المنهج الباعث لروح الأمة من خلال إحياء كل قيمها وأمجادها التفاعلية الإنسانية بدأ" من حركة الإحياء العربي ووصولا إلى الإعلان عن تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي  الذي ترجم نظرته الحياتية الإنسانية المستقبلية بشعاره أمة عربية واحدة ......  ذات رسالة خالدة  الذي تجاوز فيه كل ألظلامية التي أريد لها أن تلبد الأجواء العربية وان تغلق النوافذ أمام أبنائها مستلهما  حياة الرسول العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم وخطى المسلمين الأوائل  وقد تجسد ذلك في  ذكرى الرسول العربي الخطبة التي طل من خلالها مؤسس الحزب ومفكره المرحوم أحمد ميشيل عفلق  على العرب المسلمين عام 1943 ومن على مدرجات جامعة دمشق أحياءا" لميلاد الرسول العربي حيث مزج بين الأمة العربية وابنها الذي اختاره الله العلي القدير ليكون بشيرا ونذيرا" للبشرية جمعاء ومن هنا العظمة  التي لابد وان يرتقي لها العرب ضمن تاريخ الحدث ومكانته  الموقع الإنساني الذي  كلفوا به من خلال الرسالة السماوية الإسلام ، بهذه الرؤية التحليلية تعامل الوليد الجديد مع قضايا الأمة واحتياجات الجماهير والعلاقة مع الأمم الأخرى أي أن الولادة هي باكورة  تكوين القاعدة الايجابية التي تتحدد من خلالها وبها العلاقة الإنسانية فيما بين أبناء الأمة والحاكمين أولا والشعوب الأخرى بقواها  وقياداتها وبمعنى أخر التقاء الإرادة الحرة إنسانيا فاشتد التأمر على هذا الوليد وشهدت الساحة العربية التكالب من اجل وئده وحرمانه من  ممارسة الدور المطلوب منه في أيقاض الأمة والأخذ بيد جماهيرها إلى  الغايات التي  تحقق من خلالها أهدافها المشروعة ومن أولاها الإنسان العربي ذاته كونه الوسيلة والغاية لأنه قيمة عليا من القيم السامية التي يناضل من اجلها وبها حزب البعث العربي الاشتراكي 

 

ومما تقدم شنت  وتشن الحملات على  الوليد القومي كي تتمكن القوى المعادية من اخلاء الساحة العربية من قوى الرفض والمقاومة التي تتصدى لكلب المشاريع العدوانية التي  يراد تنفيذها  وقد شهدت العقود المنصرمة انواع مختلفه من التأمر  وصلت الى اعلى مراحلها  وهو الاجتثاث وبما يعنيه هذا السلوك الفارسي تجريد الامة من رجالاتها ورموزها اضافة الى  محاربة الفكر وان الواقع العراقي لخير برهان على هذا السلوك الاجرامي  التصفوي وان مالحق بابناء العراق من مقاتلين  بواسل او مناضلين  صادقين بايمانهم وقدر امتهم او علماء ومبدعين من غدر وتصفيات جسديه الغرض منه  تكبيل الاخرين قهرا" وارهابا" كي يبتعدوا عن ساحة الرفض والمقاومة كي  يخلوا  لهم الظرف والمكان  ليمرروا مخططاتهم والاجنده التي التزموا بتمريرها  ،  فلا غرابة مما يقال وقيل عن التجربة الرائدة التي انجزها البعث الخالد والقيادة الحكيمة  في عراق  الارادة والاصرار خلال خمسة وثلاثون عام من العطاء والبناء والامن والامان والنهوض في كافة مناحي الحياة بالرغم من الصعاب التي جابهة الثورة والمؤامرات التي حاكتها دهاليز الامبريالية والصهيونية وحليفهم  القديم الجديد الفارسية الصفوية والاجابة واضحة وبينه في لحظة انهيار المؤامرة الكبرى  عام 1969  التي اطلق عليها  الغزال والتي كانت تدور  اساسا حول كيفية التخلص من المناضل الصلب صدام حسين  رحمة الله علية وارضاه في علين  ،    ومن هنا فان التجني على البعث  لانه الدواء الشافي لكل الامراض التي اريد لها نخر  الامة العربية وكيانها القومي ، وكونه يشكل القوة الاساسية والفاعلة  اعتمادا" على ارادة الجماهير العربية وقدراتها المتصدية  بالايمان المطلق بضرورة انتصار الامة على اعدائها انطلاقا من  صدق اهدافه ونبل  الوسيلة التي اتخذها  لذلك


ومن هم المتجنين على التجربة وقائدها ومبرمجها ؟ ومن خلال الاجابة يتبين التحالف الشعوبي  وهذا لبرهان صادق على صواب الفكر ونقاوت القيادة

 
عاش العراق         عاش البعث
لتنتصر إرادة الحق وليسحق الباطل وسالكيه
المجد والعزة لكل المجاهدين الميامين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م