الإصرار عند الرموز نصر وثبات

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

الشهيد الخالد عمر المختار واجه الجلاد بالعبارات التي تعبر عن إرادة كل العقود ولازمنه لما لها من شمولية النظرة وواقعية الأمل ومصداقية المستقبل عندما قال ((  نحن لن نستسلم   ...   ننتصر أو نموت  ،  سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم  ،  أما أنا فحياتي ستكون أطول من حياة شانقي ))  والقائد الشهيد الخالد صدام حسين قالها ببعدها الإنساني  كتضحية وفداء من اجل الأمة والشعب عندما هتف عاليا بوجه من يسمونهم أعضاء المحكمة الجنائية العراقية العليا قائلا ((  الأمريكان والصهاينة يريدون إعدام صدام حسين هم أصغر أصغر من ألبقة  إذا ما يعدموه شنوه هو الإعدام صدام حسين قدم نفسه من اجل ألشعب وهو طالب ثانوية للإعدام محال للإعدام ثلاث مرات  هاي ليس المرة الأولى صدام حسين ولا رفاقه ما يخافون  من الموت  ))  هنا التطابق في النظرة فيما بين القائدين من حيث الاستعداء للشهادة التي لابد وان تصنع الثائر المتمرد على الواقع الذي أريد للأمة العربية والمؤدي الدور البطولي المخاض من الثائرين كي يهزم العدو الغازي للتراب الوطني والمهدد للأمة بوحدة إنسانها وأرضها ، فالاستسلام حالة مرفوضة منهما وكل الثوار الحقيقين لان الحسنى العليا عندهم الشهادة التي هي  المحفز الوجداني لصيرورة التحدي والثبات والتقدم نحو النصر الذي تحقق أولا في إصرار الثائر القائد على الثوابت الأساسية التي وجدت الأمة ضالتها وأخذت تتلمس مواطن الأمل والرؤية المعبرة حقا" عن إرادة التحرر  وبناء الشخصية الوطنية القومية المستقلة ، فعبارة لن نستسلم التي رددها الشهيد الخالد عمر المختار في لحضتها توازي العبارة التي نطقها القائد الشهيد صدام حسين في قاعة المحكمة  التي شرع قانونها الغازي المحتل وبالمباشر على الرأي العام العربي والعالمي  بأنه لا يخاف من الموت وقد تحدى الغازي المحتل والصهاينة ومن خلالهم لكافة العملاء والخونة إن لم يقدموا على جريمتهم لأنه نذر النفس من اجل الشعب والأمة وان المشانق عند المناضلين الثوار سلم يوصل إلى الهدف السامي ألا وهو انتصار الشعب

 

الوعد الذي توعده  الثائر للغزاة  الطليان بان الأمة ستلد الأجيال التي تقاتلهم  كان الغرض منه أن يشير لهم بان الأمة العربية حية لا تموت بموت أبنائها الثوار  بل  فعلكم هذا سوف يصنع الأجيال الثائرة التي تطالب بحقوقها الوطنية والقومية وهذا البيان الذي تترجم بعبارات التحدي القصيرة وجد استمرار يته في قول القائد الشهيد  بأنه تعرض للإعدام وهو طالب إعدادية أي أن الثوار  الحقيقيين يضعون أمام بصرهم اعنف مراحل  القهر الذي يمارسه العدو أو النظام الذي يؤدي الدور المرسوم له ، وعند الإمعان باللحظة التي تقدم بها القائد الشهيد ليكون أضحية ألامه بعيد الحج الأكبر لنرى ذات الشموخ  والكبرياء المعمق بالإيمان الحق بالقضية والشعب والذي أرعب حتى الجلاد ومن يقف ورائه من خونه ليقول لأبناء العراق والأمة وأحرار العالم  أن القضية الكبرى تحتاج للقاربين وها أنا القربان الأكبر نعم من حيث  سني الجهاد والتضحية والعمر الزمني الذي قدره الخالق  وها أنا الصلب إيمانا" ومن هنا قالها  للرعاع الهاتفين ومنهم ألهالكي ليس هذه الرجولة  لأنكم تمكنتم من  صدام حسين  بخيانتكم  وذلتكم للغازي المحتل الذي قاومه صدام حسين منذ لحظة انتمائه  للحزب المجاهد ولحين وقوفه بكبرياء المناضلين الشهداء الصادقين محتسبا لله واثقا" بان أبنائه وإخوته ورفاقه سيكملون المشوار  وبهذا يكون الربط الوجداني الجدلي فيما بين قول  الشهيد عمر المختار  وإصرار القائد الشهيد صدام حسين  وانتفاض كل المناضلين المؤمنين بقدر أمتهم

 

الخلود هو أمنية كل ذي فطنة ولكن من يصنع الخلود وهنا قولي لا يتجاوز  الجانب الروحي المتعلق بالإرادة الربانية والاحتساب الإيماني فأقول إن القول الذي قاله الشهيد عمر المختار إلى المحتل لأرضه أن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي هي التعبير الصادق والدقيق لمعنى الخلود  لان الجلاد إن كان منفذا" أو آمرا" بالحكم  عمره الزمني محدد من الخالق الجليل وبموته  لا تذكر له غير  أفعاله التي روع فيها آخرين والبطل الذي ارتقى سلم التضحية من اجل قضية لا تحدد بفرد بل بأمة عامه وشعب خاصة سيكون خالدا بخلود التأريخ لان الأجيال لابد وان تقف  لتتلمس المعاني الوطنية والقومية لدور هذا  وذاك المجاهد ،  وهذا الذي  يزين كل الأدوار الصادقة الخالصة لمصلحة الأمة والشعب وهنا يلتقي هذا القول مع الممارسة  المعبرة عن  معنى الإيمان والإصرار على التضحية فكانت وقفة القائد الشهيد صدام حسين هي  العزة  بمعانيها  والرجولة بوقعها والكبرياء بزهوها  تبسم ناظرا" لحبل المشنقة ومخيلتي تقول إن القائد خاطبه قائلا أنت لا تستطيع أن تلتف على رقبتي بل هي التي  تلويك لتكون سوطا" يلفح أجساد العملاء بائعي الأوطان  ، لتكون أرجوحة الرجال الرجال في عرس الشهادة والخلود ، ألم تكن اخترناك سلما" لصناعة الغد الجديد لوطن تم اجتياحه بموجب شريعة الغاب التي تحكم العقل العدواني ألا مبريا صهيوني صفوي الذي التقت إرادتهم لقتل  كل بارقة أمل لنهوض الأمة العربية ، فانتصر القائد  شهيد الحج صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين  على كل إرادة الشر والعدوان وحول حلمهم  كابوس يورق المهزوم بوش والأشرار الذين ارتضوا ليكونوا خانعين مستسلمين للكفر نصارى يهود   وتحول يوم ارتكاب جريمة الاغتيال  إلى يوم الانطلاق والإقدام تناخي فيه كل الأخيار النشامى لأخذ الثأر الإنساني  من أعداء الإنسانية والشعوب بثبات المقاومين الصادقين المحتسبين ليلحقوا الهزائم  تلو الهزائم بالعدو وأذنابه وقد بانت بشائر النصر المبين منذ اللحظة الأولى التي انهارت فيها مملكة الطاغوت التي أرادوا أن تكون الإمبراطورية  المطلقة المتفردة في هذا العالم الذي ضاعت فيه  الحقوق  واستحوذ عدوانا" على  المشروعية الكونية التي أعطاها الله للمظلومين

 

ألله أكبر              ألله أكبر            ألله أكبر

المجد والخلود لك سيدي القائد شهيد يوم الحج الأكبر

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء الأمة العربية

الخذلان يلاحق الأشرار  أينما يكونوا لما ارتكبوا من جرائم بحق الوطن والشعب

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م