أيــة تصفيات تدعون ؟!

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبــــد

تناولنا في الحلقة الأولى تشكيل ما يسمى بالمحكمة الجنائية  والقضية التي  تنظرها وسميت  تصفية الأحزاب الدينية السياسية  وفي  موضوعنا اليوم نتناول  كيف تم تشكيل هذه الأحزاب  وما هي أهدافها وغاياتها ومن هم القائمين عليها وهل هي حقيقة أحزاب دينية  ومدى قربها وبعدها من الدين الإسلامي


حزب الدعوة العميل نشأ في منتصف الخمسينات والقائمين على  طرح أفكاره وبرنامجه  هم من أصول فارسيه  دارسين في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف ومنهم مهدي الاصفي ومرتضى العسكري  ومحمد تقي المدرسي والحائري وانظم إليهم لاحقا كل من محمد باقر الصدر ومهدي ومحمد باقر الحكيم أعضاء لجنة التوعية الإسلامية التي  تم تشكيها  بموافقة المرجع الديني المرحوم السيد محسن  الحكيم للوقوف بوجه المد الشيوعي وتحصين الشباب وبعد انكشاف التوجهات والنوايا التي  بدأ يعمل بموجبها أعضاء اللجنة ووفق تأثيرات  حزب الدعوة الإسلامية اصدر المرجع الديني السيد محسن الحكيم فتواه بتحريم العمل  في ما يسمى حزب الدعوة العميل لأنه خرج عن المنطوق والمنظور المرجعي طالبا من  السيد أبو القاسم الخوئي كونه الدارس الأقدم في المرجعية بتبليغ الفتوى إلى المعنيين ومنهم محمد باقر الصدر و ولديه ووجوب تركهم   النشاطات  هذه ، إلا إن  مهدي ومحمد باقر الحكيم لم يلتزموا  بنص الفتوى  واتخذوا موقف أخر هو تشكيل  كيانات  بأسماء مغايره للاسم الذي حرم المرجع العمل فيه وهي جند الإمام ولجنة العلماء المجاهدين ومحمد تقي المدرسي أسس منظمة العمل الإسلامي والعسكري أنصار الحجة أما  محمد باقر الصدر  فكان موقفه هو الانقطاع عن العمل  والنشاطات الفكرية التي تدعم  التنظيم و وانصرف إلى  الدراسة المرجعية ولحين إعلان  قراره بالبراءة من حزب الدعوة ورفع شعار من تحزب خان وخاصة   العلماء والطلبة الدارسين في الحوزة وان هذا القرار الخطير الذي اتخذه لم يكن  وليد ظرف  محدد كما يروج له السائرين بركب العصيان  والتمرد على الأمر المرجعي بل هو نتاج فترة ليس بقصيرة من الزمن  كان فيها المراجعة والتدقيق والخروج بالقناعة  التي اصدر فيها فتواه ومن هنا يمكن  بيان الأتي


  إن عمل حزب الدعوة  الإسلامية يتعارض مع  منهج المرجعية حسب فتوى المرجع الأعلى المرحوم السيد محسن الحكيم


  البراءة التي أعلنها  المرحوم محمد باقر الصدر من الحزب وردف الخيانة بالتحزب ضمن   العلماء والطلبة الدارسين  دلالة قاطعة على  القناعة التي توصل لها  المرحوم وانه من المتميزين بعلميته  ونباهته وكما يقال بأنه كان من المفضلين لخلافة المرجع الأعلى في حالة وفاته أو عدم قدرته على القيام بواجباته بالرغم من كون المرحوم السيد أبو القاسم الخوئي  أقدم منه  في الدراسة المرجعية


  إن القاعدة الأساسية للحزب هم الطلبة الأجانب الدارسين في المدارس الدينية في كربلاء والنجف والكاظمية وخاصة العنصر الفارسي ومن هم من أصول فارسية ومكتسبين الجنسية العراقية وهذا التوجه يراد منه السيطرة على مجريات العمل وخاصة الفكرية  لما يخدم الأهداف الفارسية من حيث الهيمنة على  مراكز التأثير الديني  كولاء المراجع أو المعتمدين أو الدعاة


   الارتباط الكلي بالقيادة الإيرانية الفارسية وخاصة بعد المتغير المنظم في إيران والذي أتى بالتيار الديني الذي  تجسده الأيديولوجية الخمينية  والدليل القاطع على ذلك البيان الصادر عن مؤتمر حزب الدعوة العميل المنعقد في الطائف استثمارا" لموسم الحج عام 1979 / 1980  والذي تم ضبطها في  الوكر المستخدم من قبل  المنصوري


   هيمنة الفكر الشعوبي على عقلية قيادته وكوادره  ولا يوجد أي مانع من التقائهم مع  من يتخذ الفكر الوجودي أو الإلحادي أو العلماني المتطرف وهذا بين وواضح فيما ورد بالوثيقة أعلاه عندما ورد النص التالي ( لا توجد أية عقدة مع الحزب الشيوعي العراقي )


    إلا أن قيادة  الحزب العميل  ومن اجل التضليل  تتخذ من اسم المرحوم محمد باقر الصدر  على أساس انه مؤسس الحزب وذلك لإبعاد  تبعيته للفرس وثبوت قيامه  بخدمة المصالح الفارسية


   اعتماد الشعائر والمناسبات الدينية  وخاصة واقعة ألطف واستشهاد أبا الثوار الإمام الحسين عليه السلام  ميدان أساس لبث أفكارهم وشرورهم العدائية للأمة  العربية وإذكاء الطائفية المقيتة وبما يوجد الفجوة في المجتمع


   ثبت من خلال العمل الميداني للحزب كونه يتعارض مع ما جاء به القرآن  الكريم من أمر ونهي الخالق وبهذا يمكن اعتبار ذلك سقوط له


أما  ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق فهذا التشكيل  مخابراتي بالأساس لان نظام الملا لي عندما باشر بعدوانه المسلح على العراق من خلال رفع شعار تصدير الثورة والتدخل المباشر بالشأن العراقي من خلال الأعمال الإرهابية التخريبية التي قام بها عناصر حزب الدعوة العميل إن كان على مستوي استخدام السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة كما حصل في بناية وزارة التخطيط وبناية وكالة الأنباء العراقية أو مطار بغداد الدولي  وساحة التحرير  والقاء القنابل اليدوية على التجمع الطلابي في الجامعة المستنصرية واستهداف موكب تشيع الشهداء من الطلبة عند مرورهم بالوزيرية    ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها  بعض الرفاق في القيادة آو  الوزراء والاغتيالات التي راح ضحيتها عدد من ضباط ومنتسبي  قوى الأمن  والمخابرات إن كان على مستوى الاستهداف الفردي أو الحافلات الناقلة لهم  ، أقول  اخذ النظام الإيراني  يبحث عن الوجه الذي يقدمه على أساس القوة المعارضة للنظام الوطني العراقي المتعرض للعدوان الإيراني  فكان محمد باقر الحكيم هو الأكثر حضوه لما يحمله من حقد وكراهية للعراق وشعبه وقيادته واستعداد لتقديمه الخدمات المطلوبة فتم  جمع  التيارات والحركات  التي انشقت من حزب الدعوة العميل أو التي تم  إنشائها بتوجيه وإشراف ملالي إيران ضمن  الكيان الذي تم تسميته المجلس الأعلى وقد جند له   العناصر الهاربة  ومن تم تسفيرهم كونهم من أصول فارسية وإخلالهم  بالأمن الوطني والحياة الاقتصادية  أو الأسرى الذين تعرضوا إلى ضغوط  وممارسة أسلوب الترهيب والترغيب معهم لاستمالتهم لحسابهم ومن ثم توريطهم بجرائم ارتكبت بحق الأسرى ، وعلى ضوء ذلك تم تشكيل فيلق بدر الذي زج في مع القوات الإيرانية  لخوض المعارك  في  جبهات القتال اثناء معركة قادسية صدام المجيدة او القيام بعمليات ارهابية تخريبية خلف الخطوط وخاصة  الطريق العام الرابط فيما بين بغداد والبصره ان كان  على مستوى ظرب قوافل الجنود المجازين او مراكز الامداد  ، اضافة الى القيام بمهام وواجبات الرصد المتقدم للقوات الايرانية اثناء عملياتها محاولة احتلال اراضي عراقية وخاصة مدينة المدن البصرة بعد معركة المحمره واحتلال  الفاو  .

 
خاب ضنهم وتجرعوا كأس السم الزؤام
المجد  لكل  الشهداء الأكرم  منا جميعا"

 
 
الى اللقاء في الحلقة الثالثة

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٨ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م