العدوان واحد  ولكن ؟؟

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد

الأمة العربية استهدفت من كل قوى الظلام والحقد والكراهية  منذ فجر التأريخ وبانبعاث الإسلام  الدين الجامع  الموحد والذي لا يرضى غيره يوم البعث الموعود ازداد الكره  والعمل على إنهاء دورها الإنساني المكلفة به انطلاقا من قول الحق   مخاطبا" حبيبه وخيرته  النبي العربي الأمي الهاشمي ألمضري محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم   (  وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين  )  فحصل ما حصل من الغزو والاحتلال المباشر وغير المباشر من اجل تحقيق غاياتهم وأهدافهم  فتمكن من تمكن  وأسس الموطئ الذي يتحرك من خلاله وصولا إلى الأجندة التي وضعها ، ومنها اغتصاب التراب الفلسطيني وإنشاء كيان مسخ جمع فيه عتاة الجريمة  والبغض والكراهية يقابل ذلك خنوع الأنظمة التي جاء بها  الغازي المحتل بعد الحرب العالمية الأولى وحصلت  خلال هذه الحقبة الزمنية اعتداءات الغرض منها توسيع دائرة الاحتلال وصولا إلى زرع اليأس في النفوس وجعل الجماهير العربية المتناقضة أساسا مع حكامها مستسلمة لما  يطرح من حلول ومن أبرزها  الاعتراف بشرعية ما تم قيامه خلافا للشرعية السماوية والوضعية


إن استعرضنا مراحل العدوان المشن على الأمة في العصر الحديث لوجدنا هناك نقلات سلبية في موضوعية التحرك الجماهيري وصولا إلى الفوران الزمني  والسكوت بعدها ولربى الابتعاد إن لم يكن النسيان وهذا هو من الأهداف الإستراتيجية التي تحرك عليها الأعداء  لما يجعلهم من الإمكانية لتمرير أهدافهم ونواياهم ولنأخذ الرد الشعبي عندما تعرض الشعب العربي الفلسطيني  لاعتداءات المليشيات الصهيونية من اجل تهجيره والاستيلاء على أرضه فكانت ردود الأفعال حركة نصرت فلسطين والتطوع للقتال  على هيئة مليشيات مسلحه في هذه الإثناء تم  اعتماد الكفاح الشعبي المسلح وكان من ابرز أطرافه حركة الإحياء العربي  نواة  حزب البعث العربي الاشتراكي وفي الثورة العراقية الوطنية القومية في مايس 1941  كان التهاب المشاعر العربية ساندا فاعلا لها من خلال حركة نصرت العراق وتطوع المقاتلين للانضمام إلى الثوار  أما  العدوان الثلاثي على مصر فكان الانفجار الجماهيري على أشده  وقد فعل فعله دعما لمصر وشعبها وانتصار إرادة التأميم وغيرها من الأمثلة التي  تعز النفس وتعطي الأمل   بالمستقبل  ،  ولكن القوى  المعتدية أخذت تعمل بكل قواها وأساليبها لكسر هذا السياج الجماهيري المعزز لكل حالة تغير  لصالح إرادة الجماهير  وقد أوكل الدور إلى الأنظمة ولنأخذ   الاصطفاف الذي حصل مع إيران العدوان  والغزو الذي تعرض له العراق عام 1980  تحت  شعار تصدير الثورة الإسلامية   ،  أو المجازر التي ارتكبت في صبرا وشاتلا من قبل العدو الصهيوني عند احتلاله  الأراضي اللبنانية  ،

 

أو  مقاتلة الجيش العراقي بقيادة الكافر نصارى يهود تحت مسمى تحرير الكويت و فتح المياه والأجواء والأراضي العربية أمام زحف الغزاة المحتلين عام 2003 ليقتل العراق ويفتت كيانه الجغرافي  وتزرع فيه الطائفية وإفرازاتها من قتل وتهجير  وتكفير  وكل ما يتعارض مع الإسلام تحت مسمى  الديمقراطية والتحرير  وعلى ضوء ذلك حصل الذي حصل من تحرك جماهيري عربي والنتيجة النهائية  نقولها والألم يقطر دما" حدث الهدوء ولا أريد أقول النسيان واستمر  الذبح بالعراق ويفعل ما يفعل ا لمتحالفين المتناقضين إعلاميا" أمريكا والصهيونية وإيران الصفوية دون أن تكون هناك ردود أفعال لنصرة العراق ودعم مجاهديه الذين فعلوا فعلهم واجبروا  المجنون بوش المهزوم بفعل الضربات العراقية أن يعترف بعظمة لسانه بأنه  كان متسرعا وبنا معلوماته وقراره على معلومات غير مؤكده أي  بالعرف الأخلاقي إن قرار الحرب الذي اتخذه كان باطلا ولا يوجد له سندا" قانونيا" وهنا لابد من محاكمته كمجرم حرب لما سببه من دمار  ،  أما تطوع  أبناء الأمة لينضموا إلى أشقائهم أبناء العراق تم احتوائه من قبل المكون الذي زرعته أمريكا في جسم الإسلام كي يقتلوا أية  ولادة قومية جهادية تقاتل باسم العروبة والإسلام النقي الأصيل لا الإسلام المسيس مذهبيا وطائفيا" تكفيريا" والرعاية الإيرانية لهذا السلوك والمنهج الغريب على العروبة والإسلام كانت بينه وواضحة مما يعزز  القناعة بتحالف الإطراف أعلاه ضد هدف واحد هو الأمة العربية وروحها الإسلام المحمدي


إن العدوان الذي حصل على غزة هاشم والدمار الذي لحق ببنيتها التحتية  وعدد الشهداء والجرحى يمكن أن اتخذه بيان دلاله على ما ذهبت إليه  كي  نبين الأهداف والنوايا التي أراد العدو الداخلي والخارجي الوصول إليها في أن واحد وان المقارنة  لا تعني  الاستهانة أو عدم الوقوف أمام أي عدوان  والتوجه انفرادا" إلى القضية العراقية لان الهاجس الفكري  هاجسا" قوميا" شموليا" من حيث التحسس والعطاء  لان أي عدوان وأينما يكون هو مستهدف الأمة العربية من مشرقها إلى مغربها ومن شمالها إلى جنوبها ، لكن وقع العدوان  وأهدافه ونوايا بالضرورة تختلف من مكان إلى أخر ، فعدد الشهداء الذين قضوا منذ الغزو ولحد ألان تجاوز المليون والثمانمائة ألف شهيد و  أمثالهم بل أكثر من الجرحى والمعاقين والمعتقلين في سجون الاحتلال  يعدون بالآلاف وضعفهم في سجون وحكومة الاحتلال  ناهيك عن عدد المفقودين الذين يعدون من  الذين قضوا  بفعل السلوك والنهج الطائفي الذي أشيع في العراق بظل الاحتلال ومن جاء بهم أما الدمار فقد طال الأخضر واليابس كما يقال وانهارت كافة مؤسسات الدولة بتجربة ثمانون عام  والدمار مستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاما منها حصارا جائرا" لثلاثة عشر عاما  بل أكثر وهذا كله لم يحرك  جذوة ضمير لدى من يدعون أنهم ولاة أمه أي حكام عرب  والجماهير العربية تتعامل معه وفق الظرف ولا ادري أكان للتكبيل دور أو النسيان  ،  وعندما وقع العدوان على غزة تحرك الشارع العربي وماج وظهر ما ظهر  وانكشف الأمر الذي أريد له أن يكون وعلى النحو التالي :

  • هناك غرض لابد منه  من مساومات وتصفيات من أولاها الملف النووي الإيراني واستخدامات الفضاء
  • إثبات عجز وترهل الكيان السياسي العربي من خلال عدم اتفاق الأنظمة العربية على عقد مؤتمر قمة  لمعالجة الموقف والوقوف بوجه العدوان
  • ظهور عرابي الاستسلام والهزيمة على الملاء بدون وجل وخشيه
  • العمل على قتل أية مقاومة صادقه الغرض منها إعادة الحق لأهله
  • إعطاء الشرعية والإقرار الخجول بالانقسام الفلسطيني
  • انكشاف من يتظاهر بنصرة الحق الفلسطيني ودفع بعض الفصائل إلى  ممارسة دورها المشروع بالمقاومة بالانزواء أثناء اشتداد المعارك وحتى منع على الشارع الإيراني من التعبير عن إرادته وكان ذلك بفتوى المرشـــد الأعلى
  • عجز الجامعة العربية  وعدم قدرتها على  القيام بأي دور يتناغم وأماني وتطلعات الجماهير العربية بل انحاز أمينها العام إلى الطرف الهادف إلى  الوقوف موقف المتفرج والشعب العربي الفلسطيني في غزة يذبح وتدمر مؤسساته كما حصل  لشعب العراق ويحصل ولم يلمس الدور الفاعل من الجامعة العربية سوى التصريحات والتمنيات بل ساهمة بإعطاء الشرعية للاحتلال وما نتج عنه من مايسمى بالعملية السياسية

وهذه مجتمعا نجدها تنصب في  ساحة القضية العراقية لإعطائها المشروعية من حيث تنفيذ البرامج المخطط لها في الدوائر الامبريالية الصهيونية الفارسية وهنا فان القضية الأهم في حياة ألامه العربية  ضمن الظرف الذي تمر به هي العراق لان  الإبعاد والنوايا تتجاوز استلاب الأرض  بالرغم من أن القضية المركزية الأولى هي فلسطين وان ما لحق بالعراق وشعبه  لوضوح موقفهم وصلابته في  توجهات التحرير من البحر إلى النهر  والعمل على إيجاد مستلزمات التحرير  والإمكانات والقدرات التي تمكن العرب من الدفاع عن ذاتهم ومصالحهم  ، لان العدوان هو واحد والقائمين به هم ذاتهم المتربصين بالأمة العربية  والعاملين على  سلب كل مقومات البقاء والنهوض وان ما ظهر به الشارع العربي بقدر التعبير عن الغضب العارم لما يحصل لأهلنا في غزة هو انصب في الحيز الذي يريده العدو من حيث إعطاء الاهتمام  بحدث  محصور ضمن مساحة محدده وشعب محدد والدمار الذي حصل محدود أيضا" وهناك  وطن بأكمله منتهك مدمر وشعب بأكمله تحت حراب الغازي المحتل وأعوانه وعملائه وان الدمار قد نال المؤسسات كافة والتي تشكل قوام الدولة العراق  التي يعمل كل الغرباء على تفتيته وإلغاء وجوده الجغرافي من خلال إقامة دويلات كدويلات الطوائف التي سبقت انهيار الدولة العربية الإسلامية عام 1258


إن ما حصل وما خطط له لايمكن أن يتجاوز الحالة التي تمس كيان الآمة لأنها في حالة نفاذها سوف يستمر المخطط بالتنفيذ من حيث تقسيم المقسم وإيغال الشعوبيين بفعلهم الهادف إلى  تدمير مقومات الانتماء القومي والهوية القومية للإنسان العربي  ،  وان أبناء الأمة الغيارى  المدركين لحجم الخطر والمؤامرة لايمكن أن يعطوا الفرصة للعدو كي يستمر ببرامجه التي لاتجد غير مزبلة التأريخ مكانا" لها

 
 
ألله أكبر                 ألله أكبر                     ألله أكبر
عاشـــــــــــت الأمة العربية
عاش  فلسطين حرة عربية
العزة والمجد للعراق وشعبة الصامد بوجه العدو وأذنابه

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ١٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م