الســـــــــــــــــــــــــــــلام

 

 

شبكة المنصور

زامل عبد

السلام من أسماء الله الحسنى والعرب المسلون هم الأكثر إيمانا" وتمسكا"بالسلام  ومن دعاته يوميا والسنة النبوية الشريفة  أوجبة التعامل به بين المسلمين  من خلال التحية والجواب عليها بأفضل منها  أو بمثلها حيث يبدأ المسلم  ( السلام عليكم  ويكون الجواب وعليكم ألسلام ورحمة من الله وبركاته    )

 

وبهذا العرف تكون  الرحمة والبركة من الله وهما شيئان متداخلان فيما بينهما والمنان بهما على عباده هو الواحد الأحد الله جل وعلى  ، وبالإيجاز البسيط والمختصر فان السلام  مبتغى كل عربي  ومسلم على وجه الأرض وهو أدائه اليومي  والبادئ به وليس مطلبا من مطالبه اليومية ولا رجاء يرتجى من الغير هكذا تربينا  وهكذا نفهم الحياة وهكذا قيمنا وخلقنا العربية الإسلامية وعند استرجاع القيم الموروثة للأمة العربية الإسلامية نجد من أولا الأولويات استجارة الملهوف  أي توفير الأمن والأمان له لحين تجاوز  الحال التي استوجبت استجارته وهذه القاعدة هي السمة التي تتغذى بها العشائر العربية عندما  يتعرض فرد من أفراد العشائر الأخرى إلى ارتكابه الفعل المرفوض من عشيرته أو عشيرة أخرى ولحين إصلاح ذاته  والعودة إلى الحال المرغوب قبل قيامه بالفعل  وهذا بعينه سلوك يراد منه استتباب الأمن الاجتماع بين  مكونات المجتمع وصولا إلى الاستقرار  والاطمئنان اللذان ينعكسان ايجابيا على النمو الاجتماعي  والأنشطة الأخرى ، لكن الذي تمر به الأمة اليوم هو النقيض لان الأنظمة المتسلطة على جماهير الأمة مبتعدة عن جوهر الأمة ومستعبدة من القوى المعتدية والمغتصبة للأرض العربية والناهبة للثروات الوطنية القومية  ، فأصبح الحكام العرب يستجدون السلام والأمن  منها وهم يمتلكون كل المعايير التي تمكنهم من فرض السلام والإتيان  بالحق دون اللجوء إلى  القوى والمؤسسات المرهونة بإرادة هذه القوى التي نشأت وتكونت على قواعد العدوان والتمدد على حساب الغير  واستغلال الضعيف استغلالا" يجرده من كل مقومات البناء المستقبلي  وتكوين الذات المعتبرة ، ومن هنا يكون السؤال الهام الذي يردده أي فرد عربي ماذا حصل العرب من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن وما هي النتائج التي خرجت بها اللجان الأممية التي شكلت  من اجل حل القضية الفلسطينية أو  القضايا الأخرى التي يراد منها الإخلال بالأمن القومي العربي كقضية الجزر العربية الثلاث المحتلة من قبل إيران الشاه وخميني والتدخلات بالأمن الوطني اللبناني  والسودان و المغرب  واحتلال اسبانيا لأراضيها الوطنية والصحراء الغربية وما يراد منها  إضعافا للوحدة القومية بين دول المغرب العربي وغيرها من الإشكالات الإقليمية إن كان في ألاسكندرونة وغيرها.

                                                                           
إن السلام لا يمكن أن يحصل عليه  بفعل قوى خارجية لأنها لا يمكنها أن تنظر للموضوع من حيث الاستحقاقات التي تلبي الحاجات الإنسانية للأمة بل من خلال  الدور القومي والوطني الذي يؤديه من أأتمن على المصالح القومية والوطنية المستند على العمل الجماعي الذي تفتقده الأمة في الظرف الحالي الذي يتميز بالانقسام وفق الو لاءات والتدخلات الأجنبية التي تشهدها المنطقة العربية ،  إن القضايا العربية التي تعاني منها الأمة تحتاج إلى الجهد القومي  الجماعي  وهذا لا يمكن أن يتحقق والأنظمة القائمة هي التي تتعامل معها على مستوى العلاقات الدولية والمحافل العالمية لأنها لا ترتبط مصيريا بها بل  يكون لها الدور السلبي المعطل لكل ولوج من جراء الدور الجماهيري الناتج بفعل التحرك الشعبي  والمنظمات الجماهيرية الغير حكومية وخير دليل على ذلك الدور الذي لعبته الأنظمة العربية في التمهيد للعدوان الثلاثيني على العراق وإعطاء المشروعية للإدارة الأمريكية بالتواجد على الأرض العربية  ومصداقية لادعاءاتها الكاذبة  بامتلاك العراق لسلاح الدمار الشامل وعلاقته بتنظيم القاعدة  ، وتم من تواطىء لوقوع الغزو والاحتلال عام 2003  وما نتج عنه من تدمير للبنية التحتية ووضع  بدايات تقسيم العراق من خلال الدستور  والتركيبة الطائفية  المحاصصاتية التي بنية عليها ما يسمى بالعملية السياسية والتي أدت مجتمعا إلى غياب العراق عن مكانته العربية والدور القومي الذي كان ينهض به دفاعا عن مصالح وأماني وتطلعات  الأمة العربية المجيدة وجماهيرها ، والعراق لا يمكن أن  يشهد السلام والاستقرار إلا بعودة الدور العربي الواعي  المؤمن بقدر الأمة ومكانتها الإنسانية ومحصلة هذه العودة  انحصار الدور الشرير  الذي تؤديه إيران الحقد والكراهية التي تمكنت من النفاذ إلى مجمل الحياة السياسية والاقتصادية  والاهم والأخطر النفاذ إلى المنظومة الفكرية من خلال  نشر الثقافة الفارسية الصفوية  بأوسع مجالاتها إن كانت مقرية أو مسموعة أو مرئية ارتكازا على العنصر الفارسي ألصفوي المتغلغل استغلالا" للدين والشعائر ، حيث تم ا يقاض الفتنة الطائفية البغيضة على ابعد أهدافها ونوايا القائمين عليها  والتي تصب أساسا على إيقاع الحرب الأهلية من اجل تحذير الانقسام المجتمعي في العراق وتشظيته وفقا لإستراتيجية الإدارة الأمريكية  المسماة الشرق الأوسط الجديد وهذه غزة هاشم التي تأن تحت نيران العدوان الصهيوني البحري والبري والجوي حيث بلغ عدد الشهداء 9000 أو يزيدون والجرحى قرابة 5000 منهم 1000 بحالة حرجة وهم من الاطفال والنساء والشيوخ اضافة الى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات والمباني والمصانع والمؤسسات والحكام العرب بين قابل بعقد القمة والاخر الرافض  لان الهدف المرسوم لم يتحقق لحد ألان بالرغم من الحصار الشامل والعدوان الواسع حيث مازال هناك فتى فلسطيني يحمل البندقية ويقاوم من اجل التحرير  والعودة وهذه هي مواطن اليأس والقنوط الذي ركنت إليه الأنظمة العربية وتعمل جاهدة لترويض الإنسان العربي وهذا من المحال  المطلق لان الإرادة  لا يمكن أن تكبل وان ثقل القيد وأمعن الحاكم بظلمه وعدائه وان النصر هو حليف الشعوب المقاومة المتطلعة ليوم الخلاص وقد صدق القائل ( الحق بالسيف  والعاجز يريد شهود ) وهنا الحق بالسلام الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة الواعية المدركة الصادقة   

                                                                                                                       
المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء الأمة العربية
الحرية لكل الاســــرى والمحتجزين والسجناء العرب

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٧ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م