القمم قمامة المفاســـــد

 

 

شبكة المنصور

زامل عبد

لكل حدث حديث هكذا قال المثل وعند استرجاع الزمن نجد إن الأمم والشعوب إن كانت قبلية النزعة أو حضرية التكوين يلتقي  من  يمثلها  لتدارس  الحدث  والحديث  به  بما  يبعد  الأمة  أو الشعب  الأهوال  والمخاطر ويضع  الطريق الذي يسلكونه  وصولا إلى المرام  ،  وفي عصرنا  الحديث  أصبح  الأمر من الأمور المهمة والمشروعة للأمم وحتى التي لا يوجد خطر  على أمنها تعمل جاهدة من اجل إيجاد الوسيلة والأسلوب التي تنمو فيها وتتسع في المجالات الحيوية وذلك انطلاقا من مبدأ الاستفادة  وكمثال لا الحصر  الشعوب  الأوربية  ومؤتمراتها التي أوصلتها إلى تكوين الاتحاد  الأوربي الذي يخطو الخطوات التمهيدية  لنشؤ أوربا الموحدة

 
الأمة العربية  امتازت عن  باقي الأمم من حيث تعرضها  للعدوان المستمر من أمم  ودول  لديها  النزوع  الاستعلائي  العدواني  الاستحواذي  وكان  نتاج  هذا  فقدان الكثير من مكوناتها الجغرافية  والثروات  وبهذا فان  وجوب التقاء  قادتها أو حكامها  من اجل  تدارس  الأمور  والخروج  بما  يحمي الأمة ومصالحها السياسية والاقتصادية وغيرها واسترجاع ما تم أخذه  منها عدوانا" أو استغفالا كما  يقال ، ولكن  العلة في الإخفاق  يبدأ من  المكونات التي  جاءت  بالأنظمة الحاكمة المتحكمة  بمصير الأمة وهل هي على مقربة من  الحال أم هي في  مكان وجوب الفرقة  فيه والتباعد عن وقع الحدث ، لان القوى التي احتلت ارض العرب  وجزأت الأرض إلى كيانات  وجد التنافر في  ذاتها  من حيث التضاد  والتنازع  انعكس كل هذا على الواقع العربي  ومصلحة الأمة وأصبحت المؤتمرات التي تعقد ردا" على العدوان مدخلا للتراجع أمام المعتدي  والقبول بشروطه  كي يبقون في دست الحكم ولا تتضرر مصالحهم الذاتية ومن هنا  يمكننا  سوق الكثير من الأمثلة على هذه  الحال  حيث  أصبحت لاءات الرفض التي صدرت  في  مؤتمر الخرطوم  قبول  وإقرار  والتصدي  والتحدي  تصديا" لكل  تطلع  جماهيري  وتحديا" لإرادة  الأمة وجماهيرها وتم التعامل مع الخطط الهادفة إلى التحرير الشامل والكامل للتراب  العربي  تحريكا" من اجل الوصول إلى التفاوض مع العدو وإعطائه الشرعية الإقليمية .

 
اليوم  تعيش  الأمة  الحال  الحقيقي  الذي  صورناه  بالإيجاز  شعب  يحرق  وتدمر منازله  عليه  وتدمر  البنية  التحتية بآلة  الدمار الصهيونية  الأمريكية  ضمن  رقعة  جغرافية  لانا فذة  لها  سوى رفح  المصرية التي  احكم إغلاقها لا لشيء سوى الانتقام من الشعب المقاوم وإعطاء الفرصة التامة للعدو كي يكمل مراحل خطته العسكرية التي  جعلها تدريجية كي يجتاح غزة ودمر الأخضر واليابس فيها  وصولا إلى قتل أو اعتقال القيادات الوطنية من خارج الفتحاويين أصحاب  الصوت الهادر  والشعارات الرنانة للتحرير  ويا عدوي جينالك ، وهذا الحاكم منشغل بالإعداد لمؤتمر القمة الاقتصادي  الذي يسمو على الدم العربي المراق انهرا" وذلك يدعو إلى مؤتمر محدد بأهل المنطقة الخليجية ليلملم الملفات لأنه صاحب المبادرة التي احتلت المساحات الإعلامية منذ تقديمها ولحين موتها واحتقارها من قبل الصهاينة وذاك الحاكم المنهمك بالخط الساخن مع مجرم العصر بوش  ونازي السلام بيريز وخليفة  هاوي القتل الجماعي  شارون الذي يعيش عقاب الدنيا قبل جهنم وبأس المصير بغيبوبته  التي تنتزع فيها روحه الشريرة انتزاع أرواح الكفرة وما يسمعه حضرة البقرة الضحوك من نصائح حسناء صهيون كي يمرر الجريمة  بحق شعب وارض عربية أخرى كما فعلها  بشأن العراق في كافة مراحل العدوان المبيت على العراق من قبل الامبريالية والصهيونية العالمية والأنظمة العربية الذليلة والخنوعة ، حاكم أخر  انتفض لحفظ ماء الوجه ودعا إلى عقد مؤتمر قمة وبمن يحضر وهذا فعل جيد ومشكور بالقياس إلى  الواقع الذي أريد من قبل الأدوات الفاعلة في تفتيت الأمة وقتل المبادرة وسمية مؤتمر غزة وقد خلص من حضر إلى قرارات يراها البعض بأنها أكثر وضوحا" من المقررات التي أصدرتها المؤتمرات العربية من حيث التحديد والاشتراط ولكن خيبة الأمل التي انتابت الشارع العربي عندما اركن الأمر إلى مؤتمر الكويت كي تناقش ويتحد القرار بشأنها وهنا نقول اقرأ السلامة عليها احتوائها من قبل عرابي الهزائم العربية وممهدي الهروب أمام العدو والاستسلام واليأس ،  كما أن المبادرة التي قامت بها قطر وموريتانيا من حيث تجميد العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني نراها أعطت المشروعية لإقامة العلاقات مع المعتدي الغاصب لان مفهوم التجميد لا يلغي الاعتراف والتعامل وهنا نرى إن المبادرة ما هي إلا أسلوبا" دعائيا" وإحراج لمن هم على عدم توافق أو صفاء في العلاقات الدبلوماسية كما إن المؤتمر لم يتطرق من قرب أو بعد إلى الراعي الأساسي للإرهاب الصهيوني والمشجع على استمراره واتساعه تحت يافطة مكافحة الإرهاب العالمي مع العرض إن  التواجد الأمريكي في قطر يعد خرقا عميقا" للأمن القومي العربي من خلال القاعدة الإستراتيجية لقيادة المنطقة الوسطى والتي تشرف بالمباشر على كل العمليات العدائية الأمريكية في العراق وأفغانستان وما قام به الكيان الصهيوني في قطاع غزة من المفارقات المضحكة المبكية في آن واحد أن أمين عام جامعة الدول العربية  ابدي تضجره وامتعاضه من الواقع الربي وعدم ارتياحه لما يحصل وعندما جوبه بسؤال من احد الصحفيين الرب له في  المؤتمر الصحفي الذي عقده في الكويت  انتفض بنوع من التحدي للصحفي عندما سأله هل تفكر بترك الموقع لما وصفت به الواقع العربي وأراد أن يجعل الذنب الأول والأخير على أهل غزة متطلعا" إلى مؤتمر الكويت ليكون   الجامع الشامل لكل المعاناة والمعالجات ، ولا ادري هل السيد عمرو موسى  مقتنع بما ورد على لسانه ؟؟

 

وخير ما نقوله حسبنا الله ونعم الوكيل وهو   القادر على كل شيء يهدي من يشاء  ويضل من يشاء ، سائلين أن  يتغمد شهداء غزة بالرحمة والغفران وان يسكنهم فسيح جنانه   فهو نعم المولى ونعم الشفيع  

                                                                  
 ألله أكبر      ألله أكبر         ألله أكبر                                   
      
عاشت الأمة العربية                                                             
الخزي والعار لكل من تردد أو تخاذل أو خان القضية العربية  

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م