البعث حزب مؤمن

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عراقي

من يوم انطلق حزب البعث العربي الاشتراكي في مرحلته التاسيسية وهو يعلن عن انتماءه الى حاضنة عربية ومسلمة، عربية بمعنى ان البعث يحمل هموم وتطلعات الشعب العربي وقدم البعث في هذا الاتجاه مشروعا حياتيا متكاملا وليس مجرد وجهة نظر او فكرة سياسية، ومسلمة بمعنى ان البعث ليس حزبا ملحدا او كافرا او مشركا بل هو حزب مؤمن بالله وبرسالاته، وبأن الاسلام هو خاتم الاديان ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الانبياء ورسول المحبة والرحمة, فالبعث يؤمن بوحدانية الخالق سبحانه وبقدراته الخارقة التي احاطت بكل شئ بعد ان اسسته وكونته ويؤمن باليوم الآخر كمال نهائي لبني آدم، وبأن يوم الحساب يقود الى الجنة لمن اطاع الله ورسوله وعمل صالحا والنار مثوى للكفار والملحدين والمشركين والمنافقين، ومَن لم يؤدي حقوق اسلامه.


البعث حزب يؤمن بان الاسلام هو عقيدتنا الدينية بكل تفاصيلها اصولا وفروع وبكل ما ترتبه هذه العقيدة السمحاء العظيمة من سمات وقيم اخلاقية ومبادئ شرف ورجولة.

 

والعروبة حاضنة ذاتنا الانسانية التي انتقاها المعبود لتحمل قيم ومبادئ الاسلام. الاسلام حب قبل كل شئ وخلق نبيل فاضل قبل كل شئ, والقومية حب قبل كل شئ ووعاء اجتماعي تنصهر فيه ذات الامة العربية وكينونتها .. انها الهوية والدلالة والاصل ومسلك الانتماء. وبذا فان الاسلام روح والقومية جسد والجسد من غير الروح كيان مادي لا يقوى على الوجود والنماء والسمو. تتوحد في البعث رؤى حاجات الامة للانقلاب على التخلف والفقر والجهل والتقدم وبعث الدور الانساني مع ارادة الاسلام المؤمنة وعبقريته المتوثبة وايمانه المطلق الذي تستمد منه النفوس القدرات والعزائم وتستنير بنوره وهديه.


البعث حركة سياسية قومية عروبية انسانية ترفض استخدام الدين الحنيف وسيلة للكسب والتعبئة السياسية, هو حزب وضعي لا يدعي ولا يزعم بل يصدق ويضع اهدافه ورسالته بشفافية امام ابناء الامة ويعبر بوضوح عن ادوات التنفيذ وهي ارادة الانسان وطاقته التي لا يحدها غير ارادة الله سبحانه وليس بالتعكز على عقيدة السماء السمحاء لتحقيق اغراض دنيوية خالصة. البعث يرى ان الدولة المدنية الحديثة تتفاعل مع تفاصيل متطلبات كثيرة وعلاقات شاسعة يجب ان ننأى بطهر الاسلام وسمو عقيدته عنها ونترك التشريعات والاعراف الوضعية تتصدى لها وتتعاطى معها. الدولة مؤسسات خدمة تقدم للمواطنين وليست صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة.

 

كما ان زج الاسلام في السياسة على انه سبيلها الوحيد سيضعه امام دلالات ادخلها الاسلام السياسي وصارت علامات فارقة له ومنها الطائفية التي لم تكن في جوهر الدين بل ادخلت وضعيا لتكون الخنجر الذي يمزق وحدة الاسلام والامة.


البعث يتعرض لهجمات متجددة من قبل قوى الاسلام السياسي تتهمه بالكفر ظلما وجورا وعدوانا في خطة تتكامل مع خطط الهجوم عليه من اميركا والصفوية والصهيونية بدراية وقصد من التيارات الاسلاموية المعنية او بدون قصد ودراية. وهي هجمة هدفها ازالة البعث من حياة الامة لينفتح لهذه الاحزاب طريق الارتماء في احضان السلطة العميلة للامبريالية والصهيونية والصفوية تماما كما تم العمل به وعليه في العراق، وطريق يضع الشعب العربي برمته امام خيار الاسلام السياسي وحده الذي هو ليس الاسلام السماوي بكل تاكيد.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م