أغيثونا ... إنها ليست مصالحة وطنية ... إنما مخادعة مالكية !!!

 

 

شبكة المنصور

المقاتل عباس خلف حمادي

الحديث عن المصالحة الوطنية وعن ضرورة التخلص من المحاصصة الطائفية والعرقية والمذهبية , كثر هذه الأيام على لسان الكثير من المسؤولين ورؤساء الكتل والشخصيات السياسية خصوصا خلال حملاتهم الانتخابية . نعم وبقدرة قادر تحول الطائفي إلى وطني وراعي للمصالحة الوطنية ورافعا شعار لا للطائفية ولا للعرقية ولا للمحاصصة ولا للتهميش ولا للإقصاء ولا للإجتثاث . يبدو أن السلطة جميلة والكرسي مغري فكيف السبيل الى البقاء بل والتجديد لأربع سنوات أخرى ؟ لقد تم استغلال (المصالحة والمشروع الوطني المغلف المزيف) أفضل استخدام من قبل المالكي وكان احد أسباب فوز حزبه (حزب الدعوة الذي يشكل الأقلية من بين الأحزاب الدينية الشيعية) من خلال الإمتيازات التي منحها منصب رئيس الوزراء وما سخر للانتخابات من أموال ورشاوي ومناصب وامتيازات كلها تدخل ضمن شراء الذمم والنفوس (الضعيفة أحيانا والمجبرة المحتاجة أحيانا أخرى).

 
والآن أيها الإخوة تردد وسائل إعلام حكومة المالكي والمسخرين لخدمتها ممن يدعون أنهم شيوخ عشائر ومقيمين في الأردن بأن المالكي أعطى أوامره لإعادة ضباط الجيش العراقي الموجودين في دول المهجر (الأردن – الإمارات – مصر- اليمن )(لاحظوا لم يرد ذكر سوريا علما أن فيها ثلثي كبار الضباط والسبب واضح جدا) إلى الجيش الجديد كجزء من المصالحة الوطنية . نقول للجميع هذه كذبة أيها الأخوة القصد منها إعلامي وشعارات لتضليل الإدارة الأمريكية الجديدة لعلها ترضى عن خطوات المالكي على صعيد الإصلاح السياسي وتضليل قيادات الدول العربية . وهي كذبة لأنها تستهدف جرد أسماء كبار الضباط ومعرفة أماكنهم وربما تحديد العلاقات التي تربط بينهم ضمن الدولة الواحدة أو بين دول المهجر ... وهي كذبة لأنها فقط لتدقيق المستلمين للرواتب التقاعدية (وهل  لديهم أي مشكلة فيها) والقصد الأساسي معرفة إن كان هناك ضباط من المشمولين بمنع الرواتب التقاعدية وهم يستلمون رواتب مثل فدائيو صدام. لا تصدقوا بأي شيء أسمه إعادة الضباط الكبار إلى الجيش لأن الجيش أساسا فيه زيادة وهناك توجيه من الأمريكان لتقليل حجم الجيش والشرطة , وأن الدعوة هي فقط للضباط من رتبة مقدم فما دون من الصنوف التي يحتاجها الجيش, وهناك عدد قليل جدا جدا من المناصب الفنية والإدارية للرتب العليا من رتبة عميد ولواء( ولا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة) شريطة أن يقبل حملة هذه الرتب العودة وبرتبتين أدنى يعني اللواء يصير عقيد والعميد يصير مقدم … والأمر المهم الآخر هو تشجيع عودة الآف الضباط كي يصبحوا تحت رحمة الحكومة وميليشياتها وتصفي من تشاء منهم ومتى تشاء . أية مصالحة وأية دعوة لإعادة الضباط المهجرين … كيف تسمى مصالحة وقد أعطوا لضباطهم ( من أحزابهم) رتبة فريق أول للذي كان ملازم أول في الجيش ؟ وكيف هي مصالحة ليعطوا القصاب (الجزار) رتبة لواء والسائق النائب ضابط(.....) رتبة عقيد ركن وأصبح معاون أمر قاعدة جوية وبالمقابل يشترطوا على الذي خدم الجيش والوطن عشرات السنين وحمل أوسمة الجروح ونزف الدم دفاعا عن العراق والأمة العربية أن يتنازل عن رتبتين حتى يرجع إلى الجيش؟؟

 
عن أية مصالحة وطنية تتحدثون أيها السادة ؟ أليس المالكي هو صاحب نظرية الإجتثاث والإقصاء والتهميش ؟ أسألوا المالكي كم عدد الضباط الكبار من رتبة فريق أول وفريق ولواء من طائفته وكم عدد الآخرين من الطائفة الأخرى ؟ كم عدد مستشاريه من حزبه وكم عدد مستشاريه من الأحزاب الأخرى؟ كم عدد المسجونين من فئته وكم عدد المسجونين من الفئات الأخرى ؟ إلتفت يا سيد المالكي يمينك ويسارك هل تجد موظف كبير من ديوانك ومستشاريك من المعارضين لك ؟ نحن نعرف يا حكومة المالكي أن لديكم عملاء من المتنفذيين أصحاب الملايين في الدول العربية والذين يسمون ( برجال الأعمال وشيوخ العشائر والمثقفين وسفراء النوايا الحسنة) والذين بأموالهم الحرام وصلوا إلى مصادر القرار في بعض الدول العربية ومع الإدارات الأمريكية , هم الذين يجملون صورتكم عند الدول العربية وعند الأمريكان .

 
هل حقا يا سيد المالكي أنك تنشد المصالحة الوطنية .. أم أنها مخادعة منك ؟

 
تعال يا أخي وابن عمي وصديقي إلى كلمة سواء بيننا وبينك إلى مصالحة حقيقية .. بنودها إلغاء اجتثاث البعث وقانون المسائلة واللاعدالة فورا وحذف المادة الدستورية الخاصة بها .. عدلوا الدستور وضعوا فيه بندا لا يقبل اللبس يخص المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا وتاريخا … اشهروا في الدستور الجديد الهوية العربية الإسلامية للعراق دون لبس او خجل أو تحفظ... اسمحوا للناس بالمشاركة في الانتخابات بحرية تامة … أعيدوا بناء الجيش والشرطة على الأسس المهنية والكفاءة وبتوازن مقبول واطردوا العناصر الميليشياوية منها . 

 

الغوا المؤسسات والدوائر والوزارات  الأمنية الكثيرة والغير مهمة وحلوا الاشتباك والتداخل بينها … شجعوا على تسريع رحيل قوات الاحتلال … واصرفوا مكافأة نهاية الخدمة التقاعدية للضباط .. وعوضوا العراقيين عن الأرواح والممتلكات المدمرة … أوقفوا تدخل إيران في كل صغيرة وكبيرة في العراق … وابعدوا رجال الدين عن السياسة ودهاليزها … الغوا كل الشركات الأمنية المحلية والأجنبية … … ارعوا الأرامل والمعوزين … أعيدوا المهجرين وامنوا لهم السكن الملائم … أعيدوا النظر في موظفي سفاراتكم على أساس الكفاءة وليس التحزب … ارجعوا أموال العراق المسروقة من قبل كبار السياسيين والوزراء…


كفى كذبا ومراوغة والله لم نلمس شيء  حقيقي ايجابي منكم … إنها مجرد شعارات رنانة ترفعونها في الأوقات التي تحتاجونها … وليست المصيبة بكم فقط ولكن في بعض العراقيين وبعض العرب وبعض الأمريكان الذين يصدقون ويرددون شعاراتكم ( التصالحية) .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء / ١٦ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م