الحواسم معركة اخلاقية
عرت بشكل كامل خلل وانحراف المنهج الامبريالي ووحشيته وعجلت هزيمته

﴿ الحلقة الخامسة

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

في عدوان همجي وحرب قذرة اسموه حرب تحرير العراق
ارتكبت جريمة استباحت كل الكون بشرا ونظاما ومعاهدات وقوانين ورأي شعوب

 

ارتكبت الجريمة الدولية حتى استحقت فعلا تسمية جريمة العصر .. ببلطجة امريكية وبريطانية كقوتي ارهاب،والصهيونية كفكر شوفيني ،ومنافقين ومرتزقة ولصوص وخونة وعملاء كحلفاء، لا يتعدى وجودهم دور كلاب الصيد وقوادين،وعالم ذليل مهان مصلحي وهيئات ومنظمات دولية مستباحة وعميلة تابعة للقوة الغاشمة وارادتها ومنفذة لقراراتها،هذا وصف مركز لعدوان الصدمة والرعب الارهابي الفاشي .


اما الوصف والتحليل لمجريات الحرب الارهابية الشريرة ضد شعب آمن مسالم مؤمن محب للحرية ،وصاحب اقدم واعرق تراث حضاري في تاريخ البشرية ،وعضو مؤسس لهيئة الامم المتحدة ومنظماتها كافة ،فيمكن ان تكون له اتجاهات متعددة حيث سيتناوله كل محلل من وجهة نظر معينة ،ومن جانب هو يهتم به ويعطيه اسبقية على سواه ،وكوني لست مختصا عسكريا او اقتصادي او اكاديمي متخصص بجانب معين ولكني مواطن شمله العدوان يعي اهداف وابعاد العدوان وعاش الجريمة بتفاصيلها وتسببت له بكثير من الاضرار بحقه كأنسان وكمواطن فيقول (المثل أسأل مجربا ولاتسأل حكيم) ،أي ان المعايشة والتجربة تجعل الفرد قادرا على اصدار الحكم بدقة اكبر من الذي درس الحكمة وتعلمها وامتهنها ،فكي اصف الجريمة لابد ان استشهد بالحوادث والتاريخ الذي هو تسجيل للفعل البشري عبر العصور.ولكي نقوم الجريمة لابد ان نقول اولا نعم ان قوى البغي والارهاب والعنجهية احتلت العراق كارض ، وارتكبت جرائم كبرى ضد الانسانية ،ودمرت بنيته الاجتماعية والمادية التحتية والاقتصادية ، ولكنها لم تنتصر وخسرت الحرب رغم حجم حشدها وتفوق سلاحها وقدرته التدميرية ، واستخدامها لابشع واقذر واحط الوسائل في عدوانها ، والايام كفيلة بكشف الحقيقة وتعرية الكذب والتعتيم واستخدام الارهاب للجم واسكات الاعلام عن نقل الحقيقة للعالم،ولكن هناك حقائق ستكون قوى العدوان الشرير مضطرة للاعلان عنها لانها غير قادرة على تغطيتها باي شكل وحال .


ولكي نثبت الحقيقة التي قالها قائد العراق ورمز مقاومته الشهيد صدام حسين رضي الله عنه : (امريكا هزمت مع اول صاروخ اطلقته على بغداد) ،نعم ايها القائد الشهيد الحي عند الله وفي الضمائر ،نعم انهم هزموا وسيولوا الدبر، مخذولين يلعقون جراحهم ويلاحقهم الخزي واللعنات ،لانهم بغات اشرار طغات مستهترون ،وهذا وعد الله لكل باغي اثيم ،ونعم به هاديا ومعينا.سنتناول الجوانب الاتية :


1. الهزيمة الاخلاقية لقوى العدوان وهذه يطول الدخول في تفاصيلها ،فهي حرب لا اخلاقية منذ بدأها كونها عدوان ارهابي وغزو باغ وهنجهية القوة الكبرى واستهتار بالمواثيق والمعاهدات الدولية واسباحة للقانون الدولى وامتهان للرأي العام في دولهم والعالم اجمع واعتماد الكذب والتضليل والفرية لتبرير فعل اجرامي،فاي اخلاق تبقت لامريكا وبريطانيا ومن حالفهم او شاركهم الجريمة ؟واستخدموا وسائل قذرة ووضيعة وساقطة كمنهجهم في العدوان ومحاولة احراز نصر ولو مؤقت ؟ والتاريخ سيوثق كل ذلك فكيف سيلجموا التاريخ ام يزوروه ؟وهل يقمعوا كل المؤرخين ؟


2. الهزيمة العسكرية : نعم كنا قبل امريكا نعرف ان الفارق بالامكانات العسكرية والاقتصادية واللوجستية ،والجيوش والمعدات العسكرية والقدرات القتالية ،لقوى تمتلك كل الامكانات وكل تلك الاسلحة التدميرية،والطائرات والدبابات والقدرة الصاروخية ،والترسانات من اسلحة الدمار الشامل ،والتي لا يردع الغزاة رادع اخلاقي او قانوني من استخدامها حيث انهم اوباش بغاة الجريمة وسيلتهم الاولى والقتل منهجهم سيمكنهم من دخول العراق ،ولكن اسأل كل عسكري محترف أو محلل عسكري :هل احتلال الهدف هو انتصار ؟ وهل حققت امريكا النصر كما كذب بوش دبليوا الارهابي الدولي في تصريحه انتهاء العمليات العسكرية في العراق ؟انهم دخلوا العراق وقتلوا كثير من أبناءه ودمروا ونهبوا وسرقوا ودنسوا الارض والانسان وانتهكوا الحرمات كلها ولكن كيف سيخرجوا ؟ أ فكروا بذلك وهم يدخلوا العراق ؟أم اعماهم الغرور ؟ وسثبت الايام من القادر على حسم المعارك في النهاية ؟فليظلوا يكذبوا ويرهبوا الاعلام ويضللوا العالم بالكذب ولكن سيصلوا الى يوم لابد ان يعلنوا عجزهم مهما طال المدى .


3. الهزيمة الاقتصادية : قد يكون هذا الجانب لا يكلفني كثير عناء وشرح ،لان العدوانين واولهم الامريكان لم يقصدروا ان يغطوه ،فقد افتضح امر ذلك واستفحل الانهيار الاقتصادي بحيث لم يعد احدا قادرا على فعل شيء لمعالجته وهو بداية لانهيار وكساد سيغير الواقع العالمي اقتصاديا وسياسيا ،ويعلن اندحار النظام الدولي الذي ارادوه (العولمة) وفشلها .


4. الهزيمة السياسية : في هذا الجانب اقول ان مسار التبديل المستمر لممثلي الادارة الامريكية وكثرة البحوث والمستشاريين ومراكز الدراسات المتخصصة في تقديم الاستشارات للادارة الامريكية ووزارة الخارجية تؤشر الفشل والانهيار للسياسة الخارجية الامريكية ،وطالت التغييرات كولن باول واعلن العالم كله فشل العاهرة البديل كونديزا رايس ،والعالم كله بمثقفيه وكل بشره متعلمين وغيرهم يدرك كم ازدادت الكراهية لامريكا عند الشعوب ؟ وكم بات الجميع يعرفوا ان الكذب ملازما لاي تصريح امريكي عموما وتصريحات وزارة الخارجية بشكل خاص ،وهذا وحده كاف ان يعلن هزيمتهم السياسية ؟ فاذا اضفنا فشل الادارة الامريكية وللمرة الثانية في المحافظة على حلف الاشرار الذي حشدته ضد العراق ؟


5. تعري الامبريالية عموما وقوى الاحتلال والعدوان بشكل خاص بانها قوى ارهاب وكفر وبغي ولصوصية ،بلا اخلاق ولا تحترم قوانين ولا اعراف ولا مواثيق دولية هدفها المال والثروة بأي وسيلة ،وانكشف النظام الرأسمالي الذي يدعي انه نظام حر انه نظام منحرف ومنحط في منهجه وقيمه ،وهذا اول مؤشرات السقوط والاندحار، وسائله القوة الغاشمة والارهاب والجريمة والعدوان والكفر بقيم السماء والارض ومحاربتها والاساءة الفجة للمقدسات والانسانية ،والعداء للحضارة والعلم والحب والتعامل مع كل شيء يمثل رقي الفكر الانساني انه وسيلة لتقيق اهداف انانية ليس الا .وهذا سيكون اول مؤشرات اندحاره وهزيمته نهائيا كفكر شوفيني استبدادي غاشم .


هذا وعد الله للبغات والمتغطسرين والكافرين ،وفعل جند الرحمن المقومة العراقية وجهادها البطل في سبيل الله وما اوجب القتال دونه ،فنعم به ناصرا ومعينا وله الحمد في كل حال واي حال .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠١ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / أذار / ٢٠٠٩ م