صفحة الخيانة والغدر
المخطط المسبق والشواهد على ذلك

﴿ الحلقة الثانية

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كثير من الناس تصوروا ان احداث الخيانة والغدر هي امر داخلى فوضوي،او كما سميت في حينها الغوغاء، أي كانت عفوية ، ورد فعل سلبي لمواطنين غير واعيين او رافضين لوضع سياسي او عسكري معين صدر عن القيادة، فهي صفحة من صفحات العدوان المعادي مخطط لها مسبقا، هنا اريد ان القي الضوء على دلاثل واثباتات مادية تجعل مثل هذا التصور اما جهلا بالحقائق او محاولة ساذجة لتغطيتها ،فاضافة الى الاعترافات الملقي القبض عليهم من الايرانين من منتسبي اطلاعات الايرانية وحرس خميني ،واعترافهم بانهم قاموا بدخول العراق والمباشرة بالتعرض الى القطعات العسكرية المنسحبة من الجنوب ،وهم بقيادات ميدانية من ضباط ايرانيين منتسبين لاحدى المؤسستين اطلاعات وحرس خميني ،مطعمة بالاسرى المرتدين والإيرانيين المسفرين من العراق او اللاجئين الى ايران قبل واثناء العدوان الثلاثيني على العراق ،هذا شرط كانت ايران تفرضه على أي عراقي يلجأ لاراضيها للحصول على اللجوء والاقامة،هو ان يلتحق بما اسموه فيلق بدر (ويسميه العراقيون فيلق غدر العميل)، مدربة على اعمال تخريبة وموجهة لارتكاب اعمال اجرامية دون رادع من شرع ديني او عرف دنيوي او ضمير انساني ،حيث ان هؤلاء قد جرت لهم محاضرات وتعمية فكرية نفسية وغسيل مخ وفتاوي باطلة ليعدوا لمثل هكذا واجب.


قلنا اضافة الى كل الاعترافات الشخصية والاسرى من الايرانين الذين تم القبض عليهم من قبل العراقيين شعبا وقوات عسكرية ،والدعم الاعلامي والتسليحي والتمويني العلني لحكومة ايران للخونة والغزاة هناك ادلة اخرى اغفلها الاعلام والتحليلات اللاحقة للحرب ،منها


• قامت قوات التحالف العدواني بضرب كل الجسور الواقعة على الطرق المؤدية من المناطق الوسطى والشمالية باتجاه الجنوب،والتي تخدم النقل والتموين للجيش المتمركز في غالبيته في المنطقة الجنوبية من العراق، ولم تستهدف أي جسر يربط شرق العراق بغربه ،أي الذي يخدم حركة القادمين من ايران الى العراق ،أليس هذا تمهيدا لذلك ودعما لوجستيا لتسهيل وصول القات ايرانية والخونة لكل مدن العراق ؟


• بدأ حركة التخريب والغدر في كل المحافظات العراقية الحدودية في الجنوب والشمال بنفس التوقيت وبنفس الاسلوب ،فقد دخلت قوات اطلاعات وفيلق غدر وحرس خميني الى محافظات ميسان والبصرة وذي قار في يوم 1/3/ 1991، والزحف باتجاه الغرب حيث وصلوا الى محافظات الفرات في الايام التالية وباسناد ودعم وتوجيه من حكومة ايران ،وفي نفس اليوم وبنفس التوقيت بدا العملاء من اتباع الطالباني والبر زاني وباسناد امريكي ايراني في محافظات اربيل وسليمانية ودهوك ، وبنفس الاسلوب نهب الاموال العامة والخاصة، وقتل المسؤولين والشرفاء والعسكريين ، وسلب وحرق دوائر الدولة ومقرات المنظمات الشعبية والمهنية واغتصاب وانتهاك حرمات الناس،والزحف باتجاه محافظة التاميم وديالى .هل هذا ليس دليلا على ان الفعل الخياني التخريبي له مرجعية واحدة واهدافا مخطط لها مسبقا.


• كان طيران العدوان الارهابي بقيادة امريكا والصهيونية يستهدف كامل حدود العراق الغربية والجنوبية، ويقصف أي هدف يدخل للعراق لانه يعتبرهم متطوعين لنصرة العراق والقتال معه ضد العدوان السكسو – صهيوني عليه ،في حين لم يسجل أي حادث قصف على الحدود الشرقية بل ولا قريبا منها.هل هذا كان امرا عفويا؟؟


• ان قوات التحالف العدواني تداخلت في بعض المناطق مع هؤلاء ولم تتخذ أي ضدهم بالعكس تعاونت معهم آوتهم وألجئت من لجألها ونقلتهم معها الى دول الخليج وهناك خيروا بين التطوع معهم او العودة الى ايران.


• كان اعلام دول العدوان مساندا وداعما ومؤيدا وداعيا العراقيين للالتحاق باولئك النفر الظال، ممن تعاونوا والتحقوا مع القوات والمرتزقة القادمين من ايران الخيانة والغدر ،ولكن العراقيين يعرفوا من هم الذين تعاونوا وشاركوا مع الغزاة.
هذا كان الشيء العسكري المباشر اضافة الى تدخل الطيرا المعادي لحماية حشضود المرتزقة والايرانيين ،ولكن امريكا بالذات وكتخلي عما فعلوه من جرائم وانتهاكات وفضاعات بكل معايير القانون الشرعي والبشري ،انسحبت اعلاميا وظاهريا عن اسنادهم لكي لاتزيد ما ارتكبته من جرائم ضد البشرية في عدوان 1991.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠٠٩ م