وحدة المقاومة واستيعابها لوحدة المعركة

﴿ الحلقة الرابعة

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

قلنا ان واحد من اهم جوانب تاكد واستيعاب المواطن العربي والمقاتل بشكل خاص من عدوه ؟ولماذا حدد كعدو ؟ مهم بدرجة اهمية توفير مستلزمات الاستمرار والنجاح للفعل المقاوم وتصعيده لتحقيق الاهداف السامية التي قام من اجلها.وقد ذكرنا في الحلقة 3 الاعداء الداخليين واليوم نتعرض للقوى المعادية الاقليمية واسباب تصنيفها كعدو،وكالاتي :

 

اولا. الكيان الصهيوني .رغم ان الوجود المسخ للكيان الصهيوني الغريب عن الاقليم بكل شيء كونه كيان متكون حديثا ومجمع تجميعا لا يستند لاي مقوم قومي او تكويني بكل اشكال التكوين الاجتماعي للتكتلات والامم والاقوام ،وحتى القبائل وما دونها،من تكوينات اجتماعية صغيرة وكبيرة وصولا لوحدة بناء المجتمعات والامم (الاسرة)، فالكيان الصهيوني هو عبارة عن تجميع لعصابات ارهابية اجرامية لا يوحدها ولا يربطها ببعضها الا رابط واحد هو التطرف واعتماد الجريمة لتحقيق اهداف شوفينية عنصرية قائمة على فكر تلموذي من وضع حاخامات وكهنة وباحثين ودارسين يعملوا على افساد البشرية والاضرار بها ،من خلال نشر الفساد والرذيلة والفتن واشاعة الجريمة والقتل والعدوان،والعمل على السيطرة على رأس المال والاعلام ،وتجنيد القوى والاحزاب والافراد بشكل مباشر او غير مباشر من خلال واجهات منظمات وجمعيات لخدمة اهدافها الشريرة ،كالماسونية وحكومة مالطا الوهمية وغيرها الكثير، انشأتها الامبريالية لاغراض متعددة كتب عنها المفكرين والباحثين والكتاب الكثير ولست محتاجا لتكرار او تلخيص ذلك، لكن اود ان اؤكد انه في حقيقته ليس قوة اقليمية ،ولكن واقع الحال جعله كذلك كونه وجودا استعماريا استيطانيا في وطننا.ولا يحتاج أي كاتب او باحث الى اثبات انه عدو الامة الاول بل عدو الانسانية اجمع .

 

ثانيا. حكومة ايران اللا اسلامية ،ان منهج الفرس في ايران تجاه الامة العربية على الاقل في الوقت الحديث ،سواءا في عهد الشاه المقبور او في عهد الجمهورية التي قالوا انها اسلامية ،لكن لم نجد من خلال عملها وسلوكها شيئا من اسلام ،بل عكسه تحالف مع قوى العدوان والعداء للاسلام والمسلمين وحروب وفتن ومنهج سياسي واعمال عسكرية واعلام مضاد بكل شيء لصورة الاسلام والتضامن بين المسلمين ودولهم وشعوبهم. فالمتتبع للمنهج السياسي لسياسة الدولة في عهدي الشاه والعهد الذي خلفه واعتبرناه ثورة ستغير كل سياسات ومناهج الفكر والسياسة والتحالفات التي كانت قائمة في عهد الشاه،وانها ستكون تحولا نوعيا فكريا وسياسيا وعمليا سياتي بالخير لصالح الامن الاقليمي العربي والاسلامي، لكن بدون فاصلة ولا حتى فترة انتظار ولو تكتيكية تقتضيها حاجة التغيير في ايران كشر القائمين على النظام الجديد في ايران عن نواياهم وخططهم والتي لا تختلف بشيء عن سياسة سلفهم ،الهم الا في قطع العلاقات المباشرة بين ايران وكل من امريما واسرائيل ،مع الاحتفاظ بالعلاقات الخفية التي كشفتها اكثرمن حادثه واكثر من طرف بما فيها الكتاب والسياسيون الامريكان والصهاينة، وحادث ايران كيت شاهد على صحة ما اقول ،وهذا يدل ان تغيير النظام لا يعني تغيير المنهج والاستراتيجية السياسية العدوانية التوسعية للفرس، اما اذا اردنا العودة الى التاريخ فاليكم بعض ما في الذاكرة :

 

·  اولا تحالف الفرس في العهد القديم مع اسرى بابل من اليهود بعد ان اقتادهم القائد العراقي نبو خذ نصر الى عاصمة العالم في ذلك الحين بابل ،وعدوانهم على بابل وحرقها وتدميرها .

 

·  تطوع الفرس لتكوين جيش باسم الهاشميين والتحالف مع الطرف الطامع بالسلطة بني العباس بقيادة ابو العباس السفاح للاطاحة بالدولة الاموية ،بعد رفض الامام جعفر الصادق الموافقة على فعلهم لانه اعتبره فتنة ومنع كل العلويين التعامل معه ،وقد ادرك ابو جعفر المنصور خطر الهيمنه الفارسية على سياسة وجيش الدولة وقام باعدام ابو مسلم الخرساني قائد الجيوش في عهد اخيه السفاح،ولكن الفرس لم ييأسوا بل انتهجوا سبيلا آخر هو الوصول للخدمة في قصور خلفاء بني العباس وانتخاب من هو مهيأ مستقبلا للخلافة ، فكان ان قامت عائلة فارسية برضاعة وتربية الرشيد وعندما آلت له الخلافة حاولوا من خلال ذلك ان يهيمنوا على الدولة ،ولكنه الرشيد وعرب العراق في حينه ،فانتفض الرشيد لعروبته واصالة العربي الذي لا يؤخذ من مأمن بحسن النية،فاعدم جعفر البرمكي وعزل اخوانه من الحكم والادارة ،فاسموها نكبة البرامكة ،ليدللوا على المسكنه ،نفس الاسلوب اليهودي لحد اليوم لا يقول اليهود الاسر البابلي بل يقولوا السبي البابلي للدلالة على المسكنه ،وهي في حقيقة الامر مؤامرة فارسية قادها البرامكة ،وهم جعفر البرمكي وابيه يحيى بالذات الذي دس السم للامام موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما السلام وغيره من العلويين لاجل الفتنة،بعدها كان اسلوب الجواري وابنائهن فهذا الخليفة المأمون بن الرشيد من جارية فارسية وهو ولي العهد الثاني للابيه بعد اخيه الامين ،والكل يعرف كيف اشعلوا الفتنة بينهما حتى وصل الى الحرب وقتل الخليفة الامين ونقل عاصمة الخلافة الى بلاد الري (فارس) لتغذيتهم المأمون بان هم لا يأمنوا عليه ان رجع لبغداد فالعرب عموما والعباسيون خصوصا سيطلبوه بثأر الامين ،واوحوا اليه بان حكمه سيقوى ويلتف العرب وغيرهم من المسلمين ان جاء بالامام علي بن موسى الملقب بالرضا عليهما السلام وليا للعهد لحب العرب له وقناعة المسلمين به ،وفعلا فعلها بان ارسل الى الامام للقدوم الى بلاد فارس لتولي منصب ولي العهد ولكن الامام رفض لانه ادرك الغاية،فما كان من المأمون بمشورة اخواله الفرس من المجيء بالامام بالقوة أي كالاسير ،واعلنوا توليه ولاية العهد ،وبعد ان اصلح الحال بين الخليفة المأمون والعباسيين واركان الدولة في بغداد،بقى الامام علي بن موسى في بلاد فارس ولابد من حل لمسألة ولاية العهد ،حيث ان العباسيين اشترطوا ان يكون المعتصم وليا للعهد،هنا تبرع اخواله بحل الموقف المأزق فقاموا بدس السم للامام وقتله ،هذا الموضوع العرضي دليلا على استخدام حب آل البيت وموالاتهم من قبل الفرس ليس تشيعا لهم ،ولكن استغلالا لحب العرب والمسلمين لهم لاستخدام هذا التظاهر بالتشيع المزيف لاهداف وغايات عنصرية شوفينية ،فليفقه العرب والمسلمين الغاية .

 

· من ثم التدخل المتبادل في احتلال الدولة والهيمنة على القرار بين الفرس والترك، والذي كان السبب الحقيقي لنشوء التطرف المذهبي والفرقة بين المسلمين ،بحجة دفاع الفرس عن المذهب الجعفري والترك عن السنة ،وهو في حقيقته صراع سياسي قديم بينهما منذ الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطينية ،حتى الاحتلال ألصفوي وما تبعه .

 

·  الغزو المغولي وتحالف الفرس معه ضد بغداد،الكل يعرف قصة ابن العلقمي وخيانته ودوره في احتلال بغداد وسقوط الخلافة العربية الاسلامية .واستمر دور ايران الطامع في سهول العرب وخيراتهم وكانوا لا يتركوا فرصة الا استغلوها لبسط الهيمنه على الارض العربية .

 

·  حتى العصر المعاصر والحديث ،حيث اغتيال الشيخ خزعل الكعبي امير اقليم الاحواز ومن خلاله ضم القسم الاكبر من الاقليم الى بلاد فارس بالقوة والغدر والعدوان،ومن ثم كيفية التحالف الفارسي مع قوى الامبريالية بزعامة بريطانيا وفرنسا وحصولها كمكافئه على ما تبقى من اقليم الاحواز بضم عبادان والمحمرة ووصول الفرس الى ضفة شط العرب اليسرى ،بموجب معاهدة ارض روم بين بريطانيا وتركيا وايران وتغييب العرب اصحاب الارض والحق عن المعاهدة ومفاوضاتها.

 

· احتلال الجزر العربية في الخليج العربي طنب الكبرى والصغرى وابو موسى بعد الانسحاب البريطاني من المنطقة وانهاء الحماية البريطانية لامارات الخليج عام 1971ولحد الان ،والذي لااستبعد انه كان بتواطئ وايحاء من بريطانيا.

 

·  القيام بعدوان همجي لا اسلامي توسعي ضد الامة العربية بدأمن العراق مستهدفا الامة كلها وارضها وثرواتها تحت شعار تصدير الثورة ،ولولا تصدي العراق شعبا وقيادة له لكان المشرق العرب لقمة سائغة لخميني والفرس ومنهجه المنحرف واطماعه باعادة الامبراطورية الفارسية التي لن تعود لانها دعوة الرسول الذي لاينطق عن الهوى.

 

·  السياسات الحالية لحكومة ايران وتعدد اساليبها في زرع الفتن في الوطن العربي بكل اجزائه ،والاساليب الملتوية لخداع قواه المجاهدة بادعاء المساندة والتمويل ولكن الله يعرف ونحن ندرك الغايات .

 

·  التحالف البشع مع قوى العدوان والاحتلال الانكلو – امريكي – الصهيوني  على العراق ،والمشاركة بشكل فاعل في تثبيت وشرعنه وتقوية واسناد الاحتلال بالمقاتلين وبث الفتن والقبام باعمال لا يمكن ان يفعلها غير الصهاينهة والموساد.

 

·  والدور التخريبي لحكومة ايران الحالية في اثارة الفتن وتغذية ودعم كل فتنة او خلاف سياسي في الوطن العربي بكل اجزاءه بحجة دعم الشيعة العرب ، والشيعة والاسلام منهم ومن منهجهم براء.

 

·     ان الوسائل التي تستخدمها ايران في التهيؤ للعدوان على أي جزء من الوطن العربي هوالاتي :

 

1.  اعتماد الجاليات الايرانية المقيمة في تلك الاقطار وتفعيل النشاط المخابراتي في اوساطها وصولا لرفدها بقوات عسكرية مدربة على اعمال التخريب والقتل والاغتيالات .

 

2.     نشر الفتن خصوصا الطائفية ،وتصعيد وتغذية التوترات السياسية والاثنية ضمن البلد المستهدف .

 

3.  فتح المراكز الدينية بحجة الشعائر خصوصا الشعائر الفارسية ،وبمسميات دينية طائفية ،وتمويلها واعتمادها كمراكز تجنيد للمرتزقة .

 

4.     الشركات التنفيذية وانشاء المستشفيات والمدارس واستخدامها كاوكار للتجسس والتجنيد.

5.     الزمالات الدراسية لطلبة الاقطار العربية ،والتسهيلات لطلبة الدراسات الدينية وتجنيدهم من خلال ذلك.

 

6.  استغلال الافواج من الحجاج وزوار العتبات المقدسة واضرحة الصالحين والاولياء لاغراض مخابراتية ومعلوماتية تمهد للفتن واعمال التدخل السياسي والعسكري في البلدان العربية خصوصا في الحرمين والعراق وسوريا والاردن واليمن وكل مكان فيه اضرحة الصالحين .

 

هناك وسائل كثيرة تقوم بها دوائر المخابرات الفارسية لبث سمومها والتمهيد لاطماعها فهل يدرك العرب خصوصا النظام الرسمي العربي لذلك .اللهم اني قد بلغت ،اللهم فاشهد.
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م