الذكرى الثانية والستون لميلاد البعث

﴿ الحلقة الاولى

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

البعث حزب ايماني قومي ايماني جماهيري ،صاحب رسالة سامية وبرنامج حضاري ،

يعبر عن طموحات الجماهير العربية وتطلعاتها،ويجاهد من اجل تحقيقها ،ويتضامن مع قوى التحرر في العالم ،فهو ضمير الامة الحية ،يستمد فكره ونظريته من قانونها العظيم القرآن الكريم وكل شرائع السماء ،وقدوته في عمله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين وسلم تسليما كثيرا

 

بين الرابع والسابع من نيسان (ابريل) عام 1947 انعقد المؤتمر الاول لحزب البعث العربي الاشتراكي ،في دمشق بكازينوا بغداد (هل كان هذا مصادفة عجيبة؟ ام استلهام من مؤسسي الحزب واعضاء اول مؤتمر له ؟ام هو ارادة الرب ان تكون كازينو اسمها بغداد تحتضن الوليد وان تكون بغداد حاضنة العملاق ؟) ،ولد البعث هناك في دمشق وحضره ممثلين من كل اجزاء الوطن الممزق بفعل الاستعمار وقواه ،ليعلن مع الولادة رفض الامة وقوى جهادها وكفاحها التجزئة والتمزق ،لذلك كان مؤتمره الاول قوميا عربيا من خلال اعضاءه ، ليعلن للجماهير العربية والعالم اسس نظريته الفكرية ومنهجه وبرنامج جهاده ونضاله ،بانه حزب رسالة ايمانية حضارية انسانية تجاهد من اجل تحرير الوطن العربي ووحدته وارساء قيم الاخاء والحب والتضامن والتكافل والعدالة الاجتماعية التي تعبر عنها الاشتراكية العربية التي تستمد اسسها من دستور الامة العظيم ونظامه الاجتماعي والاقتصادي المتقدم القرآن، وان الامة العربية وطليعتها البعث حزب يؤمن ويعمل على اساس ان الكفاح البشري متكامل ،وان الامة في نضالها القوي الوطني من اجل تحقيق اهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية انما هي تناضل في ذات الوقت للتصدي لقوى البغي والاستعمار والامبريالية التي تستهدف كل الامم والشعوب ،لذا فان النضال القومي هو جزء من النضال الانساني للبشرية جمعاء.

 

من خلال ما تقدم يظهر جليا ان حزب البعث العربي الاشتراكي لم يكن رقما مضافا لاحزاب والحركات الموجودة في الساحة العربية ،التي تجاهد من اجل اهداف حددتها برامجها الخاصة ،بل هو ارتقاء نوعي في الفكر والاهداف والمنهج والرؤيا والبرنامج والاسلوب للجهاد والنضال القومي ،برؤيا وادراك واستيعاب عميق لواقع الامة وطبيعة الصراع على الارض والقوى المؤثرة فيه ،وهو حزب لا يرتبط باي من المعسكرين الموجودين في العالم في تاريخ ميلاده ،ولكنه انساني يعتمد سياسة عدم الانحياز والتضامن مع كل الامم والشعوب المكافحة لتحقيق اهدافها في التحرر والحياة الكريمة ،لذا يتضح انه حزب تطلبته الضرورة الجهادية وطبيعة النضال في الوطن ،الذي لم تستطيع أي من الاحزاب والحركات السابقة من استيعابه بشكل دقيق ،وهو حزب الجماهير المعبر عن امانيها والمجسد لطموحاتها وهو صورة مشرقة دقيقة معبرة ،نموذجية في تكوينها ترسم صورة الامة ونظامها بعد التحرير ،فهل حزب بهذا العمق وبهذا التكوين الجماهيري العقائدي الراقي ممكن ان تحله او تقضي عليه مؤامرة او عدوان قوى باغية او تشوهه ادعاءات وفرية خائن مرتزق عميل ؟

 

ان حزب البعث حزب الضرورة وطليعة الامة في جهادها وخلاصة فكرها وذراعها وسيفها وضميرها فلا يموت ولا يغيب الا بغياب الامة وموتها ،وهذا امرا مستحيلا لانها امة الرسالة العظيمة الاسلام .وهو وعد الله وارادته التي لن تستطيع كل قوى البغي والرذيلة والكفر والارهاب في الارض على تغييره .

 

اما اهم دلالة على عمق منهج البعث ودقة معالجته لمعضلات الامة هو الحشد الارهابي الشرير لكل قوى الارهاب والعدوان ضد شعبنا ومقدساته في العراق وقائد جهاد العراقيين البعث ،تلك القوى الطامعة في ارضه وثرواته بقيادة امريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية وتحالف كل المبتدعين والمرتدين والخونة معها من اعراب ومدعي اسلام من فرس ،لانهم ادركوا خطورة منهج البعث الفكري الايماني القومي الحضاري ذو الابعاد الانسانية ،وبرنامجه الجهادي الوحدوي التحرري والتنموي ،واستيعابه الشامل لطبيعة التناقضات الداخلية والخارجية ،ووضعه الخطط الناجعة للمعالجة والحلول لها ،والتي تشكل خطرا كبيرا على مصالح تلك القوى الامبريالية .

 

من خلال ذلك تتضح بشكل جلي اهداف العدوان الهمجي في احتلال العراق ،ولماذا قانون اجتثاث البعث ؟،انه محاولة قذرة لايقاف او افشال وتدمير البرنامج الايماني القومي الحضاري، المجسد لانسانية العرب وحبهم للخير لجميع الامم ،فهذا اخطر اسلحة الدمار بعد دستور العرب المقدس القرآن ،فهم كاذبون بعلم ودراية اكيدة من خلال لجان تفتيشهم الجاسوسية وعملائهم ومخابراتهم ان العراق لا يملك اسلحة دمار، ولا علاقة له مع الارهاب العالمي ،الذي تؤكد كل مؤشرات الكون ان اعتى واكبر قواه امريكا والكيان الصهيوني ،قبل منطمات وتكوينات صغيرة قد تكون غير واضحة الاسلوب في الطريقة الصحيحة لمواجهة الارهاب نتيجة التضليل الذي اسست عليه ،والدعات والمفتين لهم ،الذين لم يكونوا الا مجندين عملاء لامريكا والصهيونية لتكسب معركة بالنيابة مع عدوهم الاول في حينه الاتحاد السوفيتي ،هذا الذي كان العدوان الارهابي الفاشي الشرير يستهدفه ،فكم البعث عميقا واصيلا ومخيفا لهم فكرا وبرنامجا وافرادا،كونه استوعب الواقع القومي والعالمي ووضع برنامجه الذي يستمد كل مقومات قوته ونجاحه من تشريع السماء المقدس وسير الرسل والانبياء وتراث الامة الثر.

 

ولكن ثقتنا بنصر لا حدود له مازلنا مؤمنين ومتمسكين بامر الله بالجهاد وقتال من يقاتلنا،وثقتنا بابناء امتنا وشعبنا لا حدود لها ،وما النصر الا من عند الله.

 

تحية للامة التي انجبت البعث ،وعهدا لها من احد البعثيين انا على درب التحرير جند للجهاد في سبيل الله والمبادئ العظيمة المستمدة من ديننا وثقليه القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين وسلم ،والتراث الثر للامة بذكرى ميلاد البعث الثانية والستين.

 

تحية اجلال وفخار لشهداء الامة على مر التاريخ وقادتها العظام الذين وهبوا انفسهم لله وفي سبيل مصلحة الامة ،ومنهم شهيدنا القائد صدام حسين رضي الله عنهم اجمعين وجزاهم في عليين عن الامة والبشرية خير الجزاء.

 

تحية واعتزاز لليوث المقيدة في معتقلات الاسر وسجون المرتزقة من اسرى البعث والعراق والماجدات الرابضات هناك ،واقول لهم كلنا للموت ولكن يكفيكم شرفا وعزا انكم مقاتلون بارواحكم ،صامدون رافضون لكل انواع الاغراء والمساومة ،فلكم العز والفخر.

 

تحية لشعب العراق المجاهد وطلائعه المقاومة وفي مقدمتهم مقاتلوا البعث العظيم ،ولكل رفاق الدرب قيادات وقواعد وانصارا ومؤيدين واصدقاء ،وللرفيق الامين العام للحزب .

 

عاشت الامة .. عاش البعث .. النصر للمقاومة .. الخزي والعار للمجرمين وحلفائهم وخدمهم .والله ولينا ومنه النصر وله العزة جميعا.

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٧ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / نـيســان / ٢٠٠٩ م