بمناسبة مرور ست سنوات على العدوان على قاعدة الجهاد والمقاومة عراق البعث
وحدة المقاومة العربية واستيعابها لوحدة المعركة

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
ان معركة الامة واحدة ،هذه حقيقة لا تحتاج الى اثبات وادلة ،فالعدو واحد والهجمة شاملة والحشد هو هو في كل الاجزاء ،وعلى كل الشعب ،فهل ادرك كل المجاهدين في عموم الوطن مسؤلياتهم، بل واجبهم الشرعي والسياسي والقومي والقتالي ،ويتجنبوا ما نهاهم الله عنه في الفرقة والتمزق، قبل ان يثبت لهم واقع المعركة وشراسة العدو وسعه حشده ضرورات الوحدة في الجهد والبرنامج والتكامل في القتال للعدو الواحد المتعدد القوى والاطراف.


انا مواطن عربي عشت في الوطن وتفاعلت مع كل احداثه والعدوان عليه منذ كنت صبيا لم ادرس عام 1956في العدوان الثلاثي على مصر، وظلت تلك المظاهرة الشعبية العفوية في احد ارياف العراق، من قبل الفلاحين والبسطاء، امام بيتنا ليسألوا السيد (والدي) عن كيف يكون موقفهم؟ وماذا يفعلوا؟ وماهي اخبار القتال ؟ وكأني اسمعه وهو يقول لهم افعلوا ما امركم الله اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل واستعدوا ،واضغطوا على مصاريفكم واجمعوا ما تقدرون لايصاله للمقاتلين ،وادعوا ربكم كل نهاركم وليلكم ان ينصر المجاهدين فانه قريب مجيب .


لله درهم اولئك الصادقين في ايمانهم بدينهم وانتمائهم للعروبة،كما جبلهم الله على الطهر والنقاء والصدق، الذين لم تخرب السياسة والتضليل والدجل والنفاق والفتن التي ادخلها الصهاينة والمجوس على الاسلام ،بشقيه المغطى بالدين، او المغذي الكثير منه بفكر صهيوني ماسوني ،بعظهم كان لايدري اين تقع مصر وكم تبعد ولكنه يعرف انها عربية ومسلمة .


يا مجاهدي الامة اني ادعو الله ان تهتدوا لما دعاكم وامركم به ،وان تدركوا ان جهادكم ودمائكم الطاهرة العزيزة لا تحقق اهدافها،اذا ما غابت وحدة جهادكم وبرنامجه واهدافه ، فشخصوا اعدائكم وهم واضحون ومعلنين لعدائهم لكم،وليكن برنامجكم هو اتباع اقدس الوسائل لتحرير الوطن ،وجاهدوا بانفسكم واموالكم في سبيل الله وما اراد للبشرية ،لا تجعلكم الانانيات الحزبية والمكاسب الدنيوية والطموحات الفردية تخسروا جهدكم وجهادكم، وتقدموا من حيث لا تدركون خدمة لعدو الله وعدوكم،كونوا واحدا في قتالكم، لا شيعا واحزاب وجماعات، كونوا طليعة الامة لا آلمها وجرحها،كونوا الامة المطلوب تحريرها، لا الشعب الممزق الذي تتقاذفه التيارات وقوى البغي والارهاب والفاشية الامريكية الصهيونية وحلفائها حكام العرب وحكومة ايران، عبر عملائها ومرتزقتها الذين نصبتهم عليكم ليخدموها لا ليخدموا الامة ودينها.


ان كل من يجاهد منفردا مخطئ رغم انه صادق النية في مقاتلة الاعداء ،فاعدائكم يقاتلوكم جمعا بل ويحشدوا حتى المترددين ويشتروا المرتزقة ويوظفوا الخونة وعبيد المال والسلطة ،فهم اسهل عليهم وبالامكان توظيفهم لاغراض متعددة منها شق الصفوف ،تجنيد المرتزقة من الداخل، تضليل الناس واستخدامهم طابورا خامسا ،الحصول على معلومات عن البلد والشعب بدون كلف او خسائر،وهم يتحالفوا رغم اختلاف اهدافهم وقومياتهم واديانهم وافكارهم ،ان الامة ودينها مستهدفان من قبل قوى الشر والارهاب والجريمة ،وان قواها تعي هذه الحقيقة ،ولكنها وللاسف لا تعي ان قوتها في وحدتها وفي وعي حاضنها ووحدته الشعب العربي ،فهي تعمل من حيت لا تعي او لا تدرك ان تحالفها وتجاوزها او على الاقل تاجيلها لخلافات داخلية لها كبير الاثر على جهادها ونتائجه بوجه الهجمة الشرسة المعانة عليها ،من فبل اعدائها ،وتوحد قوى الشر والعدوان اعلاميا وسياسيا واقتصاديا ضدها،فهم يقدموا التضحيات ويبذلوا ارواحهم سخية في سبيل الله وان الله ناصرهم بوعده ان صدقوا النية وقاتلوا للحق والخير، وتجنبوا العدوان وانتبهوا من محاولات العدو خرق صفوفهم وتمزيق جمعهم وتمرير مخربين تحت مسميات وتنظيمات تثير الريبة والشبهات من خلال عملها، الذي يظهر المقاومة ولكنه في حصيلته ونهجه يخدم العدوان والعدوانيين ،كأن يزايايدوا على الثوار والمجاهدين او يستهدفوا من لا يصلح هدف جهادي بل يؤدى الى تأليب وزيادة حشد العدوان من خلال اعمال لا اثر لها على مسار الجهاد والكفاح ولكنها تخدم الاعداء كاستهداف حرس سفارة او موكب سياح او منظمات انسانية، وضرورة الفرز الدقيق بين من يعمل من اجل تقديم خدمة انسانية وبين من يتغطى بذلك لاجل التجسس والتغلغل وايجاد مواطئ قدم لقوى العدوان باشكاله المتعدده، فكرية او دينية او طائفية او اعلامية او اقتصادية وضرورة فضح تلك المنظمات قبل المباشرة بالحرب ضدها،

 

لان ذلك ممكن ان يستخدم سلاحا ضدها بحجة محاربة العمل الانساني ،فهذا الاخطبوط الاقتصادي الاستعماري الذي يسموه البنك الدولي يجب على كل الاقتصاديين والمفكرين الثوريين والإسلاميين تعرية اهدافه الحقيقية ونهجه الاستعماري قبل ان نبدأ بالحرب ضده ،وانا وغيري الكثير من الواعيين يعلموا ان منظمات تقوم باعمال خيرية وانسانية في ظاهرها هي في حقيقتها منظمات تجنيد جواسيس وعملاء،ان العمل على تعريتها وكشف طبيعة نشاطها وعملها اهم بكثير من الحرب ضدها لان تعريتها هو قتل لها وقضاء عليها ،ثم ان بعضكم يكفر البعض ويتهمه بالعمالة من خلال فهم فكري او ديني او طائفي او مصلحي اناني يسيئ للجهاد والدين والمقاومة من حيث تدركون او لا تدركون ،والا ما ذا نسمي ان تحتفل منظمة جهادية بقتل او غارة عدو مشترك لها ولغيرها على منظمة جهادية اخرى مثلما فعلت بعض ولا اقول كل قيادة حزب الله اللبناني في القاء القبض على رمز المقاومة والجهاد ضد الامبريالية والصهيونية صدام حسين رضي الله عنه؟

 

اطرح هذا السؤال لا زيادة في الظغينة ولا احياءا لها ولكن لانها ما عادت تحتاج الى اخفاء واشهار ورغم ان عدد من اللقاءات الصحفية قد وجهت هذا السؤال الى قياديين في الحزب ومنهم السيد حسن نصر الله نفسه ووعدوا انهم سيوضحوا هذا الموضوع ويعتذروا عن الخطأ،اريد ان اسأل هل هذا في مصلحة الجهاد ؟ هل هذا في مصلحة الامة ؟ هل هذا في مصلحة الاسلام ؟ هل هو من الاسلام في شيء ؟ هل يتطابق هذا الفعل مع سيرة الرسول العظيم وآل بيته الطاهرين والصحابة المكرمين في شيء ؟ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم جيش الجيوش وخرج قاصدا قريش في مكة لانهم اعتدوا على خزاعة، وخزاعة لم تكن قد امنت ولكنها حالفت المسلمين،فكيف يحتفل مجاهد مسلم لفعل عدواني قام به عدو كافر ضد مسلم مجاهد كان واستشهد وسيظل حزبه وجمعه يشكل العمود الفقري للجهاد والمجاهدين، بل ان واحدا من اهم اسباب العدوان عليه وعلى بلده هو دعمه وموقفه من الجهاد والمقاومة العربية والاسلامية بكل فصائلها.


من يريد ان يحقق هدفا ساميا من جهاده لا مجدا شخصيا او طائفيا او منفعة ذاتية ، فليقاتل في سبيل الله وليدعم كل مجاهد بالشكل الذي يقدر عليه ،اعلاميا او سياسيا او ماديا وليتقي الله،ولنعمل جميعا بقول المصطفى صلى الله عليه وعلى آل بيته وصحبه وسلم ((انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه)) رواه البخاري، ادعو ربي ان يهدي الكل ويصلح شأنهم ويعمر قلوبهم بالايمان ونعم به هاديا ونصيرا.


ان أي مجهاد او منظمة مقاومة لا تضع برنامجا قوميا وطنيا مستندا لوحدة الامة ووحدة جهادها ووحدة عدوها وضرورة توحد وتكامل جهادها وفصائل جهادها،فعمله محدود الهدف ضعيف التوجه قاصر النظر، والله امرنا بالوحدة في العمل الجمعي في كل شيء،هذه دعوة ارجوا من كل الشرفاء اغنائها وتطويرها قوميون وطنيون واسلاميون وغيرهم ممن يجاهدوا ويناضلوا من اجل الحق والخير وقيم العدل والحرية .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

السبت / ٢٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / أذار / ٢٠٠٩ م