الحواسم معركة دفاع عن الحضارة والايمان

ضد عدوان الصدمة والرعب الذي يمثل الانحطاط والرذيلة والكفر

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
لماذا العدوان وماهي اسلحة الدمار التي استهدفها العدوان


ان برنامج ثورة تموز التي جاءت بصفحات متعددة لاحداث التغير الثوري الشامل في العراق من قبل قيادة الحزب اثر هزيمة الانظمة العربية في حرب الستة ايام مع الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين عام ،1967 بدأت بتظاهرة المليون في بغداد بقيادة الاب القائد احمد حسن البكر رحمه الله، واكتملت بتصفية النايف والداود اللذان تطفلا على الثورة ، بفعل بطولي من قبل الرفيق الشهيد صدام حسين رضي الله عنه ورزقنا الله ما رزقه ،لتبدأ مرحلة البناء والتخطيط لتجسيد المبادئ وتطبيقها على ارض الواقع ،وقد واجه مناضلوا الحزب وقيادته تحديات كبيرة خلال الفترة الممتدة بين تفجير الثورة عام 1968 ولغاية احتلال العراق في 2003 تمثلت بانجاز الاستقلال السياسي والاقتصادي وكان تاميم النفط وبناء مؤسسات وطنية كفوءة لادارة كافة مجالات العمل المطلوب، لتنفيذ برنامج الثورة وطموحها لخلق قاعدة متكاملة لانجاح ذلك، وبناء الانسان وخلق بيئة انسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية قادرة على تلبية طموحات الشعب وتطلعاته وحماية منجزاته التي حققها بجهده وجهاده وعرقه ودماء ابناءه وتضحياتهم.


وكانت اولى التحديات تفشي الجهل والامية بين ابناء الشعب والبطالة والوضع الاقتصادي المنهار ومحدودية الموارد وتحكم الشركات النفطية الاجنبية بالرافد شبه الوحيد للاقتصاد الوطني (النفط)وتلاعبها بكميات الانتاج بحيث تخضع سياسة الدولة لبرامجها المرتبطة بالسياسات الاستعمارية والصهيونية ،وكان لزاما على الثوار مواجهة كل ذلك وبتلك الامكانات،ولهم القرار اما الاستسلام لارادة الغير او اتخاذ قرار ثوري جريء فيه كثير من المجازفة (والتي لابد ان تكون مجازفة محسوبة ومدروسة بدقة) واختار الثوار الطريق الصعب لانهم ثوار حقيقيون يريدوا مصلحة الامة لا الحكم،وصدر قرار تاميم النفط العراقي ،وقد اتخذت الدول الامبريالية قرارا بحصار العراق اقتصاديا، وقبل شعب العراق المنازلة وانتصر شعب العراق بعد مرور تسعة اشهر على الحصار ورضخت الشركات لمطالب العراق المشروعة فى الاول من اذار 1973.


من ذلك التاريخ بدات عجلة البناء تسير بوتيرة سريعة ومتصاعدة، وكان اول البرامج واكثرها ملحة التعليم والقضاء على الامية وتهيئة العامل الاساسي في نجاح خطط التنمية وبناء الوطن وتهيئة عامل النهوض الحقيقي وهو الانسان،فكانت الحملة الوطنية لبناء المدارس في كل المدن والقرى بما يهيأ الفرصة لكل المواطنين ان يتعلموا،وقد كان نسبة الانجاز للمدارس مدرسة/يوم حتى اصبحت المدرسة امرا لابد من وجوده في اي تجمع سكاني كبيرا كان او صغير، وصدر قانون التعليم الالزامي، واصبحت الدولة مسؤولة عن كافة مستلزمات تعلم الانسان في العراق من رياض الاطفال حتى مرحلة التعليم العالي كاملة،وقد اصبح عدد المدارس بكل مراحلها رقما كبيرا، وتضاعف عدد الطلاب الى مئات الالاف من الاضعاف،حيث صار عيبا اجتماعيا على العائلة ان يكون فيها عضوا غير متعلم. وصار في كل مدينه مدرستين او اكثر حسب كثافتها السكانية واحدة للبنين والاخرى للبنات ثانوية عامة واخريات مهنية صناعة او تجارة او مدارس زراعية، بعد ان كانت المدارس المهنية لا تتجاوز عشرة مدارس،وصار ما من تجمع سكاني بدون مدرسة، ولا توجد ناحية (مديرية) لا توجد فيها كحد ادنى اربعة مدارس ثانوية ولا مركز قضاء فيها اقل من عشرة مدارس ثانوية علمي وادبي وفيها ستة مدارس مهنية تمريض و صناعة وتجارة والمحافظات الزراعية فيها ثانوية زراعة اضافة الى مئات المدارس الابتدائية والمتوسطة، وصار التعليم واجبا وطنيا يعاقب القانون من يتسبب في حرمان طفل من التعليم، حتى اذا كان ولي الامر الوالد او الا خ الكبير ويحجز المتسبب بذلك لحين عودة الطفل الى مدرسته بكتاب موجه من ادارة المدرسة الى قسم الشرطة في المنطقة،وصار التعليم الجامعي متاحا لكل طالب اكمل الدراسة الثانوية وعلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بناء خططها على اساس مخرجات التعليم الثانوي، بحيث يكون هناك مقعدا دراسيا لكل طالب متخرج من الثانوية ،حيث اصبح عدد المعاهد الفنية بكل اختصاصاتها طبية او تقنية او ادارية اكثر من ستين معهدا ،وواحد وعشرون جامعة كلها تعمل بنظام مجانية التعليم، وهي مؤسسات ممولة من ميزانية الدولة وتقبل الطلاب العرب بنفس النظام اي مجاني، لان قيادة العراق لا تتعامل على اساس ان العراق للعراقيين بل هو وطن كل العرب ولا مانع ان يدرس اي عربي في العراق،وعلى مؤسسات التعليم العراقية تحمل كافة تكاليف دراستهم،حيث تم تهيئة الكوادر العلمية لكافة مراحل التعليم من رياض الاطفال الى الدراسات العليا لبرامج الماجستير والدكتوراه بما يؤمن حاجة التعليم و التعليم العالي ومؤسسات الدولة المختلفة في كل المجالات، اما بالنسبة لرصانة التعليم ومستوى الدراسة فالجامعات العالمية تشهد بذلك ،ومستويات الطلبة العراقيين في الدراسة في الجامعات العالمية كجامعات المملكة المتحدة وامريكا وفرنسا وروسيا وكل الجامعات الرصينة في العالم، حيث يتفوق الطلاب العراقيين على اقرانهم حتى من طلاب البلد الذي يدرسوا فيه رغم متاعب اللغة في بداية الدراسة ،هذا الاهتمام بالعلم والدراسة بنت القيادة ستراتيجها فيه عملا بامر الله سبحانه وتعالى الى خير خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم( اقرأ)قبل ان يأمره باي فرض او واجب اخر،هذا واحدا من اسلحة الدمار الشامل الذي جاءت امريكا المارقة قوة الارهاب الاولى في العالم لتحقيق طموح حليفتها وربيبتها الصهيونية العالمية فحشدت جيوشها واساطيلها وحلفائها من الاشرار لتدميرها،لانه يتعارض مع المنهج الديييييييييييمقراطي الذي تريد ان تبنيه في العراق.


اما في مجال محو الامية للكبار فقد انجز العراق بقيادة البعث اكبر وانجح حملة وطنية لمحو الامية في العصر الحديث حسب شهادة تقارير منظمة الثقافة والعلوم الدولية،وتم تشجيع الموظفين على اكمال تعليمهم العالي، حيث لكل موظف اكمل ثلاث سنين خدمة الحق في التقدم بطلب اجازة دراسية براتب كامل لاكمال دراسته العليا، وعند حصوله على الشهادة يمنح قدما وظيفيا يعادل سني الدراسة المحددة من الجامعات لتلك الشهادة، وتعتمد فترة دراسته لاغراض الترفيع والترقية والتقاعد، هكذا تم بناء الانسان بناءا علميا وفكريا منطلقين من امر الله سبحانه وتعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )صدق الله العظيم.

 

حيث ارتفع عدد حاملي الشهادات العليا في العراق خلال هذه الفترة الى حوالي اربعون الف في اختصات مختلفة وعدد المعلمين والمدرسين يزيد على مليونين، وصارت نسبة الاطباء الى عدد السكان حوالي طبيب لكل مائة الف انسان،وصار عدد المهندسين مئات الالاف من المهندسين في مختلف الاختصاصات بعد ان كان ثلاثة الاف قبل الثورة، ومئات الالاف من الجيولوجيين والكيمياويين والفيزيائيين والزراعين والمحامين والاقتصادين والادارين والمحاسبين والمدقيين، ومايزيد على خمسة ملايين ونصف المليون فني في مختلف الاختصاصات ،بحيث تهيأت قاعدة بشرية كفوءة ومتكاملة لانجاز برامج التنمية، ووصل العراق الى مرحلة الانجاز الكامل لاي مشروع تنموي دون الحاجة الى خبير اجنبي في مختلف الانشطة الحياتية، وهذا هو النوع الثاني من اسلحة الدمار التي جمعت لها امريكا والصهيونية العالمية وحشدت كل قوى الشر والارهاب العالمي لتدميرها.


الامر الثالث اثناء اول خطة تنموية بعد التأميم الذي اعتمدته القيادة هو ان يشمل اي عقد عمل مع اي شركة عالمية لتنفيذ عمل او مشروع في اي مجال، تدريب كادر عراقي رديف بنفس عدد العاملين من الشركات الاجنبية، بحيث يكون في نهاية المشروع قادرا على تنفيذ مشاريع مماثلة، وان تطلب ذلك ارسال البعض دورات تدريبية خارج العراق اي في دول المنتجة ومعامل الشركات في بلدانها وتحسب من ضمنة كلفة العقود،وهذا اتاح للعراق بناء كادر علمي تنفيذي كفوء وهو السبب الاساسي لعدم توقف خطط التنمية وتأثرها بالعدوان المتكرر الذي تعرض له العراق بدءا بالعدوان الخميني في 4/9/1980وما تلاه، العدوان الأمريكي الصهيوني الثلاثيني عام 1991 والحصار الجائر اللاشرعي على الشعب العراقي الممتد من عام 1988الى عام 2003 أي عام الاحتلال،هؤلاء العلماء والمهندسين والمختصين كانوا من ضمن اهداف امريكا لاسلحة الدمار الشامل في العراق.


اما في المجال التنموي والعمراني فقد عملت الثورة على السير في اتجاهات متعددة
كلها ترمي خدمة المواطن والشعب والامة، فاقامت المعامل والمصانع،وتوسعت في الجانب الصحي والخدمي والزراعي والنفطي والاقتصادي وكل مجالات الانتاج، من الاستخراج الى التصنيع والتصدير لكل ثروات العراق الطبيعية خصوصا النفط ، ففي الجانب الصحي بني في كل محافظة مستشفي متكامل لكل انواع الاحتياجات الصحية التي يحتاجها الانسان وهيأ كادر طبي متخصص لكل فروع الطب والعلاج اضافة الى المستشفيات العامة الاخرى الموجودة في كل مدينة ايا كان حجمها وبملاكات طبية كفوءة ،حيث عالج قانون التدرج الطبي هذا الجانب بشكل امثل ةالذي يتضمن انتقال الطبيب حسب سنوات الخدمة من المدن الصغيرة الى الاكبر فالاكبر لتأمين تواجد الاطباء الاخصائيين في كل البلد،اضافة لبناء وتجهيز مستشفي تخصصي عسكري مسؤولا عن معالجة منتسبي القوات المسلحة وعوائلهم في كل محافظة ، وتوزيع المعامل الانتاجية على اسس مدروسة هي توفر الكادر والمواد الاولية والقوى العاملة بما يؤمن توزيعا جغرافيا وبشريا ويقضي نهائيا على البطالة حيث وصل العراق الى استقدام عمالة عربية تعامل وفق نفس قوانين وامتيازات العمال العراقين عدا استثناء العاملين العرب حيث يحق لهم تحويل كامل رواتبهم الى بلدانهم دون قيود وشروط ،وعمالة اجنبية بشرط ان تكون عمالة فنية تخدم خطة التنمية خصوصا في سنوات التعبئة العامة ابان العدوان الخميني على العراق .

 

فصار معظم الانتاج للسلع والبضائع التي يحتاجها البلد تنتج محليا وتم تغطية حاجة السوق المحلي وبدأ العراق تصدير كثير من المنتجات الى الاسواق العربية كالدواء والمعلبات والبطاريات والسمنت والثلاجات والاقمشة والصوف والمنتجات الزراعية ومواد البناء والمواد الاحتياطية للسيارات والاليات المختلفة وصناعات المطاط والاسفنج والافرشة وهياكل السيارات ومضخات الماء ذات تصاريف 5لتر/ثانية والبناء الجاهز والمنتجات النفطية بكل انواعها وتقنياتها.وتم استصلاح الاراضي الزراعة ومعالجة الملوحة المتفشية في اراضي العراق بتنفيذ المشاريع الكبيرة في هذا الجانب بما امن انتاج زراعي قادر على تغطية الاحتياج الداخلي وتصدير الفائض للخارج .

 

واصبحت القدرة والكفاءة العراقية تنافس على الصعيد العالمي تنفيذا في كل مجالات العمل الانساني .وهذا ايضا سببا من اسباب الاستهداف الشرير للعراق من قبل امريكا قوة الارهاب الاولى في العالم والقوة الغاشمة التي تستهدف ارواح وثروات الشعوب.


اما في المجال العسكري فقد تم بناء جيش عقائدي وجهز بكل ما متاح من اسلحة تقليدية
يمكن الحصول عليها ودرب تدريبا عاليا ولكل صنوف القوات المسلحة ،بحيث امن حماية ارض العراق امام كل موجات الغزو والعدوان الهمجي في معركتي قادسية صدام المجيدة وام المعرك الخالدة ولولا استخدام امريكا وحلفائها لاسلحة الدمار الشامل فعليا ضد شعب وجيش العراق في عدوانهم الاخير، لتصدى جيش العراق وشعبه لوحدهما ومنعوهم من تدنيس ارض العراق المقدسة ،ومعارك ام قصر وذي قار والمطار شاهد على عدم قدرة جيوش الكفر والبغي والهمجية والارهاب مواجهة الجيش العراقي البطل ،ولهذا كان واحد من استهدافات امريكا حل الجيش العراقي ،ولكن ستثبت الايام من الذي سيحسم المعركة ومن سيهزم فيها، انا نقاتل دفاعا عن ديننا ومقدساتنا وتحرير بلدنا وطرد الاحتلال والمحتلين ،وواثقين من النصر لانه وعد الله لعباده المؤمنين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠٠٩ م