رحلت بريطانيا كقوة استعمارية ولكنها تركت ما هو اخطر

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كنت جالسا في المقهى احتسي كوبا من الشاي صباحا جاء رجلا  يكبرني سنا،يبدوا عليه النشاط والحيوية رغم عمره الذي قد تجاوز السبعين عاما ،بدأ الحديث معي سائلا عن مهنتي ومن ثم رعويتي (جنسيتي) ،بعد ذلك بدأ يحدثني عن مقاومة شعبنا اليمني اثناء الاحتلال البريطاني لعدن او الجنوب اليمني كله ،قال كان من بين المراكز الرئيسية الموجودة في عدن قصر يسمى بيت الشيطان، وكنا في ذلك الوقت طلابا في الاعدادية ،فسالنا الكبار ما بيت الشبطان ؟ فقال: عرفنا انه المحفل الماسوني ،فالماسونية موجودة في اليمن ،قلت له وهي موجودة في كل العالم، ولكن ماذا تعرف انت عن الماسونية ؟ لا اعرف ولكن هناك من ألّف كتاب عن تاريخ الماسونية في اليمن ،سالته: بعد التحرير وجلاء البريطانيون عن عدن ماذا فعل الماسونيين؟ قال انقسموا قسمين ،قلت له قسم التحقوا بالشيوعيين والاخر التحق بالاحزاب الدينية ،قال لي مستغربا، انت حويط بالتاريخ اليمني ادرست تاريخ اليمن ؟ قلت له يا أخ اليمن اليمن ليست منقطعة عن بيئتها الكبرى العرب فهي جزء من مكون واحد هو الشعب العربي كبشر ومكون واحد هو الوطن العربي كارض ،فمن يعرف تاريخ العرب يعرف تاريخ أي جزء منه ،فهم واحد حتى دخل الاستعمار الحديث الذي يرتكز في سياسته الاستعمارية على مبدأ شرير قائم على تفرقة الشعوب وخلق الفتن بين مكونات المجتمع الواحد بوسائل دنيئة ،لكي يستطيع السيطرة عليها ونهبها واضعاف مقاومتها وتشتيت جهد الخيرين من ابنائها لاجل محاربة المحتل ،تماما كما يجري الان في العراق وفلسطين والصومال والسودان وحتى اليمن وغيرها من بلاد العرب ومثلها في كل بلدان الاسلام .

 

هنا اريد ان استنبط من حديث ذاك الرجل شيئا لعل من متعض يخشى الله ويحرص على دينه ووطنه ،ان المحفل الماسوني او اعضاء المحفل الماسوني توجهوا بعد رحيل راعية الماسونية  (ذراع من اذرع الاخطبوط الصهيوني) الى الحزب الشيوعي والاحزاب الدينية فصار منهم دعات ومنظمين وائمة مساجد ووعاض وقد يكون منهم من صار مفتي ومعلم لاصول الدين في مساجدنا !!! هذا الذي تركته بريطانيا وظلت على علاقة معه بشكل او بأخر، هذا ليس في اليمن فحسب بل في كل البلدان المستعمرة عربية واسلامية،هؤلاء وغيرهم هم الذين شكلوا الاحزاب الدينية لا للدين ولكن لتكون ظاهرها ديني وحقيقتها مراكز تجنيد للعملاء والمرتزقة ،انا لاافتري على الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي ولكن اؤكد انها مخترقة والدليل على ذلك كثرة مؤسسيها من اليهود او من الاقليات الدينية والعرقية في المجتمعات ،وما الاحزاب الشيوعية التي تعمل بخدمة الاحتلال في العراق الان الا دليلا على وجود مثل هؤلاء كانوا متسترين بالماركسية والشيوعية ،وذات الشيء ينطبق على بعض الذين يدعون الدين وعملهم وفعلهم وارشادهم وفتاويهم يصب في خدمة الاحتلال كما يجري الان في حكومة كهنة النار في ايران وعملاء امريكا في العراق وغيرهم، فالماسونية واحدة من ادوات الفكر الصهيوني الفاشي العنصري،والماسونية اول شروطها على اعضائها ان الانسان الماسوني لا دين ولا قومية ولا وطن تمنعه من التعاون مع اهدافها التي في ظاهرها الخير وحقيقتها الخدمة الكاملة لمخطط الصهيونية ، ولا داعي للتوسع فالحر تكفيه الاشارة.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م