سياسة ايران ضد العرب ستراتيج لا يتغير

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

مقدمة قد لا احبذ كتابتها ولكن الضرورات تبيح المحضورات ،فانا لست ابغض الطائفية ومتاكد انها نتاج فكر معادي للدين والعرب فحسب ،وارفضه بل امقت من يحاول طرحها معي حتى ولو بسؤال ساذج من شخص قد يكون ساذج او قد يتظاهر بذلك ،فانا عربي  قريشي هاشمي مسلم من محافظة جنوب بغداد ،اكتب مما تعلمته من تجربة الحياة وتاريخ الناس اكثر مما اعتمد على ما كتبه المورخين الذين يجملوا ويقبحوا وفق معايير تتحكم فيها مسائل كثيرة ، ومنهم من يشوهوا لاجل مآرب تتطلبها طبيعة تكسبهم من مهنة الكتابة .

 

منذ نشانا واهلنا يحدثونا عن اطماع ايران في ارض العرب ،ويكلمونا بالحذر من الجاليات الايرانية التي تدخل البلد ،كان والدي رجل مؤمن ويفقه الدين حتى حاول المراجع في الحوزة اكثر من مرة اسناد مهام دينية له بثمثيل الحوزة، ولكنه كان لا يقبل لانه يعتبر ذلك تكسبا باسم الدين، والمؤمن الحقيقي يجب ان يعمل بما تعلمه من اصول الدين والفقه لوجه الله لا يبتغي منه اجرا او جاها او وجاهة ،كان بيتنا كبيرا كون العائلة كبيرة بحكم طبيعة تكوين العائلة ووحدتها، فنحن لم نتفرق منذ وفاة جدي في عشرينات القرن العشرين ولكن كان حوش استقبال الضيوف اكبر، لان السيد يستقبل كل الناس في المناسبات العامة خصوصا الدينية ، مثقفين وفلاحين وسائلي حاجة وطلاب علم وعلماء دين الكل عنده سواء هم ضيوف ،ومن يحبه الله يرزقه ضيفا ،هذه المقدمة التي اجدها ضرورية اباحت لي ان اكتب شيئا لا اقره ولا اؤمن به بل امقته ،كي لا يأتي من يجهل الامر او مضلل او سطحي تخدعه الكلمات ويتصور اني اكتب نتيجة اختلاف مذهبي ،لكن هذه الحقيقة.

 

فالفارسي يدخل لاي بلد يتمسكن بل يخدم بشكل مطيع لا حدود لخضوعه، ولكنه لا يألوا جهدا في العمل بكل الوسائل لتحقيق امر غير مشروع ،فهو لا يتردد ان يعمل مع مخابرات بلده، حتى وان كان قد مضى على وجوده في البلد الثاني اكثر من جيل، أي انه هو ووالده ولدا في بلد الهجرة ،هذه حقيقة عايشناها في بلدنا جار ايران الملاصق ،قليل هم الذين يتخلصوا من ذلك ،لذا اريد ان اكتب عن منهج واستراتيجية ايران خصوصا الحالية في العلاقة مع العرب والمسلمين .

 

دأب الملوك الفرس على العمل بكل الوسائل السياسية والعسكرية والتوطينية والتآمرية وتجنيد العملاء والخونة لضم اجزاء من ارض العرب والزحف باتجاه الغرب أي الوطن العربي، فهذا اقليم الاحواز الذي كان واحدا من مكونات المشرق العربي قبل كثير من الدويلات التي تكونت على انقاض الوحدة الجغرافية والبشرية والسياسية والثقافية للجزيرة العربية التي كانت تمتد من جزيرة ربيعة وحتى عدن وتشكل وحدة جغرافية وسياسية ودينية وبشرية واحدة منذ اقدم العصور ،لا كما يطبل الاعلام الان بالتواصل الثقافي بين دول المنطقة!!!؟؟؟ كما ورد في تصريح وكيل وزارة الاعلام للمملكة السعودية بان التواصل الثقافي مع اليمن ليس جديد، مع الاسف ان الوكيل يحمل الدكتوراه ويجهل او يتجاهل الحقيقة ،الذي يعرف ان الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ هي اليمن والعراق، وكل جديد هو مستحدث من قبل الاستعمار،منذ ذلك التاريخ كان اقليم الاحواز امارة عربية مستقلة ،كان اميرها الشيخ الكعبي ،وجزر ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى شواهد مضافة على منهج الحكومات المتعاقبة على حكم ايران رغم تغير الفلسفات الفكرية ،ولكن المنهج السياسي لم يتغير.

 

اما مسألة اطماعها في الارض العربية ان كانت دولة الامارات او البحرين او حتى الكويت التي لم يمضى على فصلها رسميا عن العراق نصف قرن ،وما اسنادها لسلطان عمان ضد ثورة ظفار الا تعبيرا عن محاولتها التغلغل هناك ،بل في احيان كثيرة صدرت تصريحات من مرشد الثورة السابق والحالي واركان الحكومات التي تتبعهم باعلان اطماعهم بالعراق، مذلهم وكابح شرورهم على مدى التاريخ ،فالجزيرة العربية بشرا وارضا طاهرة مقدسة يرعاها رب السماء ويمدها بالعز والجند الاشداء وسكانها اول الناس ايمانا واكثرهم تقوى ،فاذا كانت اليمن قد اسلمت لله وتبعت رسالة نبي الرحمة العربي الامي صلى الله عليه وآله وسلم دون قتال ، فالعراق اول من حاربت تحت شعار الاسلام وكسرت شوكة اعدائه الفرس المجوس في معركة ذي قار، التي قال فيها رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى (الان انتصف العرب من العجم وبي عزوا) ، وكان شعار المعركة يا محمد يا منصور رغم ان الاسلام لم يكن وصلهم ولكن عددا من العراقيين كانوا قد اسلموا فجعلوا شعار المعركة يا محمد يا منصور، وعند انتصارهم امن المثنى بن حارثة الشيباني رضي الله عنه ، وجمع غفير من عرب العراق ،وصار اميرا لاهل العراق وقائدهم حتى استشهاده، فكان خليفته سيدنا سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قائد القادسية الاولى.

 

هنا اريد ان اذكر من نسى او تناسى ان اطماع ايران في البحرين ليست جديدة،هل نسيتم مطالبة حكومة الشاه باجراء استفتاء حول عائدية البحرين عام 1970؟ ان واحدة من وسائل زحف ايران على اراضي العرب هو تصدير العمالة ثم تطويرها بحيث تكون جالية وتظل تعززها وتدعمها بحيث تصبح كتلة مؤثرة خصوصا في التجارة والترويج للمنتجات الايرانية ثم تدفعها للعمل السياسي، والتكتل تارة باسم الدين واخرى من خلال الاقتصاد حتى تتمكن وايضا من خلال قبول الطلبة بالدراسة فيها خصوصا في المدارس الدينية ظاهريا والمخابراتي اصلا ،فانتبهوا ايها العرب شعبا وحكومات .

 

اذا كانت ايران تعمل على نشر الاسلام، كما تدعي فاين هي من دول الجوار الغير اسلامية ،أتريد ان تنشر لنا الاسلام!!!؟؟؟ فمن الذي نقل الاسلام الى بلاد فارس ؟؟؟ السنا نحن وكان العرب في ذلك الحين لا يملكوا تموينا غير التمر والخبز ولكن ايمانهم دفعهم بنشر دين الله ورحمته الى كل الشعوب لتنتقل من الظلمات الى النور.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٩ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م