الى من يطلبوا ثأر سيدنا الحسين عليه السلام حقا

الحسين عليه السلام ثار ضد البغي والانحراف والقوة الغاشمة والفتنة والضلال

فمن يريد ان يثأر له عليه مقاتلة جند الشيطان

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

من يريد إن يثأر فعلا للحسين عليه السلام ولكل شهيد في سبيل الله، عليه أن يقاتل الجريمة والرذيلة والانحطاط والفسق والبغي والفجور والإرهاب والقوة الغاشمة والاستهتار والعنجهية، لا أن يحارب المسلمين وينبش قبور الموتى، وخصوصا من ماتوا على الإيمان مبايعين الله ورسوله على الحق والإيمان ورضى الله عنهم ورضوا عنه( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (10) سورة الفتح ،(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (18) الفتح، ووصفهم بالمؤمنين والسابقين والراشدين ، للمرة الثانية اقرأ عن قيام غوغاء يدعوا الاسلام،واحدة في الحجاز حيث قام نفر من المضللين او الضالين باعمال لا تمت لدين الله بشيء بل هي همجية وارتداد عن دين الله الذي نهى عن المنكر والضلالة ،واوجب احترام الميت ايا كان دينه ،فكيف بالسابقين في الايمان والدخول في دين الله والايمان بكتبه ورسله وتصديق سيد الخلق ورحمة الله للعالمين محمد الصادق الايمان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،والسماع منه والجهاد تحت لواءه، وحبه اكثر من انفسهم وابائهم وابنائهم ،اولئك الذين هاجروا وقاتلوا وعادوا اقرب اقربائهم لانهم ايقنوا ان الله ورسوله خير لهم من الدنيا وما فيها .

 

ان ما قراته عن هذا العمل البدعة لا يختلف بشيء عن فعل هند بنت عتبه بجسد سيد الشهداء- اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب قائد كتائب الجهاد في بدر واحد، وحامل لواء الله ورسوله- يوم طلبت من وحشي ان يفتح عن احشاء الشهيد ويعطيها قطعة من كبده الطاهر، لتطفئ نار حقدها وعصبيتها من قاتل ابيها وعمها واخيها الكافرين .

 

جاءني من احد المواقع ان هناك من فعل تظاهرة باسم يا لثارات الحسين وقام بعمل يتنافى مع كل قيم السماء وشرع الله ورسوله بالاعتداء على قبور الصحابة والشهداء في البقيع من ارض المدينة، المنورة بهجرة رسول الله لها وامره كل اصحابه بالهجرة لها لانها ارض الاسلام وداره ومركز الدعوة والصحبة والتصديق والنصرة وبيضة الاسلام ،وعاصمة الرسالة والجهاد والايمان وعاصمة الخلافة الراشدة من بعد انتقال رسول الله الى جوار ربه ، حتى خلافة سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام، حيث نقل العاصمة الى الكوفة من العراق ، لاسباب هو اعلم بها ولتوسع الدولة وتفشي الفتن في خلافة الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهم وارضاهم ،تلك المدينة التي سكنها رسول الله وآله وصحبه من المهاجرين والانصار وشرفها بمسجده ومدفنه وقال فيها ( بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة )، وقد نهى الله سبحانه عن منادات الرسول او التحدث بحضرته بصوت مرتفع  بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 4 .الحجرات  لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله: وَأَجْرٌ عَظِيمٌ .هذا للناس الذين لم يتعودوا الحياة الحضارية الحالية والتي وصفت فترة حياتهم بالجاهلية باحكام الدين والشريعة والتعامل مع القائد او الرسول،فكيف يفترض ان يكون مستوى احترامنا والتزامنا كمسلمين ومؤمنين في احترام الرسول الكريم وتشريع السماء بعد ان تهيأ لنا ان ندرك الدين وتفاصيله ان كنا فعلا مؤمنين، بل يفترض بالمؤمنين الحقيقفين الان ان يهمسوا همسا ويمشوا الهوينا ويخففوا الخطو في تلك البقاع التي مر بها رسول الله وصحبه الذي شرفنا الله به وهدانا لطريق الحق ،واخرجنا به من الظلمات الى النور،واؤلئك الذين سبقونا في الايمان وتحملوا وزر ومسؤولية الرسالة العظيمة وكانوا جندها ومجاهدوها تلقوا عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتعلموا منه وجاهدوا تحت لواءه ،يفترض ان يظلوا رموزا وقدوة لنا ،وعلينا ان نتمثل قول شاعرنا ابو العلاء المعري:  

 

خفف الوطء لااضن اديم ال          ارض الا من هذه الاجساد

 

ان المسلم الحقيقي يفترض ان يحترم الحرم النبوي ومدينته كما يحترم البيت الذي نهى الله عن الرفث والفسوق فيه ،فالمؤمن الحقيقي يفترض ان لا يطرأ في باله غير القدسية والاستسلام لله وتعظيم رسوله وصحابته والخشوع تذللا ورهبة له ومنه ،انها حضرة رسول الله ورحمته للعالمين والهادي البشير النذير والسراج المنير.

 

اما ان كان هناك من يضلل المسلمين ويدعوهم للضلالة ويريد لهم الفرقة والفتن، فالواجب على المتعلمين ان يوضحوا لهم ذلك، لانه واجب على المسلمين بنص قول الرسول الكريم معلم البشرية مكارم الاخلاق (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وان يكون المسلمين بينهم رحماء متآخين بنص قول الله سبحانه ( ُّمحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29) ،وامر رسول الله للمسلمين بالتوادد والتراحم(قال صلى الله عليه وسلم) :مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) هكذا الايمان وهذه اخلاق المؤمنين .ومن يفتنوا المسلمين ويفرقوهم بسبب اجتهادات وتأويلات لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسوله وسير السابقين في الاسلام فهؤلاء ليسوا من الله ورسوله ودينه في شيء.

 

ولكم من سيرة الامام علي ابن الحسين عليهما السلام الملقب بالسجاد لكثرة وطول سجوده وزين العابدين لدقة وزين عبادته شيئا عل من جاهل فيتعلم او ضال فيهتدي او مضلل فيعي او منافق فيكشف (بعد ان عاد سيدنا علي بن الحسين بعد معركة الطف في كربلاء ومقتل السبط الحسين عليه السلام وال بيته وصحابته في سبيل الله ماجت مكة والمدينه كرد فعل على الفعل الشنيع والكبير في اثمه بالغيض والسخط على بني امية، والموجود معظمهم فيهما فما كان منه عليه السلام كاجراء اسلامي يجسد صدق الايمان عند آل بيت رسول الله الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الا ان ضم كل عوائل بني امية الى عوائل بني هاشم واوى الرجال في بيته ،الى ان هدأ الناس واستطاع تأمين الحاق كل بني امية الى الشام،لانه يعلم ان الله نهى عن العصبية القبلية والثأر، واخذ احد بوزر غيره ،فالقصاص من غير الجاني الفعلي ليس قصاصا بل هو ردة عن الاسلام وعودة للعصبية الجاهلية ،التي حاربها وحرمها الله ورسوله وكتابه المبين ،فمن يطلب ثأر الحسين عليه السلام عليه اولا ان يدرك ان كل الصحابة كانوا يعتبروا الحسن والحسين وابيهما وامهما احبتهم لانهم عايشوا رسول الله الذين كان يحبهم وان كانوا يجهلوا فليقرأوا كتب التاريخ والسير،اما من يطالب بدم الحسين جهلا فليعرف لماذا قاتل الحسين حتى قتل وليطلب الثأر من كل طاغي وباغي ومستبد ومستخدم القوة الغاشمة لمحاربة الحق والفضيلة والفتن والمال لتسخير الناس ضد اوطانهم واحبائهم ،وهم معروفين الان واولهم امريكا والصهيونية وحكومة ايران اللا اسلامية ،ومن يطلب ثأر الحسين للفتنة والشقاق فلا الحسين عليه السلام ولا الدين الذي استشهد الحسين في سبيله وضد الانحراف عنه ،من هؤلاء بشيء، اما وجود من لا يصدقوا في اسلامهم على حكم الحرمين فهذا يدعوا المؤمنين الجهاد لتولي المؤمنين ذلك، لا ان يتعلم كل المنحرفين من المرتدين عن دين الله من مرتزقة الاحتلال في العراق، ليدعوا الامم المتحدة او امريكا لتحرير الحرمين ليهدموهما ويفتنوا ويقتلوا المسلمين كما فعلوا في العراق ،هدى الله الضالين والجاهلين، وجنب المسلمين كل فتنة ،ولعن من يريد الفتنة والفرقة للعرب والمسلمين.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أذار / ٢٠٠٩ م