سيذكرني قومي اذا جد جدهم       وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

( احتل العراق واعدم القائد فتصور حكام ايران كهنة النار انها فرصتهم )

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

عاد الفرس الى منهجهم الذين لا يغيره تغيير الحكومة وتحالفاتها السياسية والدولية ، ولا تردعه تقوى ولا احترام لقوانين المجتمع البشري ولا حقائق التاريخ والجغرافية ،فالتصريحات التي يطلقها مسؤولين ايرانين خلال السنتين الاخيرتين بعد ان سكتت طيلة السنوات من 1983 حتى 1991م ،وكان كثيرا من السياسين عربا واجانب قد تصوروا ان نتائج العدوان الذي فرضوه على العراق ،خلال السنوات الممتدة بين 1980و1988 كان درسا كافيا وموعضة لهم، لتعديل منهجهم في الحكم واحترامهم لاستقلال البلدان وعدم التدخل في شؤون الاخرين.

 

ان حكام ايران الحاليين ورغم مرور ثلاثون سنة على استلامهم الحكم، يبدوا انهم مازالوا يجهلوا كيف يجب ان يتعاملوا ليكونوا جزءا ايجابيا في المنطقة الاقليمية وفي العالم الاسلامي ، الذي للاسف ومنذ استلامهم للسلطة لم يكسب منهم غير الشر والسوء،فمن عدوانهم على العراق الا تحالفهم مع قوى الارهاب والاحتلال على افغانستان والعراق الى دعواتهم المنكرة بالادعاء وتهديد الامارات العربية والكويت ومن ثم البحرين ،ودعمهم لحركات التمرد في اليمن والحكومات العميلة في العراق المحتل الى محاولة زرع الفتن في اكثر من مكان في ارض الاسلام خصوصا الوطن العربي ،السودان واليمن والدول العربية في شمال افريقيا ومصر،ولذا فالمثقفون والثوريون العرب لا يثقوا بما تعلنه ايران بانها تدعم منظمات المقاومة في فلسطين ولبنان ،لكن نتيجة السياسة التي يشهدها العرب يتوجسوا خشية مشروعة من ذلك ،والحق لهم لان التناقض الصارخ في سياسات ايران تجاه العرب تجعلهم لا يثقوا بنواياها ،فتحالف ايران المريب والمكشوف في العدوان على العراق!! والاستمرار والتزمت باحتلال الجزر العربية ابو موسى وكنب الكبرى والصغرى!! والتصريحات والتدخلات التي تقوم بها حكومة ايران في كثير من اقطار الوطن العربي تجعل من يثق بحسن نية القائمين على الحكم في ايران اما سطحيا او غبيا او عارفا بالغايات وموافقا عليها.

 

ان تواطئ بل مشاركة ايران وبفاعلية وحشد كبير من قواتها ومخابراتها وعملائها ، يجعل كل من يصدق حسن نوايا ايران في تظاهرها بدعم حركات المقاومة العربية اما ساذجا او غبيا،لان عمل الحق لا وسطية ولا تناقض او تضادد فيه ،فكيف يفسر لنا سياسيوا ومرشد ومراجع ايران هذا التناقض ،ان الجهاد واحد من اركان الاسلام،خصوصا في المذهب الجعفري، فهل معممي ايران يرون التحالف مع امريكا والصهيونية جهادا ؟؟؟اما ان حكومة ايران اللا اسلامية تريد تغطية تحالفها مع حلف الشيطان الارهابي الفاشي المجرم ضد ارض الاسلام في العراق وافغانستان،والذي يؤكد خروجا من دين الاسلام ومن يفعله هو عدو لله ورسوله وملائكته وعباده المؤمنين بنصوص القرآن وسنة المصطفى عليه وآل بيته الصلاة والسلام .

 

بعد ان شرع لهم المرشد السابق باعلانه الجهاد ضد العراق في عدوانه المشار اليه ، والذي لم يكسب الاسلام والمسلمين منه شيئا ،بل كان فاتحة ابواب لفتن وفقدان ثقة بين المسلمين ،وما خسره المسلمين في العراق وايران كان كافيا لتغيير المنطقة لو وضف لعمل لصالح الاسلام والمسلمين عسكريا كان او اقتصادي، ولكن حسبنا الله في من يتبع الفتنة والفرقة ولا يحتكم لله ورسوله ودستور الاسلام .

 

ماذا لو كان الامر معكوسا عدوان على ايران وعراق البعث بقيادة صدام الجار ؟ ان الاسلام ينهى عن الفتنة والبغي والغدر والحقد والفجور ،فهل مراجع ايران يقرءوا القرآن وسنة الرسول وسير آل بيته ؟ واذا قالوا نعم فهل يطبقوها معكوسة ؟

 

ان العدوان على العرب وبغضهم تنكر لما جاء في القرآن وسنة المصطفى عليه وعلى آل بيته الصلاة والسلام ،وان انشغال العراق في مقاومة الاحتلال وقوات الغزو الامريكي الصهيوني المعززة بقواتكم ومرتزقتكم لاتعني غياب العراق ،ولابد ان يرحل الاحتلال ونحن وايران جارين لا يرحل احدنا من الاخر ،فان بقى حكام ايران او بقي نهجهم فهم لا يختلفوا عن كيان العدوان والجريمة في فلسطين ،نعم بتعاونكم احتلت امريكا وحلفائها العراق واستشهد القائد صدام وخيرة ابناء العراق ولكن تاكدوا ان العراق باقي وفي العراق ابطال عاصروا صدام لا يقلون بأسا وايمانا عنه، وصدام رحل عنا جسدا ولكنه موجودا منهجا وعزما وقائدا، كل شريف غيور مؤمن مجاهدا يحب الاسلام والعروبة ويؤمن بالانسانية ورفض الظلم والعدوان هو صدام حسين.

 

اما من يحكموا اهلنا في جزيرة العرب فاقول لهم: اما كان في رأس احد منكم عقل عندما حرقتم خيمتكم التي تحميكم من البرد وتقيكم الحر ،وتآمرتم على كسر السيوف الذي كان تذب عنكم الشر والعدوان ،فاعطشوا وخافوا وارتموا في احضان قوى الارهاب والجريمة والكفر والبغي والاستغلال تطلبون العزة والامان ،ونسيتم ان الله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين عن اتخاذ الكافرين اولياءا ،والعرب قالوا (البئر الذي تشرب منه ماء لا تلقي به حجر)،استضفتم قوات الارهاب والعدوان كي تدمر خيمتكم وتكسر سيفكم وتدفن بئركم ،فتلقوا ما فعلتموه،وكما قال المثل الشعبي (اعوينته التجي من ايده) أي من يجلب الشر لنفسه لعن الله عينه.

 

وقد قالها لكم القائد الشهيد صدام حسين رضي الله عنه :

                                     سيذكرني قومي اذا جد جدهم         وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

 

 اللهم احفظ عبادك من كل باغي اثيم، وانصر جندك، واهدي كل ظال، واخذل كل منافق ودعي وكذاب ،وسلط جندك على عدوك وعدونا الشيطان وجنده امريكان وصهاينة وكل من يتحالف معهم.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م