وحدة المقاومة واستيعابها لوحدة المعركة

﴿ الحلقة الثالثة

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

التشخيص الدقيق للاعداء واحد من اهم مستلزمات النصر

 

لاجل وضع برنامج المقاومة واهدافها: لابد من تحديد قواها ،وانشاء مؤسساتها الشعبية،وسبل اعداد متطلباتها البشرية والتسليحية والتمويلية والاعلامية والسياسية،وكل تفاصيل عملها واسبقياته واهدافه ،وايضا تشخيص اصدقائها ،وسبل كسب كل القوى الخيرة والمنظمات المدنية والانسانية والمفكرين والباحثين والسياسين وكل الشرائح والتكتلات الدولية والوطنية والانظمة والاحزاب والهيئات الوطنية والدولية، التي يمكن التحرك والعمل على بناء علاقات وتحالفات ستراتيجية معها ونوعية تلك التحالفات، وتشخيص اعدائها وتصنيفهم في داخل الوطن (الوطن العربي) واعدائها الخارجين وايضا على مستوى درجة العداء حيث ان هناك عداء تاريخي لا يمكن الالتقاء معه لانه عداء منهج وفكر واهداف، كالعداء بين الصهيونية والعرب  او عداء متأتي عن سوء فهم لبرنامج الامة العربية وحقها الطبيعي في الحياة الحرة الكريمة اسوة بشعوب وامم العالم الاخرى وذلك بحكم تاثير الفكر والاعلام الصهيوني والقوى المتحالفة معه ،كما هو في كثير من دول اوربا وامريكا الشماليه، والعمل الفكري والاعلامي والسياسي من قبل المنظمات الفكرية والمؤسسات الثقافية وجمعيات الصداقة مع تلك الدول وتوجيه نشاطات البحث الفكري والثقافي القومي(الوطني حيث ان ان وضع فاصلة بين القومي والوطني هي واحدة من نتائج الغزو الفكري الاستعماري للامة خصوصا جريمة سايكس بيكو) وتحويلها الى شكل مقبول في العلاقات الدولية والانسانية وصولا الى امكانية نقلها من مستوى العداء الى مستوى التعايش الايجابي والفهم الايجابي بيننا وبينهم.

 

1.     اعداء المقاومة في الداخل .

 

·   السلوك والفكر القطري المنحرف، والذي يشكل امتداد للفكر الاستعماري وواحد من اخطر ابنائه الممسوخة ،ويجب نشر الوعي القومي العروبي من قبل علماء الدين المؤمنين حقا بالاسلام والرسول والقرآن ،وكل المفكرين والمثقفين الوطنين والاحزاب والوجهاء والمنظمات الشعبيه والجماهيرية والمهنية على ذلك ومحاربة النغمة والمصطلحات المعادية للامة ،مثل استخدام مفردات خاطئة بل باطلة ومستمدة من فكر الاعداء كان يقول او يكتب المثقفون العرب الشعوب العربية وكأننا شعوبا متباينه مختلفة الاصول والثقافات والاوطان ،او استخدام البعض مصطلح الامة (كما اسمعها كثيرا من مخانيث الكويت الامة الكويتية) الذي يقزز العربي سماعها أو المصطلح الخياني للعروبة والاسلام الذي يطرحه بعض الحكام العملاء كالعراق للعراقيين ،وقد كثر طرحه في أكثر من حاكم للاسف،ان الوطن العربي وحدة بشرية وجغرافية واقتصادية وثقافية وايمانية منذ خلق الله الارض وكونها شعوبا وقبائل،ويجب ان يظل مبدأ العرب التاريخي ارض العرب ليا كانت واينما وقعت فهي وطن للعربي اينما ولد ،وكل من يطرح غير ذلك هو اما جاهل يجب توعيته ،او معادي يعمل بوعي ودراية مع المنهج الاستعماري وفي خدمته ،والذي(هنا المعني الاستعمار) مازال يعمل على تغذيته وتقويته وترسيخه ،ودعم الانظمة والكيانات التي تنتهجه بل واعتبارها حلفاء لهم ،والحقيقة هم عملاء او وكلاء لتنفيذ اجندتهم المعادية والشريرة، وكسب وتمويل الدعات والكتاب والمتغربين عن وطنهم فكريا وثقافيا أو اللاهثين وراء المال والمناصب ،وقد عملت الدول الاستعمارية والصهيونية على استثمار حتى المنظمات الانسانية الفكرية والعلمية والرياضيه لغرض تجنيد المفكرين والكتاب وجعلهم مرتزقة ضد شعوبهم والانسانية كما حدث مرارا بمنح جائزة نوبل للسلام لقتلة ومجرمين وخونة مأجورين ،وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية والانسانية .

 

·   التنظيمات القطرية التي ترفض أي توجه قومي وتعتبره مرفوضا أيا كانت توجهاتها او أغطيتها دينية أو كما تسمي التجزأة(وطنية) ،وهذا ترسيخ للتجزئة والمنهج الاستعماري المعادي وتنفيذ اجندته .

 

·   التنظيمات الطائفية والفئوية والمذهبية والمبتدعه في دين الله ،والتي تعمل بدراية أو غباء على تفتيت وحدة الشعب العربي ،وتلتقي في فعلها هذا مع القوى المعادية ان لم تكن اصلا هي صنيعتها او حليفتها.

 

·   المنحرفون عن قيم العرب الديني بكل دياناته ،ودعاة التخلص من الدين كاحد اسباب التخلف والفرقة ،لسطحية فهمهم لارث الامة ومقدساتها،وتاثرهم بالفكر الالحادي الذي تتبناه وتؤسس له وتنشره وتمول مراكز بحثه الصهيونية الكافرة، والمعادية لكل شرائع وقيم الله والانسانية ،لانه اكبر خطر يعري منهجها وبرنامجها الشوفيني العنصري ،ويعلن الحرب عليه، كونه بغي وطغيان ونكران لحقوق كل البشر، واعتبارهم اليهود قوم فوق البشر وهذا ما اوجب الله وكل انبياءه وكتبه محاربته وقتاله ،والتصدي للفكر الالحادي الذي يؤدي الى فصل العرب عن قيمهم وانسانيتهم ويمسخهم من قوم جبلوا على الخير والانسانية والمحبة والتعاون مع الشعوب الى عكس ذلك ،ولكن مع ضرورة الفرز الدقيق بين التسامح والحرية الدينية وبين التطرف والعداوة للغير.

 

·   الاحزاب والمنظمات التي تحاول ايجاد عداء بين الامة العربية والاقليات القومية التي تعيش في الوطن العربي منذ القدم ،والتي ارتبطت بالعرب بروابط مقدسة منها الدين والمواطنه والاخاء والتوحد وساهمت في الدفاع عن الوطن والامة وبرز منها القادة والمفكرين الذين سجلوا صفحات خالدة في تاريخ الامة كالكرد في القطر العراقي والامازيغ في اقطار المغرب العربي .

 

·   الجهل والامراض الاجتماعية والتفرقة المناطقية ،وكل انواع العادات التي استطاعت الصهيونية منذ القديم ترسيخها في كثير من عقول المتخلفين من العرب ،وللاسف مازالت فاعلة في اوساط غير قليلة ،كاعتبار العمل في مهن معينة معيب وعار وهذا كان واحد من اسلحة الصهيونية لاحتكار الاعمال ذات المردود المادي العالي لهم كالتجارة وكثير من الصناعات والمهن الفردية قبل انشاء الكيان العنصري الشوفيني الاستيطاني الارهابي المجرم في فلسطين من ارضنا المقدسة.

 

·   التعصب السياسي والغلو المذهبي والطائفي والفكري ،ويجب العمل على نشر الفكر الجمعي ،والحوار الملتزم باحترام الرأي الاخر، وعدم فرض رأي حزب ما او فئة وتكفير او تسخيف راي الاخرين ،ويجب ان يكون المقياس كفائة الاداء والمواطنة والحرص والمؤهل بين عموم مواطني الوطن العربي .

 

·   التخمة والحرمان بين اجزاء الوطن العربي التي تولد الحزازات والكراهية ،وهنا لابد من توضيح دقيق لكي لايكون ذلك عامل تنفير للاغنياء من العرب من الوحدة والتوحد الشعبي للعرب بل يجب ان يفهم الجميع بان بيئة الاستثمار في الوطن اكثر ربحية ومردودا وايضا فائدة للفرد او المؤسسة المستثمرة وللوطن وابناء الشعب ،فبدلا من استثمار اموال العرب في دول العدوان والبغي وبالتالي تكون عاملا كبيرا في تقوية الاعداء وقدرتهم على التحكم بهذه الثروات وتوجيهها لخدمة اهدافهم المعادية لطموحات الامة ،نعم بدلا من ذلك يجب اشاعة الفكر وترسيخ المنهج الاستثماري داخل الوطن الكبير لكونه اضافة الى ماذكر انفا يساعد على استكمال البنية التحتية وايجاد فرص عمل للقوى العاملة العربية وترسيخ الوحدة الاجتماعية والاقتصادية والارتقاء بالاسس والروابط بين ابناء الامة .

 

وسأتناول الاعداء الخارجين في الحلقات القادمة والله الموفق والهادي لفعل الخير ، الذي لا ابغي غيره في كتابتي المتواضعة لهذه الورقة .

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠٠٩ م