معضلات الامة وقمة الدوحة التي نأمل بل نتمنى ان تكون قمة عربية

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كل مواطن عربي من أقصى شرق الوطن إلى أقصى غربه ومن أعلى شماله إلى أدنى جنوبه وساكني جزره والمغتربين عنه أو المغربين في بقاع العالم شتى ،ومن يعيشوا تحت أنظمة محتلة استيطانية منكرة حتى لانتماء هذه الأجزاء إلى الوطن العربي كالاحواز والاسكندرونه والجزء الأكبر من فلسطين وسبته ومليلة والجزر العربية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى واحتلال العراق والضفة الغربية وغزة والجولان،كل مواطن من ابناء هذا الوطن المستباح يأمل ويتمنى ويراوده حلم ان تكون قمة الدوحة قمة عربية .

 

كيف ممكن ان تكون هذه القمة عربية ؟

تكون عربية ان تضمن برنامجها مناقشة مشكلات الوطن والمواطن الاساسية وفق اسبقياتها والعمل الفعلي لوضع برنامج وخطط لمعالجة ذلك ،والذي يمكن تلخيصه بالاتي :

 

1.  ان هذا الوطن والشعب يعاني من مشكلات اجتماعية واقتصادية وبيئية وتنموية وثقافية وفكرية وسياسية وتعليمية تهدد وجوده وبنيته ،فعلى القمة ومن تضمهم كاصحاب قرار مسؤولين شرعيا واخلاقيا ودستوريا وسياسيا عن التشخيص الدقيق لكل العوامل الكفيلة بمعالجة ذلك ووضع البرامج والخطط الكفيلة بتلك المعالجة واتخاذ القرارات الناجعة بالتصدى لها ووضع الاستراتيجيات القصيرة المدى والطويلة لذلك.

 

2.  هذا الوطن يواجه عدوانات معروفة ومتعددة ،فكيف ستعالج القمة ذلك وماهو برنامج المؤتمرين القومي الستراتيجي للمواجهة بكل السبل السياسية والقانونية والعسكرية؟ وعلى القمة ان تضع في جدول اعمالها الاحتلالات وخصوصا احتلال العراق والضفة الغربية وغزة والجولان ،وان تتصدى بشكل فاعل لما يجري في السودان والصومال ولبنان وغيرها من المسائل التي تهدد وتنذر بتدخلات اجنبية واقليمية وحروب داخلية وويلات الوطن والشعب ليس ناقص لها،واتخاذ قرارات عملية بشانها قادرة على ان تثبت ان هناك نظام عربي بل وجود عربي مؤثر.

 

3.  على المؤتمرين في قمة الدوحة الاطلاع على اعداد القتلى  في الوطن العربي بموجب الاحصائيات الموجودة ،وطلب تصنيفها ومناقشة مسبباتها ووضع خطط مواجهة غير القدرية منها ،خصوصا المسسبة بالعدوان الصهيوني والامريكي ،والتطرف والفكر المتدع والمشوه للجهاد ومقاومة العدوان على الامة ،وتحديد منابعه ومروجيه ومغذيه والمتفد منه ووضع خطط وبرامج فكرية دينية واجتماعية وتربوية وحث المفكرين والباحثين وزيادة مراكز البحث والفكر الديني والثقافي في ضوء التشريع الرباني وتراث الامة الثر وعدم الانقياد والركون الى الاملاءات الخارجية التي في معظمها تنبع من فكرمعادي وتعمل على  الاساءة وتشويه فكر الامة ودستورها القرآن وتراثها الحضاري والثقافي كامة رائدة بل سابقة للبشرية في ذلك .

 

4.  تشخيص ودراسة اسباب التشرذم والشتات في الموقف الرسمي العربي واختلافه وعدم وجود اسس عامة تعبر عن حاجة الامة ومتطلبات وضع تلك الاسس بحيث تكون منهاج ملزم للكل لابد من العمل بموجبه حتى في ظل الاختلافات السياسية او التكتيكية اوالتباينات في النظرة الفكرية لاي نظام ،لانها ثمتل مصلحة عليا لا يحق لاحد تجاوزها والاجتهاد فيها.

 

5.  تحديد مفاهيم وتعريفات سياسية واضحة والعمل على اقرارها وتبنيها من قبل المنظمات الدولية والاقليمية ،مثل الشرعية الدولية ،الارهاب ،المقاومة وغيرها من المسائل المهمة في التعامل الدولي والانساني .

 

6.  تحديد موقف واضح وصريح من موقف النظام العربي الرسمي من المقاومة العربية واشكال دعمها ماليا واعلاميا وسياسيا وتحديد الوسائل الشعبية والرسمية لذلك.

 

7.  دراسة اسباب التطرف والاغتراب الفكري ووضع المعالجات للتصدى له والحد من اثاره ومخاطره على الكيان السياسي والمجتمع باكمله .

 

8.  ان القوى العدوانية وضعت برامج ومناهج وخطط لاستهداف الامة ومقدساتها ودينها ونبيها وثرواتها وقادتها وعلمائها ،فما هو برنامج الامة للمواجه ؟وماهي رؤيتها الدقيقة لتلك المخططات وسبا وخطط مواحهتها.

 

9.  ان ثروات الامة غير فاعلة ولا موظفة بشكل صحيح لخدمة الامة بشريا وتنمويا وسياسيا فماهي برامج وخطط الادارات والقادة والحكومات والمؤسسات لتشجيع بل تفضيل واتخاذ قرارات ليكون الاستثمار في الداخل اولوية رسمية وشعبية ؟

 

10. ان العالم كله يتجه باتجاه التكتلات والتوحد لمواجه جمعية للعوامل والتهديدات السياسية والاقتصادية والعسكرية في العالم فما هو برنامج الامة العربية وخطتها في هذا الجانب ولمواجهة تلك التحديات .

 

11. تدارس مسألة مهمة وذات ابعاد اجتماعية واقتصادية وفكرية ألا وهي مسأله انتقال العمالة العربية ضمن الوطن الكبير وتسهيل شروطها ووضع ضوابط تنظيمية لها ،ومعالجة مسائل الاقامة وتباين شروطها وقوانينها بحيث تكون هذه المسئلة عامل ايجابي يصب في مصلحة الامة ولايكون واحدا من اخطر الاسلحة ضدها،ألا وهو هجرة العقول والكفاءات والخبرات العربية لدول معادية أو على الاقل لم تسهم في تكوين هذه الكفاءات ولاتعوض ما صرفته الشعوب لاجل تعليمها.

 

 12. ان هناك دول واحزاب ومنظمات ومفكرين يتعاطفوا مع مشكلات ومعضلات الامة ،فماهو برنامج القمة ومن خلاله الامة في تعزيز ذلك وتوسيعه ودعمه ورد جزء من هذا الدين لاهله ،خصوصا ونحن امة الاسلام والقرآن الذي قال لنا الله سبحانه :(ولأن شكرتم لازيدنكم) وهو الغلي القدير الذي لا يحتاج شكر وثناء عبده.

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠٠٩ م