ان استشهاد الحسين عليه السلام ليس حدثا غريبا فقد استشهد قبله ابيه فتى الاسلام وسيفه والخلفاء الثلاث عمر وعثمان والحسن رضي الله عنهم وارضاهم، وكان المسلمون خصوصا منهم الراسخون في العلم والمؤمنين بشكل مطلق يدعون الله ان يلاقوه شهداء لا اموات ،لما يعرفوه من خلال علمهم بالقرآن وما عرفوه من خلال معلم البشرية وبشيرها ونذيرها ورحمة الله لها محمد العظيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،لكن المأسات الحقيقية ان يدب الاختلاف والفتنة والخروج على قيم الرسالة والعودة الى خصال الجاهلية، كالحرص على الدنيا وملذاتها والحكم وشهواته والجهل بالقرآن والحديث في القرن الاول من الوحي،ولازال هناك ممن عاصروا رسول الله وصحبه بين ظهراني المسلمين كجابر بن عبد الله رضي الله عنهما وغيره .

هل حقا كان هناك ضلالة وجهل، فالتاريخ يذكر ان بعض الذين كانوا في جيش يزيد من كان يتصور ان الحسين وصحبه خارجيون (نسبة للخوارج) حتى ان بعظهم طلب من يزيد او عبيد الله بن زياد ان يعطيهم بعض بنات الشهداء كجواري وغنائم حرب ؟؟؟ فاذا كان هذا يحدث في القرن الاول ،ولم يمر على انتقال الرسول الكريم الى جوار ربه اكثر من خمسين!!! عاما فماذا يحدث في القرون اللاحقة ؟؟؟ هذا الذي يؤلم المؤمنين الحقيقين والذين يخشوا الله في دينه وعلى دينه.

نرى الان تباينا في احياء الذكرى،فهناك من يحييها بالضرب بسلاسل الحديد (الزنجيل) على النفس واستخدام القامات لتطبير الرأس ،ظنا بان هذا تعبيرا عن الندم على عدم النصرة،او الاعتزاز بالامام الحسين وصحبه ،وهذا جهل وتشويه للذكرى وللقضية العظيمة والربانية التي استشهد الامام الحسين عليه السلام وصحبه دونها .واخرين يعبروا عن كبر المأساة وجزعهم مما جرى بالحزن السلبي كلبس السواد واقامة مجالس العزاء التقليدية وتوزيع الاكل والماء والمرطبات،ومنهم من يحييها بقراءة القرآن والذكر وهي لاتختلف كثيرا عن اقامة مجالس العزاء ومنهم من يتصور ان الذهاب سيرا على الاقدام تعبيرا عن الحب للحسين وصحبه رضي الله عنهم،واشكال اخرى متعددة يعبر بها المسلمون جميعا بكل مذاهبهم عن احيائهم للذكرى ،مع تقديري كانسان يعظم ما قام به الحسين عليه السلام ويدرك المغزى الديني والاخلاقي والايماني الجهادي للفعل والرساله العظيمة التي لا تشمخ عليها فعل بطولي او جهادي او اخلاقي الا مافعل الرسول الكريم وصحبه في سنوات الدعوة الاولى ابان كان اعدادا قليلون تتناهشهم الاعداء الكافرين من كل جانب ،ام كل ما يفعله المسلمون يظل قاصرا عن ادراك الرسالة العظيمة التي اراد الحسين ان يزيد المؤمنين بها ايمانا وعمق ادراك لمسؤوليتهم امام ربهم والناس وخصوصا تابعيهم من المسلمين ،هذا يجعلني في احيان كثيرة اعتبر كل من يدعي انه عالم دين ويرى ما يجري في ارض الاسلام ومن حكامهم ويسكت هو مدعي دين وعلم في احسن الاحوال والتقويم لدي.

ان استشهاد الحسين وصحبه صيحة ايمان ودعوة كبرى للجهاد وعدم التوسل بوسائل غير السيف الذي لولاه لكان القرآن مجرد كتاب ثقافي وعضي يدعوا الناس لمكارم الاخلاق،اريد هنا ان اسأل من يدعون انهم يحبوا الامام الحسين عليه السلام ويعتبروا انفسهم مراجع للمسلمين اين انتم من فعل وايمان ورسالة الاسلام التي جسدها الحسين وصحبه في تلك الوقفة الايمانية الكريمة رغم ما فيها من مآسي ؟؟؟ انتم يا من ترتقوا المنابر لتقرءوا للناس قصة مقتل الامام وصحبه لماذا صامتون عن الاحتلال ؟؟؟ اهذا تعبير عن علمكم بالدين او حبكم للمؤمنين الذين علموا البشرية وليس المسلمين فقط المعنى الكبير للعبادة والايمان ؟؟ أأرواحكم اعز عليكم من الحسين وصحبه ام انكم تحبون الدنيا ولا تفكروا بالله وامره وما تلقيناه عن رسوله وقرآنه وسير السابقون السابقون من المؤمنين الذي مثلهم سيدنا شهيد الاسلام والحق الحسين عليه السلام خير تمثيل ؟ فان كنتم مدعون فينطبق عليكم قول سيدنا علي عليه السلام: (الرجال ثلاثة منهم عالم يعرف انه عالم فاتبعوه، ومنهم جاهل يعرف انه جاهل فعلموه، ومنهم جاهل يدعي انه عالم فاجتنبوه) او انتم منافقون !! ردوا علي ان كان عندكم تبرير او حجة .

الاولى بالمسلمين الذين يريدوا وجه الله ورضوانه احياء ذكرى ثورة الحسين واستشهاده ان يعقدوا ندوات للتعريف بالرسالة العظيمة التي بعثها الامام عليه السلام باستشهاده والتي اكد فيها على الجهاد والصدق في الوعد والعهد خصوصا مع الله.

عقد مجالس في كل مكان وشرح المعنى العظيم لفعل الحسين الامام الحسين الذي اراد الاصلاح والايمان الحقيقي والنصح والبراءة امام الله في يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون وستجدوا انفسكم قد ضيعتم انفسكم ،وحبطت اعمالكم فان اكبر العبادات واعلاها الجهاد وخاصة انتم ايها المسلمون والمؤمنون في العراق وفلسطين ،جاهدوا باموالكم وانفسكم لانه فرض الله وامره ولاتتبعوا الصامتون او المرتدون الذين يدعوا انهم فقهاء وعلماء لنا.

سلام عليك ابا عبد الله يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا ولصحبك المؤمنين.
سلام لكل شهيد استشهد على الايمان ودفاعا عن الحق وما اوجب الله القتال دونه.

تحية اجلال واكبار لمن يؤدوا الرساله العظيمة التي كتبها شهداء كربلاء وامامن المجاهدين والمؤمنين سيدنا الحسين عليه السلام ممن يجاهدوا دفاعا عن الدين والارض والعرض والمال والنفس في العراق وفلسطين واينما تواجدوا.