ام المعارك

العدوان ليس وليد تحرير العراق لارضه في الكويت

﴿ الحلقة الخامسة عشر والاخيرة

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وخروج العراق اقوى تقنيا وعلميا وعسكريا ومعنويا منها،ولكن اثارها الاقتصادية كانت كبيرة التاثير على خطط وبرامج التنمية، والتي لابد ان تعمل القيادة العراقية وكل مؤسسات المجتمع العلمية والبحثية والاقتصادية والانتاجية وكافة شرائح المجتمع المنتجة في القطاعين العام والخاص لتحشيد الجهود لمواجهة المديونية الكبيرة التي ترتبت على العراق،جراء الحرب ومتطلبات مواجهة العدوان الخميني عليه، والعمل على تسريع وتائر النمو الاقتصادي والبناء التنموي الذي يتطلب اعتماد وسائل مبتكرة للارتقاء بالانتاج ،بحيث يحقق اعلى مستويات الربح باقل كلفة واقصر زمن ،وتنويع وسائل الانتاج التنموي خصوصا الزراعي لما يمتلكه العراق من مساحة زراعية وتوفر الموارد المائية المضمونة الارواء ،في ذلك الحين كانت الامبريالية الامريكية وحليفتها الصهيونية تعد العدة لتدمير العراق ومنهجه وطموحه ،خصوصا انهم كانوا كما هو واضح يتوقعوا انهيار العراق امام ايران، ويكونوا قد ضربوا عصفورين بحجر دمروا العراق واضعفوا ايران واحتووها من خلال ما قدموه لها من دعم واسلحة ومعدات وقروض اثناء حربها،وان لم يتمكنوا من احتوائها فهم قادرين على خلق الاف من المبررات لضربها،ولهم في جميع القوى الفاعلة في حكومة ايران ايدي خفية ،بدءا من المرجعية الدينية والجيش والمخابرات والحكومة وشركات النفط ...الخ والجامعات وفئات كبيرة من الايرانين الذين يعتبروا امريكا والحياة فيها احدى اغلى الاماني ،والدلائل والشواهد كبيرة على ذلك الطموح الامبريالي الصهيوني والذي كان لهم الدور الاول في اطالة الحرب .

 

ان اي مراقب لطبيعة الحشد الارهابي والامبريالي الصهيوني وطبيعة الاطراف المشاركة فيه يجعله يتاكد ان المطلوب ليس (تحرير الكويت) كما اسمو اعادة احتلالها ،والابقاء عليها كقاعدة عدوان ضد العراق بشكل مباشر وقاعدة ردع لقوى التحرر المتوقع وجودها وتصاعد فعاليتها في الجزيرة والخليج وحتى ايران على المدى البعيد، فحجم وطبيعة القوى التي حشدت تدل على ان هناك حربا كبيرة ستجري في المنطقة لا تقل عنفا وسعة عن أي حرب عالمية سابقة،فهناك ثلاث وثلاثون دولة منها ثلاث دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الامن!!! وان معظم دول الاقليم كانت مشاركة في الحشد والعدوان فلماذا كل ذلك ؟؟فهذا اكبر قطر عربي مصر الكنانة قد شاركت بجيش وليس بتقديم خدمات لوجستية للعدوان فقط ،وهذه سوريا العروبة والبعث مشاركة بجيش، ودول الخليج خصوصا آل سعود هم اصحاب الدعوة والمضيفين لقوى الارهاب والعدوان العالمي ،قدمو التسهيلات اللازمة برا بحرا وجوا، وهيئوا كل مستلزمات العدوان فمخازن السلاح والعتاد بكل اشكالها وانواعها متخمة بها مخازن درع الجزيرة ذلك الجيش الوهمي الذي يقوده سلطان بن عبد العزيز،وها هي خزائن العرب في الجزيرو والخليج كلها تحت تصرف الاسياد،وحتى المغرب العربي ابا الا ان يكون مليكه من جوقة العدوان ،وايران ان لم تكن مع العدوان فهي لايكون ضده في احسن الاحوال،وسياتي دورها الذي لم يكن مفاجئا ولكنه كان غير واضح،ان حجم القوة وطبيعة التعبئة ونوعية الاسلحة المهيئة وكثافة القوات الجوية والبحرية التي حشدت تعلن ان العدوان لتدمير العراق واحتلال المنطقة كلها لا تحرير الكويت ، حجم الاجرام وطبيعة الاهداف التي ركزت قوات العدوان على استهدافها تنطق بالاهداف وتدل على الغرض ،فقد استهدف العدوانيون محطات تصفية الماء وتوليد الكهرباء، ودور العلم وجامعات ومدارس وركزوا في قصفهم الجوي والصاروخي على قتل اكبر عدد ممكن من البشر،فقد ضربوا مراكز تجمع بشري معروفة مثل الاسواق وساحات تجمع العمال والجسور والمباني السكنية ومباني الخدمات العامة كالمستشفيات والعمارات السكنية ودوائر الدولة المدنية ومرائب (كراجات) سيارات النقل الداخلي ،وكانت اشهر جرائمهم استهداف ملاجيء المدنيين في اثناء الحرب وسيظل ملجأ العامرية شاهدا في تاريخ البشرية على حجم الجريمة الامريكية الصهيونية ضد البشرية ،ما علاقة كل ذلك بتحرير الكويت ؟؟

 

اما بعد انسحاب القطعات العراقية التي كانت داخل الكويت واستهداف قتل اكبر عدد منهم فهذا دليل اخر على ان الهدف ليس تحرير الكويت بل هو اكبر واهم ،فان كانوا يريدوا تحرير الكويت فلماذا استخدم كل طيران الحشد الشرير وكل قواعد الاطلاق للصواريخ وكل مدفعية العدوانيين وباسلحة الدمار الشامل والقتل الجماعي وذات الاثار الخطيرة على كل كائن حي بشرا وشجرا وحيوانا كاليورانيوم المنضب والقنابل العنقودية اضافة لاستخدامهم اسلحة محرمة دوليا كالفسفور والنابالم و القنابل الانشطارية ضد المدنيين والعسكريين على السواء.

 

ليأتي الدور الخياني الغادر لحكومة الشر والكفر والتي تحكم ايران لتواصل العدوان بعد ان كان مستحيلا على الاوربين الاختلاط بالشعب والجيش كله وعدم قدرتهم على اجتياز نهر الفرات او دخول أي مدينه ،فاوكل الدور لحكومة الغدر وخونة في ايران ومرتزقتها من العراقيين بالاسم ليدمروا ما عجزت عنه قوات الارهاب الدولي ومجرمي البشرية، الادارة الامريكية والصهيونية وحلفائهم،فقتلوا اعدادا كبيرة من العراقيين عسكريين ومدنيين، وحرقوا المدارس والدوائر ومقرات منظمات المجتمع المدني، وركزوا على حرق دوائر الطابو والسجل المدني والجنسية ومراكز البطاقة التموينية التي تعتبر واحدة من مراجع اثبات الهوية ودوائر التجنيد وحتى سجلات مجالس الشعب، وعاثوا فسادا فاق ما فعله هولاكو وجنكز خان فارتكبوا جرائم يندى لها جبين البشرية ،اغتصاب ونهب وحرق واسباحة حرمات وكل مليتنافى مع الدين والقانون الدولي تعبيرا عن حقدهم على العراق والعرب وامعانا في الغي كي يثبتوا ولائهم وتحالفهم مع الصهيونية وجندها الادارة الامريكية ومن تحالف معها .وسننستدل على ذلك في موضوعنا اللاحق الحواسم لتاكيد كل ما كتبنا في ام المعارك. والله المستعان على العدوان والعدوانيين ،وحسبنا الله وهو ناصر جنده ،وما النصر الا من عند الله.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

السبت / ٠٣ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م