الحواسم معركة دفاعية تستند في شرعيتها الى شرائع السماء وقوانين البشرية ومعاهداتها
ضد عنجهية وغطرسة وفاشية وهمجية امريكا والصهيونية وحلفائهم

﴿ الحلقة الرابعة ﴾

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

لماذا امريكا في العراق

اما لماذا هم مستمرين في البقاء في العراق وتدمير ما تبقى من بنيته التحتية وقتل العراقيين هل كي يبنوا النموذج الوهمي للديمقراطية في العراق اما لاسباب اخرى؟فهم باقون رغم دفعهم لخسائر كبيرة سياتي يوما وتعرف ولا يهمنا تضليلهم الاعلامي على حجم خسائرهم لاننا لا نقصد قتل الامريكين والاخرين ولا نحبه. ولكنا نريد تحرير بلدنا ونقاتل لذلك كل من يقف ضد ذلك كان امريكيا او غيره، نقتل او نقتل لاتزعزعنا عن قرارنا الذي عاهدنا الله والوطن والشعب عليه، لان الله العزيز القوي امرنا بذلك وشرع القتال علينا بقوله عز من قائل ( وقاتلوا الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين ) صدق الله العلي العظيم.

 

ان الاسباب التي تبقي امريكا في العراق واستخدام كل وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي على الدول التي شاركت معها في العدوان عليه واحتلاله ،منها سياسية وعسكرية ومنها اقتصادية وستراتيجية،ولهذه الاسباب هي قابلة بدفع فاتورة حرب اجرامية خسائرها كبيرة اهمها زيادة سوء سمعة امريكا الدولية وازدياد كراهية الشعوب لامريكا كممثلة بل قائدة وراعية للارهاب في العالم،وايضا تحمل خسائر الحرب البشرية والمادية التي شتكشفها الايام وتعرف على حقيقتها رغم ما تمارسه امريكا واجهزتها من تعتيم على الاعلام العالمي ،يصل الى مستوى الارهاب في منع الاعلام من نقل اي حقائق عن خسائرهم حتى لو كانت من خلال مراسلين ميدانيين موثقين رسائلهم بالصور والاسماء،ونحن لايهمنا هذا الامر كوننا اصحاب مبادئ انسانية يحكمنا ديننا وفكرنا وتراث امتنا الحضاري التي تحرم قتل النفس الا بالحق ،فنحن لانريد قتل الامريكان ولاغيرهم ولانفرح بذلك ولكنا نقاتل لاجل تحرير بلادنا المحتله ونقاتل من اجل ذلك نقتل اونقتل لايهمنا فمن يقتل منا شهيد وفق ما ابلغنا الله سبحانه وتعالى (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم.         

 

لان ذلك حق لنا وواجب مفروض علينا دينيا ووطنيا واخلاقيا فقد امرنا الله بقوله ( وقاتلواالذين يقاتلوكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين ) صدق الله العظيم

 

وهو حق تضمه كل المواثيق الدولية.من اجل هذا الهدف السامي والنبيل نقاتل كل من يتواجد على ارضنا لاجل العدوان والاحتلال وما يتبعهما من اهداف لا مشروعة ايا كانت جنسيته ولونه وان الله تكفل بنصرنا وهو العزيز القوي القدير.

 

ولاجل ان نوضح الصورة للعالم ندرج الاسباب الاتية عن سبب وجود امريكا وقرارها اللاشرعي في احتلال بلد عضو مؤسس في هيئة الامم المتحدة متجاهلة للقانون الدولى ومستهترة بالرأي العام لشعوبها وللانسانية جمعاء ومسقطة للمنظمات الدولية ووعاهدات البشرية جمعاء في عدوان ارهابي همجي محشدة لكل قوى العدوان والرذيلة من حلفاء باساليب متعددة التوريط والترهيب والاغواء وغيرها لاجل تحقيق مصالح سياسية لمصلحة الصهاينة والامبريالية،صاحبة القرار النهائي في من يحكم البيت الابيض على ان يكون جنديا مطيعا لاغراضهم.

 

1. تدمير البنية المادية لعراق الايمان والدين والحضارة والتاريخ والقيم والمثل السامية والمحبة والاخاء والتعايش السلمي والذي انطلقت منه اول حضارة انسانية في التاريخ البشري يؤرخ لها كل علماء الاثار والتاريخ والعلوم كلها، لانهم يعرفوا من اين بدا كل ذاك،وهذا واضح جلي من خلال ما قامت به قوات الاحتلال بقيادة امريكا رأس الارهاب وقائدته عند دخول قواتها العراق،وايضا يوضح الفارق الاخلاقي بين قيادة العراق وقواته وقيادة امريكا وقواتها،وكي نوضح بعض من السلوك والممارسات اللاحضارية والهمجية لامريكا وقواتها.

 

اتخذت قيادة قوات الاحتلال حرم الجامعات العراقية معسكرات لقواتها الغازية، وهذا اول دليل على استهداف الانسان والعلم والحضارة في العراق، وكذبهم وخداعهم للرأي العام لشعوبهم والعالم اجمع،انهم احتلوا العراق من اجل قيام نظام نموذج للديمقراطية، فهل يناقض العلم والتعليم الديمقراطية ؟

 

  خلال اول ايام الاحتلال تم نهب كل موجودات المتاحف العراقية من قبل القوات الغازية وتحت مرأى وموافقة ودعم منها، والتي تحوى تاريخ الحضارة البشرية كون العراق كما معروف صاحب اول واقدم واكبر حضارة في التاريخ البشري بل العراقيون هم رواد الحضارة البشرية ومشرعوها وواضعي اسسها ،وهم الذين انتقلوا بالحياة من مرحلة جمع الغذاء والصيد الى مرحلة انتاج الغذاء وتدجين الانعام والصناعة والعلم واللغة والكتابة وهم مكتشفوا النار والطهي وصنع الانية والرسم والفن واعطاء الحياة معاني حضارية واخلاقية .

 

  تم حرق كافة المكتبات في الجامعات والكليات والمعاهد ونهب موجوداتها ومختبرات الكليات والمعاهد والمدارس عموما،وتعدى ذلك الى دور ومكتبات الادب والعلم وااثقافة والفنون العامة في بغداد والمحافظات دون اشتثناء والتي تحوي مخطوطات وبحوث واطاريح جامعية نادرة ،وتشكل مراجعا علمية ثمينة.كالمكتبة المركزية في بغداد ودار الفنون وارشيف اذاعات العراق جميعا ودار الكتب وبيت الحكمة الذي يعود تاسيسة للعهد العباسي الاول وجامعة البكر واكادميات الكليات الاركان والقيادة واكادمية الخليج العربي ومركز الدراسات الاسلامية ومركز دراسات شط العرب والخليج العربي ومركز الدراسات العربية والستراتيجية وغيرها .وكل شيء يمت للعلم والثقافة .

 

  قتل العلماء والمفكرين والشعراء والفنانين والاحصائيات الموجودة تشير الى ارقام رهيبة تعبر عن وحشية الاحتلال واستهدافه لكل مبدع في اي مجال من مجالات الحياة،لانهم يستهدفوا برنامج النهوض والابداع والعلم والفكر والحب في العراق،لان ذلك يعارض برنامجهم الفاشي الاحتكار القائم على الجريمة والارهاب.

 

اصدار قرار بحل حزب البعث واجتثاثه ،وهذا ايعاز لعملائهم للمباشرة بقتل العراقيين لان ما من عراقي شريف الا وله موقف مع الحزب، اذا لم يكن ضمن تنظيمه،وعندما ادركوا ان هذا يعني قتل كل العراق بكل قومياته وطوائفه لان البعث ليس حزب السلطة بل هو حزب الجماهير وابنها البار وطليعتها في جهادها ونضالها من اجل غدها المشرق تحولوا الى التسلسلات القيادية في الحزب من عضو فرقة صعودا،وكأن الحزب دائرة او مؤسسة يحلوها بقرار لانهم لا يفهموا القيم والمبادئ ويتصوروا ان البعث حزب نخبوي او حزب سلطة ولا يدركوا ان البعث فكر ايماني انساني اختياري ينم عن وعي متقدم لمنتسبيه بضرورة التعبير عن حبهم للحياة الكريمة والانتماء الواعي للامة والاستعداد الطوعي لخدمة الشعب والانسانية .

 

  على ضوء تلك الاجراءات الهمجية والقتل حيث قتل اكثر من 500 عالم يحمل الدكتوراه ومئات من الالاف من حملة الماجستير والبكاليوريوس يزيد على مليون اضافة الى تسريح مليونين من حملة الشهادات والمعلمين والمدرسين والاختصاصين في كل المجالات بحجة اجتثاث البعثيين،ونتيجة الملاحقات والقتل والتدمير هجر ثلث سكان العراق وطنهم وعند اكتشاف الشعب لالاعيبهم الخبيثة ووسائلهم القذرة لبث الفتن واشاعة القتل والجريمة عاد بعض من المواطنين نتيجة العوز والذل والتعامل اللا انساني من قبل انظمة الجوار وعدم وجود فرص عمل تتكفل امكانية المهجرين من الحصول على قوتهم،حتى وصل الرقم في بعض السنين الى اكثرمن الثلث وفق احصائيات المنظمات الدولية واحصائياتهم ،وهجر ثلث اخر منهم داخل وطنهم اما بالعودة الى الريف او الى محافظات بعينها خشية القتل والخطف والسجن،اما الثلث الباقي فعاش دون حد الفقر وحرم الاطفال من التعليم نتيجة للعوز المادي والفقر وتوقف خطط التنمية وحل الجيش ومؤسسات كثيرة كوزارة الخارجية والاعلام وتسريح عمال المصانع والمعامل الانتاجية وشركات تنفيذ اعمال الطرق والري والخدمات جميعها ، وعدم وجود اي مجال للعمل غير التطوع في الشرطة والحرس الذي اسموه الوطني ويسميه الشعب( الوثني ) فدخل عدد غير قليل من ابناء شعبنا في هذه الاجهزة لكسب لقمة العيش وليس قبولا في التعامل مع الاحتلال وعملائه،وهم ابناء اوفياء للعراق ومؤيدون للمقاومة البطلة وداعمين لها.

 

هذا غيض من فيض كما يقول المثل العربي من الاجرائات والممارسات التي قامت بها امريكا وعملائها ممن اسست منهم مجلس حكم ،ثم حكومات شكلية لاحقا كي تكون اساس للبناء الديمقراطي على الطريقة الامريكية.

 

2 . القضاء على قدرة العراق التنموية التي يمكن ان تعيد كل ما تم تدميرها، وتزيد عليه ابداعا فالعقل والفعل العراقي معروف عالميا وعندهم بالاخص، وتجربة اعادة الاعمار التي اعتبرها العراق ردا على العدوان الارهابي الهمجي الثلاثيني على العراق خلال عامي 1991و1992 بعد العدوان الصهيوني الامريكي الثلاثيني على العراق عام 1991.حيث تناخى كل ابناء العراق بقيادة فارس الامة القائد الشهيد صدام حسين لاعدة بناء وطنهم تحت شعار ( يعمر الاخيار ما دمره الاشرار ).وصار الفعل العراقي في دقة وسرعة التنفيذ مضرب مثل في العالم كله.

 

3 . القضاء على قوة الردع العربي وتحطيم اسلحته التقليدية ومصانع العتاد والاسلحة الخفيفة والمتوسطة التي بناها الشعب العراقي بسواعد ابنائه ومن موارده، وهذ ا ايضا واحد من اهم اهداف امريكا التي تريد تحقيقه بغزوها للعراق لتامين تقهقر قوة العرب والاسلام الضاربة التي بناها البعث في العراق لتامين سيادة اسرائيل في المنطقة.

 

4 . تامين احتلال حقول النفط في الجزيرة والخليج العربي والعراق التي تمثل الجزء الاكبر من انتاج النفط العالمي ،وتحوى اكبر خزين نفطي في العالم، كي تستطيع امريكا من خلال ذلك السيطرة والتحكم بكل سياسة واقتصاد العالم ،وهذا ما يجب ان تدركه كل قوى الخير في العالم ومن خلال هذا الادراك ان تقف مع المقاومة الوطنية في العراق التي ابت الا ان تكسر قرن الشيطان واوقفت زحفه لاستعمار كل البشرية ونهب خيراتها ،وستواصل جهادها حتى تحرير العراق والعالم من خلال قهر وتحطيم قوى الشر والارهاب التي اراد الله لها الذل والاهوان فسلط عليها ابطال البشرية ورواد حضارتها.

 

5 . تدمير كافة المعامل والمصانع والمؤسسات الانتاجية بحجة الاستخدام المزدوج لها لابقاء العراق سوقا لسلعها وصناعاتها.بما فيها معامل الغذاء والدواء والحاجات الانسانية وتسريح العاملبن فيها والذي يزيد على مليوني مواطن بحجة كونها تابعة الى الصناعة والتصنيع العسكري.

 

6. ان مجمل جرائم قوات الغزو والاحتلال وحلفها الشرير يؤشر حجم التردي الاخلاقي لامريكا والصهيونية ،وما كشف من جرائم في ابو غريب وبوكا والسجون السرية وانتهاكات لحقوق الانسان واستباحة البشر وجرائم الاغتصاب والنهب والقتل ونشر الفتن الطائفية والمذهبية والاثنية بين ابناء الشعب ودعم المليشيات وانشاءها وتسهيل حركتها وانشاء وتمويل العصابات الاجرامية ووصفها على اساس انها تنظيمات طائفية مقاومة كعصابات مقتدى والقاعدة،أواحزاب معارضة وقوى حليفة كمليشيات ايران ومخابراتها (فيلق بدر والقدس) ومليشيات البرزاني والطلباني ،لا يشكل الى غيضا من فيض لجرائمهم،كي يهيئوا اجواء وارضية لتطبيق ديمقراطية الابادة لشعب علم البشرية الحضارة والحياة.

 

7. القضاء على ما اتيح للعراق وصار نموذجا عالميا ،واحدث اكبر مفاجئات الحرب المستمرة بكل صفحاتها ،خصوصا صفحة القتل الجماعي والابادة لشعب العراق، عبر مواجهة العراق للنقص الكبير في الانتاج الزراعي خصوصا الحبوب (الغذاء الاساسي للبشر)،وتجلى ذلك بشكل واضح عبر تدمير البنية التحتية للمشاريع الزراعية بحجة الجانب الامني ،لانهم يعرفوا جيدا ان واحدة من اخطر التهديدات لأمن الدول والشعوب هو انتاج الغذاء،وكما عبر عنه القائد الشهيد ان الشعب الذي لا ينتج قوته يظل مهددا باستقلاله .

 

8. اعادة انتاج النفط العراقي الى مستويات انتاجه قبل الحرب والعدوان المستمر عليه، وزيادته الى مستويات اعلى بحيث يؤمن لهم تعويض كافة خسائر الحرب ،واشتثمار ليس النفط فقط، بل كل الثروات العراقية الاستخراجية كالكبريت والغاز والفوسفات والزئبق والحديد وخيرات العراق المعدنية الكبيرة ،بحيث يكون الاقتصاد العراقي احد عوامل الانعاش لاقتصادهم، وابرام معاهدات اقتصادية (استخراجية واستثمارية) تعود بهم الى عهد النهب السابق قبل التاميم، وكما هي تفعل بالثروات العربية في الجزيرة والخليج العربي وغيرها من وطننا الكبير المستباح.

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٢٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أذار / ٢٠٠٩ م