رسالة شيخ المجاهدين
ستراتيجية تاريخية في وحدة الجهاد لقوى المقاومة والرفض المسلحة وغير المسلحة

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســري - العراق المحتل / النجف الاشرف

الذي يتابع اللقاءات والتصريحات والبيانات الصادرة من الإخوة المجاهدين  القادة في جبهات المقاومة والرفض  أو من يمثلهم بغض النظر عن اتجاهاتهم وميولهم ومرجعياتهم الدينية والسياسية .. يلاحظ فيها نسائم الإيمان المعطرة بروح الجهاد في سبيل الله والتي تطيب النفوس المؤمنة الصابرة المحتسبة العزيزة بعزة الدين والأرض والعرض لما في جوهرها من مطالب التوحيد في الخطب السياسية والإعلامية برفضها القاطع للاحتلال الأميركي الغازي وما تمخض عنه من عمليات سياسية طائفية صفوية ..

 

مطالب شرعية أقرتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية لوحدة الصف الجهادي لجبهات المقاومة والرفض  التي تشكلت بعد احتلال الوطن , جبهات تتوسم بعز وكبرياء لانضمام فصائل مجاهدة  تشهد لها ساحات الوغى تحت لوائها  .. مطالب  في وحدة القرار السياسي والقتالي  ضد الاحتلال الذي أصبح  في أسوء حال و بجميع مستوياته العسكرية والبشرية والمعنوية والمادية والاقتصادية والخ .

 

مطالب عظيمة إن كانت حقيقية في نيتها الخالصة لله والوطن والشرف  لقتال المحتلين وأعوانهم الخونة من العملاء الديوثين  .. مطالب مهمة أرست أسسها  الفصائل المجاهدة  لتلك الجبهات قبل الانضمام إليها والمتوافقة أساسا مع برنامج وثوابت التحرير للفصائل الأخرى المجاهدة  ..مطالب ضمن ستراتيجية جوهرها بثوابت تحررية واحدة , ولكنها ضمن عناوين مختلفة . استراتيجيات جهادية ترفض الاحتلال الغازي ومشاريعه السياسية الطائفية الصفوية التي دمرت البلاد وقتلت ملايين العباد من خلال آليات الاحتلال المتمثلة في  حكوماته الصفوية  .

 

 أذن  من حق العراقيين النشامى  أن يفترضوا و يسالوا  قادة هذه  الجبهات الباسلة ألأسئلة التالية  : لما كانت إستراتيجيات جميع الجبهات المجاهدة متوحدة في برنامج جوهر ثوابتها التحررية والمعروفة من خلال المقابلات والتصريحات والبيانات  .. إذن لماذا لم  تتوصل الجبهات المجاهدة إلى مرحلة التوحيد سواء كان في خطابها السياسي أو الإعلامي ؟ولماذا لم يتم  توحيد إستراتيجياتهم المتشابهة  أصلا بالمعنى والهدف  بإستراتيجية واحدة و توحيد الجبهات المجاهدة تحت خيمة قيادة مجاهدة لها ثوابت تحرير تعمل بها أصلا منذ الاحتلال الغازي ولغاية يومنا هذا  ؟ وهل بدأت قيادات الجبهات  بالتفكير الجدي والتخطيط  لوضع ستراتيجية جديدة للعمل بموجبها في حالة انسحاب القوات الأميركية ؟ ولماذا لم تباشر قيادات  الجبهات المجاهدة على  توحيد جبهاتها بجبهة مقاومة جهادية واحدة  بالرغم من ادعاءاتها الإعلامية والخطابية  بالمطالبات المتكررة في وحدة الكلمة المقاومة ورص صفوف الفصائل والأحزاب والحركات الوطنية الرافضة للاحتلال الأميركي ؟ أليس من الضروري في هذه المرحلة الحاسمة والتي سيتخللها احتمال  انسحاب المحتل  من العراق أن تكون هناك مفاجئة الشعب العراقي  وزف البشرى العظيمة من خلال إصدار بيان تاريخي يبشرهم  بالحدث التاريخي المهم  بوحدة الجبهات المقاومة بجبهة واحدة  وبجميع فصائلها المختلفة ؟  أليس من الأفضل أن تتجاوز جبهات  فصائل المقاومة الباسلة جميع الاختلافات البسيطة سواء كان  في نهجها وفكرها وميولها السياسية  من اجل إفشال جميع مشاريع الاحتلال الأميركي ؟ واليس فصائل المقاومة وبجميع ألوانها هم  السبب في إجبار الإدارتين الأميركية القديمة والجديدة لاتخاذ قرار سحب قواتها من الأراضي العراقية ؟ وماذا يعني بقاء الجبهات مفككة في خطاباتها الفردية ؟ هل هي حالة جيدة تخدم المسيرة التحررية للعراق , أم العكس صحيح ؟ وهل بقاء الجبهات مفككة غير موحدة ستملئ الفراغ الأمني بعد أي طارئ يحدث بالبلد أم العكس صحيح ؟ .

 

عندما بدأت الصفحة  الثانية لدور القوات المسلحة الباسلة ورجال المهمات الصعبة رجال الحرس الجمهوري والحرس الخاص والأجهزة الأمنية والغيارى من أبناء عشائر العراق   بعد احتلال بغداد  في إكمال مسيرة قتالهم الملحمي بالشروع بعد التوكل على الله لبدء الصفحة الثانية من صفحة  المقاومة والحرب الشعبية والتي  أعلنت  شرارتها الأولى بتاريخ 11/4/2003 .. بدا  القتال على شكل  انفرادي ثم على شكل مجاميع وخلايا مجاهدة لأمور أمنية  وبتكتيكات منظمة في الهجوم والانسحاب المدبر ... ثم تجمعت بعد فترة وجيزة وبتكتيك خاص ومخطط له لتنظيم هذه المجاميع مع  بعضها البعض  لتصبح  فصائل جهادية لها عناوينها على الساحات الميدانية  ,  ثم أعقب ذلك خطط مبرمجة وفق  تكتيكيات ميدانية للجمع  وتوحيد الفصائل التي هي على تلاحم  فيما بينها في الدعم والإسناد المتبادل  ماديا وتسليحا وعملياتيا ...  بدأت  القيادة الميدانية آنذاك  تضع لمسيرة جهادها  إستراتيجية  حرب طويلة الأمد  وبثوابت معلنة  في الجهاد والتحرير .. مما مهد الطريق للقيادة الميدانية أن  تعود بعد تكامل تشكيلات  فصائل مقاومتها الباسلة للعمل بموجب سياقات العمل القتالي المعمول في قواتنا المسلحة الباسلة لأجل القيادة والسيطرة .. وهذا جعل القيادة المجاهدة الميدانية التي تحت أمرتها  الأغلبية من فصائل المقاومة الوطنية تستقبل برحابة الصدر والصبر والجهاد  دعوات ومناشدات الانتماء للكثير من الفصائل القومية والإسلامية  يطلبون فيها الانضواء  والتوحد مع الفصائل  الوطنية لتشكل لها قيادة ميدانية  تحت عنوان جهادي (  القيادة العليا للجهاد والتحرير) , وكذلك الحال  في تشكيلات الجبهات المجاهدة ألأخرى والتي  تضم تحت لوائها  فصائل  مجاهدة مثل (جبهة الجهاد والتغيير , وجبهة الجهاد والخلاص الوطني , وجبهة الجهاد والإصلاح ) .. ولكن السؤال المهم .. هل تستطيع الجبهات أن تحذو حذو فصائلها المقاومة التي انخرطت وتوحدت  تحت قيادة جبهاتها لتشكيل عنوان كبير في إقامة وحدة الجهاد والرفض  كرمز وطني يتفاخر به التاريخ والشعب والأجيال ؟.

 

الجواب على هذا السؤال هو .. نعم تستطيع أن تتوحد تحت خيمة واحدة تجمع جميع المجاهدين من  الجبهات الجهادية بقيادة مجاهدة واحدة  وبجميع فصائلهم  بغض النظر عن الاختلافات البسيطة في الرأي والمبدأ والفكر والميول السياسية  في هذا أو ذاك ... وهذا يكون بالاستجابة السريعة من قبل جبهات المقاومة العراقية  المجاهدة  لخطاب  شيخ الجهاد والمجاهدين المهيب الركن ( عزة ابراهيم الدوري ) القائد العام للقوات المسلحة الباسلة في الذكرى الثامنة والثمانون لتأسيس جيشنا البطل  والذي  يتضمن في الرسالة  الثانية من رسائل الخطاب التاريخي والتي تنص  ( نبعثها بهذه المناسبة الغالية على قلب كل عراقي شريف نداءً صادقا مخلصا إلى كل قوى المقاومة والرفض المسلحة الحقيقية وغير المسلحة على أرضنا الطاهرة إلى العمل الجاد والصادق وبتجرد من كل الإغراض التي لا ترتقي إلى هدف التحرير والاستقلال، وأن يسارع الجميع إلى عمل تاريخي كبير يرضي الله ورسوله ويرضي ويفرح شعب العراق: وهو إقامة وحدة الجهاد والرفض التاريخية. فلا عذر لأحد بعد اليوم في التخلي عن إقامة هذا الصرح الجهادي التاريخي للإجهاز على ما تبقى من فلول الغزاة المعتدين المحتلين وعملائهم وأذنابهم، لانجاز الهدف التاريخي الأكبر والأسمى هدف التحرير والاستقلال ).

 

هذه الاستجابة إن تحققت إن شاء الله  من قبل مجاهدو قيادات الجبهات الجهادية ستكون هي  الإجابات الدقيقة  والصريحة  على جميع الأسئلة  التي تم طرحها في مقالي هذا .. أما أي عنوان يتعذر عن ذلك وخاصة لوحدة الجهاد والرفض التاريخية فلا عذر له كما قال شيخ المجاهدين , ولكن نقولها للتاريخ  أن المواطن العراقي يتصف بصفة الذكاء السياسي لما لديه من قدرة التحليل الدقيق  في  جميع الأمور السياسية ... إذ سيفسر المواطن العراقي الأصيل  هذا الرفض بالأسباب التالية ....

 

الأول - احتمال العمل المبطن لهذا العنوان ( لاسمح الله ) ضمن مخطط الاحتلال وعملياته السياسية .

 

وثانيا - لاحتمال وقوع العنوان  ( لاسمح الله ) تحت ضغوط مخابراتية إقليمية أو غير إقليمية مما  سيؤثر على مسيرته التي خدع بها  من هم  في أمرته من الفصائل المجاهدة  والتي ستنكشف علنا  من خلال إقامة ( وحدة الجهاد والرفض التاريخي ) .

والثالثة - لاحتمال إن هذا العنوان  ( لاسمح الله ) يسير بفعل مادي  بعيد عن الساحة الميدانية الجهادية غايتها  الاستفادة النفعية  لمن يمثلها وان استجابته لهذا الصرح الجهادي  سيعرضه للكشف أمام  الداني والقاصي بأنه عنوان تجاري لبضاعة فارغة  اكتشفت حقيقتها المزيفة .

 

والرابع -  لاحتمال أن  العنوان ذو محتوى فارغ ( لاسمح الله ) من أي فصيل جهادي ... وان اعتماده مختصر  فقط  على  مجاميع أو أشخاص معدودين نفعيين بعيدين عن الجهاد وان عمل هؤلاء المحدودين  محدد بدولارات معدودة .. إذن اكرر ما قاله شيخ المجاهدين في نهاية رسالته الثانية من خطابه السياسي التاريخي لا عذر لأحد بعد اليوم في التخلي عن إقامة هذا الصرح الجهادي التاريخي للإجهاز على ما تبقى من فلول الغزاة المعتدين المحتلين وعملائهم وأذنابهم، لانجاز الهدف التاريخي الأكبر والأسمى هدف التحرير والاستقلال.

 

وفي الختام أناشد جميع إخواني المجاهدين قادة الجبهات المجاهدة إن كان جهادهم خالصا لله ومن اجل تحرير الوطن   أن يتمسكوا بقول ( البارئ ) ( عزوجل ) في محكم كتابه الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) صدق الله العظيم  ... والعمل بنهج  الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا )  صدق رسول الله .......  والله من وراء القصد  .

 

أبو علي
الياســــــــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
٢٦ / شبـاط / ٢٠٠٩ م

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / أذار / ٢٠٠٩ م