ستراتيجية
البعث والمقاومة الوطنية .. التفاوض مع ألدولة المحتلة .. وليس مع حكومة احتلال صفوية

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســـــــــري - العراق المحتل / النجف الاشرف

الأسباب التي أدت إلى  رفض البعث دعوة المالكي الكاذبة  

 

هذا من الجانب السياسي والدولي والشعبي .. أما فيما يخص البعث والمقاومة الوطنية وجميع الأحزاب والحركات والتيارات والشخصيات الوطنية الرافضة للاحتلالين فقد أكد الجميع على رفض تلك الدعوة الكاذبة للأسباب التالية  :-

1.     إن البعث ومقاومته الوطنية الباسلة وبجميع الحركات والأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية والإسلامية الرافضة للاحتلالين الأميركي والصفوي  يؤمنون إيمانا ثابتا (بان ما بني على باطل فهو باطل ) وهذا ما أكده  القانون الدولي والشرائع والأديان السماوية وليس أصحاب العمائم تجار  الفتوات الفاسدة  .. أي أن  ما صنعه المحتل الأميركي في العراق  سواء كان انتخابات أو تشكيل دستور أو تصنيع عمليات سياسية  وما صدر منهما من قرارات هو باطل وغير شرعي .. وعليه فان البعث ومقاومته الوطنية يعتبر  جميع العمليات السياسية ما هي إلا ناتج  لإفرازات احتلالين الأميركي والإيراني ..فالبعث ومن معه في خيمة الرفض والمقاومة  لا يتعاملون  مع جميع العمليات السياسية ولا يتعاملون  مع من لطخت أيديهم بدماء العراقيين ومع من دمروا العراق وجاءوا بحماية الدبابات الأميركية .

 

2.  بالرغم من عدم قناعة واعتراف  البعث ومقاومته الوطنية بجميع المؤتمرات التي عقدت بعد الاحتلال والتي هدفها شرعنة الاحتلال .. ولكن الذي يلاحظ مسيرة مشروع الاحتلال للعمليات السياسية الفوضوية أن الكثير من الذين يطلقون على  أنفسهم وصف السياسيين اخذوا  يطلقون الزوبعات والألفاظ البذيئة والنتنة الغير مؤدبة  من الصفويين الذين هم  في (برلمان) حكومة الاحتلال بعضهم من   ينتمي  إلى حزب ( المالكي ) العميل  ( حزب الدعوة ) , والبعض الآخر من  أحزاب إيرانية ك (المجلس الأعلى للفتنة الطائفية ) والتيارات الصفوية التي تعمل بالتقية ,  زوبعات بمستوى  فكر ومبادئ تلك الأحزاب التي يؤمنون بها إن كان لهم فكر ومبدأ .. ومخلفة لمبادئ الديمقراطية الحقيقية وليس الديمقراطية الإرهابية التي جاءت بهم لسرقة وقتل شعب العراق .. ومخالفة لبنود مؤتمري  الوفاق الوطني العراقي المنعقد  في القاهرة بتاريخ 19/11/2005 , والتي تسمى بوثيقة الإصلاح للقوى المشاركة في مشروع العملية السياسية الأميركية بتاريخ 29/11/2008 .. فعلى السفير الأميركي الذي يمثل  الحاكم المدني لحكومة الاحتلال الصفوية وما لها من مؤسسات وهمية وغير شرعية أن يهذب ويؤدب هؤلاء النماذج الذين تبجح بهم ( بوش ) الأرعن عندما وصف آليات الديمقراطية في العراق بالنموذجية .. وان يضع لهم الحد  من إطلاق  الزوبعات والشتائم والألفاظ السوقية ..  وان يحترموا رأي الشعب الذي امن  بفكر البعث ومقاومته الوطنية والقومية والإسلامية .

 

3.     لان مشروع الاحتلال للعمليات السياسية  قد انهار , والدليل على ذلك اعتراف السيد ( اوباما ) عندما وصف العملية بأنها (غير مقنعة ) .

 

رؤساء الدول الخمس العظمى وموقفهم الدولي من حكومات الاحتلال التي تنصب من الدول المحتلة لدول أخرى

هناك سؤلا يطرح نفسه وموجه إلى رؤوساء الدول العظمى الخمس في الأمم المتحدة  وجميع المشرعين الدوليين كل واختصاصاتهم القانونية والدولية :

 

هل يستطيع السادة رؤوساء الدول الكبرى الخمس في هيئة الأمم المتحدة ومعهم أمينها العام وكبار خبراء القانون الدولي في الأمم المتحدة أن يجمعوا مشرعي العالم من أساتذة وخبراء واختصاصيو القانون الدولي ليثبتوا لأنفسهم قبل العالم أن الدولة التي تحتل دولة أخرى عسكريا وتسقط نظامه الشرعي لها الشرعية  الدولية في تنصيب حكومة من رحم الدولة المحتلة  للبلد والشعب المحتل  ؟ وان كان جواب رؤوساء الدول الخمس الكبرى في الأمم المتحدة  متوافقا بنعم !!!!!  إذن من حق كل عراقي أن يفترض  ويسال كل من رئيس الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية ورؤساء وملوك كل من مصر والمملكة العربية السعودية والكويت وإيران وفرنسا وتركيا هذا السؤال :-  لنفرض أن جميع دول المذكورة أعلاه ( لاسمح الله ) محتلة من دول أخرى احتلالا عسكريا بفعل فاعل كاذب  , وان الاحتلال أدى إلى سقوط أنظمتها الرسمية والشرعية .. السؤال :- هل يستطيع رؤوساء أو قيادات  الدول أعلاه والذين لديهم  أحزاب أوصلتهم إلى دفات الحكم الرئاسي لقيادة دولهم  أن يتصالحوا أو  يتفاوضوا مع حكومات الاحتلال التي نصبها لهم المحتل ومعرفتهم بان  هذه الحكومات جاءت بطرق ملتوية وخارجة عن الشرعية والقانون الدولي من خلال  تضليل شعوبكم في انتخابات مزورة وغير شرعية ؟ .. أتمنى أن احصل على الإجابة من قبل السادة الرؤساء والملوك أعلاه إما عن طريق الصحف أو عن طريق ارسال الجواب عبر الشبكات التي تنشر المقال أو عن طريق الخطابات الأسبوعية أو الشهرية أو في المناسبات الرسمية !!!!! كما أتمنى من السيد عمرو موسى بصفته  أمين عام الجامعة العربية  أن يجيب العالم والأمة وأبناء العراق وشعب كل دولة محتلة احتلالا أجنبيا  إن  كان ضميره حيا عربيا خاصا بهوية الأمة المجيدة !!!!! فان كان جوابه لايجوز !!!!! إذن من حق العراقي المحتل باحتلالين أن يسال .. لماذا ياسيدي هذا الصمت الرهيب والمجحف بحق  العراق وشعبه ؟  ولماذا يا سيد عمرو موسى يشاهدكم  الشعب العراقي  من على الفضائيات وانتم  مهتمون جدا  في حكومة احتلال علما ان  جنابكم يعرف جيدا بأنها  نصبت من دولة احتلت  العراق  احتلالا عسكريا ؟ أليس اهتمامك هذا يتنافى مع القانون الدولي والشرائع والأديان السماوية إن كنت تؤمن بهن ؟ وما هو السر يا سيد عمرو موسى وأنت في كل زيارة تذهب إلى السستاني ؟ هل أصبح حال الأمة وبنظامها الرسمي وبمؤسسته العربية أن يشحذوا الشارة والاستشارة من مرجع ليس له مكانة سياسية في العالم العربي قبل احتلال العراق لكونه رجلا غير عربي وأجنبي وتعرف أصله من أي بلد أم أصبحت الأمة العربية في عهدكم خالية من المراجع الدينية الحقيقية وليس الوهمية المعروفة على الساحة العربية والدولية وأجبرتكم الظروف الملعونة السياسية أن تتوجهون إلى شخص مجهول الوجود وغير عربي بالهوية ؟ واستحلفك بالله يا سيد عمرو موسى هل شاهدت السستاني بأم عينيك أم من قبل وكيله ؟ إن كنت صادقا مع نفسك ومع الله ارجوا أن تجيبني بصراحة ؟!!!!!.

 

النظام الرسمي العربي ومخاطر  الهيمنة بالنفوذات الإيرانية

لقد أيقن النظام الرسمي العربي وأبناء امتنا العربية بحقيقة المخاطر التي ستلحق بالأمة مستقبلا وشخصت تلك المخاطر بالأدوات الرئيسية والمهمة في ذلك والمتمثلة بحكومة الاحتلال الصفوية التي جمعت جميع الأحزاب والكتل والتيارات الصفوية والتي  اقتصرت مهمتها كأداة  رئيسية في السيطرة والهيمنة من خلال تبسيط وتسهيل ودعم نفوذات إيران المنتشرة في الأغلبية من الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي والدليل على ذلك  صمتها الرهيب والمخيف الذي ينفث سموما صفراء تجاه الإطماع الإيرانية في مملكة البحرين واحتلالها وعدم مطالبتها إيران بسحب قواتها من  الجزر الثلاث في الإمارات العربية وعدم مبالاتها في التدخلات الإيرانية  في المملكة العربية السعودية ولبنان  وفلسطين والسودان  واليمن والمملكة المغربية وسيطرتها السياسية التي هيمنت على لبنان عن طريق ( حزب الله ) وكذلك تدخلها في الشؤون الداخلية لجمهورية مصر العربية والخ . وهنا يتبادر لنا  سؤال .. ما هو دور حكومة الاحتلال الصفوية في العراق  بتلك الأطماع الإيرانية ؟ الجواب على ذلك هو التشخيص المهم لدور حكومة الاحتلال الصفوية في جميع الدول العربية ودول الخليج العربي لما لها من صفحات مهمة في المشروع الإيراني التوسعي لتصدير الثورة  الإيرانية إلى الخارج .. إذ تبين ومن خلال الستة سنوات أن ( 95% ) من حكومة الاحتلال الصفوية جاءت لتقسيم العراق إلى دويلات وأقاليم طائفية وانفصالية .. فالأقاليم الطائفية لها زمن محدد حسب المشروع التوسعي لإيران مستقبلا بإلحاق هذا الإقليم ليكون عاملا مهما وأساسيا في السيطرة على دول الخليج العربي أولا من خلال التغلغل والتدخل في شؤونه وشؤون الدول العربية المجاورة للعراق وثانيا التمهيد الأولي  للمد الفارسي إلى دول المغرب العربي وبعض الدول العربية الواقعة في  القارة الإفريقية ليكتمل مشروع الهلال الشيعي والشيعة العرب منهم براء ..وثالثا  التوسع نحو تأسيس إمبراطورية بلاد فارس .. وقد تم توضيح ذلك  في المقالين  الذين يحملا العنوانين  ( تركيا بين التظليل والخداع .. وحقيقة التقسيم الأميركي ) والذي نشر بحلقتين  (بتاريخ  22 و23 من تشرين الأول سنة 2007 )  والمقال الآخر الذي هو بعنوان ( نينوى المفتاح الرئيسي للإستراتيجية الصهيونية لتفتيت العراق والأمة العربية ) والذي نشر بحلقتين بتاريخ (4 و8 من آذار سنة 2008 ).

 

إذن ليعلم النظام العربي الرسمي وأبناء امتنا العربية بان العملية السياسية للاحتلال الأميركي  في العراق هو مشروع مبرمج ضمن  الصفحات  إلاستراتيجية  ألصفوي –أميركي وهذا سيكون من خلال الأغلبية من السفراء الصفويين لجمهورية العراق  لدى الدول العربية  والدول الإسلامية التي هي الآن بعيدة عن الأطماع الفارسية ولكن عندما يحين موعد صفحة  الإطماع والهيمنة والضغوط  الإيرانية تقوم تلك السفارات العراقية بالواجبات الرئيسية في  دعم وتوجيه وتخطيط كل ما يصدر لها من حكومة إيران وعن طريق حكومة الاحتلال الصفوية في العراق لإنهاض الخلايا النائمة في جميع الدول العربية التي فيها نفوذات إيرانية .. الغاية من تلك العملية هي لجعل السفارات الإيرانية بعيدة  عن أنظار أجهزة  مخابرات تلك الدول العربية .. إضافة إلى ذلك قيامها بالدور البديل المخفي  للسفارات الإيرانية !!! .

 

ولهذا السبب فان  دعوة ( المالكي ) للمصالحة مع البعثيين إنما هي تقية فارسية و دعوة كاذبة يريد منها تظليل الشعب العراقي والأمة  وإنها دعوة تعبر عن الحقد الدفين  التي تتمثل بحفنة من الطائفيين الذين ارتضوا العمالة والخيانة والغدر الفارسي ألصفوي جراء إجرامهم في قتل مئات الآلاف من الشعب والدليل على ذلك  المجازر الجماعية التي قادها حزبه ( الدعوة) العميل والأحزاب الصفوية الأخرى وبميليشياتها الإرهابية كفيلق بدر وجيش المهدي وفرق الموت الجلبية .. والدليل على أن المالكي ومن خلال دعوته الكاذبة والخبيثة والتي هدفها التنكيل بالبعث ومقاومته الوطنية  إنما هي لاستقطاب البعثيين و كبار الضباط القادة والطيارين وأمري التشكيلات وعلماء وخبراء وأساتذة جامعات الخ لتصفيتهم وفاءا لأسيادهم  المجوسيين وسنكمل المقال في الحلقة الثالثة إن شاء الله

 

أبو علي
الياســـــــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف

٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م