جوهر محي  الهركي ... الضمير الحي لكردستان العراق

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســري - العراق المحتل / النجف الاشرف

نشرت  مقالا  بتاريخ ( 21شباط 2008 ) بعنوان ( جوهر الهركي وارشد الزيباري شيخان مناضلان وفارسان مجاهدان ورمزان وطنيان ) في بعض  المواقع والشبكات الوطنية  ..عبر فيه قلمي ما يستحقه هذين الشيخين العراقيين .. كان  تعبيري في المقال أعلاه هو  حقيقي ومنصف  لولاء وحرص وإيمان ووطنية وتاريخ مسيرة  هذين الفارسين من خلال متابعتي السياسية لهما  قبل وبعد  الاحتلال الغازي , واليوم وفي نفس التاريخ أي ( 21/شباط /2009) انشر مقالي الجديد عن إحدى الشخصيتين  الوطنيتين الكرديتين أعلاه  اللتين  نعتز بهويتها العراقية  بالرغم من إنني  لم اعرفها ولم أجالسها  لا في العهد الوطني قبل الاحتلال .. ولا في العهد الديمقراطي الطائفي المحاصصاتي الإرهابي الذليل  اللعين الذي جاء مع الاحتلال  .. ولكن لي  الفخر والاعتزاز  أن أجالسهما واقبلهما  ومعي الملايين من شرفاء العراقيين وبجميع قومياتهم وأقلياتهم  لما لهم من مواقف مبدئية  وشجاعة مؤمنة بالعراق العظيم من خلال  لقاءاتهما الفضائية والصحفية وما يصدر عن حزبيهما الوطنيان عبر شبكاتهم  والمواقع الإخبارية  من بيانات مهمة وتصريحات رافضة للاحتلال الغازي  وعملياته السياسية التي فرضها المحتل  على شعب العراق .. بيانات وتصريحات   من  قيادة حزبيهما  الوطنيان   اللذان   لهما ارث  حافل بالمآثر الوطنية الصادقة الطاهرة بطهارة جبال وعيون كردستان العراق  ..

 

ذكرت في مقالي أعلاه أن سنوات الاحتلال كشفت للتاريخ وللشعب معادن الرجال .. معادن أصيلة بأصالة آبائهم وأجدادهم وعشائرهم التي أنجبت خيرة الرجال الذي يتفاخرون  بهم  كما يتفاخر بهم كل عراقي غيور على أرضه وماءه وسماءه وشرفة ومبادئه .. سنوات احتلال أفرزت  الرجال عن أشباه الرجال  , والغيارى الوطنين عن الخونة  والعملاء الساقطين   , والمبدئيين عن الانتهازيين , والصادقين عن المنافقين , والمؤمنين المسالمين عن القتلة المجرمين , والطيبين المخلصين  عن الخبيثين , والمقتنعين عن النفعيين الماديين  , والشرفاء بالعز والكبرياء  عن الديوثيين .. سنوات احتلال أنجبت  صفوة من  الأعلام  لترفرف عاليا في السماء عن نفايات العراق  القمامين الوسخين , فشتان مابين  الجبال  والوديان , والمياه العذبة النقية  عن الملوثة بالجراثيم  , والعسل الصافي عن مرارة الحنظل في ضمائر الصاحين الميتين .والمعتزين بوطنهم الواحد  عن دليلي الخيانة والعمالة من الخونة  المارقين الدلالين , والمقاومين المجاهدين  عن الجبناء الأذلاء الذليلين , والرموز التاريخية الوطنية عن حثالات أدعياء الوطنية من السفلة المنحطين  .

 

نعم انه اختبار وفحص ومحص دقيق لأصالة الاصلاء النجباء  الذين رضعوا  من صدور الحرائر اللواتي يتصفن  بالعفة والشرف والكرامة ولما أنجبوا خيرة الأخيار من الرجال الوطنيين ... فحص ومحص واختبار صعب لمن أحبه الله ( جل وعلا ) في من يعز بهم الدين عن ما يذل بهم شخوصهم الفانية  في  الحياتين الدنيوية والأخروية  ... وببركته ( جل وعلا )  أصبح مقامهم   كبير الشأن والجاه أمام الله والتاريخ والشعب .... فكيف بالشجعان الأحرار من  زعماء الأكراد الوطنيين في كردستان العراق  العزيزة بعزة شعبها الكردي الأصيل ؟ , وكيف بالاصلاء من أبناء العراق ألغياري  وهم يشاهدون ويلتمسون  مواقف الرجال من قادة كردستان الوطنين  وهم على موقفهم الثابت بثبات ضمائرهم  والمؤمنين   بالمبادئ  الرافضة للذل  والاحتلالين  ؟ وماذا سيكتب التاريخ عن  هؤلاء الزعماء الأبطال من أبناء شعبنا الكردي في كردستان العراق وهم يعلنون رفضهم المطلق للاحتلال  ودعاة الانفصال من عملاء وخونة  العراق وكردستانه  العزيزة  لأجل بقاء العراق موحدا متساوي الحقوق والواجبات لكل أطياف الشعب العراق ؟

 

وماذا يقول أحرار العراق بعد النصر والتحرير  لهؤلاء المناضلين من زعماء كردستان وهم  أدو الأمانة التاريخية برفضهم تقسيم العراق وتجزئته بحجج الفيدراليات والأقاليم الطائفية  واتخذوا مواقف  وطنية نابعة من مبادئهم الشريفة عندما يقولون  ( نحن نؤمن بوحدة العراق أرضا وشعبا ) ؟ .

 

من الأمور التي تفرح كل عراقي غيور وهو يسمع القادة من  الزعماء الأكراد العراقيين  الوطنين  يصفون الحال المأساوي الذي وصل به شعبنا الكردي في كردستان العراق  في زمن الاحتلالين الأميركي والصفوي .. بدليل ما وصف ذلك الوصف الدقيق والحقيقي  للعراقيين والعرب بصورة خاصة  والعالم بصورة عامة خلال المقابلة الصحيفة التي أجرتها صحيفة  اليزيدية والأغلبية من الصحف العربية والعالمية للشيخ المناضل ( جوهر محي الهركي ) الشعب الكردي في كردستان العراق  بعد احتلال العراق  بأنه  أصبح بين المطرقة والسندان لتسلط وإرهاب الحزبين العميلين على رقاب شعبنا الكردي من خلال تعرضه لأبشع الاعتقالات والتصفيات الجسدية .. وما الم به  من فقر وهجرة جماعية بسبب دكتاتورية هذين  الحزبين العميلين اللذان عاثوا في ارض كردستان العراق  العزيزة الفساد والخراب من جمع المال الحرام واستباحوا  ثرواتها .. نعم أيها الشيخ العزيز لقد  استباحوا ثرواتها وما لتلك الثروات من منافع مالية هربت إلى دول أجنبية ودول الجوار وخاصة إيران وأميركا وبريطانيا وإسرائيل وغيرها من الدول ..الخ  .. انه لمن دواعي  الفخر والاعتزاز أن يظهر هذا الفارس الكردي  ديمقراطية الحزبين العميلين للعراقيين عربا وكردا ومسيحين وصابئة ويزيدين ولكل  الأقليات والطوائف العراقية ... وانه لفخر وعز لشعبنا الكردي في كردستان العراق وهو يحتضن  زعيم مناضل  يناضل مع الأحزاب والحركات والشخصيات الوطنية الكوردية  لاستعادة كوردستان إلى شعبها الوفي  وفق الأسس الديمقراطية التي تؤمن بها وليس ديمقراطية دليلي العمالة وسليلي الخيانة  .. مناضل يقود حزب  يناضل من اجل محاربة الانحرافات  الطائفية والعرقية  ومن اجل إطلاق سراح السجناء السياسيين وإلغاء كل ما بناه الاحتلال من قوانين جائرة تحت شعار ما يبنى على باطل فهو باطل .

 

..  فلك المجد يا كردستان العراق وأنت تلدين  زعماء  مناضلين يشهد لهم التاريخ وتشهد بحقهم جبال ووديان  وعيون وانهار  وغابات وأشجار كردستان العراق   بأنهم والله  فرسان كردستان العراق .. لك المجد والعزة أيتها الأرض  العراقية ارض الرافدين  والأم الشرعية عبر حضارات العراق الممتدة لآلاف السنين  لكردستان العراق  وأنت تلدين وتحتضنين أحزابا وطنية كردستانية أصيلة في هويتها الكردية العراقية المنفتحة في رؤيتها المستقبلية مع   جميع مبادئ  القوى والحركات والأحزاب الوطنية السياسية الوطنية العراقية  .. لك المجد والعز أيتها الأحزاب الكردية  الوطنية المبدئية برفضكم الاحتلالين وجميع عملياته السياسية الصفوية الطائفية وإيمانكم المطلق بتحرير العراق من براثن الاحتلالين وبناء عراق ديمقراطي يرعى  مصالح المعدومين والكادحين في كوردستان ورعايتها  للعلم والعلماء وذوي الكفاءات العلمية وبجميع نواحيها لتقديم أفضل الخدمات في كوردستان العراق..

 

تحية لك أيها الفارس الشهم   ( جوهر الهركي ) وأنت تقارع الظلم واستبداد المستبدين والطغاة المستعبدين  مع إخوانك قادة الأحزاب الوطنية الكردية  لرفض الذل والعار  الذي جاءوا به دليلي وسليلي الخيانة من قيادة الحزبين العميلين في شمالنا العزيز لتفتيت العراق وشعبه خدمة  للصهيونية العالمية التي تريد من العراق  وشعبه أن يكونا لقمة سائغة بيد اليهود ومن والاهم من العملاء الديوثين .  

 

أبو علي
الياســــــــــــــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
٢٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٣٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م