رسالة شيخ المجاهدين .. نداء وتبصير .. لأعضاء برلمان الاحتلالين

﴿ الحلقة الثالثة

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياسري - العراق المحتل / النجف الاشرف

أسئلة وأسئلة  تراود  ضمير  كل  عراقي غيور ... أسئلة اكتبها  وقلبي ينتابه  الألم والحسرة  والمرارة لما يعيشه شعب العراق المبتلى بهؤلاء النكرات من  الذين لم يفكروا في هذا الوطن الغالي وشعبه الصابر  منذ تنصيبهم في حكومات الاحتلال المزورة بالانتخابات الكاذبة غير الهاء أنفسهم وما لهم من عصابات وشلل  أرذال إتباع المصالح النفعية المادية الشخصية فنراهم تارة يحاولون الهاء الشعب بعقوبات ( رفع الحصانة ) عن الذين رفضوا التوقيع على اتفاقية الذل والعار وإصدار مذكرات الاعتقال بهم  وكما حصل لمحمد الدايني وغيرها من الملاعيب التي أصبحت مثارا لسخرية الشعب .. كصراعات النواب حول إقرار ما يسمونها ميزانية المنطقة الغبراء التي حقيقتها ( شفط ) المليارات من الدولارات وبحجة التخصيصات لما يسمونها  بالمنافع (الاجتماعية) والتي حقيقتها المنافع (الشخصية) ، وكذلك التخصيصات الخاصة  بما يسمونها  ب(الأمن الوطني)  ومرة  ب(الأمن القومي)... وكذلك انشغالهم المستمر عبر عشرات الجلسات الاعتيادية والطارئة من اجل مطالبتهم بزيادة  رواتبهم التي هي مخصصات باسم (رواتب العملاء) لتصل إلى  عشرات الملايين من الدنانير العراقية .. آخرها اللعبة التي يلعبها البرلمان شاغلا نفسه منذ استقالة (المشهداني) ولغاية اليوم ألا  وهي لعبة (المحيبس ) بين ما يسمونها بالجبهات التنافقية لما  تحتوي على أحزاب لااسلامية والمسندة من  الأحزاب الصفوية لاختيار ما يسمونه برئيس مجلس البرلمان .. ومع هذا لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أقدم تهنئتي الحارة للديمقراطية الأميركية التي  اكتشفها العراقيون والأميركيون والعالم بأنها ديمقراطية خاصة لنماذج حرامية  ...

 

  هذه الأسئلة جعلتني  أرجع  إلى صلب موضوع مقالي أعلاه وخصوصا الرسالة الخامسة في خطاب  شيخ المجاهدين والتي تبدأ بالتحية والتقدير والنداء والتبصير .. تحيته وتقديره لأعضاء برلمان الاحتلال الذين رفضوا اتفاقية الذل والعار والاستعباد وانحازوا إلى شعبهم بعد ما تبين لهم الحق عن الضلال .. أي لكل من يمتلكون  الضمير الحي  ليضعوه  أمام أعينهم  في الإجابة على كل سؤال من  هذه الأسئلة  .. وفوق كل هذا أتمنى من الإخوة أصحاب الضمائر الحية أن يسالوا ضمائرهم قبل غيرهم من العراقيين لتجعلهم يراودن أنفسهم  بين الحين والآخر منذ أن اعتلوا  منبر الرذيلة  سواء كانوا  مجبورين أو مخيرين  ,  فكانت رسالة شيخ المجاهدين رسالة تعبر عن إنسانية قادة المقاومة العراقية المسلحة والتي تبدأ بالنداء  لينصح بها الذين  يريدون أن يغفر لهم الله ( جل وعلا )  والعراق وشعبه الصابر لما ارتكبوه من  أخطاء كبيرة في حق الوطن والمواطنة الشريفة وخاصة  لمن في قلوبهم  ذرة من خير وذرة من وطنية أو ذرة من دين أن يفعلوا الخير والخير الكثير  مع الشرفاء الأوفياء لله والوطن من رجال المقاومة العراقية المسلحة وغير المسلحة وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية ، وهذا يجعل  كل من أخطا في هذه المؤسسة الاحتلالية يبدأ أولا بالاعتذار للوطن واعتذاره يكون بالسجود على ارض  العراق الطاهر معترفين أمام أهل العراق الشرعيين  بندامتهم  على ما ارتكبوه من  خطا كبير  .. ومن هنا وهذا ليس من جانب الدعاية ويشهد الله على ما أقوله وإنما من الجانب الأخوي  للمحافظة على وحدة اللحمة العراقية الواحدة  الشريفة الطاهرة العزيزة الأصيلة  بأصالتها وعاداتها وحضاراتها وان  يراجعوا الرسالة الخامسة  في  خطاب شيخ المجاهدين والتي يقول فيها   ( لاتقنطوا من رحمة الله , إن الله يغفر الذنوب جميعا , وشعب العراق المقاوم المجاهد المؤمن يقول لكم : عفا الله عما سلف ) .

 

أليس هذا هو  التسامح ؟ واليس التسامح هو جوهر الإنسانية ؟ أليس هذه شهادة كبرى من المقاومة العراقية؟ أليس هذا فخر وعز لمن يريد العز لنفسه واحفاذه وعشيرته وقوميته وأقليته وطائفته وديانته السماوية ؟  أليس هذا  هو الفوز الكبير في التاريخ لمن يعرف التاريخ من  أعضاء البرلمان ذوي الأصول العراقية بأن تفتح لهم المقاومة العراقية باب التسامح الأخوي بالرغم من الأخطاء التي اقترفوها  ؟ أليس هذا الباب هو  أعظم باب للعودة إلى الصف الوطني بعد أن أحسستم   بخطورة مشاركتكم في تثبيت  مشاريع الاحتلالين الأميركي والصفوي ؟ أليس هذا هو  الباب الذي سيجعلكم تنقذوا أنفسكم من ورطة العمليات السياسية وما نتج عنها من حكومات وبرلمان وأجهزة إنما هي مشاريع للاحتلال المزدوج ؟ أليس انتم الأوائل والسباقين في حكومة الاحتلال بكل ما تعرفونه عنها  وما تحتفظون  به من دراية كاملة في إدارة الغزو والاحتلال وحكومة إيران الصفوية لما بينهم من خطوط  مشتركة مخطط لها  منذ زمن بعيد وكما وصفها لكم  شيخ المجاهدين ؟ أليس بقائكم سيحافظ على ترسيخ بقاء الاحتلالين الأميركي والصفوي عبر تحالف  ستراتيجي طويل المدى ؟  واليس يكفيكم التجربة التي خضتموها في  العملية السياسية ومن موقعكم كأعضاء برلمان الاحتلال  بعد  أن تأكدتم  بان الحليفان الأميركي والصفوي يدجلون ويضللون وكما تزعمون انتم كذلك لتخدعون أنفسكم وشعبكم ؟

 

الا تعلمون أن تحطيم هذا التحالف المزدوج لايتحقق إلا بتحطيم الغزاة المحتلين ؟ ألا تعلمون أن  المحتلين الغزاة هم الذين جاءوا بالصفوية الفارسية ؟ اسألوا أنفسكم  .. من هم الذين دمروا بلادنا وتقاسموا الغنائم المزعومة والتي ستكون وبالا ودمارا على الجميع ؟ أليس انتم أيها العراقيين بالولادة ومن أبوين عراقيين أيضا  بالولادة  في برلمان الاحتلال تعلمون جيدا أن  تجارب برلمانكم  السياسية البائسة جعلت المحتل الأميركي يبقى ويرعى ويدعم حكومة العملاء الصفوية ؟ أليس هذا الصفاء في التحالف الأميركي والصفوي في اطار عملية الاحتلال  هو لتدمير العراق والأمة العربية ؟

 

ولهذا السبب أعقب على ما قاله لكم شيخ المجاهدين ( حماه الله ) .. أيها  الإخوة الأعضاء في برلمان الاحتلال ممن تحملون الجنسية العراقية ومن أبوين عراقيين بالولادة انه  لأعذر لكم  من بعد اليوم لمن يريد الاعتذار .. أنصحكم ومن جانب الدين نصيحة إن كانت عليكم ضغوط أميركية وصفوية  تحدد من خروجكم من دائرة الخزي والعار فما عليكم إلا أن تتخذوا مواقف شريفة يذكرها التاريخ  بحق أرضكم وشعبكم والمقاومة العراقية المسلحة وهذا يكون من خلال دعمكم الذي تعرفونه انتم قبل غيركم وعبر قنوات  تعرفونها انتم جيدا ... مما سيثبت لكم مواقفكم النبيلة مستقبلا أمام الله ( جل وعلا ) والوطن والمقاومة  .. واعلموا أيها الإخوة العراقيين بالولادة ومن أبويين عراقيين أيضا بالولادة ... إن التاريخ لايرحم وان شاء الله سيعيد التاريخ نفسه والشعب العراقي هو الذي  سيحاكم العملاء ومن والاهم من الخونة الأنذال .. والله من وراء القصد .
 

أبو علي الياسري
العراق المحتل / النجف الاشرف
١١ / أذار / ٢٠٠٩ م

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ١٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / أذار / ٢٠٠٩ م