أمركة السياسة وسياسة الأمريكان

 

 

شبكة المنصور

المقاتل أبو جعفر الطيار
المؤامرة الامبريالية العالمية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أدا تها أنظمة الخليج العربي ونفذتها الكويت في مطلع التسعينات لم تستهدف العراق كنظام سياسي فناصبها العداء منذ صبيحة اليوم الأول لثورة 17_30 تموز المجيدة بل استهدفت الفكر والإرادة القومية التي تمثلت بنقاوة الفكر العربي الثوري وواقعيته وقدرته على النهوض الحضاري بالأمة الذي تمثل بالتجربة الوطنية القومية التقدمية في العراق وامتدادها وتأثيرها في المحيط العربي ومنطقة الشرق الوسط وهي تزداد رسوخاً وتقدماً وقد حققت الانتصار تلو الانتصار على الامبريالية العالمية مركزاً ومحيط عبر سنين نضالها الطويل في العديد من المعارك السياسة الاقتصادية والعسكرية وخصوصا مايتعلق منها ببناء الإنسان والتطور الإبداعي الذي حصل في العراق رغم الحروب والحصار والتأمر وسياسة التجويع التي مارسها النظام العالمي ضد هذا الشعب المؤسس للحضارة .


وبحكم عملية الصراع استطاعت الامبريالية العالمية بزعامة أمريكا ترويج بضاعة الحرب النفسية وممارسة سياسة غسيل المخ واستقطاب وتجنيد العملاء وهي تقود اكبر حرب وأشدها شراسة وقد جندت لها كل شبكاتها  وقدمت لها الدعم المادي واللوجستي للبدء بعملية الهجوم الإعلامي ضد العراق كقاعدة للفكر العروبي الأصيل لتفتح أبواب الحرب المباشرة على العراق .

 

وقد اتسمت هذه الحقبة بمحاولة أمريكية لنقل ( أمركة سياسة الأنظمة والأحزاب العميلة في المنطقة من السر إلى العلن ) وخلق حالة من اليأس والتداعي في الشارع العربي  يعتبر الهزيمة أمر واقع والمواجهة مع العدو صورة من صور الانتحار ومن لم يكن مع أمريكا مهزوم وهذا ما قاد العالم إلى ترويج بضاعة(( النظام العالمي الجديد)) الذي دفع أمريكا إلى التفرد بالعالم بمنطق القوة وهي مهزومة وهاربة من الداخل الأمريكي المليء بالاختناقات والأزمات .

 

لقد فتحت هذه السياسة للأنظمة العريقة الولاء لأمريكا إلى التبجح السافر من إن منهجها السياسي الذي بني على الوقوف بالضد من مصلحة الأمة والجماهير العربية وقضيتها المركزية اثبت صحته في عالم الخطأ مما دفعها أكثر إلى الحضانة والاحتضان في تنفيذ المخطط الامبريالي الأمريكي الصهيوني المعادي للأمة فكانت أداة التأمر عليها .


أما الأحزاب العميلة المعادية التي كانت في زواج متعة مع الأمريكان راحت إلى شرعنه زواجها معهم وغطست حد النخاع بالخيانة والعمالة لان أساس تركيبها وقادتها مبني على الخيانة والطاعة للموساد الصهيوني وال ((سي أي أي )) وتتغذى منه بالأخص الأحزاب الدينية التي تلبس الدين بلباس ناعم كجلد أفعى وتفرز ناباتها السامة في الجسد العربي وأول الراكضين وراء التأمرك حزب الدعوة العميل الذي اظهر الاحتلال لعناصره (( الأعجمية الأصول )) تنفيذ المخطط الفارسي العدواني على العروبة والإسلام وعلى قاعدتها الثورية العراق.


إن السياسة الأمريكية وهي تجند المجلس الأعلى وحزب الدعوة وباقي القوى العميلة في العراق مع الحزبين الكرديين العميلين في شمال الوطن وهي تحقق هدفها بقـتل وحدة هذا الشعب ووحده أراضيه و الذي ظل  عصياً عليها عقودا من الزمن وهي لم تكن لتستطيع النيل منه واحتلاله لولا اختلال التوازن الدولي الذي حصل في العالم وغياب القمم وسقوط النظام الدولي ومؤسساته بيد الصهيونية العالمية وسيطرتها على القرار الدولي الذي مكن العدوان العسكري على العراق ناهيك عن عمالة الأنظمة والأحزاب.


إن صورة التهافت على العمالة والسقوط في الشرك الأمريكي ورفع حالة الخوف من الشارع العربي والعراقي خصوصا بعد الاحتلال جعل مصدر القرار في العراق ثلاثيا الأول أمريكا برأسة بوش قبل مغادرته البيت الأبيض إلى مزابل التاريخ والثاني احمدي نجاد الرئيس الفارسي والثالث زعيم حزب الدعوة العميل في العراق نوري المالكي وهذا الثلاثي هو الذي رسم وخطط وعدلة في الاتفاقية الأمنية لنظام سلطة الاحتلال والشراكة الفارسية الأمريكية ومصالح أمريكا في العراق لتصطف أحزاب وقوى أخرى وراء الكواليس تهلل وتبارك وتبرر الاتفاقية على أنها سياسة ملأ فراغ للقادم مع الزمن خشية العميل المالكي وزمر الخيانة من إيران وهذا عذر أقبح من السبب .

 

إن المشهد السياسي العراقي سيقرأ التاريخ مع المحتل من حيث بدأ أي منذ إن وطأت قدم الجندي البريطاني ارض الفاو عام 1914 وكم .. وكم .. وكم من المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات التي أسقطها شعب العراق ومقاومته الوطنية الباسلة بانتفاضات وثورات شعبية عارمة وقيادة مسلحة وهو نفس ذلك الشعب الذي قال قولته في الميدان


(( الطوب أحسن لو مكواري ))
وان غداً لناظره قريب

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٣ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / أذار / ٢٠٠٩ م