اجا العريس كومولة اجا العريس هلهلولة

 

 

شبكة المنصور

ابو خليل التميمي

مشهد تعود عليه العراقيين كثيرا انهوا عرس البطولة الذي زف فيه الآلاف من إبطال العراق وشهدائهم بطريقة عفوية تبين مدى تمسك العراقيين بقيم الرجولة والشرف والشجاعة كنا نقف إجلالا وإكبارا لإبطال العراق الذين عادوا من معركة فلسطين وكانت النساء تزغرد لهم وهم يتوشحون بعلم البطولة علم العراق الأبي الشامخ دائما .


وحينما كانت القوات العراقية تقوم بأي عملية نقل أو انتقال من منطقة إلى منطقة أخرى في العراق ويمرون بمناطق سكنية كنا نلاحظ كيف كان العراقيون يستقبلوهم بالحلويات والزغاريد والأعلام العراقية لان هؤلاء هم حماه الأرض والعرض هؤلاء هم من يحمي مياهنا وسمائنا بدمائهم وأرواحهم وعرقهم وسهر لياليهم


وفي زمن العزة والكرامة أتذكر موقف العراقيين وهم يستقبلون إحدى طائراتنا المدنية التي حاول عملاء إيران الاخساء اختطافها وكيف إن رجال الأمن قد عالجوا الموقف بشجاعة منقطعة النظير وحموا الطائرة وركابها من الاختطاف وكيف استقبلهم العراقيين لهؤلاء الأبطال بالزغاريد والأعلام العراقية


انهوا عرس البطولة الذي يحتفي به العراقيين بأبطال هذه الأمة أمه المجد أمه الخلود والعزة ليعود بنا المشهد اليوم إلى عرس أخر من هذه الأعراس انهوا عرس منتظر الزيدي لاتستطيع أن تجبر نفسك على الوقوف صامتا وأنت تشاهد السيارات المصفحة التي تقل البطل منتظر الزيدي بطل العراق والأمة إلا أن ترفع يدك تحيه لهذا الأسد وأنت في جو من الهلاهل التي أطلقتها النسوة بصورة عفوية وهي تدمع عيونها كل العيون تشرئب لك يامنتظر تريد أن ترى وجهك الباسم الذي يحمل سمرة العراقي الأصيل كل العيون تريد أن تراك يامنتظر وتطمئن على سلامتك بعد فعل بك الجلادون والعملاء ما فعلوا وفي نظرة خاطفة تلتقي عيوننا بعيون منتظر كانت كافيه لترى فيها بانوراما عراقية بكل تفاصيلها ترى فيها زقورة اور وبرج بابل ونخيل البصرة وقلعه كركوك ومنائر الفلوجة لحظة من الزمن كان كافيه لترى فيها دموع الأيتام ودهشة الشيوخ وبكاء الأرامل وحشرجات الموت لمن إصابته رصاصا ت الغدر الأمريكية لحظة واحدة كافية لترى غضبه الأسود وهي تصول على فرائسها لحظة واحدة كافية لترى سيوف تلمع لترى رماح ترتفع في السماء متوجه إلى صدور الأعداء لحظة واحدة كافية لترى براكين الغضب العراقي وهي تتفجر لحظة واحدة كافية لتسمع صرخة الرفض للظلم والعدوان فكأني بالحسين ابن علي يقولها ما خرجت أشرا ولا بطرا بل أردت الإصلاح بأمة جدي وها أنت ترددها ماضربته أشرا ولابطرا بل أردت الإصلاح لكم ياعراقيون أردت رفع الظلم عنكم أردت ا ن أريكم كم هو قزم هذا الذي اعتدى على أرضكم وعرضكم


نعم يامنتظر الذي انتظرناه طويلا وجاء المنتظر وكان كما تصورناه بكل صفات من شرب من ماء الفرات ودجلة ومن أكل من تمر أبو الخصيب وبرتقال ديالى ..


 لقد جاء المنتظر هادئا لطيفا خجولا مثقفا رؤفا رحوما يغض الطرف يمشي ألهوينا كل من يراه يلامس شغاف قلبه اسمرا بسمرة ارض العراق مربوعا بربعه أهلها صافي العينين كصفاء سمائنا في ليلة تموزية دافئة تترائي بها النجوم ....


 نعم أتى المنتظر بقلب نبوخذ نصر وبقبضه القعقاع وبدقه قوس سعد ابن أبي وقاص وشجاعة علي ابن أبي طالب وصبر الحسين وتضحيته ....


سأله القاضي عن وجود تسجيل به إصرار على  ما فعله في وقت سابق كم أنت جاهل أيها القاضي وهل تسال الصقور عن علوا طيرانها وهل تسال الأسد عن قوة انقضاضها على فريستها وهل يسال المنتظر عن إصراره على ضربته نعم أيها القاضي إني مشفق عليك وأنت تحاكم العراق كله بأيتامه بالرامله بشهدائه عن مدى كرههم لبوشك الأرعن وعملائه هل تسال اسود العراق في المقاومة وهم يتصيدون فرائسهم من جنود بوشك الأرعن عن مدى إصرارهم على ذلك إن الفعل تم وكان ساحقا مدويا تناقلته الركبان من أقصى الأرض إلى أقصى الأرض ألا تعلم أيها القاضي إن هناك مئات الملايين من البشر بسودهم وحمرهم وبيضهم وسمرهم وهم يشاركون منتظر بضرب بوش الأرعن بقنا درهم حتى أصبح أضحوكة القرن الواحد والعشرين واسواء رئيس أمريكي منذ إن تأسس  دولة أمريكا على أشلاء الهنود الحمر


أما أنت يامنتظر قد أصبحت رمزا من رموز الرفض للعدوان والظلم أصبحت جيفارا جديد ينهض من تحت رماد العراق أصبح حذائك مثلا وأيقونة من أيقونات الرفض للرعاع ومصاصي دماء الشعوب وكلاب الشيطان وأصبحت قبلة الوداع للمتجبرين والظلمة تكون بالأحذية لقد أطلقتها مدوية هذه قبلة الوداع ياكلب هذه أنات الثكلى هذه دموع اليتامى وكأني بالحمزة عم الرسول يقولها لأبي جهل ردها علي إن استطعت ...


بوركت يامنتظر وبورك حليبك وبوركت ارض ترعرعت بها وماء شربت منه بوركت سمائها وهوائها ستحيطت دعواتنا ودعوات شيوخنا وعجائزنا سنذكرك عن أوليائنا وأئمتنا وندعوا لك عند ربنا أن يخفف عن الم الجبت وان يبعد عنك الطواغيت وأينما تحل في أرضنا ستستقبلك زغاريد النسوة وأيادي العراقيين وترفعك عاليا أسدا من اسود العراق رمزا من رموزه وسنضيف صورتك إلى نصب الحرية وعذرا لجواد سليم فلو كان موجودا لتشرف بان يضيفك إلى هذا النصب بوركت ياعرس الأبطال منتظر الزيدي .

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م