اوباما واللجوء إلى التفاوض المباشر مع المقاومة العراقية

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســـري / العراق المحتل - النجف الاشرف

تعتمد مسيرة الحياة في طبيعتها الاعتيادية  على ثلاث عوامل رئيسية ( الإنسان , السياسة , الاقتصاد) , ولكل عامل من هذه العوامل  مفردات خاصة بها  تعزز وجودية  وتديم وتطور وتنمي الروح المعنوية لكل  منهم  .. أي  مفردات مساعدة في إنجاح هذه العوامل الرئيسية نحو التقدم والاندماج فيما بينها لأجل التعايش المتكامل والمنسجم   لديمومة الاستقرار في مسيرة الحياة ووفق  الأسس الرئيسية لتكوين  أفضل  العلاقات الجدلية  بين العوامل الثلاث للحصول على أفضل وسائل الأمان والاستقرار الاجتماعي  للعيش والتعايش مع المجتمعات  الأخرى .

 

إذن نستطيع ألقول  بان علاقة كل مفردة من مفردات هذه  العوامل هي علاقة صميمية بين تلك العوامل وأداة مهمة في تحفيز جميع العلاقات المترابطة  والمتممة للأخرى من اجل الحصول على  الانسجام الشامل في تلاحم وتشابك المصالح  بين  العوامل الرئيسية . وبهذه الطريقة نستطيع أن  نحصل على  حياة طبيعية خالية من الاضطرابات والمشاكل الاجتماعية في جميع دول العالم والتي ستنعكس إيجابا على العلاقات الإنسانية والسياسية والاقتصادية . أي ستتمتع  الإنسانية بحياة حقيقية طبيعية  في معناها الانساني بدليل  اعتماد ها على تكتيك ثابت وشفاف في التعامل السياسي ووفق ضوابط سليمة في برمجة اقتصاده وبصورة متوازنة  مع الآخرين , مما  سيجعل  ذلك الإنسان أن يسلك حياة مستقرة آمنة تضمن له حركة العوامل الرئيسية أعلاه بصورة متكافئة  في مسيرة  حياته للعيش المستقر الآمن  كانسان مدركا ومتفهما للتعامل  التكتيكي باعتماده اعتمادا  متوازنا مع كافة  أساليب  التعامل  الاقتصادي الصحيح  مع الآخرين , وهذا  سيجعله في مكانة  يحسد  عليها  من  إنسان آخر يحمل عكس  صفاته  والمتمثلة  بالكذب والتظليل والخداع  مع جميع مفردات العوامل الرئيسية البعيدة  كل البعد عن الإنسانية .

 

هذه الأمور تجعل من الشعوب التي تلد من  حضارات  أن تفرز إنسانا يحب ويحترم الحياة ليس فقط  لنفسه وإنما  لأجل  شعبه وإلانسانية جمعاء  ... وبالمقابل تفرز أنسانا لا يحترم حضارته إن كانت له حضارة  بسبب نزعة الأنانية والحقد والقتل والإجرام , أي إنسان متقوقع على نفسه في حب الحياة  لما له من عنجهيته فارغة ولا إنسانية والتي تجعل منه أن  يصل الأمر به  وبأسرته أو قوميته  أو شعبه عدوا لدودا للشعوب الأخرى .

 

مقدمة رسالتي هذه  للسيد ( اوباما ) الرئيس الجديد للإدارة الأميركية .. هي بمثابة رسالة رابعة   ذات طابع أنساني للذي يحب الإنسانية ويحترم وجودها كعامل مهم لمسيرة الحياة التي ليس لها وجود إلا بالتعايش والانسجام وبناء العلاقات بين جميع  الشعوب التي لها ثقافات مختلفة ليس إلا .. وهذا يجعلني أن  أسال  السيد اوباما : هل يمكن للحياة أن تدوم وتتطور بالانسجام والتلاحم الانساني  مع  الشعوب المختلفة .. أم العكس صحيح ؟ . .. الجواب  نعم ممكن في حالة الاستفادة من ألأخطاء السابقة  لمفردات الحياة الرئيسية  والتي ارتكبت من قبل أشخاص مجرمين ظللوا  الحقيقة أمام  شعبهم  من الذين يكرهون ألآخرين  والذي خلق لبلادهم  وشعبهم أعداء كثيرين  , مما سيوفر حياة نموذجية آمنة في العلاقات بين الشعوب إنسانيا وسياسيا واقتصاديا والتي ستلغي  الحقد والكراهية من  الشعوب الأخرى مهما كانت معتقداتها الدينية . إذن الأداة الرئيسية في تنظيم منهج التعايش في حياة شعوب العالم هو إعطاء الحق الخاص والعام للإنسان وما لهذين  من ارتباطات  جدلية بين عوامل الحياة الطبيعية سواء كان  سياسيا أو اقتصاديا . 

 

رسالة رابعة تذكر السيد اوباما بالعوامل الرئيسية لديمومة الحياة مع تفاؤلنا  بالذي تفاءلنا به خلال فترة حملته الانتخابية وخطابه الأول أمام العالم والشعبين العراقي والأميركي أثناء ادائه القسم وهو يعد العالم بسياسة جديدة تراعي حقوق الشعوب وتمحي لأميركا كل  ما جنته لها  من سياسات خاطئة  للإدارة السابقة الإرهابية والتي إساءت اساءة كبرى   بسمعتها وشعبها  كدولة عظمى  وأوصلتها إلى حافة الانهيار المحتم ..رسالة رابعة  للتذكير ولكنها  مشوبة بالحذر لاحتمالية خيبة ألأمل في المستقبل القريب للشعب الأميركي وشعوب العالم من احتمال  خروج السيد اوباما  وإدارته الجديدة  من دائرة القول بدون فعل والعودة إلى سياسات الهيمنة والسيطرة والحروب والاحتلالات .. رسالة تذكير للسيد ( اوباما ) تقول إن تعاطف  الشعب الأميركي و شعوب العالم لانتخابكم رئيسا للإدارة الأميركية كان نتيجة وعودكم في  خطاباتكم أثناء الحملات الانتخابية .. رسالة تذكير تقول للساسة الاميركان بشقيهم الديمقراطي والجمهوري لاتخسروا شعبكم وشعوب العالم المتعاطفة مع كل سياسة تبشر الشعب الأميركي والإنسانية  بالحياة الآمنة .. تذكروا أن شعوب العالم يحبون صاحب القول بالفعل  في تنفيذ سياسات إنسانية خالية من العداء والكراهية .. رسالة رابعة  في تسلسل الرسائل التي أرسلتها للسيد اوباما اذكره بعوامل مسيرة الحياة الطبيعية واضعا النقاط المدرجة أدناه أمامه للاطلاع عليها والاستفادة منها بالرغم من اعتماده على  كبار المستشارين في إدارته الجديدة :

 

1. تذكر وإدارتك الجديدة أن مسيرة الحياة لدى  الشعب الأميركي تعتمد على الإنسان الأميركي والسياسة والاقتصاد .

 

2. تذكر وإدارتك الجديدة أن الخطأ الكبير في السياسة الأميركية للإدارة السابقة الإرهابية كان ضحيتها الشعب  الأميركي والذي اثر على جميع نواحي الاقتصاد لدولتكم العظمى   .

 

3. تذكر وإدارتك الجديدة أن كل خطا في أي عامل من عوامل مسيرة الحياة لأي شعب  هو إما لجهل الإنسان في كيفية  اتخاذ القرار السياسي  أو  لكذب أسلوبه  السياسي  أو تجاهله للحضارة التي ورث منها  وما لها من ثقافات متنوعة وبالتالي سيؤثر على السياسة العامة داخليا وخارجيا  لهذه الدولة والتي تؤثر على مستقبل  اقتصاد الشعب المعني الذي كان تحت سيطرة هذا الجاهل أو الكاذب   .

 

4. تذكر وإدارتك الجديدة أن الكذب في  السياسة الخارجية أو الداخلية  لأي دولة عظمى ستفقد سمعتها  أمام  شعوبها وشعوب العالم وبجميع أنظمته الرسمية بفقدان  الثقة السياسية لهذه الدولة  وبالتالي سيوقعها  في سقوط سياسي واقتصادي بدليل ما جرى من سياسة رعناء كاذبة لإدارة بوش الإرهابية .

 

5. تذكر وإدارتك الجديدة أن الركيزة الأساسية للإنسان الأميركي وسياسته   هو الاقتصاد الأميركي وما له من عوائد مالية  نفعية  تدر على دولتكم ...  ولهذا فان أي خلل يحدث  في أي منهم يؤثر تأثيرا كبيرة  على ثقل ووزن وسمعة الشعب الذي يتناسب تناسبا طرديا مع اقتصاد دولتكم العظمى .

 

6. تذكر وإدارتك الجديد أن ما حصل لدولتكم من  كارثة مالية  أصابت اقتصاد  دولتكم وقصمت ظهره إنما هو بسبب السياسة الخاطئة لشخص جاهل وقاتل ومجرم وكاذب   في حروب بعيدة عن الشرعية الدولية ومنافية للقانون الدولي  .

 

7. تذكر وإدارتك الجديدة إن  أي خلل في أي  عامل من عوامل مسيرة الحياة يولد خللا في مكونات الشعب اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا ومعنويا وثقافيا وتكنولوجيا وعلميا وماليا والخ .  

 

8. تذكر وأدرتك الجديدة أن الفرد الأميركي  فقد لذة وطعم الحياة بسبب كذب وتظليل وعنجهية سياسة إدارة رعناء إرهابية أوصلته  أن يفقد ويخسر سمعته وماله واقتصاده وكيانه الثقافي  .

 

9. تذكر وإدارتك الجديد أن خطابك السياسي أثناء تسنمك منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية نال إعجاب الملايين من شعوب العالم إن كان فعله حقيقيا ومقترنا بالفعل في تغيير السياسة الأميركية  .

 

10.     تذكر وإدارتك الجديدة أن  أقوال القادة الكبار في الدول العظمى يجب أن تقترن بالفعل الحقيقي وإلا ؟ سيكون المصير كسلفكم الكاذب الإرهابي الذي لعنه التاريخ الانساني من خلال توديعه للإدارة الأميركية بحذاءين لعراقي شهم  .

 

نقاط مهمة أمام طاولتكم يا سيادة الرئيس فما عليكم إلا التصحيح نحو الفعل الانساني لتكون نموذجا إنسانيا تحترمه الإنسانية جمعاء وهذا يكون من خلال ما يلي :

 

الشيء الأفضل والمهم في  إدارة اوباما هو الحفاظ على سمعته وسمعة إدارته وهذا يبدأ  به أولا كرئيس إدارة جديدة منتخبة من صميم جرح الشعب الأميركي  لان يسلك  أفضل الخيارات السياسية  والتي تضمن مستقبل ومصالح ووجود  الولايات المتحدة الأميركية كدولة عظمى  ..وان لا ينظر أو يعتمد على رأي كبار الجنرالات في قيادة المنطقة سواء كان في (الشرق الأوسط)  أو العراق .. لأنهم المستفيدين من بقاء القوات الأميركية المحتلة ماديا .. والدليل على ذلك معروف لدى  دوائر استخباراتكم المركزية لما تمتلك من  معلومات دقيقة حول تلك الفوائد التي تدر على جنرالات الاحتلال في العراق أو جنرالات قيادات العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة  وسواء كانت تلك الرشاوى المادية  من الأحزاب التي جاءت مع الاحتلال والتي نصبت  محاصصتيا باسم حكومة احتلال طائفية  أو من دول إقليمية أو الخ    .. فهؤلاء الجنرالات لا تهمهم سمعة أميركا أو الجنود الاميركان من الذين يحملون الجنسية الأميركية والمرتزقة الذين يقتلون يوميا على يد المقاومة العراقية الباسلة بقدر ما تهمهم الفائدة المادية التي تدر عليهم  جراء بقاء قواتهم لاحتلال الأرض العراقية  .. فالأفضل بالسيد اوباما أن يحرص على سمعته وسمعة إدارته وأميركا  وهذا يكون باتخاذه  القرار السياسي الحازم  بالتفاوض فورا مع المقاومة العراقية وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية والجلوس مباشرة على طاولة المفاوضات وجها لوجه بعد أن يراجع قراءة الخطاب التاريخي لقائد الجهاد والمجاهدين ( عزة ابراهيم الدوري ) في الذكرى الثامنة والثمانون لتأسيس الجيش العراقي الباسل وبتمعن وتأن  .. فاللجوء إلى التفاوض المباشر مع المقاومة العراقية سيجعلك أمام الله والتاريخ  بأنك   قد نفذت وعدك في خطابك عندما قلت  بأننا سنسحب قواتنا من العراق ونتركه لأهله .. نعم إلى أهله  الشرعيين رجال العز والجهاد وليس إلى الجالية الصفوية التي نصبها بوش الأرعن في ما يسمونها اليوم بحكومات احتلال طائفية فاسمح لي يا سيادة الرئيس أعيد لشخصكم السؤال الذي طرحته  في احد المقالات عندما افترضت بأن أميركا محتلة من قبل دولة أخرى ( هل يقبل  الشعب الأميركي أو سيادتكم أن يعيد المحتل الذي احتل أميركا وتسليمها إلى  عملاء  مأجورين جاءوا مع الاحتلال والذين هم السبب في احتلال أميركا ؟ أم  إلى أهلها الشرعيين المقاومة الأميركية  ؟ ) ....  والله من وراء القصد  . 

 

أبو علي
الياســــــــــــــري
العراق المحتل  / النجف الاشرف
١٤ شباط ٢٠٠٩

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م