هل حقا ً ان اصحاب المشروع الوطني ... وطنيون ؟

 

 

شبكة المنصور

احمد رجب العلواني

تحدث الكثير من السياسيين العراقيين الجدد عن المحاصصة الطائفية وأخطارها على المصالحة والإصلاح والتغيير والإعمار وعلى المسيرة الديمقراطية الاكذوبة. فهذا الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي(طارق الهاشمي) يعلن عن استعداده للاستقالة من منصب نائب رئيس الجمهورية كبادرة حسن نية للتخلص من الطائفية، ولكنه عندما برزت مسألة اختيار بديل لرئيس البرلمان(المشهداني)، انبرى (الهاشمي وحزبه) إلى التهديد بمختلف الوسائل في حالة كون المرشح ليس من الحزب الإسلامي وبالتحديد(اياد السامرائي). وهذا (خلف العليان) الذي ملأ الفضائيات صراخا عن المحاصصة تراه يُصر أن يكون رئيس مجلس النواب من مجلس الحوار الوطني، ومن قبلُ لم يوافق على التعديل الوزاري الأخير المحدود إلا عندما نصبوا ابن خاله(محمد العيفان) وزيرا. وهذا (صالح المطلك) صاحب المشروع الوطني( ومحارب الطائفية) الذي صرخ وعربد واتهم الاخرين!! يطرح اسم ابن عمه(حامد المطلك) محافظا للانبار. وهكذا يستمر الحال في كل الكتل والأحزاب.


والملفت للنظر انه بعد انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة فان الأمر تعدى المحاصصة الطائفية إلى محاصصة عائلية واستثمارية. خذوا مثالا محافظة (الانبار)، فقد بدأ التنافس على منصب المحافظ من لحظة ظهور نتائج الانتخابات. (فصالح المطلك) يطرح اسم ابن عمه(حامد المطلك). وذاك الشيخ (رافع الفهداوي)لا يقبل أن يكون المحافظ (غيره) وابن أخته المهندس(فارس طه) يريد المنصب. فيما يصر الحزب الاسلامي بان المحافظ يجب ان يكون (اسلاميا !!). وعشيرة البوعلوان تريد بقاء (مامون العلواني)وهكذا تستمر الحالة لبقية العوائل والعشائر.


ولكن الأمر الأكثر غرابة من كل ذلك أن (الشيخ احمد أبو ريشة) لا يقبل أي مرشح عدا مرشحه... وهنا مرشحه ليس من (عائلته أو عشيرته كصلة قربى ) ولكن بعلاقة من نوع آخر.. إن السبب وراء إصرار( أبو ريشة) على ترشيح المهندس( قاسم محمد الفهداوي) هو لأنَ (قاسم) شريك (لأبو ريشة) وكان مديرا عاما وحاليا مديرا لأعمال ابو ريشة وشركاته واستثماراته في دولة الإمارات...فهو يرى فيه الشخص المثالي لان يكون مديرا لأعماله واستثماراته في الانبار!!! وسينجح (أبو ريشة) في إقناع صالح المطلك(لان المطلك نسى مشروعه الوطني واصبح ذيلا لابو ريشة يؤمن بالمحاصصة العائلية والنفعية) وسيستميل (ابو ريشة)بعض الأطراف لتزكية مرشحه مقابل اتفاق حول الشراكة في أموال إعادة إعمار الانبار. وما ينطبق على الانبار ينطبق على كل المحافظات العراقية دون استثناء.


ابشروا أهل العراق فان السياسيين والمتنفذين الجدد (خلصوكم )من المحاصصة الطائفية ويعدونكم بانهم ( سينقلوكم) إلى المحاصصة العائلية والاستثمارية( بعد شتريدون)؟. والله ان همهم الوحيد هو سرقة اموال وقوت الشعب وتهريبها الى استثماراتهم في الخارج. اين مشاريعهم الوطنية وتصريحاتهم النارية ووعودهم الوردية؟ لعن الله الاحتلال واذنابه.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٥ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / أذار / ٢٠٠٩ م