هل مبائ حقوق الانسان لازالت قائمة لحماية مدينة أشرف ؟

 

 

شبكة المنصور

أحمد الدليمي  / بغداد
خلال عدة عقود من الزمن كانت مبادئ حقوق الانسان  تصب نار غضبها على الدول العربية والاسلامية بحجة أو بآخرى ولا تخلو تقاريرها السنوية أن تصب  حقدها على  العرب و المسلمين بحجة عدم أحترامهم لمبادئ حقوق الانسان, وتقوم الدنيا ولا تقعد عندما ينفذ أحد المجاهدين أو فصيل من فصائلها عملية  ردا على القتل و التدمير  الذي تمارسه عصابات الصهوينية العالمية ,   ولكن لا وجود لحقوق الانسان عندما تقوم أمريكا واعوانها من آبادة شعوب وحرق بلدان  وأحتلال اوطان  .. لا وجود لحقوق الانسان عندما تسحق مدن مثل غزة و بغداد  والفلوجة لان من سحقها  هم المتحكمون بمصير  الشعوب و الاوطان ..


منذ عام 1948 وشعبنا الفلسطيني قدم قوافل طويلة من الشهداء على التحرير و الاستقلال , لا أغتصاب الاوطان والاعتداء على أمريكا وربيبتها اسرائيل .. ناضلوا ليردوا حقهم المسلوب ..


العراقيون الذين يجاهدون في سبيل تحرير بلدهم ضد الغزاة و المغول الجديد اصبحوا ارهابيون لانهم يقاتلون الامريكان واعوانهم ..


عندما يلجاء عدد من ابناء العراق الى  دول تسمى شقيقة تسلمهم تلك الدول الى الحكومة العميلة التي نصبها المحتل في بغداد بحجة محاربة الارهاب وهو تلبية لما نادى به سيدهم في شعاره المزعوم ( محاربة الارهاب).
الفضائيات و وسائل الاعلام التي تنقل أخبار المجاهدون العراقيون الابطال اصبحت في نظر العالم وسائل اعلام مارقة..
وهناك المزيد و المزيد الذي يبرهن  لكل شعبنا و شعوب العالم أن الوطن العربي والاسلامي هو ضحية من ضحايا الارهاب الذي تقوده أمريكا وباقي الدول المارقة ويعينهم على ذلك جوقة من الحكام العرب الخانعون  بذل وجبن  لعدو العرب و المسلمين.


أقول كل ذلك معروف لدينا ومعروف ايضا أن أمريكا ومخابراتها المختلفة و المتعاونون معها يجمعون المتسكعين في بارات و ملاهي الغرب من رعايا الوطن العربي ليصنعوا منهم معارضون لاوطانهم التي لا تقبل أن تكون تحت العبائة الامريكية و الصهيونية .. لا بل حتى على خدمهم  حكام بعض الدول حتى يكون هؤلاء ورقة ضغط تستخدم ضدهم عند الحاجة .. ألم تقرأوا مذكرات أحد دهاقنة البيت الاسود أن المعارضة العراقية في زمن النظام الوطني قبل الاحتلال جرى تجميعهم من  حاناة اوربا وامريكا ركلا بالاقدام ؟؟


 كل ذلك وغيره عرفناه .. لكن الذي لم نعرفه هو أن تقوم أمريكا الغازية بتسليم ضحية لجلادها!! بلأمس سلمت قادة العراق الى عملائم وجلاديهم في بغداد بالرغم من أن ذلك مخالف تماما  للاتفاقيات  الدولية ومعاهدات جنيف ومبادئ حقوق الانسان.. و اليوم تسلم حوالي  اربعة ألاف مناضل من المعارضين لحكامهم في قم وطهران الى العملاء المزدوجين لايران و امريكا لغرض تنفيذ مجزرة بشعة بحقهم في مدينة آمنة وديعة جميلة بنوها بعرقهم وجهدهم على مدى أكثر من عشرين عاما وحسب اتفاقيات مع الدولة المضيفة لهم .. لم يسرقوا أحدا.. لم يعتدوا على أحد .. تخلوا حتى عن الوسائل العسكرية لتغيير نظام بلدهم المعارضون له ... عزل من السلاح .. سلاحهم الوحيد هو أيمانهم بالله  وعدالة قضيتهم .. أكثر من اربعة ألاف مواطن ايراني ينتمون للمقاومة الايرانية يعيشون في مدينة اشرف خلقوا قلقا كبيرا لدى حكام طهران لذلك تعمل على آبادتهم..


قتلت منهم سابقا أكثر من 120 الف مواطن  ولا زالت سجونها تشهد بين الحين والاخر أعدام العشرات شهريا من انصارهم .. قطعت عنهم كل وسائل العيش و الراحة .. سجنوا في مدينتهم منذ الاحتلال و لحد الان  وهم صامدون لم يتزحزحوا ولا أنملة لانهم يؤمنون بقضيتهم ..


المدينة يسكنها العديد من الرجال و النساء رفضوا التزاوج الذي هو سنة من سنة بقاء  الجنس البشري حتى يقصروا الطريق نحو أهدافهم .. هم صادقون  مسالمون صابرون عازمون على التضحية بأرواحهم في سبيل بلدهم وابناء شعبهم ..


رفضوا أن يكونوا ( حاشاهم ) أذلاء كما كان غيرهم من المعارضين لامريكا أو لغيرها .. ولم يدخلوا تحت عباءة أحد حتى انهم رفضوا أن يتقبلوا أية مساعدات من  النظام الوطني قبل الاحتلال لانهم يعرفون أن ما يقبضونه  له ثمن يدفعونه من كرامتهم ومبادئهم .. رفضوا أن يكونوا كما كانت المعارضة العرقية السابقة  ..   ترتمي و تأتمر بأمر أسيادهم  في قم أو نيويورك أو غيرها وهم اصبحوا الان أهدافا لانهم يريدوا أن يستقلوا بقرارهم في الوقت الذي عجز آخرون  أن يفكروا ولو  بالخيال أن يكونواكذلك ..وعلى هذا الاساس  تتعرض هذه المدينة الوديعة ( مدينة اشرف ) الى حصار و مضايقات و اعتداءات من قبل جيش الحكومة العميلة وحسب توجيه ولي فقيههم  خامنئي بالامر الذي اصدره للخرف جلال الطلباني و الاتفاقيات التي عقدها معهم شاهبو بختياري مستشار الامن القومي للحكومة العميلة  في بغداد وهم عازمون على تنفيذ ابشع مذبحة ومجزة بحقهم ونسوا هؤلاء  المتوحشون أن هناك شريعة الله في السماء و شريعة الارض المتمثلة بالمجتمع الدولي المتمثلة الامم المتحدة و مجلس الامن وقوانينهما المختلفة ومبادئ حقوق الانسان و الذي يتمشدق بها الغرب  المستعمر..

 
ولكن هل غابت هذه المبادئ عن أحرار العالم ؟؟  ألا يوجد أحرار في هذا العالم الفسيح ؟؟ ألا يوجد من يستطيع أن ينطق كلمة حق ؟؟ ألا يوجد من ينصر مظلوما على وجه المعمورة ؟؟


انني أدعوا كل الشرفاء في العالم وكل وحسب موقعه  أن كان أعلاميا أو قانونيا أو مهتم بحقوق الانسان و المسائل الانسانية الاخرى أو كان  مسؤلا أو عاملا في أحد المنظمات المدنية أو الحكومية أو الدولية .. كما أدعوا كل المواطنين الشرفاء ومهما كانت عناوينهم أن يرفعوا أصواتهم لنصرة الحق وان يقولوا للنظام الايراني كفى  وان التجاوز والاعتداء على هذه المدينة هو خط أحمر.. قولوها  وارفعوا أصواتكم بوجه الحكام الامريكان الذين  لم يوفوا بتعهداتهم التي قطعوها أمام العالم بضمان سلامة هذه المدينة من جبروت الانجاس في طهران و عملائهم في بغداد .. أدعموا التظاهرات التي يقوم بها انصار مدينة اشرف في كل العالم .. آزروهم وكونوا أخوة داعمون للحق بل أن تكونوا داعمون لاشرف فأن الظمائر  لن تموت عند الكثير وحصة الشرفاء بالعالم هو ما تبقى للبعض من شرف .

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس / ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / أذار / ٢٠٠٩ م