ليس كل من هتف عاش الوطن وطني ولا كل من ادعى المقاومة مقاوم

 

 

شبكة المنصور

احمد نجم

صفة الوطنية اصبحت للكثير من الناس مجرد صفة انشائية لا معنى لها وتستخدم بمناسبة او غير مناسبة وغالبا لتزكية انفسهم والحط من وطنية ونضال الاخرين, والوطنية ليست ادعاء او يمكن قياسها بالكلمات والهتافات بل تقاس بما يقدمه الفرد الى وطنه من قرابين وتضحيات للوطن ومن خلال الذود عنه، لذلك فانها في الكثير من الدول تقاس باداء المواطن للخدمة العسكرية او ماشابه ذلك. هذا على صعيد المواطن العادي اما على صعيد الاحزاب السياسية ورجال السياسة فالوطنية تقاس في دفاعهم اللامشروط والواضح عن مقدسات الوطن ضد الاطماع الخارجية وتقاس في عدم التعامل مع الجهات االخارجية ضد الوطن وكذلك تقاس من خلال احترامهم لابناء الشعب واحترامهم لغيرهم من الاحزاب الوطنية في الوطن. والسياسي الوطني يجب ان يكون صاحب اخلا ق فمن لا اخلاق له لا وطن له.


والسبب في ذلك ان من لا اخلاق له يكون مستعد لارتكاب المعصيات بضمنها ارتكاب جريمة خيانة الارض وبيع خدماته لمن يدفع اكثر. فمن لا تتوفرفيه مثل هذه الشروط لا يجب تسميته بالمواطن او سياسي وطنى فهو بعيد كل البعد عن الوطن والوطنية .


وفي العراق المحتل صارت الوطنية ككل شي اخر لها سوق تباع وتشترى فيه الوطنية والبائعين هم ما يسمون نفسهم بالوطنيين والمشترين كثيرون منهم الاحنبي ومنهم الاعجمي ومنهم الخليجي، وللكل سعره والسعر الاخير- المخلص- يعتمد على شطارة البائع وما سوف يقدمه للمشتري من خدمات.


وفي العراق المحتل الادعاء بالوطنية صارت لا تعني شيئا فالعملاء اللذين جاؤو خلف الدبابة الامريكية اكثر من يدعي بالوطنية فخذوا على سبيل المثال عملاء ايران امثال المالكي والحكيم والجعفري وصولاغ والجلبي والشهرستاني ومن لف لفهم وخذوا عملاء امريكا والحركة الصهيونية امثال طارق الهاشمي والدليمي والطليباني والبرزاني وعلاوي وصالح المطلك فتراهم اكثر الناس ادعاء بالوطنية والوطنية منهم براء. وخذوا على سبيل المثال "بعض" الذين يصرخون بالوطنية بالخارج ويتهمون الاخرين بعدم الوطنية وافحصوا تصرفاتهم تراهم اكثر الناس بعدا وفعلا على الوطن والوطنية لانهم اكثر الناس يعملون لزعزعة الصف الوطني. فالوطنية ليس بالادعاء والصراخ بل بالعمل الوطني وتقديم ما يجتاجه الوطن وبتقديم خدمات لشد اللحمة الوطنية ووحدة الصف ومن يشقها هو خائن وعميل وماجور وليس وطني بل دخيل على الوطنية لايختلف بشي عن الدخلاء عملاء ايران امثال الحكيم والجعفري والمالكي وصولاغ .


وبعد ادعاءات الوطنية الفارغة تاتي امراض الادعاءات المزيفة بالمقاومة.فكم في العراقيين اليوم ممن يدعي بانه مقاوم وانه في قلب المقاومة اوقريب من المقاومة وكم من عراقي يدعي بانه ضليع بالمقاومة ويقدم لها النصح والارشاد وهم بعيدون كل البعد عن المقاومة. عندما دخل جيش الاحتلال ونجسوا ارض العراق كان للاحتلال اب واحد هو بوش اما المقاومة الان فلها الف اب . فكل من هب ودب اصبح يتاجر على حساب دماء ابناء ومناضلي شعبنا ويتاجر على حساب المقاومة ويعرف نفسه بقائد مقاومة حتى يبني له مجد مزيف وزائل وهو خاتل في عمان ودمشق وبيروت ولندن والسويد وهولندا ويقود المقاومة بالانترنت والجي بي اس.


والادعاء بالمقاومة مثل الادعاء بالوطنية لا قيمه له الا بعد يقترن القول بالفعل وبعد ان يدخل المدعين لهيب المعركة ويثبتوا للعالم انهم في قلب المعركة. فكم من مقاوم مزيف يدعي المقاومة ويدعي استنشاقه اليومي لبارود المعركة ويدعي تحريكه المقاومة كما يشتهي وهو بعيد عن نيران المعركة. والادعاء بالمقاومة لا يكفي ومن يدعي بالمقاومة بدون ان يساهم في شرف المعركة يكون مثل الخائن الصفوي ابراهيم الجعفري حين قال في مصر باننا نحن المقاومة الفعلية. المقاومة فعل طوعي واعي بدون مقابل لا منصب ولا شهرة ولا مايكروفات, اسمى ايات الشرف الوطني لايتبناه إلا من له الاستعداد ان يضع روحه بين راحتيه!


بقى ان نقول بان الايام القادمة ستكشف بعون الله دجل الدجالين وشعوذة المشعوذين وتفضح كذبهم وان غدا لناضره قريب. وفي ذلك الوقت وبعد ان ينفضح كذبهم سيرجعون الى اصلهم كما يقول المثل العراقي رديت لاصلك فرعون. وان نقول بان حب الوطن والانتماء له والايمان بالمقاومة هي خلق اجتماعي قبل كل شئ، فمن لا يملك اخلاقا لا يمكن ان يكون وطنيا او مقاوما. فليس كل من قال انا وطني يصبح وطنيا والا لكان الصفوي المالكي اكبر وطني وليس كل من ادعى المقاومة مقاوم والا لكان الجعفري اكبر مقاوم .


خسئوا والمجد للعراق وشعبه المقاوم.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس / ١٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م