على وقع كابوس مصير عملاء أمريكا في فيتنام

 

 

شبكة المنصور

بقلم المحامي احمد النجداوي

• ومع قرب انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
• [المالكي] اليائس يدعو للمصالحة مع [حلفاء صدام].

 

نوري المالكي احد الوجوه الكالحة المعروفة عربياً في الحقبة الأكثر ظلاماً وظلمة من تاريخ الغزو الأمريكي للعراق، هو ذلك الطائفي الحاقد الذي جاء عام 2003 مع حفنة من أمثاله في عربات تفوح منها نتانة الخيانة وتسير خلف دبابات وجنود ومرتزقة أسيادهم الغزاة من عناصر الاستخبارات الأمريكية (C.I.A) إلى جانب أشياعهم من الموساد عملاء الصفويين الفرس.... ذلك "النوري" طلع فجأة من بين أحفاد ابن العلقمي الذي كان حريصاً على ان يصيب العراق والأمتين العربية والإسلامية بأفدح جرائمه بعد عقد صفقة سوداء مع سيده المجرم بوش الصغير آنذاك في عمان والاتفاق معه بالتنسيق مع قرينه وعرابه المختلف عقلياً في التسلط الطائفي الكريه آنذاك مقتدى الصدر على تنفيذ جريمة اغتيال القائد الشهيد صدام حسين يوم عيد الأضحى غير مبالٍ بمشاعر الأمتين العربية والإسلامية... ذلك هو "النوري" الذي يقف بالأمس القريب خطيباً أمام اجتماع عشائري معارض في بغداد يوم 6/3/2009 ويشير بوجه الخصوص إلى البعثيين في العراق ليقول:-


[ علينا ان نتصالح معهم من اجل ان نفتح صفحة جديدة تجتمع فيها طاقاتنا وتتوحد كلمتنا حتى لا تبقى ثغرات يتسلل من خلالها اعداء العراق ... ]


الى ان يقول:


[ اننا سنتصالح مع هؤلاء لكن شريطة ان يعودوا الى الصف ويقلبوا طي صفحة هذا الجزء المظلم من تاريخ العراق... ]


هذه الاقوال التي يتقيؤها (النوري) بالامس معتقداً انه يخدع جماهير المعارضة القبلية هناك وهي التي خبرته جيداً وادركت انه غارق بالخيانة حتى اذنيه منذ تعامله مع دوائر المخابرات الاطلسية قبل الغزولاحتلال العراق العظيم مثلما هي واعية لتحالفاته الطائفية المشبوهة مع مقتدى الصدر وعبد العزيز الحكيم واحمد الجلبي وباقي الشلة المارقة عبر حقبة حكم بريمر المندوب السامي لبوش المجرم، واذا كان ذلك "النوري" قد حصل خلال الانتخابات المناطقية الاخيرة على غلبة في بعض مجالس المحافظات عن طريق اشكال عديدة من التزوير وتسخير الاجهزة الرسمية وتجنيد افراد تلك الاجهزة وهدر المال العام لتلك الغاية مما دفعه الى التوهم بنشوة الغرور ولا نقول الى النصر لان النصر لن يكون من حظ العملاء او المجرمين وتحت ذلك الوهم، بات يعتقد انه وبذات الشعارات والوسائل المخادعة قادر على الفوز في الانتخابات النيابية القادمة.


وفي هذا السياق جاء "النوري" بالامس يضرب على وتر معطوب يحاول خداع واستدرار عواطف المعارضين من رجال القبائل بعد ان بات واضحاً ان جيوش الاحتلال سوف تنسحب مقهورة مدحورة بفضل تضحيات المقاومة العراقية البطلة ورغم محاولات (النوري) اعاقة الانسحاب او تأجيله قدر المستطاع لكسب الوقت عندما استقتل ليستبق انتهاء عهد المجرم بوش المنصرف الى الجحيم ووقع على عجل مع تلك الادارة الهالكة في أيامها الاخيرة الاتفاقية الامنية سيئة الصيت على امل ان تتقيد ادارة اوباما بها.


الان يجيء هذا "النوري" ليحاول اقناع مستمعيه في اجتماع من المعارضين من ابناء العشائر العراقية انه من خلال موقعه المسمى رئيس وزراء العراق هو الذي يحكم ويتحكم ويأمر ويسمع ويشترط وهو اعجز من ذلك... ويدعو الى المصالحة مع مناضلي البعث الذين يسميهم [حلفاء صدام] ويعتقد انه قادر على وضع القيود والشروط لعودتهم وهم الذين فرضوا ويفرضون وجودهم وثقلهم بالفعل النضالي في فرض الانسحاب على جيوش الغزو ويستعدون مع جبهة المقاومة والجهاد المنتصرة الى اخذ مواقعها الشرعية بمجرد انسحاب جيوش الغزو، وهم بذلك لا ينتظرون من ذلك (النوري) دعوة او رخصة بالعودة.


نعم لقد كانت حقبة الغزو منذ عام 2003 مظلمة بالفعل تسلل من خلالها اعداء العراق وعلى رأس قائمة اولئك الاعداء نوري المالكي وعبد العزيز الحكيم وموفق الربيعي ومقتدى الصدر واحمد الجلبي وامثالهم... فعملوا في ملايين شعب العراق خلال ستة سنوات من الجرائم والتقتيل والتدمير والتمزيق والتهجير والتشريد ما يفوق أي وصف... فهل هناك اكثر سواداً وظلمة واسوداداً من تلك الحقبة في تاريخ العراق حتى في عهد هولاكو وغزوه البربري للعراق..؟! وهل ينكر اؤلئك العملاء واعوانهم ومليشياتهم مختلفة التسميات والانتماءات اهوال القتل والاعدام والاعتقال والهدم والتدمير والتنكيل والتشريد من قبلهم ومن قبل اسيادهم وجنود الاحتلال التي مارسوها بدم بارد على مدى السنين المظلمة الماضية متعاونين مع اقرانهم الصفويين المعممين في طهران...؟!


لا لن ينسى شعب العراق العظيم وقواه الحية كما لا يمكن ان تنسى امة العرب من المحيط الى الخليج كل تلك الجرائم وكل تلك الخيانات والممارسات الطائفية القذرة خلال مسيرته الكفاحية لاعادة وجه العراق القومي... كما لن ينسى التآمر والتفريط والتبديد والسرقة لثروات العراق النفطية والمالية والاثرية مثلما لا يمكنه ان ينسى التفريط بجزره في الخليج والمناطق الحدودية وسوف يأتي اليوم الذي يحاسبون عليه.


فالعراق ليس وطناً طارئاً وشعبه ليس حدثاً في الوعي والثقافة والايمان فتاريخه القديم والحديث يشهد بعراقته وهو قد تربى منذ قرون وعقود عديدة على التضحيات والكفاح منذ قبل الخلافة العباسية وصولاً الى ثورة العشرين وثورة الصباغ والجيلاني وتموز وثورة رمضان و 17-30 تموز ولن يستطيع نوري المالكي وباقي اقرانه في حلقات العمالة والطائفية والعنصرية من الطارئين الاقزام على تاريخ العراق الحديث ان يستمروا في قطف ثمرات كفاح شعب العراق وان كانوا قد تسللوا لفترة قصيرة عبر الثغرات التي يشير اليها في خطابه الاخير انها ثغرات يتسلل من خلالها اعداء العراق مع انه هو وامثاله من غلاة اعداء العراق الحقيقيين [ ويكاد المجرم ان يقول خذوني..؟!] ومنطق ذلك "النوري" ومن هم على شاكلته منطق يثير السخرية والاشمئزاز ويذكر بتلك القصص المعروفة على لسان الحيوانات والتي نهايتها [ مخطئ من ظن يوماً للثعلب ديناً ..!! ] ويدركون ان يوم الحساب قريب ولن يستطيع ذلك (النوري) هو امثاله من المجرمين الذين استقووا على الامة في غفلة من الزمن ان يستمروا في السلطة بعد ان تنسحب قوات الغزو ويتذكر ويعلم الجميع وذلك "النوري" واحد منهم كيف كان مصير عملاء امريكا في فيتنام لذلك فإنه يحاول الهروب من كوابيس تلك المشاهد باطلاقه التصريحات والعنتريات الشاذه لعله يجد فيها راحة مؤقتة من تلك الكوابيس.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١١ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠٠٩ م