عمامة الملالي وطاقية اليهود وحدة الإستراتيجية و اختلاف التكتيك

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

شبكة المنصور

علي الكاش / كاتب ومفكر عراقي

التدخل في الشئون الداخلية

 

التدخل في الشئون الداخلية لبقية الدول ولا سيما دول الجوار يعد من الصفات المشتركة في الإستراتيجيتين الإسرائيلية والإيرانية، ومن المعروف ان مفهوم السيادة يعني السلطة الحقيقية في صنع أو إجراء تغيير في القانون في سياق القانون الدولي, أو هو تحرر الدولة من السيطرة الخارجية وان تتمكن من صياغة قراراتها بنفسها دوت تدخلات أو مؤثرات خارجية مباشة أو غير مباشرة, وان التدخل في الشئون الداخلية للدولة يمثل خرقا فاضحا لسيادتها واعتداءا سافرا على حقوقها كما جاء في الشرعية الدولية, ولاشك ان الدول التي تحتل أجزاءا من دول أخرى ستدخل بشكل تلقائي في شئون تلك الدول وفق ما يتناسب مع أجندتها الإحتلالية للتغطية على الأحتلال من جهة ولمحاولة فرضه كواقع جديد أو لأشغال الدول المحتلة بشئون هامشية تجعل أسبقية إنهاء الأحتلال متأخرة على أقل تقدير في الوقت الحاضر.

 

التدخل في الشئون العربية من قبل الكيان الصهيوني يدخل في خانة" فرق تسد" فأمام إرادة عربية موحدة وصلبة ومتماسكة لا يمكن للكيان المسخ أن يعيش بأمان وإستقرار وإطمئنان لأنها ستشكل تهديدا مباشرا لوجوده وإستمراره. لذلك فمنذ تأسيس الكيان كان دأبه الإستمرار في زرغ بذور الشقاق والتفتت والإنقسام في الدول العربية فحصد ثمار بقائه لست عقود, ومازال الكيان الصهيوني يشجع الحركات الإنفصالية في الوطن العربي من شرقه لغربه ومن شماله الى جنوبه حتى مع الدول العربية التي عقد معها إتفاقيات سلام, ولاشك ان تشجيع الحركات الأنفصالية للأكراد في شمال العرب أبرز نموذج على سياسته تلك.

 

 ربما الكيان الصهيوني يتبع طريقة التدخل غير المرئي في غالب الأحيان في الشئون الداخلية العربية في حين نجد نظام الملالي في إيران مكشوف وسافر يصل الى درجة الرعونة في بعض الاحيان, ففي الوقت الذي رفعت الثورة الاسلامية شعار التصحيح للأساءات التي ارتكبها نظام الشاه تجاه شعبه والآخرين واعتبرته حملا ثقيلا ولكنها ستضطع به! فإنها فاجأت الجميع بطرح شعارات لم يجرؤ حتى الشاه المعروف بعجرفته ونفوذه كشرطي امريكي في الخليج ان يبوح بها ويعلنها صراحة, فإن كانت أطماع الشاه عاشت في منطقة الظل فأن أطماع الملالي إنتقلت بها الى المنطقة المشمسة.

 

 إن شعار تصدير الثورة الاسلامية هو بحد ذاته تعبير مسخ عن تدخل صريح في شئون بقية البلدان وبما يتعارض مع الدستور الأيراني نفسه من جهة الذي أكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية كما انه يتعارض من الشرعية الدولية والقانون الدولي  من جهة اخرى لأنه يهدد الأمن والسلم لبقية الشعوب وهذا ما جرى فعلا في العراق. ورافق شعار تصدير الثورة شعارات لا تقل بلادة وعفونة عن عقول الملالي فتارة اعتبروا أن تحرير القدس يمر عبر كربلاء وتارة اعتبروا تحرير القدس يتم بعد تحرير مكة المكرمة وتارة يطالبون بالبحرين وأخرى بالإمارات العربية إضافة الى جنوب العراق وهكذا دواليك, وقد أدت هذه الشعارات الى إضطراب الأمن القوي العربي إضافة الى تدهور الأوضاع الأمنية الداخلية لعدد من الدول العربية, وبسبب محاولة الملالي إظهار أنفسهم بأنهم أوصياء آل البيت وحماة الشيعة فقد حذر الملك عبد الله الثاني من مغبة تأسيس هلال شيعي في المنطقة كما حذر الرئيس المصري حسني مبارك من ولاء الشيعة العرب لدولة الملالي.

 

تجلى التدخل الإيراني في الشئون الداخلية العربية بأقبح صوره فنظام الملالي كما تبين يمارس التقية السياسية وهو يضمر الشر للدول العربية، إنه نظام أخطبوطي تمتد أطرافه من المحيط الى الخليج, فالطرف الشرقي متمثلا في العراق أصبح ضيعة إيرانية ولاسيما الجنوب منه, واصبح السليماني والسفير الإيراني والقناصل هم القوى الفاعلة والمؤثرة في المشهد العراقي السياسي, وزيارة واحدة الى كربلاء والنجف ستجد اللغة الفارسية هي الغالبة والتعامل علاوة على التعامل بالتومان وصور المراجع الفارسية تغطي الجدران والشوارع والمخدرات وزواج المتعة رائجة كأنك في مشهد وليس كربلاء العراق.

 

والمملكة المغربية في اقصى الغرب وجدت نفسها أمام غول الملالي وجها لوجها رغم بعد المسافات فقد وصل السرطان الإيراني اقصى مدياته للعبث بخلايا الجسد المغربي من خلال النشاطات اللامقبولة للمؤسسات الإيرانية والعراقية الدائرة في الفلك الصفوي، والتي أججتها مؤخرا الملحقية الثقافية الإيرانية في إثارة الفتنة الطائفة وبناء طابور خامس من جيش الفقراء والسذج بقيادة مرشد الثورة علي الخامنئي, وبما يتناقض مع نشاطاتها التي حددتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، ورغم التحذيرات المغربية وسياسة الهدوء والتعقل التي انتهجتها تجاه تلك الخروقات الفاضحة وتفضيل سبل الحوار والتنبيه، لكن الغطرسة والعجرفة الفارسية المعروفة تعالت عن سماع صوت الحق مما حدا بالسلطات المغربية الى تقليم أظافر الوحش الفارسي بقطع العلاقات الدبلوماسية معه لتكون عبرة لمن إعتبر وتسول له نفسه التدخل في شئون الغير.

 

أما فلسطين فأن نظام الملالي هو المسئول المباشر عن تشتت وتشرذم المواقف الفلسطينية وان رفع موجة حماس للغطية على بقية الفصائل الفلسطينية قد اضر بالوحدة الوطنية  الفلسطينية وجعلها في مفترق طرق في حين إنها تشكل القاعدة الاساسية للتحرير, كما ان إعتكاف حماس في محراب مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي قد افقدها الكثير من بريقها الوطني وجعل الشكوك والظنون تدور في فلكها، بعد ان اعترف خالد مشعل بأن " حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني" علاوة على إعلانه بأنه ارسل تقريرا حول معارك غزة الأخيرة " الى الخامنئي ولي أمر المسلمين" ولا نعرف كيف وليً خامنئي أمر المسلمين ربما يقبل البعض ان يكون ولي أمر حماس! وحماس حرة في أختيار وليس أمرها! لكن ليس من حقها أن تقدم له عرش المسلمين ليتربع عليه. يبدو أن حماس ما تزال تعيش في نشوة خمرة الملالي ولم تستفق منها بعد، والدروس التي افرزتها المزايدات بالقضية الفلسطينية منذ اكثر من نصف قرن لم تنفع حماس في شيء, وربما آن لها الأوان لتفهم معنى قول شمعون بيريزبأن بعض الأنظمة العربية " سعيدة بما فعلته إسرائيل في غزة وتتمنى القضاء على حماس" جراء إنقيادها الاعمى لأيران!

 

ومصر كما عبر الرئيس مبارك أمست بفضل حركة حماس لها حدود مباشرة مع إيران, وقد طالت التفجيرات مصر في عقر دارها وألقي القبض على إيراني ومتطرفين من البحرين والباكستان من موالي إيران! وقد جاء العمل الإرهابي بعد هجمة إيرانية إعلامية شرسة قادها على خامنئي ضد مصر بسبب أحداث غزة مطالبا الجماهير المصرية بالثورة على حكامها وهو تدخل سافر في الشأن المصري الداخلي. وتعمل المخابرات الأيرانية من خلال عملائها العراقيين بإرسال خلايا بشرية مدعومة ماليا لشراء قصور وفلات في القاهرة ولاسيما حي 6 اكنوبر و الاسكندرية، لبناء خلايا جديدة نائمة ونشر الدعاية لأيران من خلال توزيع الكتب و المنشورات الإيرانية الطائفية مجانا وتقديم المساعدات المالية والعينية تحت اغطية متعددة.

 

 واليمن السعيد تبخرت سعادته على أيدي العصاة والمتمردين الحوثيين الذين يدعمهم نظام الملالي مما حدا بالسيد سلطان البركاني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي بأن يحذر إيران من مغبة دعم المتمردين الحوثيين. مؤكدا بأن التورط الإيراني لا يحتاج الى دليل فقد اعترف وزير خارجيتها خلال زيارته لصنعاء بدعم المتمردين شعبيا, وقدم البركاني دليلا صاعقا على التورط الإيراني بقوله "هذه القضايا لا تحتاج إلي وثائق ولا تحتاج إلي شواهد مادية ملموسة‏،‏ لأننا لو سألنا الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف والعالم أجمع ـ وإيران لاعب رئيسي في العراق اليوم‏- هل تستطيع أن تقدم دليلا واحدا علي تورط إيران في العراق؟ بالتأكيد لا‏.‏ لأن من يعمل بهذا الشكل لا يترك بصمات",. ومن المعروف ان حسين الحوثي لا يقل عن السيد حسن نصر الله إفتنانا بجاذبية وسحر علي الخامنئي, فقد ناشد أئمة المساجد بكيل اطنان من المديح لإيران خلال خطب الجمع. ويذكر زكريا المختار وهو من القربين للحوثي بأن إهتمام ملالي إيران بالحوثيين جاء مبكرا كاشفا الستار عن زيارات السفير الإيراني لمدينة صعدة وهو نفس الدور الذي يمارسه القنصل الإيراني في مدينة البصرة العراقية.

 

ولبنان على موعد مع صرف شك حرب اهلية جديدة مجيرلإيران بقيادة ابنها المدلل السيد حسن نصر الله، المتمرد على الإرادة الوطنية اللبنانية، فقد أشاح عنه الأبصار وقزم حجمه وقلل من قيمته بتبعيته الذليلة الى إيران معلنا ولائه الأول والأخير لنظام الملالي وليس لوطنه لبنان، متباهيا بوضع صورة الخميني دون حياء خلف مقعده في مكتبه. ويبدو ان الملالي أجادوا نفخ بالون نصر الله ففاق حجمه الطبيعي من خلال الحرب التي خاضها ضد الكيان الصهيوني المسخ وبغض النظر عن النتائج المروعة التي جناها لبنان من هذه الحرب, ورغم إعجابنا وتكاتفنا مع الصمود اللبناني لكن ما يجب ان يعرفه السائرون في طريق السراب ان الصمود لا يعني النصر يمكن أن يكون أحدى مقومات النصر لكنه لا يمثل النصر كله!

 

 والأمارات العربية إمارة مفخخة ستنفجر عاجلاً وآجلاً فهي غارقة في النفط الذي تحيض به أرضها وشاردة في احلامها الوردية ببناء الفنادق الضخمة و الملاهي متناسية أمنها الوطني الذي وضعته على الرف الأمريكي ليتراكم عليه الغبار! حيث تعمل المخابرات الايرانية بكل تروي وهدوء! وسيجد الأمارتيون أنفسهم في يوم ما إنهم أصبحوا جالية متواضعة أمام مواطنيهم الفرس. وقد نجح نظام الملالي في بناء ألغام من الخلايا النائمة إضافة الى الجالية الفارسية التي تمثل طابورا خامسا لخدمة أجندة الملالي! وسيستفيق الأماراتيون من حلمهم الوردي على كابوس مفزع ولكنه كابوس اليقظة وليس الحلم هذه المرة! ويخطئون إذا اعتقدوا ان الولايات المتحدة ستغيثهم فالشيطان الأكبر والشيطان الأصغر على وفاق تام، والفقاعات في السطح تتسترعلى التفاعل والتوافق في العمق. وعندما يرفع الغطاء عن بالوعة الشياطين سيشم الأماراتيون رائحة هذا التحالف الكريه ولكن بعد  فوات الأوان.

 

مملكة البحرين أشبه بجندي جريح يتوكأ على عصا مجتازا لحقل من الألغام! فهي لم تدرك بعد ان ولاء الاقلية الوطنيه للمملكة يعتبر هشا أمام ولاء الأكثرية غير الوطنية المنحازة لنظام الملالي، وإن تصريحات القادة الفرس بعائدية البحرين لهم ليست ومضة عابرة وإنتهت فالحرب تبدأ بالكلام وتنتهي بالأفعال, وان الأنطباعات التي ولدتها تلك التصريحات غير المسئولة عند الإيرانيين طلائها قوي وغير قابلة للإزالة بإسيتون الأعتذار! البحرين بعد هذه التصريحات الاستعمارية أمست برميل بارود وعود الثقاب بيد الملالي والمسألة مسألة وقت ليس إلا! من المؤسف أن يعسرعلى البحرانيين فهم الدرس العراقي الذي لم يستفيدوا منه ولم يستوعبوه بجد! أليس المفروض بالمؤمن أن لا يلدغ من جحر واحد مرتين؟ ورغم ان خيوط اللعبة بيد ايران لكن ما يزال هناك بريقا من الأمل للبحرين لإعادة أوراقها ولات ساعة ندم.

 

 والكويت كالغانية المتبرجة بالمساحيق الامريكية فوق حاجتها فضيعت ملامحها وشوهت جمالها! ستدرك أن العراق كان درعها الحصين من ايدي العابثين والغاوين وأن بكارتها ستفض من قبل الملالي غصبا وليس زواج متعة هذه المرة. وستترحم على عراق ما قبل الغزو فقد أمست لأيران حدود مع الكويت في منطقة البصرة وشرق السعودية وستهل بشائر هذا الجوار على الكويتيين، عسى ان تتهيأ لهم الفرصة ليعدوا انفسهم وحقائبهم الى جهة غير السعودية هذه المرة فشرق السعودية ليس آمنا فقد أمتدت له اطراف الأخطبوط الإيراني إيضا.

 

السعودية كالعادة هي العدو اللدود لنظام الملالي كما جاء في تصريح لمسئول كبير في المخابرات الإيرانية نشرته مجلة مختارات إيرانية في عددها (71) عام 2006 بقوله" إننا نعتبر المملكة السعودية هي منافسنا الأول في المنطقة والعالم الإسلامي, لذلك فإن نشاطاتنا في العراق ودول الخليج هي وسائلنا لتحقيق الموازنة معها" فقبل الفتنة الطائفية الأخيرة في البقيع كان الملالي يحيكون المؤامرة بذكاء وصمت, فالملالي لا يتورعون بالتعبيرعن تفضيل اليهود على السعوديين بل جاهر احد الملالي بالقول أنه يفضل ان يحكم مكة الأنكليز وليس السعوديين! وبدأ بحفر أساس الفتنة الشيخ ياسر الحبيب مطالبا محبي آل البيت بتحرير مكة والمدينة بدلا من القدس! تلاه عاشق الهوى الفارسي الملة نمر النمر بدعوة المؤمنين من محبي آل البيت للجهاد - بالطبع ليس ضد الأمريكان والصهاينة- وإنما ضد  النظام السعودي! وهو نفس ما دعا اليه آية الله السفلى  حسين الخراساني أحد الموقعين على غزو العراق الذي استعار مقولة ماركس الشهيرة وطالب كل شيعة الأرض بأن يتحدوا لتحرير مكة والمدينة لأزالة الرجس عنها. والذي زاد الطين بله إن رافسنجاني نفسه صرح عام 1987  عندما كانت جيوشه تندحر بخزي وذل أمام الجيش العراقي البطل بأن بلاده على أهبة الإستعداد" للحرب من اجل تحرير مكة"! فتنة البقيع رسمت بذكاء مخابراتي  إيراني عالي المستوى وهي الشرارة المتطايرة من نار المجوس على كومة التبن السعودي! وليس من السهل إطفاء الحرائق التي ستنجم عنها، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية التي ستلحق بالسعوديين لكن خيوط اللعبة ما تزال بعد بإيدي السعوديين.

 

سوريا هي الحليف الاقوى لنظام الملالي وهذا حقيقة يمكن رؤيتها بوضوح في المشهدين العراقي واللبناني, وقد اعلن الرئيس السوري لأول مرة تصريحا اثار إستغراب العالم بإدعائه ان الدور الإيراني في العراق مبالغ فيه!!! وان الموقف العربي من إيران خطأ !!! لأن هدفه هو إيجاد عدو بديل من إسرائيل!!! بمعنى الهرب من المسئولية القومية من قضية فلسطين بإيجاد عدو إيراني, ويبدو ان الرئيس الاسد تناسى بأن الأيرانيين هم من يتعامل مع العرب بشكل عدائي وليس العكس وان تصدير الثورة شعار فارسي وليس عراقي أو عربي! كما أن إحتلال الجزر العربية والمطالبة بعائدية البحرين والإمارات وضم اجزاء من جنوب العراق تم من قبل إيران وليس الكيان الصهيوني! ولا فرق بين إحتلال القدس والجزر العربية وبين إحتلال الجولان!

 

التدخلات الأيرانية وصلت الى السودان وجزر القمر والجزائر وتجاوزت رقعة المنطقة العربية لتمتد الى افغانستان و كينينا ونيجيريا ودول أخرى, والأيام القادمة ستزيل الحجاب عن الكثير من الحقائق حول التدخلات الإيرانية  الشاذة في الشئون الداخلية لبقية الدول.

 

الجزء الثالث  يتعلق بدور نظام الملالي بزعزعة الاستقرار الأمني في الوطن العربي.

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٠٢ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / أذار / ٢٠٠٩ م