تاملات
الثوابت والمتغيرات في السياسية الامريكية في الشرق الاوسط

﴿ الجزء الاول

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ان النهج الغربي في السياسة والامريكي خاصة يمتاز بالطابع البراغماتي والبراغماتية لا تلتزم باي نص أو مذهب اخلاقي ,وهي نظرية لا تقوم على موافقتها للحقيقة بل بمقدار ما تكون نافعة أو ضارة بالراسمال أو مناسبة أو غير مناسبة له,وهي تدعو لان تكون الفلسفة في خدمة الانتاج اوالاستهلاك أو الاثنين معا.

 

وهي في نفس الوقت تقوم باعادة صياغة جديدة القيم والمعاني والمعاير والمقايس الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بشكل يتناسب مع الظرف الذي يتعايش فيه الحدث أو الموقف لصالح النظام الديمقراطي وبغض النظر عن طبيعته وهوية المتعاملين معه وبه,وبقدر تعلق الامر بموضوع بحثنا في الشرق الاوسط وبلدنا العزيز العراق,فانا أقول ان المشاريع السياسية ألتي تعدها العقول المشرعة الامريكية وتضعها بصيغة خطة عمل أو ما متعارف عليها بالاسترتيجية يكون منطقها مقدار الربح والخسارة وبموجب هذه الحسابات تتحدد مقدار ولوج الدولة في المخططات .. وان الستراتيجيات الامريكية في منطقة الشرق الاوسط تمتاز بالبراغماتية.

 

وهذا يدفعنا إلى دراسة وفهم الإستراتيجية الامريكية مع الاخذ بنظر الاعتبار ان ليس في حقيقة الامر ستراتيجية امريكية واحدة شاملة في الشرق الاوسط ولكن هنالك ستراتيجيات ثابتة تاخذ طابع الثبات النسبي وستراتيجيات تاخذ طابع التكتيكات وهي اقل ثباتا وتتعرض للمراجعات و الاضافات أو التغيرات وفي كلتا هاتين المنظومتين يكون السلوك الأمريكي معرضا للتغيرات وحسب ما تفرضه المصالح الامريكية وبالادق مصلحة الطبقة الارستقراطية الامريكية.والان في مرحلة وصول الرئيس الجديد اوباما يتطابق منطلق الإستراتيجية الجديدة مع ظروف وحماسة الشارع الأمريكي والعالمي لانتخاب اوباما  حيث الوضع الاقتصادي الأمريكي والعالمي المتردي والدعوات بل الحاجات الضرورية التي تستوجب على الدولة العضمى والاولى في العالم من تبني العمليات الديمقراطية في العالم واحترام حقوق الانسان و بنهج جديد و فيه شئ من المصداقية قد يعيد الصورة الامريكية في العقد الاربعيني و الخمسيني من القرن الماضي للذاكرة والتحقق.ومن الضرورات المستجدة للستراتيجية الامريكية في العالم هو اعادة صياغة مفهوم الامن القومي الأمريكي وكيفية تحقيقه والتعامل مع التهديدات التي قد يتعرض لها. ويصف الكتاب  الموسوم (وهم التحكم ) لسيوم براون وهو استاذ التعاون الدولي في قسم العلوم السياسية بجامعة برانديز والذي يرى( ان الإستراتيجية الامن القومي الامريكية قد مرت باربعة مراحل من التحولات, الاول كان ردا على صيرورة الحرب ذات قوة تدميرية شاملة بعد قصف اليابان بالقنابل الذرية, و التحول الثاني تمثل في تطوير طيف من الاستراتيجيات و القدرات العسكرية القابلة للاستخدام بمرونة التصدي للعدوان الشيوعي المحدود والشامل كما في حالة كوبا , والتحول الثالث كان ردا على اخفاق الولايات المتحدة في فيتنام وتمثل في الرد المرن إلى حصر الحرب باوضاع يكون فيها الامن القومي الأمريكي معرضا للخطر, إما التحول الربع فقد استند إلى تجربة حرب الخليج وتعزز بنتائج الحملتين على كوسوفو و افغانستان...)وهكذا يلاحظ ان القوة العسكرية الامريكية قد استخدمت كأداة بيد الدبلوماسية الامريكية ووفقا للمفهوم الموسع عن الامن القومي الأمريكي و باندماج مع مصالح الولايات المتحدة المتنامية والتوسعية..

 

وان الإستراتيجية الامريكية الجديدة سوف تجعل نوعا من التوازن بين العاملين والفعلين المؤثرين في قوة السياسة الامريكية والمتمثليتين باستخدام القوة العسكرية في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة وكذلك في الفعل الدبلوماسي لصالح هذه الإستراتيجية وإذا لم يتجراء الرئيس اوباما ويجعل من الدبلوماسية هي المتقدمة والفعالة على الاقل لاعادة الوجه الأمريكي السابق وتكون القدرة العسكرية لاحقة بل حتى في بعض الاحيان مؤجلة وحسب الضروف المستجدة ..و ايظا هنالك ظواهر مؤثرة جعلت من الإستراتيجية الجديدة تقف امامها وخاصة في الشرق الاوسط ومنها بروز المقاومة العراقية البطلة كقوة عسكرية متنامية وتتبلور باتجاه التكتل والتجمع والاندماج واخرها اليوم بانظمام جيشي صفوة الصفوة وسيد الشهداء .ان هذا يعطي مؤشرا واضحا بتبلور الفعل المقاوم وتركيز في قوة الفعل ,ومن ثم التطور الكبير الذي حصل في ثقافة المقاومة بحيث اصبحت مرجعا وطنيا. ان كل هذه تلزم المشرع و الادارة الامريكية بالوقوف عندها وايظا دراستها وعدم تكرار حماقة وتهور المشرع الأمريكي والادارة السابقة عند بنائهم لاستراتيجة الهجوم على العراق .. ايظا ظهور ايران كقوة مؤثرة بالمنطقة وخطرها والانتخابات المقبلة فيها هذه ايظا من الأمور التي لابد للعقل الاستراتيجي الأمريكي ان يقف عندها..

 

ولرب السماء والارض ندعو بالامان لوطننا العراق ... امين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٥ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م