يا ركابي جنك كلشي ما تعلمت

 

 

شبكة المنصور

حمد الشريده

أعلم بأن رأيي هذا سيكون شوكه تنغز البعض وأعلم أن رأيي هذا سيقرأه البعض وهو يصك اسنانه وسيتخذ قرارا بالكتابة والرد علي بمجرد أن يقرا اسم الكاتب وحتى قبل أن يقرأ العنوان وأعلم أن قملتي بيضاء عند البعض أو أن صوفتي حمره فلا يكاد يقرأ لي رايا حتى يسارع للرد عليه بالحق أو بالباطل.

 

وهذا ليس هو المهم، المهم هو أن هناك كلمتين أريد أن اهمس بها في أذن السيد الركابي وساقولها وأجري على الله.

سيدي الركابي..

 

هل تذكر آخر مره تناقشنا فيها  عام 2002؟

 

كنت قد كتبت مقالا لك محملا أياك كممثل عن الجيل السابق لنا مسؤولية ما آلت اليه أوضاعنا بسبب تخاذل جيلكم ونكوصه عن اداء واجبه بينما كنت أنت العائد من محاوله فاشله للدخول في تحالف مع الحكومه الشرعيه للعراق تحاول أن تفلسف الأمور بفلسفة لا مجال لها في واقعنا المطين بالطين.

 

كان ردي عليك أننا لا نملك رفاهية الفلسفه ونحن ننزف وأن فلسفاتكم كلها ستنتهي باوراق لف على عربانات الشلغم واللبلبي.

 

وكان ردك علي بمقال عنونته ( علمني حمد الشريده)

 

كانت نهاية المقال نبوءه تحققت قلت فيها:

((هاانني قد اطلت واكثرت على من قد علمني اليوم وجعلني ابدى اقصى ماعندي من حمية وجدت انها ربما تحمية وتجنبه مصير شخص مثلي لايملك سوى الاعتراف بالخطا والتقصيرفالاجيال تتوالى وانا اخاف ان ياتي جيل آخر يصرخ فجاة بوجه حمد الشريده متهما اياه بالقصورفيتضاعف شعوري بالذنب . هل سنستطيع تجنب هذا المآل ؟ سيكون ذلك حتما واحدا من اعظم ايام التاريخ ،التي لااشك باننا نستحقها كما استحقت قلوبنا وارواحنا مرارة القسوة والآلام .    اعتذر لك يابني واشكرك لانك نبهتني وعلمتني))

 

لقد اقترفت نفس ذنبك بل ما هو اشد ولست سنين مضين أقف كل ساعه وكل لحظه رابطا نفسي على صليب الذكريات جالدا نفسي على خطيئه اكبر من خطيئتك ألأولى ومحاسبا نفسي على ما ستحاسبني ألأجيال التي بعدي.

على أني وأنا أراجع ما كتبنا لبعضنا اجد بأننا مرة أخرى نقف على طرفي نقيض.

في المرة ألأولى كنت أنت مع حكومة العراق الشرعيه وكنت انا معارضا لها ومتحمسا للحرب ضدها.

 

وفي تلك المره تراجعت أنت عن موقفك في النهايه ولم تصمد في معارضتك للحرب على الحكم الشرعي في العراق وتركتني ارتكب خطيئتي.

 

وفي هذه المره وبعد ست سنوات من الأحتلال وسبع من مناظرتنا أقف أنا ضد ألاحتلال و ضد حكومة فيشي في المنطقه الخضراء واجدك تقف مع كويسلنغ* بغداد.

 

 هل كان بأمكاننا أن نتجنب هذا المصير الذي وصل كلانا أليه؟

ربما من خلال نظرتك الماركسيه للأمور ومن خلال نظرتي ألأسلاميه التي تقول بأن ألأنسان مخير كان بأمكانك أن تمنعني من ارتكاب خطيئتي حين تصر على منعي وتصر على موقفك. ربما كنت لنت أو توقفت أو راجعت نفسي. ولكنك لم تفعل وتركتني ارتكب خطيئتي التي سأنوء بحملها يوم نقف للحساب.

 

ولكنك كنت ضعيفا وكان موقفك متراجعا مائعا وغير ثابت فتوقفت وأعتذرت وأستحييت وأنسحبت ولم تنس ان تترك سطرين تبثني فيها مخاوفك من أن أقاسي مصيرك.

 

كان أنسحابك بالنسبة لي انتصار كبير ولذة هذا النصر اضافت لأندفاعي اندفاع اضافي جعلني امضي الى آخر الشوط ، شوط الخيانه ولم انتبه ألا وأنا غارق في الوحل الذي امضيت السنوات الماضيه في محاولة غسله بلا فائده.

 

اليوم نحن نقف على طرفي نقيض، أنت ذهبت الى المالكي وعدت تكتب لنا بانبهار عن وطنية و ثقافة و أحساس أبو بسطة النعلان في الحجيره بالنسغ الصاعد.*

 

في المره الماضيه تراجعت أنت وافسحت المجال لي للخطأ، أتعرف لماذا لأنك لم تضع ميزانا نزن به الأمور لنعرف من منا على الحق.

 

هذه المره سأضع لك الميزان وساضع معارضتي للأحتلال وكويسلنغ بغداد في كفه ثم سأرفعها واضع وقوفك مع كويسلنغ بغداد في نفس الكفه وساضع مقابل كفتينا عيارا لا يقبل الخطأ ..انه التأريخ وسنرى من ستكون كفته الراجحه.

 

حسب علمي أنك حملت السلاح ضد حكومة العراق في سبعينيات القرن الماضي فلم فعلت هذا؟

هل فعلته لأنك مجرم تحب سفك دماء ألأبرياء أم لأنك كنت عميلا لجهه أجنبيه أم لأنك كنت تحارب أحتلالا أجنبيا لبلدك؟

لم يكن العراق وقتها تحت ألأحتلال كانت حكومه وطنيه عراقيه ولم تكن حكومه يدعمها الغرب الرأسمالي وأنما كانت حكومه أشتراكيه قامت بتأميم النفط وفرضت الزامية التعليم ومجانيته وسنت مجانية التعليم و قامت بالكثير من ألأعمال التي في مصلحة الشعب وبما لم يقم به اي حكم شيوعي ما ركسي.

 

وتحت كل هذا حملت أنت السلاح وقاتلت جيش الوطن وقتلت جنوده وضباطه الذين كانوا مجرد موظفين رسميين يؤدون مهامهم الرسميه في فرض القانون في الهور الذي التجأت اليه.

 

فبأي ميزان يكون قتالك لجنود بلدك الشرعيين مقاومه وقتال المجاهدين لجيش يحتل بلادهم وحكومه نصبها المحتل أرهابا ومقاومه غير شرعيه؟

 

أنت محق ..المقاومه اليوم تعني العوده للعراق ولكن ليس العوده للمنطقه الخضراء ليشم مؤخراتنا كلب أمريكي أو يدس زنجي محتقر في بلاده يده في آساتنا كما يفعلون بالوطني الحساس المالكي وببناته واولاده وزوجاته كلما مروا من سيطرة بوابة المنطقه الخضراء.

 

المقاومه اليوم تعني العوده للعراق لنحمل السلاح مع أخواننا وابنائنا الذي تعبوا من حمل السلاح لست سنين وجاء الوقت لنحمل عنهم بعض العبء الذي تسببنا لهم به.

ما الذي اعطاك اياه المالكي واصبت بخيبة ألأمل لأنه لم يرد طلبك له؟

هل قال لك بأنه سيحمل السلاح معك لتقاتلوا محتل أرضكم؟

 

هل سيقتل المرتزقه العراقيين الذين جندهم ليكونوا درعوا لصدور المحتلين كما قاتلت الجنود الشرفاء الذين لم يكونوا اداة للأحتلال؟

 

هل قال لك بأنه سيوقف ألأعدامات عن المقاومين الذين كل ذنبهم انهم قاتلوا جنود الأحتلال؟

أم قال لك بأنه سيحيي من قتلهم لأرضاء المحتلين؟

أم على ألأقل اوعدك بأنه لن يقصف المناطق المدنيه ألآهله بالسكان بالمدفعيه الثقيله والدبابات والطائرات؟

أنت تقول بأنه تعلم... هل تعلم أن يقول الحقيقه عن مجازر الثوره والزركه والبصره ؟

هل تعلم أن يتوقف عن تزوير ألأنتخابات أم عن أخفاء معارضيه؟

 

هل وعدك بأن يتوقف عن نهب ميزانية الدوله وأنه سيخفض مخصصاته من مليار وثلاثمئه وخمسين مليون دولار الى مليار فقط؟

كيف ستعارضه وأنت تقف مادا يدك لتاخذ منه عطيته؟

كيف ستقاوم ألأحتلال وأنت تنام وتقعد بحمايتهم؟

هل الحرية الحمراء تستجدي أم أن بابها بكل يد مضرجة يدق؟

 

تعال معي لنقفز عقودا للأمام ونقرأ كتاب تاريخ العراق الحديث للصف الثالث المتوسط في العام 2050 حيث نكون أنا وأنت من الهالكين.

 

وحيث يكون العراق قد تحرر من كل ألأحتلالات الصليبيه والفارسيه والصهيونيه وغيرها..

 

تعال نقف عند  اسمك في احد السطور حيث يقول النص:

((وفي آخر أيام ألأحتلال الصليبي وحيث كان المحتلين والحكومه المنصبه من ألأحتلال على وشك ألأنهيار والمحتلين على وشك ألأنسحاب والهزيمه من العراق برز أشخاص حاولوا الترويج للمصالحه مع الحكومه العميله لغرض حمايتها من غضبة الشعب العراقي حين ينسحب المحتل ومنهم الركابي ولكن لم تنفع كل هذه المحاولات وبمجرد خروج المحتل انقض الشعب على الحكومه العميله و...))

 

أهكذا تريد أن تذكر في كتب التأريخ ؟

وهل ما وعدك به المالكي مهما كان يستحق أن يكتب اسمك بهذه الصوره؟

قف يا ركابي وتمهل قبل أن تسقط في بئر اللعنه في كتب التأريخ.

قف فما عاد عندنا وقت لنخطأ فأنا الذي اصغرك بعقود أحس باني قد أفنيت ايامي فكم بقي من ايامك يا ركابي؟

قف و لا تربط اسمك بدنس أمضيت سنينا وأنا أحاول أزالته عن اسمي وما عاد عندك وقت لتمسحه.

لا مال ولا منصب ولا سلطه تستحق أن تقف أمام المرآة يوما فتبصق على نفسك وتقول ماذا فعلت بنفسي؟

قف يا ركابي وعد للعراقيين وقف معهم وأبتعد عن منطقتهم الخضراء فالعراقيين لا ينظرون لمن يدخل منطقتهم تلك نظرة الرجل الشريف.

 

أرجع لأهلك و شعبك فقلوب العراقيين طيبه وتسامح كل المجرمين ولكنهم لا ينسون زلة تمس الشرف.

إن كنت تريد المصالحه فاذهب الى أقرب مخيم للاجئين ولا يهم ان كانوا سنه أو شيعه واسألهم أن يضيفوك يوما وليله وأنظر ماذا سيقولون لك وأحكم بعدها.

 

إن كنت تريد أتخاذ قرار فأسأل ولي نعمتك الجديد وبحظوتك عنده أن يسمح لك بالذهاب الى احد السجون وحاول ان تقصي نهارا مع المعتقلين وأنظر ماذا سيقولون لك.

أذهب الى ملجأ للأيتام وانظر ماذا فعل المالكي بهم.

وأن أخافك كل هؤلاء فاذهب الى مقبره دفن فيها ضحايا الثوره أو الزركه واقض نهارا هناك واستمع لزائري تلك القبور وبم يناجون احبتهم؟

 

ثم عد إلي و واجهني بما سمعت و اذهب وأفعل بعدها ما شئت.

ففي حظيرتهم مازال هناك متسع لبعض التيوس.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ١٤ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / أذار / ٢٠٠٩ م