زمــــــــــن السقــــــــــوط العـــــــــــــــــربــــي

 

 

شبكة المنصور

الـــــــوعـــي الــــعـــربـــي

أنفرط عُقد التضامن العربي اليوم وتبعثرت حباته وأوراقه وأحلام الشعوب العربية بالقومية والوحدة ومواجهة العدو الصهيوني ولم يتبقي من هذا التضامن إلا هدف واحد ألتقت فيه رغبة حكام أنظمتنا العربية للتضامن من أجل تصفية الصداع الذي يؤرق مضاجعهم هذا الصداع هو لب الصراع العربي الإسرائيلي وهو القضية الفلسطينية فالخطر القادم علي القضية الفلسطينية اليوم لا يأتي من أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم كما يزعم البعض بقدر ما يأتي من حكام هذه الأنظمة ، وأن مانشاهده اليوم علي الساحة العربية والدولية من حراك وسباق سياسي محموم أطرافه عربية ، وأمريكية ، وأوروبية ليس في صالح القضية الفلسطينية وما هو إلا سباق من أجل خدمة المصالح الصهيونية ، والأمريكية والأورومتوسطية في المنطقة ، وأن تخلي إلتزام الأنظمة العربية بقرارات القمم العربية الرامية الي قيام دولة فلسطينية والذي نشأ من التزام هذه الأنظمة نحو التطبيع مع إسرائيل كما أن جميعهم هربوا من إلتزاماتهم بتحرير فلسطين او حتي قيام دولة فلسطينية بالحد الأدني لمفهوم الدولة ومع ذلك لم نري القليل او الكثير من أجل السير في هذا الطريق لان هذه الأنظمة فشلت فشلاً زريعاً في تحقيق الوحدة العربية او الحد الأدني من التضامن العربي إلا باعترافهم باسرائيل كدولة متناسين قراراتهم وميثاق جامعتهم وهكذا وضع العرب أنفسهم في غفلة من التاريخ في قائمة التخلي عن هذا القدر وأختار العرب السلام الوهمي مع الكيان الصهيوني والإعتراف بهم كدولة علي التراب الفلسطيني بما يضمن لهم أن يعيشوا في مأمن عن الخطر الصهيوني متجاهلين حقيقة تاريخية مفادها بان أسرائيل خُلقت من أجل القضاء علي القومية العربية وخلق قومية جديدة بين أرجاء الوطن العربي علي الرغم من أن إسرائيل ليست إلا أداة للعدوان وليست إلا وسيلة من وسائل تحقيق أهداف الإستعمار ، لقد أستطاع الكيان الصهيوني أن يقضي علي التضامن العربي بعملية السلام خيارإستراتيجي و المفاوضات ووضعنا أمام الأمر الواقع كل ذلك ومازال بعض قادة الأمة العربية يتحدثون عن حجم التضحيات من أجل القضية ومن أجل الشعب الفلسطيني كما لو كانوا يمنون بهذه التضحيات علي هذا الشعب المجاهد ،

 

وبالرغم ما قدمه العرب من تنازلات وتفريط في رحلة الصراع إلا أن الكيان الصهيوني لم يكف عن عدوانه علي هذا الشعب ، وعلي هذه الأمة ولم يلتزم باي قرارات او يحترم آي معاهدات علي مر تاريخه إبتداءاً باتفاقية الكامب مروراً بوادي عربة واسلو ومدريد وخارطة الطريق وصولاً الي أنا بوليس ، لقد أثبتت الأنظمة العربية عجزها عن مواجهة الصهاينة وعدم قدرتهم علي الإتفاق فيما بينهم في إتخاذ أي قرارات للتاثير في عملية الصراع بين العرب وإسرائيل وعدم قدرة هذه الدول علي مواجهة المشكلات الخارجية للأمة العربية وذلك بسبب تردي الأوضاع السياسية العربية في هذا الصراع ، وأن إستمرار العدوان علي الشعب الفلسطيني يثبت أن التضامن العربي والمشهد الراهن يقول بانه ولي وأن القومية العربية قد أصابها الوهن والضعف وأن هذه الحكومات لم تقدم شيئاً من أجل تحرير فلسطين سوي المفاوضات والمعاهدات والقمم عديمة الجدوي والقيمة ولم تستطع حتي حماية او وقف العدوان الهمجي علي غزة ، ولمن يُحملون المقاومة اليوم أسباب تراجع فرص السلام مع الكيان الصهيوني نقول لهم وماذا قدمتم أنتم أيها الحكام للقضية بتحالفكم مع أصدقاء الكيان الصهيوني ومد أياديكم للتضامن مع أعداء الأمة العربية بل وإعترافكم بهذا الكيان بالرغم من أن الخطر مازال موجوداً ولم يقدم الحكام لشعوبهم ما يحميهم مستقبلا من هذا الخطر، وعلي حكام هذه الأمة بعد أن فشلوا في توحيد صفوفهم ومواقفهم وإفتضاح نواياهم ضد من يقاوم المشاريع الإستعمارية والإحتلاليةعليهم ترك الشعب الفلسطيني لكي يختار طريقة وتحديد مصيره والتصدي للاحتلال بالطرق التي يختارها هذا الشعب الصامد والصابر أمام هذا العدو الصهيوني العنصري ،

 

لقد تحول نضال حكام هذه الأمة من أجل فلسطين والقضية الي نضال من أجل رفع الحصار وإعادة إعمارغزة كما لو كانوا حكام هذه الأمة مجموعة من مقاولي الأنفارلقد إنجرفوا بالقضية الفلسطينية من قضية حقوق شعب الي قضية إنسانية تطلب الرأفة والرحمة بالشعب وتحولت الأنظمة العربية الي مؤسسات خيرية لتوزيع الأغذية والأغطية علي الشعب الفلسطيني وتم إختزال هذه القضية في المساومة علي فتح المعابر وكسر الحصار وعدم وصول السلاح الي المقاومة وعزلها عن محيط أمتها وإعتبارهم جماعات إرهابية، وإن كان هذا من أبسط حقوق هذا الشعب علينا فلذا ولهذا ينتهج المجتمع الدولي منهج الإبتزاز لهذه الأمة مقابل حفنة من الدولارات المغمسة بدماء أطفال وشهداء الشعب الفلسطيني مقابل رضوخنا للتعليمات والأملاءات الدولية والتخلي عن الثوابت التاريخية ولذا فان آي مبادرة او ضغط علي الشعب الفلسطيني تطالبه بالتنازل عن أهم حقوقه وعن ثوابته في مقاومة الإحتلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في مقابل إمداده بحد الكفاف من الحياة الكريمة هي مطالب غير مقبولة وغير شرعية وأن من يريد أن يبيع الوهم للشعب الفلسطيني ويحصل في مقابله علي تنازل لاهم حقوقه الأساسية يعتبر شريكاً وخائناً لضمير الأمة أنه حقا زمن السقوط العربي .

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ٢٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م