يســـــقــط إعــــــــمار غـــــــــــــزة

 

 

شبكة المنصور

الـــوعــي الــعـــربـــي

لك الله يا وطن أنه حقا نحن نعيش في زمن الهوان والإنفصام والعجز لم نعد خير أمة أخُرجت للناس وسقطت منا كل أوراق الحياء والخجل أمة لا تستحي من الخجل ومما يستحق له الخجل أحقا أدمنا القهر وإستمراء الذل هل حقا إننا ضللنا سبيلنا ؟ فأصبحنا كبائعة الهوى تعطي بلا مقابل هل حقا إننا أعتدنا قهر الأعداء وإذلال الحلفاء والأسياد أصبحنا أمة مستباحة تتسول الرضا ممن لا يرضي أمة فقدت رجولتها ونخوتها فخرجنا من التاريخ كما خرجنا من الجغرافيا ماذا نروي لأولادنا بعد أن فرغنا الذاكرة من بطولات وجولات الماضي الجميل ،

 

ربما فقدنا الذاكرة ولكن لم نفقد التاريخ فهل نتشبث بهذا التاريخ ربما يأتي اليوم الذي نجد فيه شئ يُحكي هل زمن العزة والشرف والكرامة هذه الكلمات أصبحت من مفردات الزمن الجميل وتحولنا إلي زمن عبادة الذات ، لقد وقفت كل هذه الكلمات في حلقي من فرط مرارتها وأظلمت الدنيا أمام عيني ولم آري إلا كل سواد وصُمت أذني فلم تتبين ما أسمعه عندما زفوا ألينا حكماء هذه الأمة خبراً مفاده بان مصر سوف تستضيف أو تفتتح لافرق مؤتمراً عالميا لدعم الاقتصاد الفلسطيني لإعادة ما دمره العدوان الصهيوني الهمجي علي غزة وذلك في الثاني من شهر مارس المقبل نعم هذا هو حق فلسطين علينا وهذا هو واجب عربي تفرضه الثوابت التاريخية ، ولكن مالا نفهمه أنهم قالوا لنا بمشاركة الرئيس المتصهين سليل بني صهيون ساركوزي وحامل شعار الحرب الصليبية علي الأمة العربية والإسلامية رئيس الوزراء الإيطالي بيرلسكوني ، والعجب العجاب في هذا الدهر والزمان هذه الغمة الدولية كما بشرونا بها هي برعاية أمريكية ناهيك عن باقي من جاء لحضور هذا المزاد من ألمان وأسبان وصهاينة من المنبع وإتحاد أوربي وخلافه وعلي كل لون والجميع شاركوا في العدوان علي الأمة العربية من العراق إلي لبنان إلي غزة هم انفسهم قادة الحملات الصلبية علي الشرق،

 

نحن ندرك أن يكون هناك مؤتمراً عربيا لإعادة إعمار غزة تحت رعاية جامعة الدول العربية التي خصصت ملايين الدولارات لإنقاذ السلاحف من الإنقراض أو بتبرع إحدي الدول العربية النفطية بدخل يوم من نفطها لصالح غزة فهذا لائق و المنطق يقول ذلك اوربما نحتفي بمؤتمر دولي لمطالبة الكيان الصهيوني وإرغامه علي أن يتحمل تعويض غزة عن ما أقترفته أياديهم القذرة فهذا جائز بوصفهم سلطة إحتلال ، إما أن يأتوا القتلة ومجرمي الحرب ورعاة الإرهاب الدولي لرعاية وإعادة إعمار ما أقترفته أسلحتهم الفتاكة فهذا هراء وإستهانة بتاريخ هذه الأمة ولمشاعرنا نحن العرب والمسلمون ، فمن منا لا يعرف رعاة تاريخ الحركة الصهيونية والتي قامت علي أساسها دولة الكيان الصهيوني الغاصب لأراضي الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه بالقوة ، والقتل ، والتدمير، والتهجير،

 

فهو كيان تأسس علي العدوان والتنكيل بأمتنا العربية فهل وصلت بنا الأمور وهذه الإستهانة بهذه الأمة وبعقولنا وإقناعنا بان من قاموا وشنوا هذه الحروب وأشعلوا العالم بنيران حقدهم وعنصريتهم قد جاءوا لنا بالمن والسلوى ومن منا لا يعرف أن فرنسا وإيطاليا وألمانيا هي دول داعمة للكيان الصهيوني وساهمت في تأسيس دولة إسرائيل علي الأراضي العربية فهي صنيعة الغرب ولا تزال أداته للهيمنة علي منطقتنا العربية ، لقد تحالف الكيان الصهيوني ومن معه من أمريكان ، وبريطانيين وفرنسيين ، وألمان بالعدوان علي الشعب العربي في فلسطين ، وفي لبنان ، والعراق ، والصومال ، والسودان ، وأفغانستان لتركيع هذه الأمة ، لقد حشدوا خبراتهم وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذا الكيان الصهيوني من مال وأسلحة قذرة ومحرمة دوليا من فسفور أبيض ويورانيوم منضب وخلافه من هذه الأسلحة المحرمة والفتاكة التي تم إستخدامها لأول مرة في تاريخ الحروب وتحول الشعب العربي في غزة إلي حقل وفئران لتجارب أسلحتهم القذرة و قد حشد هذا الكيان الشيطاني حلفائه من بني صهيون ومن علي شاكلة "بيرلسكوني " و" ساركوزي " الذي جاء مهرولاً إلي المنطقة العربية لا لشئ إلا لإعطاء هذا الكيان غطاءاً أوروبيا لاستكمال هذه المحرقة حتى الأمين العام للأمم المتحدة " كي مون " شارك في عملية توظيف المؤسسة الدولية وعلي رأسها مجلس الأمن لصالح رعاة الإرهاب الدولي لاستصدار أو إفشال أي قرارات من شأنها تدين أو تستنكر العدوان علي الشعب العربي بعد أن تحالف المجتمع الدولي مع مجلس الأمن للتصويت علي قرار لتبرير هذه المجازر ربما لم يرقي حتى إلي درجة القرار الذي لا يساوي الحبر الذي كتب به هذا القرار الذي بمقتضاه أعطي هذا الكيان الصهيوني مزيداً من الوقت لحصد أكبر عدد ممكن من أرواح آلاف من أطفال وشيوخ ونساء الشعب الفلسطيني ،هؤلاء هم من يأتوا اليوم ونصافحهم وُنكرم إستقبالهم و حُسن ضيافتهم هم من ساووا بين الجلاد والضحية وتجاهلوا إرادة الشعب الفلسطيني مع إطلاق يد الصهاينة في تحديد وقف إطلاق النار وذلك لمنحهم مزيداُ من الوقت لتحقيق أهدافهم العدوانية ورغبتهم في القضاء علي المقاومة وكسر أنفها بعد أن أرعبتهم هذه المقاومة الأسطورية لهذا الشعب وهذه الأمة المقاومة ،

 

وبإرادة أمريكية وبريطانية وفرنسية وإيطالية أستمر العدوان علي أبناء الشعب العربي الفلسطيني في غزة الصامدة التي لم ترفع الرايات البيضاء وفشل مجلس الأمن الدولي من إصدار أي قرار يدين هذا العدوان الهمجي وامتنعت راعية إعمار غزة " أمريكا " عن التصويت علي القرار "1860" وأستمر الكيان الصهيوني في حشد كل إمكانياته العسكرية وخبراته الإجرامية في تدمير البني التحتية لقطاع غزة حاصداً ألاف من أرواح الشهداء والجرحى لتحقيق ما عجز عن تحقيقه بالحصار، والعقاب الجماعي ، نعم لقد فشلت سياسة الحصار كما فشلت الآلة العسكرية في تحقيق أهدافها وصمدت غزة ولم تستسلم كما كان يتوهم المتوهمون أو يتمني الحالمون فتعاظمت غزة بصمودها الذي وحد شعبها كما وحدت كل شرفاء الأمة وكل أحرار العالم مع هذا الشعب الصامد الصابر،

 

لقد غزت راعية الأعمار أمريكا وحلفائها العراق وأفغانستان ودمرتهم ولم يحققوا نصراً ولكن تركوا ملايين من أرواح الشهداء خلفهم تلعنهم مع كل أذان وفي كل صلاة ومطلع فجر ، قطعاً أن ما يحدث من قمم لإعادة الأعمار هي ليست يقظة ضمير علي أنهار الدم العربي الفلسطيني النازف والجارف في وجه العالم وسال مدراراً أن ، إعادة إعمار غزة هو الطريق الذي تقرر إعتماده لفرض التسوية السياسية المطلوبة في المنطقة كلها، إنطلاقا من معطيات أنابوليس، وإنهاء لكل ما يتعلق بقرارات مجلس الأمن الشهيرة 242 و338. وهذا يعني أن ما أصاب غزة من دمار كان عملية مخططة لا علاقة لها بصواريخ حماس ولا بتوقف التهدئة الزائفة، وإنما كانت تدميراً مقصودا أعطت أمريكا فيه الضوء الأخضر لإسرائيل والضوء الأصفر لأوروبا والضوء الأحمر لدول المنطقة العربية، بهدف ثلاثي أول جوانبه استئصال قدرات المقاومة وسحق حماس نهائيا، والثاني إحداث تدمير يستوجب تدخلا دوليا يتفادى ما حدث عند إعادة إعمار المناطق الجنوبية في بيروت، والذي أضاف إلى حزب الله تألقا فوق تألق، والثالث توجيه إنذار لسوريا، وعلي الأمة العربية وحكامها من المراهنين علي السلام الصهيوأمريكي أن يعلموا بأن خيارات السلام والإعمار لا مكان له في الأجندة الإجرامية لهؤلاء الغزاة والمحتلين ولابد من إعادة النظر في مواقفهم الداعمة لمجرمي الحرب ورفض كل أشكال الشراكة والتعاون معهم ومساندة المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والصومالية والاستجابة لنبض الشارع العربي الرافض لكل أشكال العدوان والإحتلال وعودة التضامن والوحدة العربية من جديد ، وليعلم العالم بان أمتنا لن تموت ولن تُهزم ولن تجوع مهما كلفنا ذلك مزيداً من الدماء ، وأن غزة الحرة تجوع ولا تأكل بثديها فالدم العربي طاهر وغالي ليس ماءا أو قطرة نفط ولا يقبل المساومة ولا التفريط ، أن هذا المؤتمر ليس لإعمارغزة أو من أجل عيونها أو من أجل عيون وشوارب حكامنا ولكن هو مزيد من الهيمنة و الإذلال والسيطرة والإعمار الذي يأتي علي أشلاء ودماء أبناء الشعب العربي فسوف نقول له وبإعلي صوت يسقط إعمار غزة .

 
 

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م