المقاومة العراقية : رجال المبادئ تنتخبهم ضروف النضال السلبي في الميدان

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

هناك ثلاث مفردات في فكر البعث لا تنسى من قبل أي بعثي مطلع على تاريخ الحزب  وهاضم لاديولوجيته التي اذا ما اتبعت تنظيما في باب النظرية والميدان فلن يغلب ابدا وهذه المفردات هي(رفاق-الدرب- الطويل).حين يمعن النظر والتفكير في تلك المفردات على قلتها فهي بالحصيلة كل الحزب تاريخا وحاظرا ومستقبلا.الحزب أي حزب يمر في تاريخه النضالي بضروف ايجابية عندما يكون مسموحا له بالعمل السياسي في قطر عربي وعندما يكون في السلطة في أي قطر عربي وعكسهما يكون في حالة من النضال تسمى بالحياة السلبية التي يعيشها الحزب اي بمعنى اخر عندما يكون ممنوعا ومطاردا  في أي قطر عربي .ان الظرف الايجابي في النضال البعثي قد لا تحتاج الى الكثير من الجهد من الرفاق لاثبات هويتهم البعثية(المبدأية) والتي تعتمد  فكر البعث في التعاطي اليومي لمفردات البعث واستحضارها عند التعامل اليومي سواءا على مستوى الحياة الداخلية للحزب او بما له علاقة خارجية بمن حوله وهم الجماهير أي الشعب الذي يعيش على وصلة من ارض الوطن العربي في أي قطر عربي يتربع عليه الحزب وكما حصل في بعض الاقطار العربية وخير مثال القطر العربي السوري والقطر العربي العراقي الذي حكم فيهما البعث يوما وشكل دولة هي نواة للدولة القومية العربية الممتدة على مستوى الفكر البعثي من المحيط الى الخليج.

 

ان الضروف الايجابية  التي تمر بالحزب تتمخض عن الكثير من السلبيات التي تنال من شؤونه التنظيمية خاصة حتى يصاب احيانا بالترهل والتلوث والثقل الحزبي بحكم الالاف من المنتسبين له وبدوافع المصلحة مع احتوائه على الالاف بالجانب المقابل من البعثيين المبدأيين في ضرفه الايجابي والذين يشكلون صمام الامان له ولمستقبله في جغرافيا الحكم.من ناحية اخرى نلاحظ ان الحياة الداخلية للحزب وفي ظرفها السلبي تكون اكثر نزاهة وديمقراطية ونقدية وجدية واختبارا لمعادن الرفاق المتشبثين بروح المبادئ البعثية السامية ومهما صعبت الضروف وقست الاحوال عليهم لان الحزب عندهم هو مستقبلهم الفكري ووجودهم على كوكب الارض وهنا لا اقصد الوجود المادي أي الوجود بالجسد لان وجود الجسد يمكن ان يستمر وبالشكل الذي يريده بعثي ما بمجرد ان يعلن لعدو الحزب الذي احتل مكانه  البراءة منه والتأقلم وقبول الجديد أي باستخدام فتوى النفاق السياسية ونكران مفهوم المبدأ في الحياة  من خلال اتباع فكرة الانتهازية  في التعاطي مع الميدان والدفاع عنها وتغطيتها بشتى النعوت المريضة الخجولة .

 

كم من الرفاق البعثيين استخدم انواع الوسائل المشروعة وغير المشروعة مستغلا فكرة الانتخابات والديمقراطية الحزبية من اجل ان يصعد في سلم هرم الحزب وفي زمن الحياة الايجابية للحزب لكنه سرعان ما انهار حال تغير الاحوال وحصول حالة الاحتلال في العراق ومن ثم تبدلت مواقف وانهارت جبال وتغيرت رؤى  وطفحت مفاسد بسبب العناصر الدخيلة على الحزب كونها لا تحمل من البعث الا اسمه ومن المبادئ غير ترديدها طمعا بما ورائها لا ايمانا بها حتى وجدنا الالاف من اعضاء البعث انحرفوا وخانوا بل وتامروا على الحزب وعلى جماهير الحزب بل على الوطن الحبيب.كل ذلك بسبب ان ضروف الا حتلال السلبية على حياة الحزب  لم تنتخب هؤلاء المنتسبين الى البعث كونهم ليسوا من صناعه بل من الاكلة من فتاته ولهذا تساقطوا بالمفرد وبالجملة بعد ان تسلقوا سلم الحزب وفي غفلة من قيادته ومن الزمن ابان حكم البعث العظيم.

 

من ناحية اخرى كم من الرفاق الذين تعسفت عليهم  ادارة الحزب وفي أي حلقة من حلقاته لتبقيهم في  الحلقات السفلى من السلم الحزبي ونتيجة بعد الفكر البعثي ومفاهيمه عند مسؤوليهم  انذاك والذين لم يرفعوا عنهم الحيف ورغم ذلك واصلوا المسير على مره وجفوته عنهم لكنهم  وفي ضروف النضال السلبي (المقاومة)وفي الميدان تبين للحزب ومن خلال قيادته المناضلة المجاهدة انهم هم اصحاب المبادئ وهم الباقين عليها وهم الجديرين بقيادة الحزب وكل من موقعه وعند المستوى الذي يليق به فكرا وميدانا بعد التجربة والبرهان في اقسى ضرف يمر به الحزب الذي هو ضرف الاجتثاث  والمطاردة  والموت والسجون والتعذيب  والمداهمة والملاحقة وكسر وتخريب المنازل والاعتداء حتى على الشرف في بعض الاحيان.هؤلاء هم البعثيون المبدأئيون الذين دوما تنتخبهم ضروف النضال السلبي وهم الاقل فائدة ومحصولا من ضروف الحزب الايجابية(ضرف السلطة).هؤلاء هم رفاق الدرب الطويل الذين لا يتزعزعون ولا ينحرفون ولا يراوغون عن واجباتهم  ومهما كانت الضروف سلبا ام ايجابا طالما انهم يعيشون حياة الحزب الداخلية  في دواخلهم فعليهم واجبات وعليهم التزامات تصل حد الموت ومن ثم لهم حقوق.

 

ان الضرف السلبي الذي يمر به الحزب ورغم انه كره على الرفاق ومفروض عليهم الا انه الفرصة الذهبية لمراجعة مسيرة البعث العظيم فرب ضارة نافعة .يبدو ان الحزب كان يشكو ومن زمان وهو على السلطة في العراق من الكثير من الاورام التي اصابته والعالقة به الى ان جاء ضرف الاحتلال البغيض لتتساقط منه كل هذه الدمامل والاورام والجراثيم  والافرازات الكريهة بعد ان دخل مصحة الضرف السلبي لتعركه  وتشويه تلك الضروف بنارها الحامية حتى ذابت الكثير من المعادن الرديئة والصدئة وصمدت الكثير من المعادن القوية والصلبة والنقية وسط هذا الجمر والنار الرهيبة التي نسميها بنار الحرب التي يعيشها الحزب في جهاده ضد الاحتلال البغيض.

 

لقد انهزم كثير من الرفاق بعد ان بصقهم البعث العظيم كونهم من المنتسبين المنافقين الانتهازيين الجبناء وعلى كل المستويات الحزبية ومهما كانت طريقة تسلقهم في الهرم الحزبي الا ان مصيرهم المحتوم قد جاء وهم الان يتناطزون خارج حدود الميدان اللاهبة تاركين رفاقهم من المعدن الاصيل يصولون ويجولون في ارض المعركة كي يقاتلوا اعداء الله واعداء الوطن والدين  وقد وضعوا وسادات الجوع على بطونهم وغادروا التخمة بكلمة (بخن بخن)التي استورثوها من اجادهم العظام الذين ملاؤا الدنيا عدلا وعلما وفكرا وزهوا.ان البعث باق برجاله المبدأيين الذين اتبعوا قوانين البعث بنفذ ثم ناقش وبالديمقراطية المركزية وبالنقد والنقد الذاتي وبالانقلابية وبالثورية وبذكرى الرسول العربي..

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / أذار / ٢٠٠٩ م