المقاومة العراقية : عندما غزت اللحى العراق ما الذي حصل له ؟

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

نشأت وسط عائلة دينية اسلامية ملتزمة ولم اسمع ان والدي يوما ما قال لي نحن سنة وعلينا ان نتقي الشيعة فهم اعداء لنا بل ولم اسمع يوما اسطوانة  المظلومية  وما يراد منها من امور شريرة سياسية لم تخطر على بالي من قبل.كبرت ولم يعقدني أي تطرف ديني عائلي بحكم المذاهب الخمس المتداولة بين المسلمين بل الذي زرع في بالي وفي عقلي ووجداني هي فكرة التوحيد لله عز وجل والايمان بكتابه المجيد القران  ونبيه الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) والايمان برسله وكتبه  وباليوم الاخر خيره وشره.وتتلمذت في مدارس عدة لم تعلمني غير الاصرار على الصدق ونبذ النفاق وبر الوالدين وحرمة الجار ونبذ شهادة الزور وشهود الزور.كما علمتني حب الاخرين وحب الخير لهم واماطة الاذى عن طريق المسلمين.علمني البيت انني عربي من العشيرة الفلانية ولوني اسمر عربي ودمي عربي يثور لكرامته ويرفض الديوثية وسقوط الغيرة بالمطلق وينأى بنفسه عنهما.كما تعلمت ان المسلم يموت لثلاث ماله ودمه وعرضه.كما تدربت وبشده على ان لا اترك غريبا ان يدخل بيتي الا بأذن مني كون البيت يحتوي على شرفي ومالي وصيانة قدسيته وعدم المساس بها من واجبي الاسلامي العروبي والاخلاقي العرفي وان كل المجتمع معي في ذلك الواجب الشريف.

 
تداولت الايام زمني الرهيب لتأتي ببديلاتها فأذا هن امر واكره مما اتوقع في حياتي بل ولا استطيع لهن تصورا وهضما وهن ايام الاحتلال البغيض .لقد تفاجأت بغزو من نوع اخر يتدفق علينا من كل حدب وصوب حتى خذلني بالمشهد بما وراؤه من كوارث وويلات.كانت تلك هي الموجات المسرعات من اللحى التي حزمت الوجوه ولكل الاعمار التي تجهزت بها ولا ادري من اين طلت ولماذا هبت وسفت علينا مع اطلالة الاحتلال وهل لتقاتله كونها رمز الدين ومظهر من مظاهره النبيلة وحسب نياتها؟ فوجئت بطول هذه اللحى من ناحية ومن ناحية اخرى بتنظيمها قصة واحدة قد تلفع الوجه بها فقلت اللهم اجعله خيرا وعونا لنا على اعدئنا.اما لماذا تفاجأت بهذا الكم من اللحى  الذي قدم الينا وبشكلها فلانني لم ارى بعددها وبطريقة تنظيمها الرمزي من قبل؟حيث تعودت ان اللحى في بلدتي وبلادي ترتدى عادة من قبل المتدينين من ناحية ومن قبل الشيوخ أي كبار السن وفي اكثر الاحيان  من ناحية اخرى.كانت ايامنا قبل الاحتلال البغيض ظاهرة خير وبركة وتعقل وملاذ للحل واصلاح ذوي البين والفتوى الخيرة لمن احتار في امر ما بل وكانت لحى اهلنا حزاما للامان والاطمئنان وهدوء النفوس وعزتها عندما كنا نجالسها وفي أي مكان.كنا نتبارك بها ونستغيث  ونستسقي عند انحسار المطر..

 
اما اليوم فقد داهمتنا الملايين من اللحى وقد  تزامنت معها المداهمة العالمية احتلال ارضنا وتدمير بلادنا وتهديم مساجدنا والاعتداء على كتابنا القران الكريم وتجريح ديننا والبطش بشعبنا دون تمييز بين كبير وصغير او رجل وامرأة  او طفل وشاب او دين او طائفة من اللواتي لم اكن اعير لمسمياتهن أي اهتمام لكوني لا اعرف معنى الطائفية ولا ماهية الاثنية ولا حتى مفردة الشفافية.كنت جاهلا كوني لا اعرف الديمقراطية وعندما جاءتني رزمة من اللحى بصحبة الاحتلال وبأسم الدين الاسلامي الحنيف فهت معنى الديمقراطية ونكرت مفهوم الشورى الذي جاء به الاسلام كونه متخلف لا يتلاءم مع متطلبات العصر الحديث.لا بأس دعونا من الشورى ولكن اين مياهنا فقد جفت انهارنا الستة الكبيرة وغار كل من سد دوكان ودربندخان وغيرهما من السدود التي كان اباؤنا يخشون فتحها كل عام خوفا على المزارع القريبة من الشطان؟!ماذا جرى واين البركة والخير العميم الذي كنت اتوقعه ان يكون بكم اللحى التي طلت علينا متفوهة بالاسلام والصلوات والدعوات.

 
كنت اتحمل الغبار(العج)الذي يداهمنا كل عام فكان نادرا ان يأتينا عاما شاملا الا مرة واحدة او مرتين كل عام وتحديدا في الصيف وربما في الربيع احيانا ونادرا ا يراجعنا في الخريف.اما اليوم وقد توافدت علينا اللحى ولا ندري من اين ولماذا فقد اصبح شتاؤنا غبارا عاصفا بدل ان يكون ممطرا باردا وتحول ربيعنا الى موسم  للترابين(الفاتولات الصفراء من الغبار السمين).كل شئ قد تغير .امراض الحساسية والربو تدافعت على اهلنا في كل مكان من العراق والعراق قد تحول الى ارض يباب.كانت الزراعة مباركة معطاء في بلادي واليوم نستورد حتى البصل من ايران ولا ادري لماذا ؟يبدو ان اللحى التي داهمتنا ليست منا ولا يهمها امرنا رغم ما تحمله من بركات على عدد شعرها الكث الغث المتعفن  الحقود.

 
ليس هذا فقط فقد تزامنت هجرة اللحى الى بلدي العراق الحبيب و سيل المخدرات ودون حساب حتى وصلت الى اقاصي ريف العراق ليقع رأس مال العراق وهو الشباب في غياهب ذلك اللعين الذي يسمونه المخدرات الى امسى  البعض والله الستار لا يمانع من أي اعتداء على عرضه بسبب خدره اللعين الذي جاء مع اللحى  البغيضة  .هل تعلم هذه اللحى ان معدلات الاصابة بمرض السرطان بين العراقيين قد ارتفعت بما لا يقل عن مئتي مرة ومنذ دخولها ارض العراق واقامة صلواتها على المساجد والحسنيات والكنائس ودور العبادة الاخرى لان اللحى التي جاءت الينا تمثل كل اطياف الشعب العراقي التواق للانفصال والعزلة والموت والتخريب والهدم والانتقام؟!

 
ثم هل تدري تلك اللحى المسلفنة (حاشى اللحى الرحمانية التي نعتز بها ونجلها) قد توازى معها عددا وعدة مرض (داء القطط)وبشكل رهيب والذي يودي بالنتيجة الى موت الاطفال وعقم النساء أي الى تدمير الثروة البشرية في العراق؟ترى من اين استوردت هذه اللحى هذا المرض الوبيل؟ثم هل تعلم تلك اللحى في عصر اللحى الساري ان السكتة القلبية قد استشرت بين العراقيين ولم تعد تفرق بين رجل وامرأة و بين الاعمار وبشكل مذهل؟وهل هناك من موجات معينة استوردتها تلك اللحى خصيصا للموت السهل في العراق؟لا ندري والعلم عند الله لان كل مراكز البحوث في العراق قد طويت خيماتها فهاجرت الى حين؟

 
ازيد على ذلك ما جاء مع اللحى من امر جديد على العراقيين وهما زواج المتعة وزواج المسيار واللذان يمارسان اليوم وعلى خجل وان لم يعالجا فسوف يصبحان مشاعان دون الحاجة لهما سوى الرغبة في الزنا وانتشار المفاسد بهدف خروج المهدي المنتظر؟!عاش العراقيون عمرهم ومنذ ظهور الاسلام ولم يكرهون على هكذا نوع من الزيجات الباطلات المشكوكات واليوم وبفضل اللحى فقد نجبر عليه لا سامح الله لتصبح انثانا عبارة عن وعاء للصديد.فاي احترام  للمرأة واي مساواة لها مع الرجل الملتحي الذي يستغلها ويلغي انوثتها وانسانيتها ودون حياء لا لشئ الا لانه ديوث وساقط غيرة والا لماذا لا يتزوجها ويستر عليها طبقا لسنة الله ورسوله كوننا مجتمع عربي ومسلم؟!

 
اشاعة بناء المساجد في كل دائرة من دوائر العراق وهل هذا يجوز خاصة وان هناك جوامع اخرى بنيت بقربها للمصلين ؟اليس من الافضل ان تكون مسافة ما بين جامع واخر أي اليس من السنة وجود فواصل بين جامع واخر حتى يكسب المسلم اجرا اكثر في المشي الى الجامع الذي قد يبعد عنه بعض المسافة وغير المتعبة له كي يلتقي باخوانه المسلمين ومن كل الاطياف والمستويات والا تحولت الجوامع الى مباني نقابات؟!سؤال مطروح بوجه اللحى الوافدة الينا في ليل عسر.

 
والاهم من هذا وذاك من تغيرات  في حقبة اللحى هل هناك اليوم شئ اسمه عراق عربي مسلم موحد ومحترم على المستوى الرسمي.اي هل توجد دولة عراقية معترف بها وذات سيادة يا اصحاب اللحى.اللهم اني قد بلغت اللهم اشهد.عاشت مقاومتنا الوطنية والقومية والاسلامية البطلة والله اكبر يا عراق.

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاحد / ١٨ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / أذار / ٢٠٠٩ م