المقاومة العراقية : اميريكا الاوباماوية ومستقبل العراق – نظرة مقاوم ميدانية

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

المقدمة

 

الذي ينظر الى الساحة الاعلامية بعد رحيل الارعن بوش ومجئ الرئيس الاميريكي غير المجرب اوباما يرى ويرصد الكثير من التحليلات والتكهنات والتنظير لسياسة الاخير بما يخص العراق المحتل من قبل اميريكا وشركائها الغربيين والشرقيين في فعل الاحتلال.الانظار ما زالت مسلطة حول ماهية القرارات التي يمكن ان يتخذها والتي بشر بها الرئيس اوباما حول هذا البلد المحتل والمقاوم للاحتلال في نفس الوقت.اوباما اوعد العالم قبل شعبه وشعب العراق بالانسحاب وخلال ستة عشر شهرا.ويبقى السؤال ماهية نوع الانسحاب ومتى يتم بشكله الموعود المنظور وبخفاياه وحسب قرارات الحكومة الاميريكية التي ما زالت مخزونة في تلافيف ادمغة الساسة الاميريكيين فأميريكا كدولة مؤسسات لا يمكن تكهن قراراتها ومستقبلها من خلال التصريحات ولاي مسؤول فيها كونها دولة مؤسسات لا انظمة ودولة مصالح براكماتية لا دولة اخلاق بالمفهوم الشرقي على بساطته.كما انها دولة قوة في عصر تزعمها العالم لا دولة حوار اذا خلا من القوة عملا بالقانون الفيزيائي لكل فعل رد فعل مساو له بالقوة ومعاكس له بالاتجاه وهي من الدول التي تؤمن بهذا الناموس الطبيعي وتتبع قواعده ان اعلنت ام لم تعلن ذلك.اوباما لم يقيل او يغير وزير الدفاع السابق كيتس الذي عمل مع مجرم الحروب في زمن بوش وهذا يترك لنا احتمال الامتدادات لكثير من السياسة العسكرية السابقة او قل ارثها البوشي السابق سواءا في الاستمرار عليها او الاستفادة من ذوي الخبرة فيها من اجل تغييرها والتخلص منها وكل شئ وارد كون السياسة فن الممكن.كما ان ايران شريك اميريكا في الغزو ضد العراق ما زالت تتقاسم الادوار على ارض العراق وتتحاور مع اميريكا على كل شاردة وواردة يقابل ذلك الدور العربي المغيب تماما عن ساحة الصراع في العراق وكأنه انقلب على عروبته ووحدتها ولم تعني له الان سوى كونها ثقل اداري وارادي لا داعي له في زمن عشق السلطة ولو على مساحة من الارض بعرض وطول كرسي الحكم.الكيان الصهيوني من ناحيته ما زال في مفاوضاته المضنية  مع الفلسطينيين وقظمه للزمن الذي طال لاكثر من ستين عاما ولم يثمر شيئا سوى خسارات العرب بفعل عدم نضجهم السياسي  وتشرذمهم بين ملذات النفط والغرق في بحاره وانتظار لحظة جفافه  كي تثور ثائرة العرب على خيانة الصحراء الجرداء لهم؟!

 

تركيا تبحث عن دور في المنطقة وهي مشطورة الى نصفين واحد مع حليفتها اميريكا  ومن ثم  عدم معاداة الكيان الصهيوني حد التصادم والجفاء والنصف الاخر مع العرب الذين خانوها في الحرب العالمية الاولى لكنها تجد ان لا خلاص من العلاقة مع العرب ولاسباب دينية وجغرافية ومصالح معروفة.ومن خلال المقدمة تلك يمكن ان نستخلص بعض النقاط  بما يخص العلاقة بين واقع الاحتلال ومستقبل العراق ومن ثم اين تكون المقاومة في تلك المعادلة ووزنها ومستقبلها في نتائج تحليل تلك المعادلة التي تحمل عددا من المجاهيل .

 

اولا- نهاية الفترة البوشية

صحيح ان بوش انتهى كشخص كشخص بعد ان ورط اميريكا في حروب كثيرة واندفع بها الى عدة محاور من العالم حتى اضحت صيدا سمينا للمقاومين في تلك البلاد المحتلة من قبلها والتي تبحث عن استقلالها بأي ثمن كان ولكن نهاية بوش تعني نهاية سياسة فاشلة عصفت بالحزب الجمهوري ومن ثم انقلاب الشعب الاميريكي ضده وبالنتيجة انهياره امام المد الديمقراطي الذي( ربما )هو اهون واكثر عقلانية  في قراراته التي تقنع وتنفع الشعب الاميريكي على الاقل كون السياسة الجمهورية للاميريكان كانت مجلبة لويلات شعبهم المتمثلة بالخسارات الفادحة بشريا واقتصاديا فضلا عن عدم الاستقرار الداخلي بفعل الحروب التي عانتها اميريكا وانهكتها وبطشت باقتصادياتها أي بمستوى عيش الفرد هناك ومن ثم بالدخول المخطط لها من قبل ذوي رأس المال في الولايات المتحدة والذين قطعا لا تروغ لهم مثل تلك السياسات التي انتهجها الحزب الجمهوري وفوضها للمجرم بوش ليقود الولايات الاميريكية الى الحاجة الى استراحة ومن ثم مراجعة ما هي عليه من جنون القوة الذي نهايته الفشل والانكماش وهذا ما حصل لكل من سار على هذا النمط من السياسة من قبل الدول العظمى التي انتهت بالانقراض ومهما كانت القدرة على تأخير اجلها.

 

ثانيا-الخلفية السوداوية والاسلامية للرئيس الجديد اوباما

نجد البعض من المحللين السياسين وخاصة العرب وبالتحديد الكثير منهم من العراقيين  الذين يعانون من بطش الاحتلال الاميريكي قد اختلطت عندهم الاوراق وربما ضاعت بعض الرؤى حتى راحوا يخافون على المقاومة العراقية مع وعود اوباما بأن لا تنساق المقاومة وراء تصريحاته كونه اسود من العنصر الافريقي الفقير والمستعبد لسنين طوال ولهذا يمكن ان يميل الى حرية الشعوب فضلا عن كونه اسلامي الانحدار فربما ينغر بعض المقاومين به  وتفوتهم بعض المواقف او قل يتهاونوا في فعلهم المقاوم تجاه هذا الشاب الاسود من اصول اسلامية؟هنا نقول لهؤلاء الاعلاميين ما زالت الحرب العالمية الثالثة على العراق مستمرة ومن عام 1990 ولحد الان ولقد اشتركت بها حتى دول عربية واسلامية ولم يمنعها دينها ولا عرقها  من الاشتراك المباشر في جريمة احتلال وتدمير العراق وعليه كيف للمقاوم العراقي ان يثق برئيس اميريكي كونه من اصول اسلامية ومن لون اسود؟اليس الكثير من جنود وضباط الجيش الاميريكي المحتل للعراق اليوم من اصول اسلامية ولونهم اسود من القير؟!وهم الاكثر بطشا بالعراقيين بسبب قوتهم العضلية ومخهم الجامد والاستخدامي المعروف؟هكذا يفهم الرجل المقاوم البشر اليوم اذ ليس للوحشية والميل للدمار والتخريب دين ولا عنصر بل هو موروث فطري او مكتسب.وعليه لا يبرئ الرئيس اوباما في نظرة المقاوم العراقي غير فعله الانساني تجاه العراق واهل العراق بسحب كافة جنوده وشركاته الامنية من العراق ومن ثم ترك البلاد لاهلها والتعامل مع العراقيين على انهم من دولة مستقلة تفكر بمصالحها التي ربما تجد قسما منها من خلال العلاقات العراقية-الاميريكية المتوازنة المستقلة لصالح الشعبين بعد رحيل اخر جندي اميريكي ورد الحقوق الى اهلها كثوابت مصانة للشعب العراقي تبنتها المقاومة العراقيية الباسلة في صراعها ضد الاحتلال:

 

ثالثا-فكرة التواجد الاميريكي الدائم في العراق:

يتخوف بعض الاعلاميين وخاصة الذين تربطهم عاطفة وربما تأييد او صلة بالمقاومة من احتمالية بقاء قوات دائمة والى الابد على صدر العراق؟هنا يمكن ان نقول ان وجود مثل هذه القوات لا يمكن القبول به من قبل المقاومة البطلة على الاطلاق لا في نظريتها  ولا في فعلها الميداني حيث ان برنامجها المقاوم طويل الامد يشتمل على طرد اخر جندي من ديارها والا بقى الصراع قائما بين القوتين لان طالما هناك قوة احتلالية يعني هناك استعمار ومن ثم غياب القرار الوطني وعليه ما القيمة من الفعل المقاوم والخسائر البشرية والمادية التي دفعتها جيوش المقاومة على ارض العراق العصي على الاحتلال الدائم.هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ما قيمة  معاهدة بقاء قوات اجنبية على ارض دولة اخرى يتخذ تحت طائلة الاحتلال وبأمكان أي نظام وطني يأتي للعراق ان ينقضها ويلغيها بقرار شعبي رسمي واحد وهذا ما حصل في العراق تحديدا عندما الغت حكومة الثورة  استثمار وسيطرة الشركات العالمية للنفط العراقي بقرار التأميم العظيم.

 

رابعا-احتمالية تسليح الجيش الحكومي من قبل الولايات المتحدة

ان فكرة تسليح الجيش الحكومي باسلحة ثقيلة وبوجود القوة المحتلة فكرة بعيدة التطبيق لسبب بسيط هو دوما ترى الجيوش المستعمرة تبقي جيوش الدول المستعمرة ضعيفة امام قوتها خوفا من استخدام السلاح ضدها خاصة وقد رأت اميريكا كيف ان البعض من الجنود العراقيين في الجيش الحكومي قاموا بأعدام جنود الاحتلال بأسلحتهم الرسمية عندما ثارت ثائرتهم بسبب التصرفات الخبيثة ضد العراقيين والاعتداء عليهم .اذن لماذا لا يحتمل المحتل ان الجيش الحكومي ربما يثور عليهم ويتمرد وبأسلحة اميريكية متطورة وهذا ما لا يصرف للاحتلال وقطعا اخذه بنظر الاعتبار.علينا ان نحسن الظن ببعض المنتسبين بالجيش الحكومي ثم علينا ان نتذكر ان ثورة 14 تموز الخالدة قامت من خلال ضباط وجنود تتدربوا وتسلحوا تحت الانتداب البريطاني لكنهم سرعان ما ثاروا عليه بغريزتهم الوطنية التي لا تبلى كونها موروثة عند الكثير رغم كل الاغراءات والاعطيات الاحتلالية لهم لكن الكثير يبقى شرفه دفينا الى ان تحين الفرصة ليعلن عنه ويصدم الجهة الثانية الحليفة.

 

خامسا-النفط العراقي وكيفية الحصول عليه باقل الخسائر

هناك الكثير من الاعلاميين يركز بل ويتمحور فكره في تسويق الاحتلال حول نقطة واحدة وهي ان اميريكا جاءت من اجل النفط ولا شئ غير النفط.ان هذا الفهم المجتزأ للبرنامج الاميريكي غير مقنع تماما كون النفط العراقي وغيره من نفوط العالم مطروحة في الاسواق بحكم حاجة الدول المصدره لها الى النقد من جهة والى تسيير امور بلادها من الحاجات الصناعية والتغذوية ومن الخبرات وتبادل المصالح التجارية الاخرى.كما ان  الاعب الرئيس في سعر النفط وفي اكثر الاحيان ليس المصدر للنفط من دول العالم بل الدول الكبرى وهذا ما جرت حالة تذبذبات سعر البترول عليه في السنين الفائتة.فضلا عن ذلك فأن الدول الصناعية الكبرى تستطيع ببساطة رفع اسعاره منتجاتها الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها من قبل منتجي النفط وبهذا تستطيع تصحيح المعادلة الاقتصادية لصالحها  ان شاءت وهذا ما حصل في الزمن الفائت من عمر النفط العالمي.كما ان النفط الذي يراد ان يكون اداة ضغط من قبل دول عظمى على دول عظمى وخاصة عند شحته مستقبلا  يمكن ان يتأتى ذلك من خلال كسب ود الدول المنتجة  وربطها بمصالح ترغيبية  متوازنة دون اللجوء الى الاحتلالات وما يتمخض من ويلات وخسارات بشرية واقتصادية غير مجدية بالكامل.وعليه يعتقد ان الهدف الاخر من التمدد الاميريكي هو بسط النفوذ على المناطق المختلفة من العالم وخاصة الساخنة منها لوجستيا والتي تشكل خطرا على الوجود الاستعماري الذي يروم كل مكان والا كيف يمكن ان تفسر احتلال اميريكا لافغانستان وما هي خزائن الارض المطمورة في تلك البلاد غير الحشيشة ونباتات الخدر الاخرى؟لكن افغانستان تقع غرب باكستان الاسلامية الذرية المجاورة للصين والهند والمحتلة ايضا من قبل الولايات المتحدة كما ان افغانستان تقع الى جنوب دول الاتحاد السوفيتي السابق وربما تساعد وتراقب على منع هذا الاتحاد من العودة من جديد حيث ان الدب الابيض لا يمكن التغاظي عنه فقد يثور في اي مكان وزمان وهذا هو شأنه التاريخي وعلاقة ذلك بأميريكا؟كما ان افغانستان تقع الى الشرق من ايران ويطل على المحيط الهندي طريق تجارة وجيوش الغرب البحرية الى غير ذلك من الاهتمامات.

 

سادسا-هزيمة بعض الاحزاب الاحتلالية واحتمالية التحالفات الاخرى

ان الضجة الاعلامية التي جاءت لتخص العراق حال وصول اوباما الى سدة الحكم من ناحية ومن ناحية اخرى اجراء ما يسمى بانتخابات المحافظات افضت الى متغير جديد في واقع الاحزاب العميلة التي جاءت على ظهور الدبابات فمنها ما خبا كحزب فيلق بدر الارهابي والحزب اللااسلامي المحتال بلبوس الاسلام وكذلك ضياع احمد الجلبي في لجة العويل على تقاسم سرقة اموال العراق وغيرها من الكيانات كشلل وميليشيات الصدر الارهابية.ان الصورة الجديدة التي استدرجت المقاومة العراقيين لها باليقين والكشف عن مستور وحقيقة تلك الاحزاب ابانت شيئا واحدا للعيان ان لا جمهور حقيقي لتلك الاحزاب ولا ايديولوجيا خاصة او مشتركة بل هي مجموعة اهداف اولها تدمير وخراب للعراق واخرها قتل وتهجير وسرقة للعراقيين وحال افتضاح امرهم غادرهم الجمهور وانقلب عليهم ايما انقلاب؟! هذا الجديد الخطير على مستقبل تلك الكيانات الطائفية الاثنية ربما يقود الى تشكل بعض التحالفات بين بعض هذه الكتل فلا نستبعد تحالف الصدريين مع حزب الدعوة وجبهة التوافق مع التحالف الكردستاني والتي تعتبر مرحلة المحاولة الاستطبابية الاخيرة في غرفة الانعاش لتلك الكيانات  الميتة اصلا طالما ان هدفها بان وانكشف ولا يعدو التخريب والسرقة والموت والتهجير والترهيب للعراقيين وتلك تقع في صالح المقاومة التي تفعل فعلها البطولي من اجل تحرير العراقيين من الاحتلال  وتخليصهم من مفاسد الميليشيات والاحزاب الاسلامية العميلة التي اعاثت في الارض فسادا.

 

سابعا-البعث وقدرته على النهوض واستمكان القلوب والارض

لا يخفى على احد القدرة الهائلة والتجربة العميقة والفكر الخلاق للبعث في امكانية العودة والتشكل ثانية  حال حله ومتابعته وترهيبه من قبل الاخرين فسبق ان اعاد نفسه عام 1958 ابان قيام الوحدة بين سوريا ومصر وعام 1963 اثر ردة تشرين الاسود واليوم وبعد قرار السفير الاميريكي بريمر بحل الحزب بعد الاحتلال عام 2003 تمت اعادة التنظيم من خلال مجئ الصفوة التي اختارتها اقسى الضروف الاحتلالية والتي تشكلت منها انوية المقاومة البطلة المستندة على اسس وثوابت ايديولوجية بعثية مجربة لاكثر من ستين عاما وتظم بين صفوفها اعلى الخبرات السياسية والاكاديمية المدنية والعسكرية والتي اندفعت فورا لمقارعة المحتل مستندة على قاعدة جماهيرية وثابة وناهلة من الفكر البعثي العروبي المسلم اشهى الاهداف واطيبها للمواطن العراقي الوطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية والاثنية .ان البعث هو الرقيب الوطني المتمكن من قراءة اوراق المتغيرات على النظام السياسي الاميريكي في الفترة الاحقة لفترة بوش مجرم الحرب وهي المنظومة المؤهلة لاختبار النوايا والقادرة على الرد المناسب المستند على خبرات عشرات السنين من نضال البعث العظيم التي تتهاوى امامه كل الاحزاب  والكيانات الهزيلة والطارئة على مجتمعنا والتي اختصرت اهدافها بكلمتين لمن يريد ان يكون منها وهما(خرجية وسيارة لتكون لحياتك معنا قيمة)؟؟؟!!!.

 

ثامنا- العقل المقاوم وفهم الاعلام له

هناك مقاوم مسلح مأخوذ بالميدان اولا والعالم الخارجي ثانيا وهناك اكثر من نمط من الاعلام فأما اعلام مقاوم او اعلام صديق للمقاومة او اعلام محايد بمعنى ليس لها وليس ضدها أي منافق.فضلا عن الاعلام المعادي البائن.ان حسابات الورق ليست كحسابات البيدر وهذا ما يريد المقاوم فهمه من الاعلام أي بمعنى اخر وببساطة لا يمكنك  فهم المقاوم على حقيقته وكيف يفكر وما هو برنامجه وما يدور بعقله (وبشكل كامل) دون معايشته في الميدان .وبناءا على ذلك فالحكم عليه متسرعا وكما تقرأ اوتسمع دون تمحيص فهو نوع من الغبن او التضخيم للواقع الذي عليه المقاوم.المقاوم المسلح انسان ذو حساسية عالية تجاه الخبر وتجاه التحليل وتجاه المعلومة التي ترده والتي تصدر منه .المقاوم يمتلك دوما التفاؤل الحذر لداخله ولعالمه الخارجي والمقاوم  لا تلوي فكره تصريحات الاعداء واغراءاتهم بل يرى مستقبله على الميدان وماذا يتمخض عنه  عندما يريد فحص ما يقوله الرئيس الفلاني كأوباما بما يخص العراق كونه بن الواقع  ولا شئ يغريه غير الواقع وحركة متغيراته بما يتفق واهدافه السامية  . ويقولون لك ان المقاوم  قد ارهقته السنون وهوبأنتظار الرئيس الاميريكي الجديد اوباما لينقذه ويتفق معه بصفقة على حساب المبادئ وعندما تقابل المقاوم تجد حالا اخر وواقعا ثانيا لتنبهه  به  وترد على نفسك ما اعجلني بالحكم عليك ايها البطل الصبور .لقد كنت ضحية الاعلام المتسرع او غير الدقيق المتمهل قبل صياغة الخبر او كتابة الموضوع.ان الصراع بينه وبين دول الاحتلال لازمة حياة او موت  وهو متمسك بها جاء فلان او ذهب علان لا يهمه ذلك بل يهمه انجازه الذي خطط له قبل وبعد عام 2003 بعيدا عن كل تحليلات الاعلام ومهما كانوا دهاقنته.وهنا يبرز الفرق بين الاعلامي المسكون بأرض المعركة وبين الاعلامي المراقب لها من بعيد.

 

تاسعا:الرؤيا المستقبلية للاحتلال وللعراق

من خلال ما تطرقنا اليه ومن خلال فهمنا لساحة العراق اولا وللساحة الدولية المجاورة والبعيدة  ولقدرة المقاومة وذراعها الطويل وصبرها ويقينها بالنصر بناءا على ما خططت له  وما حصلت عليه من انتصارات لحد الان ومن خلال ما يحصل من انتكاسات وتضاربات اشبه بما يحصل في اسواق النخاسة بين الاحزاب والكتل التي جاءت على ظهور الدبابات  والواقع العسكري والاقتصادي الكارثي للمحتل  وبظمنهم ايران التي ايقنت اليوم انها لا قبالة لها بشعب العراق بل عليها ان تصب تركيزها على مصلحتها بمشروعها ومهما كانت نتائجه ومخاضه نرى ان المستقبل  والقريب جدا سيكون في صالح المقاومة  المتحدة والموحدة على ارض الواقع الميداني والمفككة  بزعم بعض الاعلام؟؟!!كما ان الجيش الحكومي ولو افترضنا انه سلح بالة اميريكية فلن يكون اقوى من الجيش الاميريكي الذي انهكته المقاومة بفعلها وبصبرها الجبار كما ان بين صفوف الجيش الحكومي عراقيون اصلاء وليس جميعهم يسير في الفلك الاحتلالي وعليه لن تكون اميريكا في افضل حال من الاول ومهما سعت ومهما حاولت لتدمير المقاومة فكل مشاريعها الى زوال  لان كل مصالحها قيد التهديد داخل العراق طالما ان هناك احتلال وهناك عدم اتفاق مع المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية  على اسس التحرير الكامل والخروج بشكل نهائي من ارض العراق ومهما كانت وغلت التضحيات .

 

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م