المقاومة العراقية : البعث ودوره المفترض على كل الجبهات في الساحة العربية

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
منذ نعومة اظفارنا السياسية البعثية ونحن نقرأ ونجتهد في التحليل لمفهوم القومية وماهية الاحزاب القومية وهل هي من باب المسميات ام من ان هناك هدف سامي وراء تلك التسميات سواء كانت بعثية ام ناصرية ام قومية اخرى ام تجمعات اشبه بالفردية لكنها بالتالي تصب في باب القومية والفكر القومي الذي بالنتيجة منتهاه هو كل الوطن العربي انسانا وحضارة وتاريخا  وواجبا سياسيا من اجل ذلك.من هنا والذي فهمناه من ان الواجب السياسي القومي هو وحدة واحدة وجسد واحد يتمثل به كل الاعضاء في أي حزب قومي يتواجد على خارطة الوطن العربي من المحيط الى الخليج.فضلا عن ذلك رأينا في ادبيات الحزب ومنذ التأسيس ان اعضاء الحزب وعلى مد الوطن العربي هم مشاريع مفتوحة لاي واجب يراد منهم من قبل القيادة القومية وهو ذات الواجب الذي قد تستعجله الضروف في أي قطر عربي  ومهما كانت الاحوال في اقطار اخرى.ان الفكرة في اداء ذات الواجب لا تقبل التلاعب  بل تتناغم في الزمن المراد به الفعل النضالي وان اختلفت  ادوات التنفيذ وتكتيكات الرفاق وحسب الجغرافيا الطبيعية والبشرية  الخاصة بالاقطار العربية.

 
هنا كان علينا ان نستوقف الذاكرة ونوجهها الى الساحة العربية كي نكون الصورة الشمولية لكلية الضروف المجتمعة التي يتداولها الزمن العربي اليوم والتي هي مدعاة للهم القومي الذي يعيشه الرفاق في أي حزب قومي  كحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ينشغل اليوم بشكل رئيسي بشؤون العراق المحتل وهو الهم الاكبر الذي يشغل الانسان العربي سواءا كان داخل التنظيم او من الجماهير الراصدة للواقع العربي المحيطة به.العالم العربي ومن المحيط الى الخليج ليس بخير اليوم نتيجة الهجمة الشرسة التي تجتاح الوطن العربي من قبل اعدائه المخططين سلفا لتلك الهجمة والموقتين لها ان تكون على اوجها عندما يتم احتلال العراق.ان احتلال العراق بالنسبة لاعداء القومية العربية ومن ثم  هم الاعداء الحقيقيون لارادة العربي في التحرر والانعتاق تعني الانكسار في النفسية العربية ومن ثم سهولة الاجهاز عليها  وتشظي ارادتها وطموحاتها بين الامل المنشود والواقع الحزين المخيب للامال الذي يتوسط العالم العربي  ويشل كل اطرافه ويضغط على قلبه ويلوي خاصرته  كيف تكون.

 
في ضرف كهذا ومن الصعوبة والقسوة بمكان اذ انه يحتاج الى كل جهد يمكن للقوميين العرب  يتقدمهم البعث  ان يبذلوه وان لا يختزنوا أي طاقة ممكنة في سبيل رفد المعركة الفاصلة في حياة الامة على ارض الرباط ارض العراق العظيم. واذا كان السلاح ممهورا للمقاومين الشجعان ومرخصا به في العراق المحتل  ويمتلك صفته الشرعية في سبيل درء العدوان والغزو الاجنبي عن هذا القطر  وبقيادة مناضليه الاشاوس الذين اختارتهم ضروف النضال السلبي دون غيرهم من بقية الرفاق الذين اختاروا الرحيل او التفرج على الساحة اللاهبة وتحت ذرائع شتى فذات الحال يمكن ان يعرف به الرفاق الاخرين في الاقطار العربية التي تحتوي على تنظيم للحزب.ان وحدة النضال ووحدة المصير للبعث تعني ان المعركة في العراق هي ذاتها على مد الوطن العربي أي هي معركة كل البعثيين وان اختلفت الاساليب لكنها وان احسن التصرف بها وتثويرها وشد الرفاق الى فكرة الواجب الوحدوي فسوف تأخذ المجابهة مع العدو الساحة العربية كلها لتفتح على مصراعيها امام المناضل العربي الذي تحول من مناضل مكتبي في الضروف الايجابية الى مناضل ميداني علني وسري في الوضع الاستثنائي الذي يعيشه الحزب بعد احتلال العراق واستهدافه من خلال قانون الاجتثاث سئ الصيت. ان فكرة الاجتثاث للبعث وان جاءت لتطبق على البعثيين في العراق بعد احتلاله الا ان شرها المستطير سوف ينال كل البعثيين على مداد الوطن العربي وبالتقسيط وبالتتابع ومن هنا كان على الحزب ومن خلال قيادته القومية ان يذكر بهذا بل ويأمر كل مناضلي الحزب وفي أي بقعة من الوطن العربي للمشاركة في المعركة المصيرية التي صممت من قبل الاعداء لاستهداف الحزب ومن ثم انهاء فكرة القومية العربية وتحويل الاقطار العربية الى دول اجنبية متخاصمة مع بعضها البعض وهنا تكمن خطورة الهجمة الامبريالية الصهيونية الصفوية على مستقبل الشعب العربي وعلى مستقبل الوحدة العربية التي اصبحت تحت رحمة الكرسي الرسمي العربي الذي خانها  وتحت رحمة العدو الخارجي  الذي جاء ليطعنها في القلب كي لا تعيش.

 
ان الساحة العربية المفتوحة امام المناضلين في صفوف البعث يجب ان تنال حظها من المقاومة الشرسة ومن المحيط الى الخليج وفي أي بقعة يتواجد فيها البعث من خلال الاعلام ومن خلال الفعل المجاهد البطل في استهداف مصالح المحتل الاجنبي اينما وجدت ومن هنا يتم تثوير الشعب العربي ومن ثم انطلاق طاقة الانسان العربي الكامنة والتي تحتاج من يضغط على زرها  ويجيد العزف على الحان الوجود العربي ومخاطر تهديده.اي بمعنى اخر ان الوضع المأساوي الذي يعيشه العالم العربي بعد احتلال العراق  وبعد ان بانت مطامع الدول الكبرى في الوطن العربي  يحتاج الى الاستبسال والثورة العربية الكبرى وبقيادة البعث بل ربما اذا ما اجاد البعث القومي استخدام الضرف الراهن واستغلال الطاقة البشرية مع القدرة على ادارة الصراع سوف تبزع شمس الحرية من جديد وسوف تتحول الارض العربية الى نيران حامية تكوي كل من وطأها ودون اذن من اهلها.

 
العدو هو العدو اينما وجد على الساحة العربية وهو موجود بالفعل اذا لماذا لا يستهدف وهو في ذات الوقت يجثم على صدر العراق ويمزق فلسطين ويستبيح لبنان ويداهم مصر ويفتت الخليج ويستشري في القرن العربي الافريقي ويتوجه الى  المغرب العربي وضفاف المحيط؟ثم هل العدو في المغرب على سبيل المثال صديق وفي العراق عدو محتل ام بماذا يمكن تعريف هذا الازدواج في المفاهيم الجديدة الشيطنية التي تحاول استغباء الانسان العربي  وتفريقه بهدف الانقضاض عليه  بالتقسيط  وحسب خارطة المراحل التي رسمها اعداء العرب وبدهاء منظريهم  اينما وجدوا في الغرب وفي الشرق من الطامعين في طمس معالم الامة العربية التي تشكل خطورة على مستقبل مشروعهم  الكبير في الاستحواذ على العالم كل العالم وتحويله الى تابع ذليل مختلس لحقوقه في الظلام؟

 
اذهب الى اي بقعة في الوطن العربي ترى فيها اما سفارة لعدو او مشروع له او منشأ او باخرة او طائرة او بضائع او بنك او مؤسسة الخ  وكل هذه يجب ان تكون اهدافا للبعثيين والمقاومين العرب يطالونها طالما ان هناك احتلال لاي قطر عربي وطالما هناك حيف وقع على أي بلد عربي وهذا هدف مشروع  لمقاومة أي تدخل غير مشروع في الشأن العربي اذا ما اخذنا الوحدة العربية وتداخل مفاصلها من بلد الى بلد ومن قطر الى قطر حالها حال القوميات الاخرى التي تمخضت عن دول عظمى واخرى دول محترمة بين امم العالم بجهود اهلها وبقيادة احزابها القومية المسؤلة عن ادارة الصراع مع اعداء تلك الامم  والانتصار عليهم.

 
من هنا كان على البعث ان يعيد النظر في واجب اعضائه تجاه المصير المشترك الواحد على كل الساحة العربية  وان تتحمل كل القيادات القطرية وما يماثلها في الاقطار العربية وظمن الممكن الذي هو كاف  لتوجيه رسالة حامية الوطيس لاعداء الامة  واجبارهم على اعادة النظر في ما يفعلون ويتجاوزون بحق القومية العربية واخلاقها واحلامها ووحدة اراضيها.ثم مسألة اخرى مهمة جدا وهي ماذا ينتظر رفاقنا  كي يثوروا وتملأ خيولهم الارض صهيلا ؟هل ينتظرون ان تنزل معجزة من السماء لتوحد وطننا العربي الكبير وتطرد كل معتد اثيم؟ ثم اذا لم تثور الرفيق ضروف رفيقه في قطر عربي اخر تحت وطأة الاحتلال هل يمكن ان يستحق لقب مناضل ويطلق عليه كل ما جاء من اوصاف في دستور البعث العظيم؟اسألة وتساؤلات نضعها امام القيادة القومية المناضلة  وكلنا امل نحن البعثيون وجماهيرنا العربية في النظر اليها   والله اكبر  وعاشت الامة العربية المجيدة وفكرها البعثي الخلاق.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٢٦ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أذار / ٢٠٠٩ م