المقاومة العراقية : اميريكا والقوي واسئلة اخرى ما زالت مطروحة للاجابة

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي
من يعتقد ان اميريكا تتفادى الاقوياء خوفا من قوتهم فهو واهم وخير دليل على ان اميريكا وحسب منهج مخابراتها واسلوب حكومتها الخفية لم تتماهل  وحسب اولوياتها  في صياغة جديدة للعالم في الاجهاز على الاتحاد السوفيتي ومن ثم تفتيته لينكمش الى قلبه وهو روسيا الاتحادية اليوم والبارحة وغدا..ترى وهل توجد دولة اكبر واقوى من الاتحاد السوفيتي سابقا وعلى مستوى العالم بعد اميريكا وبالرغم من ذلك فقد اجهزت عليه وبطريقة او باخرى انهته وشلت معادلة التوازن الدولي واطفأت الحرب الباردة التي كان العالم المتخلف الجاهل يلوذ بها سابقا.وهنا ومن يقول ان اميريكا تحترم القوي فهو واهم لكن اميريكا بالتعاون مع اللوبي الصهيوني لها اولويات مخطط لها وتجري عملية تطبيقاتها او بالاحرى تنفيذها تباعا وحسب اهميتها على مستوى الستراتيج بعيد المدى الذي يخدم تشكيل الدولة العالمية في الزمن الاميريكي وهذا هو حلم الدولة الاعظم الفتية التي اكتشفت وتشكلت على اشلاء البشر في وهاد العالم الجديد.

 
كما ان ايران لم تكن اقوى من العراق في نهاية السبعينات والثمانينات ومعى هذا فقد كان مخططا في برنامج الولايات المتحدة وحلفاؤها ان يتم تحطيم العراق الذي امسى شوكة في عيون المصالح الغربية وبعاملين رئيسين وهما كون العراق الشوكة الحادة  بل والاحد ومنذ فجر تاريخ الصراعات مع اليهود من ناحية والعامل الثاني هو تأميم النفط وضرب المصالح الغربية وربما الشرقية بالسيطرة على مصادر الطاقة الوطنية  في هذا البلد من ناحية اخرى.اضف الى ذلك اصبح العراق مكرز استقطاب ونقطة انطلاق قومية عظمى للفكر القومي الموحد للعرب بعد ثورة تموز المجيدة عام 1968 وهذا يتقاطع تماما مع المصالح الغربية والصهيونية التي قامت على نظرية تجزئة الوطن العربي من اجل التخلص من القوة الكامنة العربية التي اذا ما توحدت فسوف يكون لها موقعا  قويا ولاعبا مفروضا على الساحة الدولية وكما يشهد التاريخ البعيد والقريب لهذه الامة التي تحمل اخطر فكر على الوجود الصهيوني والتمدد الاستعماري وهو الاسلام اذا ما اقترن بالطاقة القومية العربية التي جربها العالم في القدرة على الفتوح وكسب باقي امم العالم الى جانبها كونها تعتمد مفهوم الاخلاق والانسانية والعلم والخير ونشر المفاهيم التي تخدم كل اصناف البشر وقد حصل ذلك ابان الحكم العربي الاسلامي ونهضته العلمية والحضارية الكبرى التي ما زالت اثارها اسسا للثورة العلمية الحديثة.ان هذا الموروث واذا اطلق له العنان فسوف يشكل تهديدا خطيرا لمصالح الدول الاستعمارية وفكرة التشكل الكياني الصهيوني ذو الاذرع المرتبطة بالمصالح الاستعمارية الكبرى ودون استثناء.

 
من ناحية اخرى ورجعة الى بدء هل يمكن استبعاد اللعبة الثانية والمرحلية  وحسب ما خططت له وكالة المخابرات الاميريكية وجود اتفاق مسبق ومرحلي بين اميريكا وروسيا على تقسيم المنطقة وهنا اقصد ايران والعراق وهل لروسيا شأن في ايران والا ما مو دور روسيا في البرنامج النووي الايراني وما علاقة ذلك بنوايا وتخطيطات  اميريكا في المنطقة؟لا بد من الوقوف عند الموقف الروسي من العراق والتي كانت حليفة له يوما من الايام فروسيا كما اراها شخصيا ومنذ عصر الاتحاد السوفيتي قد لعبت دورا نفاقيا خطيرا في العقل العربي حتى اوهمته انها معه فاندفع في الاعلان عن معادات اعدائه في السر والعلن ودون تحوط ودون الاخذ بنظر الاعتبار سياسة حرق المراحل والغاء فكرة العشق مرة واحدة.ان ردة العربي العاطفية تجاه ما يجده لصالحة هي احدى نقاط الضعف القاتلة التي تتغلغل في الجسد السياسي العربي حتى تضاجع اعصابه وفي الاخير وبعد فوات الاوان يكتشف العربي المسؤول ان ما راح اليه كان من باب الاحلام  وانه ما زال رومانسيا استهوته ساحة الصحراء التي تطلق له العنان في ان يبني بخياله السامي ما يريد  وفي الصباح عندما ينزل للميدان لا يجد ابطاله المفترضين على ارض الميدان؟؟؟!!!

 
انتم تتحدثون عن ايران وكأنها التنين الذي قد يبتلع العالم وبظمنه اميريكا والكيان الصهيوني وقد نسيتم ان الفكر البراكماتي الذي تعتمده السياسة الاميريكية لا يحتاج الى كثير من التفكير في فهم اللعبة الاميريكية تجاه ايران والمنطقة ولا اقول اللعبة الايرانية مع اميريكا لان ايران اصلا  لا تحمل أي لعبة تقوم بها مع الولايات المتحدة بل ولا يجوز لاي فكر يقول انه سياسي ان يقارن الفعل الاميريكي بالفعل الايراني وما يتمخض عن ذلك من احداث ترمي بظلالها على منطقتنا.اميريكا بامكانها ان تنسخ الدولة الفارسية من الوجود اما بضربة ماحقة وسريعة او بانقلاب لو ارادت ذلك وليس صعبا عليها لكن ايران ولحسن حظها وقعت الى جوار العرب الذين استهواهم مثل ابائهم(اشبعني اليوم وجوعني باجر)أي بمعنى اخر خلو الفكر العربي السياسي اليوم من خطة موحدة  بعيدة المدى ومتفق عليها بين كل اطراف الزعامة العربية.لقد نسي العرب انهم يطوفون على بحر من الزيت الثمين وان اللعاب العالمي يسيل عليه ليل نهار وكما نسي العرب انهم يعيشون اليوم تحت المظلة الصهيونية النووية بأذرعها الاستعمارية البعيدة والمتصلة بها في ان واحد.ان هذا الواقع العربي اليوم بكل متناقضاته تلك ومصالح الغرب المتشابكة معها ربما يجد في ايران الخادم الامين والقريب عند الطلب الذي يضغط على القلب والنفس العربي المجاور كلما ضاق ضرعا بالمصالح الغربية  والصهيونية ومن هنا تستلم ايران اشارة الشد من اميريكا للضغط على الشارع الرسمي العربي الضعيف المجهد بالسهر والليالي الحمراء واستسهال الامور حد دفع الفدية عن كل خطيئة ربما يعتقدها تقع بحق الجوار وبحق القوى الاستعمارية الكبرى.

 
ما الذي تخسره اميريكا من تصالحها مع ايران وهي تلعب لعبة الشرطي في الخليج العربي ومنذ ايام الشاه وهذا هو دورها  الخادم المطيع لسيده الغربي الذي ربما يمد له يد الدلال ببعض الامتيازات ومنها الاستيلاء على بعض اراضي العرب وربما السماح لهذا النظام حتى بامتلاك الوقود النووي المراقب جدا والمحسوب بتأثيره جدا من قبل الدوائر الاستعمارية العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة.اسألكم لو افترضنا ان ايران امتلكت القنبلة النووية وهي الحليف التاريخي  لليهود فما هو تأثير هذا البرنامج على المصالح الغربية؟ثم ما هو تأثير القنبلة الفارسية على الامن الاميريكي ؟وحتى بامتلاك ايران تلك القنبلة ولو ارادت (افتراضا)ان تلوح بها ضد الولايات الاميريكية او الكيان الصهيوني فسوف يخونها اللاحاق باطلاق الصاروخ النووي الثاني قبل ان تتحول ايران بكاملها الى رماد وهذا الواقع تعرفه اميريكا ومسيطر عليه بالاتفاق مع روسيا صديقة  وحليفة الكيان الصهيوني ومن زمان؟؟؟اذن تشكيل ايران القوية وان حصل فسيحصل بتخطيط قوى عظمى على رأسها الولايات المتحدة  بدافع خلقها(كفزاعة)للعرب  وللاسلام الحقيقي الحنيف لا بدافع خلق دولة نووية لها كلامها على الساحة الدولية وفي صياغة أي قرار دولي.خذوا مثلا باكستان فقد سمحت لها الدول العظمى ان تمتلك السلاح النووي في غفلة من هذه القوى عن امكانية وصول التطرف الديني الاسلامي الى تلك الدولة  وبدافع التوازن مع الصين والهند كون باكستان تمثل القاعدة الاميريكية المتقدمة تجاه تلك الدول مضافا اليها روسيا. ثم بالله عليكم ما هو دور الباكستان النووية وتأثيرها على القرار الدولي وتقاسم المصالح الاستعمارية واعتقد الجواب المنطقي سيكون لا شئ؟!كما ان الباكستان اليوم لا تحسد على الذي هي فيه من مشاكل وقلاقل من خلال اندفاع التطرف الديني اليها فمن الغرب القاعدة وطالبان ومن الشرق الهندوس وعليه فبقرار من الدول الاستعمارية صانعة باكستان النووية يمكن لها وبعد تعجيزها عن حل مشاكلها وبعد ان تنقضي فترة المصالح بباكستان النووية يمكن ان تطلب منها تلك الدول التي صنعتها ان تلغي البرنامج النووي وتسلم مخزونها من الصواريخ وكميات اليورانيوم المخصب والخام ومع كل الاجهزة والمكائن وكما حصل مع ليبيا.

 
نستنتج من ذلك كله وحسب رؤيتنا على بساطتها ان ايران النووية(المفترضة) لا (القوية) هي صنيعة دوائر مصالح عظمى تقودها اكبرها واعتاها وهي اميريكا واللوبي الصهيوني الحليف لها ولا تحتاج تلك الحقيقة الى الكثير من القتال الاعلامي بيننا نحن العرب الذين تركنا لايران مساحة الفوز بالامتياز النووي ان حصل .غريبة هي الامور فبرنامج العراق السلمي النووي يستهدف من قبل اسرائيل وتطلق عليه رصاصة الرحمة من قبل اميريكا وحلفاؤها من الغربيين والشرقيين والعرب في حين توجه كل الامكانات المادية والاعلامية لتشكيل البرنامج النووي الايراني  الذي يستهدف العرب ومن خلال القواعد الاستعمارية المقامة على ارض العرب والعرب ما زالوا يتجاسرون على الفصيح من الكلم لا شئ سوى الكلم والله المستعان على ما يصفون؟!

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الثلاثاء / ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠٠٩ م