بـيـــــــــان

صادر عن حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني

في الذكرى الثانية والستين للتأسيس

 

 

شبكة المنصور

 
أيها الرفاق ..

 
الذكرى الثانية والستون لانطلاقة البعث العربي الاشتراكي التي نحتفل بها في السابع من نيسان كل عام تشكل بالنسبة لكم ولامتكم العربية العظيمة محطة هامة في السياق التاريخي لاستذكار ذلك اليوم الذي أعلن فيه رواد الحزب ومؤسسوه عن اختتام المؤتمر الأول التأسيسي بالإعلان عن ولادة حزبكم العظيم في دمشق فكان منعطفاً هاماً في حركة النهوض القومي وتحولاً مستوعباً بشكل علمي ونضالي شامل لمقومات واشتراطات ذلك النهوض الذي حمل الحزب رايته المرفوعة التي ستبقى مرفوعة دائماً وأبداً بقوة في الوحدة والحرية والاشتراكية .

 
ولقد كان واضحاً منذ تلك البدايات الواعدة أن المهمة التي نذر رواد الحزب، ممن استخلصوا واستوعبوا مبادئه في تلك المرحلة، أنفسهم لها إنما يتصدون إلى حمل مسؤوليات ثقيلة وشاقة في تفجير طاقات جماهير الأمة العربية في صراعها المعاصر مع أعدائها التاريخيين في الغرب الاستعماري المتآلف مع القوى الصهيونية من جهة وفي النضال لتحرير الإنسان العربي من تجاذبات وعوامل التخلف والفقر والجهل التي كان يرزح تحت أعبائها عبر قرون عديدة من جهة أخرى.

 
كما أدرك كل من انتسب إلى الحزب بعد انطلاقته أن تلك المهام الجسام الملقاة على عاتقهم تقتضي المزيد المزيد من التضحيات والنضال في التصدي للصعاب الهائلة وإنهاء مرحلة الاضطراب التي تعوق الأمة عن تحقيق كل ما يجدر بحزب قومي نضالي أن يقوم به والشروع بمرحلة الكفاح من اجل تحقيقه أهدافه عبر مزيد من التجذير الفكري والتنظيمي الشامل لتعبئة طاقات النضال في كافة أقطار الوطن العربي وزجها في معركة الأمة للنهوض، ذلك أن البعث العربي الاشتراكي إنما ينطلق من أعماق الوجدان القومي ومن صميم مشاكل الأمة كحركة صادقة أصيلة معبرة عن طموحاتها وليس له أن يتزيف أو يهادن أو يلبس ثياباً مستعارة ولا أن يأخذ بالضجيج الفارغ أو تتراخى قواه النضالية بمثل الحركات المسرحية المعتادة؛ فقد كان مؤمناً في أعماقه بأنه حامل لرسالة حقيقية عظيمة الأبعاد مستخلصة من تاريخ الأمة وحقيقتها الحضارية الضاربة في أعماق هذا التاريخ.

 
أيها الأحرار العرب ... أيها الشرفاء المؤمنون ...

لا يستطيع احد مهما كانت توجهاته حباً أو كرهاً للبعث أن يجادل في الاعتراف بما قدم حزبكم من نضالات وتضحيات أو التشكيك بما حقق من انجازات عظيمة على مدى العقود التي مضت على تأسيسه، كما لا يستطيع احد أن ينكر حجم المؤامرات الضخمة التي تحطمت على صخرة صموده، إذ بمقدار ما كان البعث يطرح من الفكر المتقدم أو يحقق من الانجازات كانت تتربص به قوى الشر للانقضاض عليه محاولة إجهاض كفاحه الدؤوب إلى أن بلغت قمة تلك المؤامرات حجماً غير مسبوق في تاريخ المنطقة على المستوى العالمي وذلك عندما جيشت الولايات المتحدة الأمريكية احدث الأساطيل والترسانات العسكرية وجندت عصابات الخونة والمتآمرين المحليين والإقليميين للإطاحة بثورة البعث في العراق وتدمير دولته وتقتيل وتشريد الملايين من أبناء شعبه تحت عنوان إجرامي هو (اجتثاث البعث)، لكنهم خسئوا وتهاوت أحلامهم بفضل المقاومة المسلحة العراقية التي كانت لهم بالمرصاد وحققت الانتصارات العظيمة ضد جيوشهم وعملائهم بعد أكثر من ستة سنوات من التصدي والصمود البطولي مما اجبر إدارة الإجرام الأمريكية آخر الأمر على الاعتراف بالهزيمة والسعي للخروج من مأزقها قبل أن يحل بها ما وقع لها في فيتنام.

 
أيها الأحرار العرب ... يا جماهير شعبنا ... 
لقد كان حجم ذلك التآمر والعدوان الأخطر والأكبر في هذه المرحلة إذ بعد تحييد مصر العربية وخروجها من معركة المصير القومية اثر اتفاقيات "كامب ديفيد" وما لحقها من إخراج أقطار ومنظمات عربية من دائرة الكفاح المسلح نتيجة اتفاقيات أوسلو ووادي عربة وغيرها باتت الأمة تواجه اليوم وفي مختلف الساحات حروباً دولية صهيونية أمريكية أطلسية ضدها مثلما تواجه في بعضها مؤامرات واستقطابات انفرادية أو محورية أدت إلى شن حروب معلنة أو غير معلنة في غزة ولبنان والسودان والصومال وغيرها، وباتت القوى الإقليمية الطامعة والمتآمرة في الباطن تتنازع علناً أو سراً أطراف الوطن العربي وتمارس في غياب نظام رسمي عربي يهتم بالأمن القومي العربي نشاطات تآمرية استفزازية وتخريبية لم يسبق لها من قبل مثيلاً؛

 
وبعد أن كان عراق البعث قبل الغزو البربري الأمريكي عام 2003 يقف حارساً أمينا على بوابة الوطن العربي الشرقية يذود عنها أخطار الشر ويلجم الأطماع الشعوبية والأحقاد التاريخية ويحجم تطلعاتها في الخليج وأطراف الجزيرة العربية، وبعد أن جرى تغييب قوة العراق نتيجة الغزو والاحتلال الذي قادته إدارة بوش الأمريكية عادت الثعابين الصفوية والشعوبية تطل برؤوسها كذلك مستغلة الظروف الدولية والإقليمية في تنشيط تحركاتها ومحاولاتها للتسلسل إلى بعض المفاصل العربية الهشة مما ظهرت بعض أعراضه في المغرب واليمن والأردن والصومال ولبنان وما تأتى لها بفضل ذلك الغزو من فرص وإمكانات واسعة لإقامة مرتكزات غير مسبوقة لنفوذها في العراق.

 
يا جماهير شعبنا المكابدة ... 
رغم قتامة الصورة التي قد تبدو ماثلة اليوم فإننا في حزبنا نؤمن بقدرة مناضلي الأمة من المحيط إلى الخليج على تحقيق النصر وانتزاعه من رحم الأحداث الطاحنة مهما بلغت خطورتها وتنوعت أطراف المؤامرات من خلالها، فالبعث في العراق يقود اليوم أشرف المعارك في مواجهة الامبريالية والصهيونية وقوى الاحتلال من أجل تحرير العراق على طريق تحرير الأمة ووحدتها، والأمة العربية في هذا الدور التاريخي لا بد لها  أن تطور قدراتها الكفاحية بما يتكافأ مع عظمة قدراتها الإنسانية والحضارية، وان تأخرها أو تباطؤ خطواتها في هذا السياق لا يجب أن يفسر بأنه حالة عجز أو جمود دائم ولعل ما نراه هنا وهناك في مواقع التحدي والنضال في وطننا العربي إنما هو صفحات ناصعة لا بد أن تمتد وتتسع لتأخذ أبعادها الشمولية في تحقيق طموحات الأمة كما هي في رؤى طلائعها الثورية وحزبها العظيم – البعث العربي الاشتراكي – الذي نحتفل اليوم بذكرى تأسيسه.


أيها المناضلون البعثيون ... يا طلائع شعبنا ... 
انتم تمثلون حركة الأمة نحو الوحدة والحرية والاشتراكية التي هي كما استخلصها رواد البعث طريقها النضالي إلى تحقيق الطموحات القومية الكبيرة لأنكم تسيرون مع أهداف الروح العربية الأصيلة؛ لذلك فأنتم مدعوون في عيد حزبكم هذا إلى تعزيز دوره الكفاحي في كافة المواقع والسعي بكل صدق إلى تحقيق قيام وتصليب الجبهة القومية التي يناضل الحزب من اجل ترسيخها وتطوير قدراتها.

 
فمن مجموع المشكلات القاسية الصعبة ومواجهتها بالصدق والجرأة والصرامة التي تعلمناها في مدرسة البعث وباعتمادنا القوى الحية في الأمة ومقدراتها وطاقاتها الهائلة أساسا لمعركتنا الشرسة مع أعدائها تستطيع بالتأكيد تحقيق رسالتها الخالدة فإلى المزيد والمزيد من النضال والتضحيات ندعوكم في يومكم التاريخي هذا حتى بلوغ النصر القريب.

 
·        عاش البعث العربي الاشتراكي رائداً ومنتصراً وحادياً للركب القومي حتى النصر.
·        والمجد والخلود لشهداء الأمة وشهداء البعث وعلى رأسهم القائد الخالد صدام حسين.
·        والموت والعار لكافة عناصر الخيانة والتآمر والأطماع الصفراء.
·        عاشت فلسطين حرة عربية أبية من النهر إلى البحر

 
والله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر وليخسأ الخاسئون.

 

الـقـيـــــادة الـعليــــــــــا

عمان / الأردن

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ١٠ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / نـيســان / ٢٠٠٩ م