حزب البعث العربي الاشتراكي                                               أمة عربية واحدة            ذات رسالة خالدة

            القطر التونسي                                                                   وحدة    حرية    اشتراكية

 

بيـــــــــــــان
بمناسبة الذكرى الثانية والستين لميلاد حزب الرسالة الخالدة

 

 

شبكة المنصور

 
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء البعث الأباة


تهل علينا اليوم في السابع من أفريل / نيسان 2009، الذكرى الثانية والستون لميلاد حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي انبعث من رحم الأمة العربية ليعبر عن إرادتها وثورتها ويحمل رسالتها الخالدة. فكان بحق حزب الطليعة العربية المجاهدة الذي لم تفل فيه معارك المصير والتحرير والبناء المتواصلة طيلة العقود الستة الماضية ولم تنل منه مخططات الأعداء والمتآمرين على وحدة الأمة وحريتها ونهضتها.


أيها البعثيون المجاهدون الأوفياء
لكم أن تفخروا بانتمائكم الى حزب أصيل أثبت في كل معركة من معارك الأمة أنه المعبر الحقيقي عن أصالتها وإبائها وقوتها في مواجهة التحديات ومقاومة العدوان بلا هوادة ولا مساومات مهما كانت جسامة التضحيات لأنه يدرك أن أهداف الأمة في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية لا تتحقق بالتمني والتغاضي والهروب من المواجهة بل بقوة الإرادة والاقتحام النضالي والثورة المتجددة الوثابة على صعيد البناء وفي معارك التحرير. وقد برهن حزبكم أنه أهل لكل المنازلات كلما تعلق الأمر بحقوق الأمة في السيادة والكرامة والوجود.


أيها البعثيون المؤمنون الأصلاء
ها هو حزبكم يدخل معركة الحسم مع أعتى قوى الشر والاستعمار والهيمنة ليجعل عراق العروبة والحضارة الساحة التي تتحطم عليها هذه القوى مجتمعة في تحالف ليس له مثيل في التاريخ من حيث الحشد العسكري والقوة التدميرية والحقد العنصري والانتقام البربري حيث التقت إرادة الشر الإيراني الصفوي بغطرسة الغرب الاستعماري الصليبي الصهيوني وبنوازع العمالة والخيانة المحلية والإقليمية ليكون الهجوم الوحشي المجرم على عراق البعث ومؤسساته وإنجازاته وعلى حزب البعث وقادته وقواعده. فحل بالعراق الخراب والنهب وانتصب الاحتلال وحلفاؤه يجتثون البعث ويغتالون قادته ورموزه ويقتلون وينكلون بأنصاره ومؤيديه بكل حقد وانتقام.


أيها البعثيون الصادقون
لكم أن ترفعوا رؤوسكم شموخا لأن رفاقكم في العراق أثبتوا للعالم أجمع أنهم رجال جهاد لا يقهرون وأن انتماءهم الوطني والقومي وإيمانهم بمبادئ البعث ورسالة أمتهم قد كانا فوق كل اعتبار فما ذلوا وما وهنوا وهم يواجهون أحكام الاغتيال الانتقامية وما ترددوا ولا ساوموا في مقاتلة الغزاة وعصابات الغدر والقتل والانتقام وأحزاب الردة والطائفية.
لا شك والجميع يعلم أن ما تعرض له البعث في العراق من اجتثاث وتصفيات وما قدمه من شهداء لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمة وقد تصور الأصدقاء قبل الأعداء أن البعث انتهى وأصبح من الماضي.


وربما لم يفهم الكثيرون أن البعث حزب أمة قدرها الانبعاث وأن مبادئ البعث تنبع من إرادة هذه الأمة العربية الأصيلة. وهذه الأصالة ما كان لها أن تستمر رغم المحن لو لا روح المقاومة المتجددة فيها. فهل يموت حزب صنعته إرادة الأمة المقاومة ليجسد قيمها وأهدافها ورسالتها الخالدة؟. هل ينتهي حزب وقد صقلته التجارب النضالية الثورية السرية والعلنية وتجارب البناء والتعمير وهو في السلطة ومعارك المصير والتحرير وهو في جبهات المقاومة والجهاد.
أيها البعثيون الثائرون في وجه الطغيان


إن كان هناك من ذكرى فهي التذكير بأن لا بديل عن وحدة الصفوف والجهاد لطرد الاحتلال وتبديد إفرازاته ومخلفاته. وإن كان هناك من حزب يستحق الاحتفاء به فهو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي وبالاعتماد على المنهج العلمي الجدلي في التحليل والاستشراف أمكن له الوقوف على العلل والأمراض وعلى طبيعة التحديات وعلى عمق التناقضات الجوهرية بين قوى النهوض التي تضع الأمة في المسار الصحيح للتاريخ وبين القوى الرجعية المعادية لتطلعات الشعوب وللقيم الإنسانية النبيلة.


وفي سياق التزامه المبدئي العميق بقضايا الأمة، ونهجه القومي في رسم معالم الإشعاع الثوري والانبعاث الحضاري وفي مواجهة التخاذل والتآمر والعمالة ومقارعة قوى البغي والعدوان الاستعماري، يحسب للبعث السبق في جر قوى الشر إلى ساحة المواجهة المكشوفة مما أهله الى نيل الاستحقاق التاريخي المشرف والمكانة الطلائعية لمواصلة معركة المصير بالجهاد المقدس وكشف كل صفحات سجل التآمر الممنهج للتنكيل بالعروبة وتعطيل وحدة الأمة وكسر إرادتها.


أيها البعثيون في كل مكان
لكم الشرف أن تتقدموا في جميع ساحات المواجهة من المحيط الى الخليج لمقاومة أمراض الأمة واستنهاض قوى الخير فيها لاستكمال معركة التحرر الوطني والقومي الشامل في مواجهة الإمبريالية والصهيونية وقوى الردة والرجعية القطرية والطائفية والتشرذم وجميع قوى الشد للحضيض والانبتات، ولا شك أنكم خير من يجرأ على خوض معركة الحضارة والإنسانية في مواجهة الاستعمار العنصري والهيمنة الرأسمالية الجائرة. وأنتم ولا شك أيضا حماة العروبة وقيم الإسلام والإنسانية.


إن احتفاءنا بالبعث اليوم يدعونا الى الاعتزاز بماضي البعث ونهجه الفكري ومحطاته النضالية وتمجيد الحاضر الذي تخطه المقاومة العراقية الباسلة وتنيره صولاتها ضد الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني الصفوي الذي بدأ يلملم أذيال الهزيمة استعدادا للرحيل القريب. والاحتفاء بالبعث والبعثيين في بلاد الرافدين له مكانة خاصة تكريما وتمجيدا لدورهم في قيادة المواجهة وفي تقدم قوافل الشهداء إذ رفعوا هامة العراق والعروبة عاليا وسموا بالمبادئ وقيم البطولة فوق كل اقتدار فكانوا بالبعث وإيمانهم أعزاء وصار بهم البعث أقوى مما كان. فلا مجال للبعثيين حيثما كانوا غير تمتين وحدتهم ورفع هامتهم والجهر بصحة مبادئهم وشهامة رموزهم وقدرة حزبهم على إدارة وقيادة النضال.


الرحمة والوفاء لمؤسس البعث العظيم الرفيق أحمد ميشال عفلق.
التكريم والوفاء للقائد الرمز شهيد البعث وشهيد الأمة صدام حسين.
الرحمة والخلود لشهداء الحزب والعروبة.
تحية إجلال وإخلاص للرفيق المجاهد الأمين العام للحزب والقائد العام للجهاد والتحرير.
تحية النصر لجميع الرفاق في القيادة القومية والقيادات القطرية وجميع أعضاء تنظيمات الحزب وفروعه وخلاياه وجميع أنصار البعث وجماهيره وأصدقائه الأوفياء
النصر والمجد للمقاومة العربية الإسلامية في العراق وفلسطين والأحواز العربية.
عاشت الأمة العربية المجيدة. عاش حزب البعث العربي الاشتراكي.

 

تونس ، أفريل / نيسان ٢٠٠٩

 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء / ٠٥ ربيع الثاني١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / نـيســان / ٢٠٠٩ م